طانيوس قزّي
سيدني
مهاجمة جنبلاط للموارنة محاولة بائسة للتراجع عن الأخطاء التي ارتكبها خلال الأعوام الأربعة الماضية ضمن مسرحيّة من ابتكاره متبعاً طريقة سخيفة وبإخراج فاشل. والهدف هو إصابة عدّة عصافير نذكر منها محاولة الإيحاء بأنه غير مقتنع بخلافه مع الطائفة الشيعيّة الكريمة متناسياً ما سبق وسوّقه بحقّها من تهم وأضاليل. ومنها مهاجمة الموارنة بشكل قاسي وقد سمّى حلفاءه ليجعلهم يكسبون عطف الشارع المسيحي لأنّه متأكّد ضمناً بأن كلّ من يهاجم مسيحيّاً من وليد بك يقترب منه المسيحيّون والعكس هو الصحيح ما دفعه للتغزّل بالعماد عون قبل هذه المسرحيّة بأيّام لدفع المسيحييين للإبتعاد عنه. ومنها نيل رضى دولي يتمثّل بأميركا وإسرائيل ومن يدور في فلكهما وعربياً من مصر والسعوديّة فربّما يرقّى في مرتّبه السنوي. وردّة الفعل كانت إستقبال غبطة البطريرك الماروني وبضحكة عريضة ممثّل وليد بك الذي زاره بعد ذلك بأقلّ من 24 ساعة مشدّداً على حسن العلاقة مع بكركي ولم ينس التذكير بمصالحات الجبل العظيمة . جميع أفراد جوقة ثورة العهر السياسي بما فيهم العنيد والحكيم المنتظر غابوا عن السمع دوري شمعون "رحمات الله على الرئيس الكبير كميل شمعون" وحده هذا المغوار انتفض ومن مركز الجماعة الإسلاميّة في برجا اتخذ موقفاً صارماً من وليد بك وصرّح وهو بكامل وعيه: "من أجل إتمام مسيرة الإستقلال يجب وضع ما قاله وليد بك في خانة كلام الليل يمحوه النهار" ومن يدري ربّما بذلك يتهمه بالجنون ولا عتب. كل ذلك كي لا يضحّي بكرسي في المجلس النيابي. وماذا ستكون ردّة فعل هؤلاء الجهابذة لو صدر كلام كهذا عن أي منضوي في قوى المعارضة كي لا أقول عن أي مسؤول فيها؟. إنّ المسيرة التي يتغنّون بها لهي عن حق مسيرة استغلال واستهبال. والذي يدّعي بأنه يسير في مسيرة الإستقلال عليه أن يبدأ بنفسه أوّلاً فليتحرّر من التبعيّة ولينأى بنفسه من التزلّف لأي كان مهما تكن المغربات. والإنتفاض من قبل مسيحيي جنبلاط والحريري على هذا الوضع المخزي الذي وصلوا إليه لاسترجاع كراماتهم المصادرة من قبل هؤلاء حتى ولو أدّى ذلك لفضح أمرهم ممّا قد يكونوا سبق وفعلوه فنحن كشعب مستعدون للمسامحة أمّا إن بقوا هكذا فابنتظارهم ليست مزبلة التاريخ فحسب بل المزابل على أنواعها .
قال الشاعر: "إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت / فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" وقال آخر: "يا من ضحّيت بأخلاقك للجاه سبيلاً / الكرامة كنز وكلّ مال الأرض ليس بديلا".
هل تعلم بأن الشيخ سعد السعيد جدّاً بحظّه الكبير الذي ساعده على إيجاد تحفتان رائعتان غبّ الطلب عاثرتان للمرحومين الكبيرين كميل شمعون وبيار الجميّل من دون عناء وهما كالخاتم بإصبعه حيث كان سيعمل جاهداً لإيجادهما وطبعاً بمساعدة إدارة الرئيس بوش البائد وبتغطية سعوديّة علماً بأنّ أيّاً منهما لم يبد إصراراً لمعرفة حقيقة استشهاد المرحومين الكبيرين بشير وداني وهنا أتذكّر ما قاله أرمني عتيق عندما ذهب ليواسي بفقدان شقيق أحد أصدقائه قائلاً: "يلعن إختو زمن بابا آدمي بتروح عاطل بيضلّ".
هل تعلم بأنّه ليس كافياً أن يكون عدد نوّاب رئيس حزب العائلة أي حزب الكتائب داخل الحزب ثلاثة فقط علماً بأنّ هذا العدد ربّما سيرتفع إلى عشرة بعد الإنتخابات النيابيّة المقبلة وذلك لإيجاد فرص عمل أكبر للشتّامين الذين يتّبعون دوماً هذه الطريقة للتسابق على من سيحظى بمنصب النائب الأوّل والنائب الثاني لرئيس الكتائب وإلى ما هنالك.
إنّ رئيس الحزب هذا هو بحاجة كما هو ظاهر لأكثر من ثلاثة نوّاب مساعدين علّه يجد بينهم من يتجرّأ ويذكّره بأنّه كان سابقاً رئيساً للجمهوريّة وكما تبوّأ منصب الرئيس الأعلى للحزب "المنصب الشاغر الآن" فليس من اللائق أبداً أن يقوم بهذه الزيارات المتكرّرة للبلاط الحريري في قريطم لزيارة سيّده هناك والذي يكبره سياسيّاً بما لا يقل عن 30 عاماً وزمانيّاً ربّما بأكثر من هذا العدد وأن ثورة القرنبيط لا تستأهل كلّ هذا.
هل تعلم بأن السيّد دوري ألغى زيارته المقرّرة إلى أستراليا ربّما لأنّ أحد المؤيدين أخبره بأنّ وليد بك رئيس اللائحة التي ترشّح بموجبها دوري للنيابة وبرأس مرفوع طبعاً لاستكمال ثورة البلّوط هو نفسه وليد جنبلاط الذي هجّر وهدم منازل القطيع الذي كان سيستقبله لو ذهب إلى أستراليا ذلك خلال العام 1986 مع الإشارة إلى أن السيّد الدوري لم يكن يعلم بذلك لأنّه كان يقيم في فرنسا كون المرحوم والده أقصاه حينها ومنعه من التعاطي في السياسة ولم يعد إلاّ بعد استشهاد المرحوم داني الذي نسيه بالطبع فعمل جاهداً لبيع قصر والده لآل الحريري أوّلاً وفرط حزب الأحرار ثانياً وعندما علم دوري بكلّ ذلك لم يعد باستطاعته الإنسحاب من الترشّح لأنّ المغريات كثيرة.
هل تعلم أن موحّد الطائفة الدكتور المقاوم الحكيم السيّد سمير جعجع رغم إعلامه منذ مدّة قصيرة بأنّه أصبح يمثّل فوق التسعين بالمئة من المسيحيين إلاّ أنّه لم يذكر أي فئة منهم المغفلين أم المستفيدين؟ وعلى الرغم من ذلك فهو لم يعمل على تشكيل لوائح إنتخابيّة لسببين أساسيين السبب الأول خوفه الشديد من انقسام الصف المسيحي الوضع الذي يرفضه الحكيم "جداً جداً جداً جداً جداً" حيث يعمل دائما وأبداً لتوحيد هذا الصف وقد فضّل التضحية ولعب دور أمّ الصبي تفادياً لذلك مبرهناً أن الإشاعات التي تحدّثت عن لعب فيلتمان دوراً كبيراً لإخراج الحكيم من السجن بموجب عفو لقسمة وإضعاف الصفّ المسيحي هي كذبة سوداء قاتمة لا أساس لها من الصحّة. والسبب الثاني يكمن في أن جعجع وجماهيره "الغفورة" إن نزلت إلى الساحة بالإنتخابات فهي بالطبع ستكسح كافّة المقاعد في المناطق المسيحيّة ممّا يدفع الجنرال عون ربّما لمغادرة البلد بعد سقوطه المريب وبعدها ماذا ستعمل جوقة الشتّامين من سياسيين وصحافيين لكسب المال وقد قال المثل: "قطع الأرزاق من قطع الأعناق".
هل تعلم بأن النائب الأزلي لكافة المراحل والأزمنة المناضل بطرس حرب وفي إحدى زياراته لأستراليا إبّان حكم الرئيس الشهيد الحريري قال أمام زوّاره بأن الحريري هو خطر كبير ليس فقط على مسيحيي لبنان إنّما على مسيحيي الشرق كافّة؟. إنّ عنتر هذا ماذا عساه يصف الشيخ سعد وسنيورته حول هذا الموضوع ؟. للتذكير هذا كلّه ضمن حملاته الإنتخابيّة.
هل تعلم إن هؤلاء الرجال إن اختيروا ليكونوا أبطال ثورة ما، ونصيحة مجانية لهم لأجل استقطاب الناس حولهم حيث طريقتهم المتبعة بالغش والتضليل لم ولن تنفع لأنّ الناس تحبّ الحقيقة فما عليهم سوى تقديم حقيقة واحدة قادرون بلا شكّ التمترس خلفها تساعدهم ربّما على استمالة الجماهير ألا وهي تسمية ثورتهم بثورة العهر السياسي وهكذا قد ينجحون مئة بالمئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق