الاثنين، مايو 04، 2009

مشاريع من/على ورق...تنتظر المجلس الأعلى للمحاسبة ؟

علي مسعاد

ّ"...المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي مشروع شمولي ومندمج يرمي إلى تعبئة واسعة تمكِّن الطبقات الاجتماعية المختلفة والمناطق المهمشة من تحقيق التنمية البشرية المستدامة، كما ترمي هذه المبادرة إلى الرفع من الخدمات الاجتماعية وتقوية البنيات التحتية وخلق مناصب شغل..ّ"
د. علال ركوك


مع أحداث 16 ماي الأليمة وانطلاق "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" ، توالدت الجمعيات بسيدي البرنوصي كما سيدي مومن ، بشكل لافت للنظر ، تماما كالفطر.. بحيث ، أصبحت تتناسل " الجمعيات " كالمقاهي ومحلات الأكلات الخفيفة ، في كل مكان وبدون أي فعالية تعود على المنطقة بالنفع العميم .
بدار الشباب سيدي البرنوصي كما سيدي مومن ، تتأسس الجمعيات تلو الجمعيات ، وعينها على الأرقام التي ستضخها ، في حسابها البنكي ، بمشاريع " وهمية " على الورق أو " النسخ " من مشاريع باقي الجمعيات ، التي رأت في " المبادرة " البقرة الحلوب ، التي تدرعليها الملايين ، وفي ظرفية زمنية قصيرة جدا .
فأصبحت ترى كل من هب ودب ، يتأبط المحافظ والملفات ، ويتحدث عن "المشاريع " ،" المبادرة " و" التنمية " وكل نشاط يقوم به ، مهما صغر أو كبر حجمه ، هو في خدمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
وإن اختلفت مسميات الجمعيات فالمشاريع تكاد متشابهة ، لحد التطابق ، عن تعليم " الفصالة " ، " الخياطة " ، " الطبخ " ، " الإعلاميات " وغيرها من المشاريع التي لا تتطلب إلا مقر في حي في الأحياء السكنية ونخبة من النساء ، ضقن درعا بالبيوت والفراغ القاتل .
فإذا كانت فلسفة "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية " على حد تعبير الفاعل الجمعوي بوشيت الحسن ، هي مشروع تنموي من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية لسكان المغرب. تقوم على ثلاث محاور أساسية : التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة و الجماعات القروية الأشد خصاصا - تشجيع الأنشطة المتيحة للدخل القار و المدرة لفرص الشغل - العمل على الإستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة...ّ ".
فهي في عرف العديدين ممن هجروا دور الشباب بالمنطقة ، مجال للاغتناء السريع
وضخ المزيد من الأرقام في الأرصدة البنكية .
وإلا كيف نفسر ، غياب الكثير من الأنشطة والمهرجانات الإشعاعية التي كانت إلى وقت قريب ،"ّ المشتل " الذي فرخ لنا أسماء وازنة في عالم الفن ،الثقافة والصحافة ، ليس على المستوى المحلي فحسب بل حتى على المستوى العالمي .
فأسماء لمنور المطربة الشابة المغربية التي تألقت في سماء الأغنية الخليجية ، كانت بدايتها من مهرجان جمعية " الفوز " بدار الشباب سيدي البرنوصي ، أسماء ليست وحدها من تلمست بدايتها من الدار ،فالمطرب الشاب حاتم آدار الذي تألق في برنامج " ستار أكاديمي " بلبنان،عرف ذات البداية ،تماما كيوسف الجريفي الفائز بجائزة " استوديو 2 " ، وغيرهم كثير .
أما في مجال المسرح ، فكانت جمعية " السلام " البرنوصي ، العلامة " المضيئة" في الزمن المسرحي الماضي الجميل .
الزميل عبد المجيد حلاوي الصحافي بمديرية الأخبار والحاصل على الدكتوراه في القانون الاقتصادي الدولي من جامعة نيس ، لم يكن إلا رائدا من رواد دار الشباب سيدي البرنوصي .
كان ، هذا بالأمس البعيد ، حيث لم يكن هناك للمركب الثقافي وجود ، ولم تكن العديد من الفضاءات والمنتديات الجمعوية الشبابية ، كان هناك ، فقط ، الحلم الجميل ما يسكن العديد من رواد دور الشباب ومحركهم للقيام بأنشطة مازلت راسخة بالذاكرة الجمعوية المحلية .
أما والجمعيات في سيدي البرنوصي كما سيدي مومن ، أصبحت تتوفر على مقرات خاصة ولها ميزانية مستقلة وأطرها على دخل قار، وأصبح لدينا مركب ثقافي بالمنطقة ، مجهز بآخر التقنيات والتكنولوجيا ، غابت أشياء كثيرة ، غابت الأنشطة الإشعاعية الكبرى ليحضر الفراغ القاتل .
فهل " المهرولون " وراء المشاريع تلو المشاريع ، ظلوا طريقهم إلى قلوب الفئة التي من أجلها كانت المبادرة ؟ا أم أنه آن الأوان للضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه ،أن يوظف أموال المبادرة في غير الاتجاه التي رصدت لأجلها ؟ا

ليست هناك تعليقات: