الثلاثاء، مايو 05، 2009

الطاعون القاتل في الأمس يطالب في تحقيق العدل والعدالة اليوم

خضر خلف

إننا كشعوب في امتنا العربية ندرك أن منطقتنا تتعرض إلى استهداف أمريكي وغربي من اجل أن تفرض على منطقتنا واقع سياسي جديد سبق وان وعدت بها الإدارة الأمريكية من خلال تصريحات وزيرة خارجيتها السابقة أثناء حرب تموز 2006 بخلق شرق أوسط جديد.
ولكن المقاومة خيبة آمالهم في تحقيق هذا الهدف من خلال الآلة العسكرية , فكان من بعدها أن يكون تحول جديد لتحقيق هذا الهدف من خلال الواقع السياسي , إن هذا التحول تجلى وتتمثل وتجسد في مضمون أبرز أهداف تحالف 14 آذار وكان منطلقا من عجز سياسي داخلي لهذا التحالف وهو الإصرار على إنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الراحل الشهيد الحريري , وكذلك أهداف المشروع الأمريكي تطبيق القرار 1559, ومدعين بأنهم حريصين على قيام دولة لبنانية تعتمد من خلال مؤسساتها على تطبيق القانون , وهذا هدف في بسط سيطرة هذا التحالف على كامل التراب و نزع سلاح المقاومة .
إن ما يقوم به تحالف 14 آذار يعد بحد ذاته انقلاب على القوانين والمبادئ ومكانة الأحرار الحريصين على الوطن , وان الأمور والتصريحات التي يمارسها البعض في هذا التحالف و في هذه الأيام التي يمر بها لبنان تتميز بقمة الوقاحة السياسية .
أن قاتل الأمس نفسه من يوجه التهم للآخرين , وأصبح من المتلاعبين في الساحة السياسية اللبنانية , مجتهد بذلك لإبعاد الأنظار عنه وعن ماضيه وعن تركيبته وغرائزه ومبادئه التي لا تجيد إلا التفكير في أسلوب الاغتيالات عبر تاريخه المنغمس في مستنقع الجرائم بكل من يحيط به من خصوم.
إننا نتساءل ما هي الدواعي التي من اجلها خرج ليستعرض ويعترض وينتقد تصريحات الآخرين بعد الإفراج عن الضباط الأربعة بقرار من المحكمة الدولية وليس بأمر لبناني , هل هو حريص على العدالة وظهور الحقيقة ؟.؟؟ أم يريد أن يبعد شبح الاتهام عن نفسه؟؟
إن ماضي هذا الرجل مفعم في الإجرام والاغتيالات .
أنا لا أريد أن اذكر أهلنا وأحبتنا في لبنان بجراحهم وآلامهم ولكن أريد أن اذكر السيد جعجع وتحالف 14 آذار واسألهم من منطلق حرصهم على لبنان الذي يدعونه لماذا سجن جعجع ولماذا حكمت المحكمة عليه بالإعدام قبل تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة , الم يكن بسبب اغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامي , و رئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون و تفجير كنيسة سيدة النجاة , واغتيال النائب طوني فرنجية ابن الرئيس سليمان فرنجية و عائلته في أهدن , الم يقتل جعجع الم يكن اكبر من ارتكب المجاز في لبنان ؟؟؟ واسأل كذلك الم يكن من بين هذه الجرائم اغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامه؟؟؟ الم تكن هذه الجرائم بدرجة اغتيال الشهيد رفيق الحريري؟؟؟
ولنسأل أنفسنا أيضا متى خرج جعجع من سجنه الم يخرج بموجب عفو نيابي خاص من قبل المجلس الجديد الذي شكل بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005 .
ليعود إلى نشاطه السياسي ويحسب مع وليد جنبلاط من بعد ذلك من المتميزين من بين قادة تحالف 14 آذار الموالي لأميركا ..
ماذا نقرا من كل هذه الأحداث ومن بين هذه السطور , قاتل حكم في الإعدام من قبل القضاء اللبناني المتميز بسلطته المستقلة ومصداقيته , ليفرج عنه يعفون نيابي خاص , ومتى بعد خروج الجيش السوري , وبظل قرارات دولية لتغير الواقع السياسي في لبنان والمنطقة قاتل الأمس يدافع عن الوطنية ويطالب في الوصول إلى الحقيقة ويطلب في تطبيق العدل والعدالة , أن وجود جعجع في هذا التحالف يبين أبعاد هذا التحالف لان من حكم عليه في القتل والاغتيال لا يصلح ليكون من أصحاب القرار لأنه أدين بأنه مجرم قاتل فبذلك أصبح غير مؤتمن على مصالح بلاده.
أما في النسبة للمحكمة الدولية إذا كانت لا تتصف في المشروع الأمريكي عليها أن تبحث عن الحقيقة عند جعجع أستاذ علم الإجرام والاغتيال . واني لا أريد أن أطيل عليكم فأقول فاقد الشيء لا يعطيه.

كاتب عربي فلسطيني

ليست هناك تعليقات: