د. فايز أبو شمالة
يلومني كثير من الأصدقاء والكتاب ورؤساء تحرير صحف وأصحاب رأي ومواقع إلكترونية، يلومونني على وقوعي في هوى حماس، وتركيزي بالنقد على سلبيات السلطة الفلسطينية. ويقولون: كان حري بك فضح عيوب حماس، بالتوازي مع السلطة، ولاسيما أننا نستشف من بعض مقالاتك عدم انتمائك لأي تنظيم.
لا أنكر لوم اللائمين الذي يعكس سعة الاهتمام بما أكتب، وقد يكون رأيهم صحيحاً من حيث الإدراك العام لمضمون النقد، وقد يكون هؤلاء اللائمون مخلصين في نقدهم، وصادقين في رأيهم من منطلق رفض الانقسام، وتحميل مسئولية الحالة الفلسطينية المتردية إلى طرفي المعادلة بالتساوي. ومع ذلك؛ فإن لي الحق في تقديم مذكرة دفاع عن الأسباب التي تجعلني أبحلق في عيوب السلطة، ولا ألتفت كثيراً لأخطاء حماس، ومن هذا الأسباب:
1- ألا يكفي حماس ما تتعرض له من حصار إسرائيلي، وخنق أمريكي، وضغط من السلطة الفلسطينية بهدف إفشال تجربة وجودها في صلب القرار السياسي. فهل كل هذا الحشد الضاغط على غزة بحاجة إلى صوتي.
2- ألا يكفي حماس ما تعرضت له من هجوم عسكري قبل عام استهدف كسر عظمها، ودق لحمها، وخرجت منه بمعجزة، وهنا قد يقول قائل: الذي تعرض للغزو هو شعبنا، والذي صمد وانتصر هو شعبنا، وهذا صحيح؛ ولكن شعبنا تعرض للهجوم لأن بين ظهرانيه المقاومة، ولو كانت غزة تحت سلطة السيد عباس لتساقط ورد القرنفل على ياقة كل عريس، وفتحت المعابر على مصراعيها للشاحنات، ورقص الذئب على أحشاء الغنم.
3- ما زالت حماس ترفض الاعتراف بشروط الرباعية، وما زالت تتعرض لضغوط شديدة للاعتراف بهذه الشروط المهينة لحقوق شعبنا، ولسنوات عذابنا. ولما كنت مع حق العودة إلى فلسطين، فإن واجبي أن أقف ضد كل من يحاول أن يفرض علينا شروط الرباعية، ويجعلها برنامج عملنا اليومي، ومنطلق تحركنا السياسي.
4- أنني لا انتقد الممارسة اليومية للسلطة في رام الله، ولم انتقد توزيع العطايا، والمنح، والاستئثار الحزبي بالدرجات الوظيفية المتميزة، وما شابه ذلك من سلوك حياتي يسقط فيه الإنسان أكان في السلطة أو في حركة حماس، مع الفارق بين تجربة هذا الزمنية وتجربة ذاك، ولكن فحوى انتقادي ينصب على الموقف السياسي، والخيار التفاوضي الذي تتبناه السلطة، والذي أورد قضيتنا الفلسطينية إلى هاوية الردى.
5- وجودي في قطاع غزة، ومراقبتي لما يجري من استعداد لمواجهة عسكرية قادمة مع الإسرائيليين، تجعلني استهجن سلوك أي كاتب فلسطيني يتعمد الجمع دون التفريق، ليصل إلى نتيجة: أن خط المفاوضات قد أفلس، وخط المقاومة قد أفلس أيضاً، وفي هذا تضليل، وتغييب للحقيقة التي تعرفها دولة إسرائيل؛ وهي تحاصر بحر غزة بالسفن الفرنسية، وهي تقصف شمال السودان، وهي تحاصر البحر الأحمر بالسفن الأمريكية، وهذا دليل على تبني حركة حماس لخط المقاومة ـ رغم لجم البندقية المؤقت ـ وهو الذي يجبر كل فلسطيني عاقل إلى النظر في الآفاق، وعدم تصديق ما يُشاع بشكل متعمدٍ عن غرامٍ في الأنفاق.
6- ما زالت حماس تَعِدُ الشعب الفلسطيني بالعودة إلى مدينة يافا، وقرية بيت دراس.
7- قد يكون نقدي للسلطة الفلسطينية جارحاً، وهذا يعني أنني ما زلت مقتنعاً أن في السلطة رجالاً لن تقبل هذا الحال المائل، وأن في السلطة كفاءات، وقدرات، وقيادات قادرة على شق جلد الخنوع، والجهر بالموقف الرافض لكل هذا السلوك السياسي الذي باعد المسافة بين بندقية الثورة وهي تزغرد مطلع الفجر، وبين ما وصلت إليه السلطة وهي توزع ـ مؤقتاً ـ قسيمة الراتب آخر الشهر.
fshamala@yahoo.com
يلومني كثير من الأصدقاء والكتاب ورؤساء تحرير صحف وأصحاب رأي ومواقع إلكترونية، يلومونني على وقوعي في هوى حماس، وتركيزي بالنقد على سلبيات السلطة الفلسطينية. ويقولون: كان حري بك فضح عيوب حماس، بالتوازي مع السلطة، ولاسيما أننا نستشف من بعض مقالاتك عدم انتمائك لأي تنظيم.
لا أنكر لوم اللائمين الذي يعكس سعة الاهتمام بما أكتب، وقد يكون رأيهم صحيحاً من حيث الإدراك العام لمضمون النقد، وقد يكون هؤلاء اللائمون مخلصين في نقدهم، وصادقين في رأيهم من منطلق رفض الانقسام، وتحميل مسئولية الحالة الفلسطينية المتردية إلى طرفي المعادلة بالتساوي. ومع ذلك؛ فإن لي الحق في تقديم مذكرة دفاع عن الأسباب التي تجعلني أبحلق في عيوب السلطة، ولا ألتفت كثيراً لأخطاء حماس، ومن هذا الأسباب:
1- ألا يكفي حماس ما تتعرض له من حصار إسرائيلي، وخنق أمريكي، وضغط من السلطة الفلسطينية بهدف إفشال تجربة وجودها في صلب القرار السياسي. فهل كل هذا الحشد الضاغط على غزة بحاجة إلى صوتي.
2- ألا يكفي حماس ما تعرضت له من هجوم عسكري قبل عام استهدف كسر عظمها، ودق لحمها، وخرجت منه بمعجزة، وهنا قد يقول قائل: الذي تعرض للغزو هو شعبنا، والذي صمد وانتصر هو شعبنا، وهذا صحيح؛ ولكن شعبنا تعرض للهجوم لأن بين ظهرانيه المقاومة، ولو كانت غزة تحت سلطة السيد عباس لتساقط ورد القرنفل على ياقة كل عريس، وفتحت المعابر على مصراعيها للشاحنات، ورقص الذئب على أحشاء الغنم.
3- ما زالت حماس ترفض الاعتراف بشروط الرباعية، وما زالت تتعرض لضغوط شديدة للاعتراف بهذه الشروط المهينة لحقوق شعبنا، ولسنوات عذابنا. ولما كنت مع حق العودة إلى فلسطين، فإن واجبي أن أقف ضد كل من يحاول أن يفرض علينا شروط الرباعية، ويجعلها برنامج عملنا اليومي، ومنطلق تحركنا السياسي.
4- أنني لا انتقد الممارسة اليومية للسلطة في رام الله، ولم انتقد توزيع العطايا، والمنح، والاستئثار الحزبي بالدرجات الوظيفية المتميزة، وما شابه ذلك من سلوك حياتي يسقط فيه الإنسان أكان في السلطة أو في حركة حماس، مع الفارق بين تجربة هذا الزمنية وتجربة ذاك، ولكن فحوى انتقادي ينصب على الموقف السياسي، والخيار التفاوضي الذي تتبناه السلطة، والذي أورد قضيتنا الفلسطينية إلى هاوية الردى.
5- وجودي في قطاع غزة، ومراقبتي لما يجري من استعداد لمواجهة عسكرية قادمة مع الإسرائيليين، تجعلني استهجن سلوك أي كاتب فلسطيني يتعمد الجمع دون التفريق، ليصل إلى نتيجة: أن خط المفاوضات قد أفلس، وخط المقاومة قد أفلس أيضاً، وفي هذا تضليل، وتغييب للحقيقة التي تعرفها دولة إسرائيل؛ وهي تحاصر بحر غزة بالسفن الفرنسية، وهي تقصف شمال السودان، وهي تحاصر البحر الأحمر بالسفن الأمريكية، وهذا دليل على تبني حركة حماس لخط المقاومة ـ رغم لجم البندقية المؤقت ـ وهو الذي يجبر كل فلسطيني عاقل إلى النظر في الآفاق، وعدم تصديق ما يُشاع بشكل متعمدٍ عن غرامٍ في الأنفاق.
6- ما زالت حماس تَعِدُ الشعب الفلسطيني بالعودة إلى مدينة يافا، وقرية بيت دراس.
7- قد يكون نقدي للسلطة الفلسطينية جارحاً، وهذا يعني أنني ما زلت مقتنعاً أن في السلطة رجالاً لن تقبل هذا الحال المائل، وأن في السلطة كفاءات، وقدرات، وقيادات قادرة على شق جلد الخنوع، والجهر بالموقف الرافض لكل هذا السلوك السياسي الذي باعد المسافة بين بندقية الثورة وهي تزغرد مطلع الفجر، وبين ما وصلت إليه السلطة وهي توزع ـ مؤقتاً ـ قسيمة الراتب آخر الشهر.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق