د. فايز أبو شمالة
60% من أراضي الضفة الغربية التي تمثل 22% من أراضي فلسطين فقط، هي آخر العروض الإسرائيلية للتوصل إلى حل، وهذه أقصى مراجل الفلسطينيين، ونهاية نضالهم ومقاومتهم، وانتفاضتهم، وانقسامهم أيضاً. وأيّ فلسطيني يدعي رجولة أشد، وبطولة أكثر من ذلك من خلال المفاوضات، ليذرف دمعة مع السيد عباس على "أولمرت ولفني" اللذان عرضا الانسحاب من 92% من الضفة الغربية، مع الموافقة على تبادل الأراضي، ولكن هذا العرض السخي صار فرصة ضائعة، وبدأت العروض الجديدة التي تتناسب المرحلة الجديدة!.
لما سبق توجب على قلب السيد عباس أن ينفطر من الغيظ، فبعد أن عمل بكل جهده للتوصل إلى سلام مع الإسرائيليين، وخاطر بكل شيء للوصول إلى نقطة النهاية لمفاوضات استمرت ستة عشرة عاماً، ووافق على التساوق مع الحلول السياسية المطروحة لحل القضية الفلسطينية ضمن حدود سنة 1967، جاءت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لتفسد أمل السيد عباس بالتوصل لاتفاق حتى على 92% من أراضي الضفة الغربية، وعلى السيد عباس أن يبدأ المفاوضات من جديد، ومع قيادة إسرائيلية متطرفة تدعو الفلسطينيين لمواصلة التفاوض على ما بعد، بعد المتفق عليه مع الحكومة الإسرائيلية السابقة، على السيد عباس أن يبدأ التفاوض على سلام اقتصادي من وجهة نظر الليكود، أو على دويلة بحدود 60% من أراضي الضفة الغربية كمرحلة أولى من وجهة نظر من هم على يسار الليكود، ولعل هذه النسبة تصل إلى 92% بعد أن ينجح الفلسطينيون في الاختبار، ويثبتوا كفاءتهم، وحسن نواياهم، ويقيموا مؤسساتهم الفلسطينية.
هذه الخطة الإسرائيلية التي يتم تسويقها الآن لا تمثل وجهة نظر لأحزاب اليمينية المتطرفة مثل "إسرائيل بيتنا" أو حزب "أهدوت هتوراة"، إنها خطة معسكر السلام الإسرائيلي وعلى رأسه حزب العمل الذي صرح زعيمه أهود براك في برنامج "لندن وكرشينباوم" في القناة العاشرة، يوم الأحد 1/11/2009 قائلاً: "توجد فكرة ينبغي البحث فيها وهي إمكانية إقامة دولة فلسطينية في مرحلة مبكرة دون حدود نهائية، مع التعهد بإنهاء البحث في المواضيع الجوهرية مثل القدس، واللاجئين، والحدود، والأمن في غضون سنة أو سنتين، وحسب أقوال "براك" فان الأمر سيحسن موقف السلطة الفلسطينية حيال النظام في غزة".
الفكرة نفسها جاءت في خطة شاؤول موفاز الذي يطمع بأن يترأس حزب كاديما من خلال مشروع السلام هذا، والذي يعتمد حل القضية الفلسطينية على مرحلتين؛ تتضمن المرحلة الأولى إقامة دولة فلسطينية على مناطق "الف" و"باء" وتقدر مساحتها 60% من أراضي الضفة الغربية، وفي المرحلة الثانية تقام الدولة الفلسطينية على مساحة لا تقل عن 92% من الأراضي التي احتلت عام 67.
فإذا كانت هذه المقترحات الإسرائيلية التي يجري تنسيقها مع الإدارة الأمريكية سبباً في فجيعة السيد عباس، ونكبته التفاوضية، واضمحلال أحلامه بالسلام، وهي حجته لعدم ترشيح نفسه لانتخابات رئاسية قادمة. فما هي حجة أولئك الفلسطينيين الذين يصرون على مواصلة السيد عباس مشواره التفاوضي، ويصرون على أنه المرشح الوحيد إلى أبد الآبدين؟ وهل معنى ذلك؛ أنهم يوافقون على المقترحات الإسرائيلية الطازجة للسلام الهابط؟
fshamala@yahoo.com
60% من أراضي الضفة الغربية التي تمثل 22% من أراضي فلسطين فقط، هي آخر العروض الإسرائيلية للتوصل إلى حل، وهذه أقصى مراجل الفلسطينيين، ونهاية نضالهم ومقاومتهم، وانتفاضتهم، وانقسامهم أيضاً. وأيّ فلسطيني يدعي رجولة أشد، وبطولة أكثر من ذلك من خلال المفاوضات، ليذرف دمعة مع السيد عباس على "أولمرت ولفني" اللذان عرضا الانسحاب من 92% من الضفة الغربية، مع الموافقة على تبادل الأراضي، ولكن هذا العرض السخي صار فرصة ضائعة، وبدأت العروض الجديدة التي تتناسب المرحلة الجديدة!.
لما سبق توجب على قلب السيد عباس أن ينفطر من الغيظ، فبعد أن عمل بكل جهده للتوصل إلى سلام مع الإسرائيليين، وخاطر بكل شيء للوصول إلى نقطة النهاية لمفاوضات استمرت ستة عشرة عاماً، ووافق على التساوق مع الحلول السياسية المطروحة لحل القضية الفلسطينية ضمن حدود سنة 1967، جاءت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لتفسد أمل السيد عباس بالتوصل لاتفاق حتى على 92% من أراضي الضفة الغربية، وعلى السيد عباس أن يبدأ المفاوضات من جديد، ومع قيادة إسرائيلية متطرفة تدعو الفلسطينيين لمواصلة التفاوض على ما بعد، بعد المتفق عليه مع الحكومة الإسرائيلية السابقة، على السيد عباس أن يبدأ التفاوض على سلام اقتصادي من وجهة نظر الليكود، أو على دويلة بحدود 60% من أراضي الضفة الغربية كمرحلة أولى من وجهة نظر من هم على يسار الليكود، ولعل هذه النسبة تصل إلى 92% بعد أن ينجح الفلسطينيون في الاختبار، ويثبتوا كفاءتهم، وحسن نواياهم، ويقيموا مؤسساتهم الفلسطينية.
هذه الخطة الإسرائيلية التي يتم تسويقها الآن لا تمثل وجهة نظر لأحزاب اليمينية المتطرفة مثل "إسرائيل بيتنا" أو حزب "أهدوت هتوراة"، إنها خطة معسكر السلام الإسرائيلي وعلى رأسه حزب العمل الذي صرح زعيمه أهود براك في برنامج "لندن وكرشينباوم" في القناة العاشرة، يوم الأحد 1/11/2009 قائلاً: "توجد فكرة ينبغي البحث فيها وهي إمكانية إقامة دولة فلسطينية في مرحلة مبكرة دون حدود نهائية، مع التعهد بإنهاء البحث في المواضيع الجوهرية مثل القدس، واللاجئين، والحدود، والأمن في غضون سنة أو سنتين، وحسب أقوال "براك" فان الأمر سيحسن موقف السلطة الفلسطينية حيال النظام في غزة".
الفكرة نفسها جاءت في خطة شاؤول موفاز الذي يطمع بأن يترأس حزب كاديما من خلال مشروع السلام هذا، والذي يعتمد حل القضية الفلسطينية على مرحلتين؛ تتضمن المرحلة الأولى إقامة دولة فلسطينية على مناطق "الف" و"باء" وتقدر مساحتها 60% من أراضي الضفة الغربية، وفي المرحلة الثانية تقام الدولة الفلسطينية على مساحة لا تقل عن 92% من الأراضي التي احتلت عام 67.
فإذا كانت هذه المقترحات الإسرائيلية التي يجري تنسيقها مع الإدارة الأمريكية سبباً في فجيعة السيد عباس، ونكبته التفاوضية، واضمحلال أحلامه بالسلام، وهي حجته لعدم ترشيح نفسه لانتخابات رئاسية قادمة. فما هي حجة أولئك الفلسطينيين الذين يصرون على مواصلة السيد عباس مشواره التفاوضي، ويصرون على أنه المرشح الوحيد إلى أبد الآبدين؟ وهل معنى ذلك؛ أنهم يوافقون على المقترحات الإسرائيلية الطازجة للسلام الهابط؟
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق