خضر خلف
في شؤون السيادة للدول أصبح يصعب علينا أن نعرف نوعية التعريف والدلالة للسيادة أو عدمها في سوق تعريف السيادة في قاموس الإدارة الأمريكية . نعم نعلم أن التاريخ تغير والعالم في التكنولوجيا والتسلح والتفنن في قتل العنصر البشري العربي قد تقدم . ونؤمن بالوقت نفسه بشيء واحد لا يتغير الله والدين والعقيدة والسيادة .. ولكن يظهر لنا من يزايد ليس من منطلق الحرص على الوطنية أو السيادة , لكن ينطلق ليزايد على سخطه من وضع يعيق تحقيق وضعية وصوله إلى استبداده وانفراده بأخذ القرار على حساب سيادة الدولة , ويعمل على انتقاء التعريف والقول بصفة إدراك إن الحل يأتي من خلال الآخرين ألا وهي الشرعية الدولية المتمثلة بالإدارة الأمريكية. .
وبمزايدته يصبح معلنا أن دولته لا تملك المقدرة من خلال قضائها ومؤسساتها إعلاء الحقيقة متخلى عن سيادة دولته ومتعري من قيم الأخلاق والعدالة , ليس من اجل إظهار وإعلاء الحقيقة بل من اجل الانطلاق لكل أعمال الاستبداد والانفراد بحكم وإصدار قوانين وقرارات تتلاءم مع توجهاته ولو كانت على حساب معاناة الشعب وفقدان السيادة للدولة .. ولن يرضيه أن يشاركه في شؤون إدارة دولته من أبناء وأهل دولته إذ كانوا لا يتمتعون برغبته , وسيضيف ما يراه يناسب نقده حتى لو شاء إضافة التهم لمن يطمح في المشاركة للحفاظ على السيادة.. يحلل لنفسه حرمات ليحقق لنفسه ما يحرمه على غيره . وهذه أصبحت صفة وما يتمتع فيه المنزلقين في حضن الإدارة الأمريكية.
كلينتون تزور لبنان قبل الانتخابات العامة وتقول بأي حال من الأحوال لن نفعل شيئا يقوض سيادة لبنان لاجتذاب النظر واقصد نظر الناخب اللبناني . وفي نصوص إجاباتها للصحفيين كانت توجه الناخب اللبناني إلى نوعية الحكومة التي يجب عليه اختيارها بقولها إن إدارة الرئيس باراك اوباما ترتقب نوعية الحكومة اللبنانية المقبلة ومن بعدها سوف يتم اخذ القرار بما له علاقة بالمساعدة التي تقدمها , أن هذا تتدخل صريح في الشؤون اللبنانية الداخلية من حيث تحديد نوعية الحكومة التي سوف تلقى الرضا الأمريكي وتجسد ذلك بقولها سوف نظل ندعم أصوات الاعتدال في لبنان والمؤسسات المسؤولية للدولة اللبنانية التي تعمل من اجل البناء, أي بين ( ) القصد هنا ابعدوا كتلة المعارضة عن تركيبة حكومتكم , أننا أصبحنا من خلال ذلك أن ندرك ونعرف أسباب هذه الزيارة ألا وهي لتعلن للناخب اللبناني نوع الحكومة التي سوف تنال رضا الإدارة الأمريكية .
ما أبشع أن تحوي هذه الوقاحة في مضمونها تتدخلا سافرا في شؤون الغير والفرض عليه بواقع لا يريده بل يريده غيره لدعم سياساته وتوجهاته في السيطرة على المنطقة وقررتاها.
وانه الألم الحقيقي الشديد الذي يمزق القلب عندما سمعنا ما قله المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد بعد الإفراج عنه بان قاضي التحقيق قال له بأنني لا استطيع الإفراج عنك لان الوضع أصبح سياسيا ومسيس.
والمؤلم أكثر عندما أمر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرا نسين بالإفراج فورا عن الضباط الأربعة الموقوفين منذ نحو أربع سنوات في قضية اغتيال الحريري، مشيرا إلى عدم وجود عناصر تمكن من توجيه الاتهام أليهم وجعلنا نتساءل الم يصل القضاء اللبناني إلى هذه الحقيقة , وإذا انه قد وصل إليها لماذا لم يكن هو صاحب هذا القرار.
ماذا حصل للقضاء والعدل اللبناني المشهود له باستقلالية وعدله, وأين موقع السيادة اللبنانية وقاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرا نسين وهو يعلن هذا القرار. حقا إنها هذه الصفعة الأولى على وجه من يسعى في التخلي عن سيادة وطنه , وهل الانتخابات سوف تفرز الطمه على الوجه .
السبت، مايو 02، 2009
متى يعيدون لك السيادة يا لبنان؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق