الأحد، مايو 03، 2009

الانتخابات اللبنانية والفلسطينية تتميز في الديمقراطية الحقيقية

خضر خلف

الشعوب العربية عاشت أيام الانتخابات في عدة دول عربية منها انتخابات رئاسية وبرلمانية وبلدية، خلالها تميزت في الإعلام والصراع السياسي والحزبي والعائلي من منطلق تمثيل الحزب أو العائلة من خلال مقاعد الفوز في البلدية أو تحت قبة البرلمان , منطلقين في دعايتهم الانتخابية إيهام الجمهور بأنه سوف يتم التغير , حملات انتخابية مسعورة تتميز في العنف والقتل يقتل من خلالها العشرات والمصابين في المئات من اجل هذا الكرسي ، وسرعان ما تنتهي هذه الانتخابات وتفرز نتائجها فنجد تغير قد حصل نعم انه لتغير واقعي ملموس على الصعيد ذاته , التغيير سيء بالسوء ، يبقى الوضع لما كان عليه ,
هل تعرفون لماذا لان الحزب الحاكم بأنظمتنا يحافظ على مقاعد الأغلبية وان التغير الذي يسعى إليه هذا النظام أو ذاك ليس التغير في السلوك والمنهج وإنما بتغير وجوه أزلامه وممثليه , ويبقى الحزب الحاكم التابع طبعا لفخامة الرئيس، وتنجلي الحقيقة بان الوضع زاد الطينة بله.
أما انتخاب فخامة الرئيس في أنظمتنا تتم بكل ديمقراطية وشفافية وأي ديمقراطية أحلى وأجمل من ديمقراطية أنظمتنا العربية جمالها وحلاوتها يتميز في كل أنواع ووسائل التهديد.. والوعيد .. والقمع .. والاعتقال .. لمن قال انه يريد أن يرشح نفسه ليكون فخامة الرئيس , وتجري انتخابات الرئاسية وتكون نسبة الفوز من 97% إلى 99% ،
وناهيك على أن أذا الرئيس فخامته مرض وشعر في وعكة صحية يأخذ في تلميع نجله من اجل أن يستلم ورثة أبيه
أما نحن في فلسطين ولبنان من جسد هذه الديمقراطية الحقيقية على ارض الواقع , نحن ولبنان نتميز بان الدافع الانتخابي ولو كان حزبي ينطلق من اجل خدمة الوطن والقضية , توجد معارضة ولكن هذه المعارضة تكون نيتها توضيح الأمر إن كان هناك أمور لا تخدم الوطن .
وهذا واضح وأكيد بشهادة الإدارة الأمريكية والغرب واعني الاتحاد الأوروبي , أنهم يحسبون ألف حساب للديمقراطية الفلسطينية واللبنانية الديمقراطية المشرفة ، والتي بحد ذاتها توسوس الأمريكيون وديمقراطيتنا جعلت أمريكا تتدخل في نوعية تشكيل الحكومة بكل من لبنان وفلسطين وفرضها قيودا من اجل إمكانية التعامل أو تقبل في هذه الحكومة متجاهلة إرادة الشعوب والديمقراطية التي تتبجح بها ؛ وهذا تأكد من تصريحات كلينتون في جلسة الكونغرس الأمريكي بما يخص فلسطين , وبتصريحاتها إمام الصحفيين بما يتعلق في لبنان.
وللأسف قادة أنظمة الدول العربية يجعلون من هذه التصريحات أفكارًا ويتم برمجتها على انه مطلب دولي يجب احترامه وتنفيذه لحل نزاعات المنطقة ،
أمريكا تريد شرق أوسط جديد لا يوجد به ما يعكر صفوة سياساتها وأفكارها الاستعمارية للمنطقة تريد إبقاء ذات القوانين والسياسات المقيدة للحريات والشعوب وفرض القبول في الأمر الواقع على القوى السياسية وخاصة الإسلامية منها، ولا تريد أن تخلق الديمقراطية الفلسطينية حالة من التوافق والانسجام,
ولقد انزعجت الإدارة الأمريكية من الواقع الديمقراطي في لبنان وفلسطين الذي افرز وصول الإسلاميين على الساحة السياسية الدولية- وأمام الأنظمة العربية , مما جعلها تطلب تضامن الأنظمة العربية معها ولمصالحهما ضد هذا التيار الإسلامي الذي تعتبره يهدد مصالحهما ومصالح إسرائيل ووجودها معا، وبهذا تم وئد الديمقراطية .
إن الأنظمة العربية تحرص كل الحرص قبل الإدارة الأمريكية والأوروبية على أن تأتي نتائج الانتخابات في نتائج تكون نسبة التيار الإسلامي وتحالف المعارضة حدود محصورة من اجل أن لا تكون لديها المقدرة بصنع القرارات أو التغيرات أو أن لا يصل حد التغير إلى حد حقيقيا، وأن تبقى رموزا الحكومات قائمة.
إن الشعوب المتمتعون في الديمقراطية كالبنانين والفلسطينيون هم القادرون على إحداث وخلق أي طابع وواقع للتغيير ، والحكومة التي تفرزها الانتخابات ألبنانية تكون قد استمدت شرعيتها من الانتخابات ، فهل الناخب اللبناني الذي يتميز بديمقراطيته وفهمه لمتطلبات الوفاق الوطني اللبناني و المحافظة على سيادة لبنان سوف ينظر خلفه مفكرا في المبررات الزائفة وبجسور التعاون الوهمية التي صرحت بها كلينتون من خلال زيارتها لتكون رسالة للناخب اللبناني , وهل الانتخابات اللبنانية سوف تكون خيبة أمل جديدة للإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة الموالية بخلق شرق أوسط جديد .
فالناخب اللبناني الحق في الإجابة العملية على هذه الاستفسارات . فماذا يا ترى سوف تختار يا شعب لبنان الحر .

ليست هناك تعليقات: