د. فايز أبو شمالة
عقدت العزم ألا أكتب في يوم الجمعة، ولكن توالى الأحداث في الساحة الفلسطينية، وارتباطها بمجمل التطورات في الساحة العربية والدولية أملت علي الكتابة، ولاسيما أن بعض المواضيع تخلق لدى القارئ حالة استفزاز وإثارة، وتجبر لسانه على النطق دون أن يدري، وتترك يده تكتب استجابة انفعالية لما يغيظ. هذا ما أحدثه مقال السيد عمر الغول في صحيفة الحياة الجديدة، وهو يسخر من السياسي الفلسطيني الدكتور عبد الستار قاسم، ويشكك في قدراته الفكرية في استنتاج أن: السيد عباس، ومنظمة التحرير الفلسطينية يفتقدون للشرعية، ويقول له: "ولماذا لا توجد شرعية للرئيس محمود عباس؟ ولماذا لا توجد شرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ إلى ماذا تسعى أنت وأمثالك من الانقلابيين؟ أتريد تشكيل إطار بديل لمنظمة التحرير؟ أهكذا علموك العلوم السياسية أن تكون انقلابياً؟ وأية علوم سياسية هذه يا دكتور يا مرشح الرئاسة السابق والفاشل؟" انتهى هجوم الكاتب عمر الغول دون أن يفسر للقارئ مصدر شرعية منظمة التحرير، ويا حبذا لو ظل المقال عند هذا الحد من النصب والكسر التي ألصقها بالدكتور عبد الستار قاسم، بل انتقل الكاتب إلى حالة الرفع والتبجيل والإطراء والتعظيم للسيد عباس، حتى حسبت أنه يتحدث عن رجل لا يمشي على الأرض، أو عن شخصية لا يأتي إليها الباطل من أمامها أو من تحت إبطها.
لقد نسي الكاتب كغيره أنه يتحدث عن إنسان، ومهما أوتي الإنسان من عقل وحكمة وقدرة ومال وملك، سوف يظل إنساناً بشهوة وغريزة وهوى، يشخر عندما ينام، ويصحو محشوراً إلى الحمام، إنه بشرٌ وليس ملائكياً ليقول فيه الكاتب: "أن المميزات المتوفرة عند شخص الرئيس عباس ليست موجودة عند أي شخص قيادي آخر، المقصود رئاسته لمنظمة التحرير وللسلطة الوطنية ورئاسته لحركة فتح وانتخابه من قبل الشعب وثقة الناس بشخصه ودعم القوى الإقليمية والدولية لشخصه، الأمر الذي يفرض على القاصي والداني من القيادات أن يكف عن اللغط والثرثرة غير المحسوبة".
أيعقل أن كل ما ذكر آنفاً هي مميزات موجودة بالسيد عباس؟ وإن كانت مميزات مهمة؛ فكيف لم ترتعب منها دولة إسرائيل، التي ما زالت تحتل القدس وتواصل الاستيطان في الضفة الغربية؟ أم أن هذا هو مديح الظل العالي الذي لم يبق غير السيد عباس في فلسطين منفرداً كالسيف المسلول، وسامقاً كنخيل دير البلح، وراسخاً على الثوابت كجبال نابلس، ويموج بالتحدي كبحر غزة!. فإذا كان هذا الكلام يكتب في السيد عباس، فماذا كان سيكتب السيد الغول لو كان قريباً من الشهيد ياسر عرفات!؟
تمنيت أن يسمح لي بالسفر إلى رام الله كي أصلي الجمعة خلف السيد عباس، لعل وعسى نستنشق رياح الجنة التي يبشرنا فيها الكاتب من تحت أقدام السيد عباس.
fshamala@yahoo.com
عقدت العزم ألا أكتب في يوم الجمعة، ولكن توالى الأحداث في الساحة الفلسطينية، وارتباطها بمجمل التطورات في الساحة العربية والدولية أملت علي الكتابة، ولاسيما أن بعض المواضيع تخلق لدى القارئ حالة استفزاز وإثارة، وتجبر لسانه على النطق دون أن يدري، وتترك يده تكتب استجابة انفعالية لما يغيظ. هذا ما أحدثه مقال السيد عمر الغول في صحيفة الحياة الجديدة، وهو يسخر من السياسي الفلسطيني الدكتور عبد الستار قاسم، ويشكك في قدراته الفكرية في استنتاج أن: السيد عباس، ومنظمة التحرير الفلسطينية يفتقدون للشرعية، ويقول له: "ولماذا لا توجد شرعية للرئيس محمود عباس؟ ولماذا لا توجد شرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ إلى ماذا تسعى أنت وأمثالك من الانقلابيين؟ أتريد تشكيل إطار بديل لمنظمة التحرير؟ أهكذا علموك العلوم السياسية أن تكون انقلابياً؟ وأية علوم سياسية هذه يا دكتور يا مرشح الرئاسة السابق والفاشل؟" انتهى هجوم الكاتب عمر الغول دون أن يفسر للقارئ مصدر شرعية منظمة التحرير، ويا حبذا لو ظل المقال عند هذا الحد من النصب والكسر التي ألصقها بالدكتور عبد الستار قاسم، بل انتقل الكاتب إلى حالة الرفع والتبجيل والإطراء والتعظيم للسيد عباس، حتى حسبت أنه يتحدث عن رجل لا يمشي على الأرض، أو عن شخصية لا يأتي إليها الباطل من أمامها أو من تحت إبطها.
لقد نسي الكاتب كغيره أنه يتحدث عن إنسان، ومهما أوتي الإنسان من عقل وحكمة وقدرة ومال وملك، سوف يظل إنساناً بشهوة وغريزة وهوى، يشخر عندما ينام، ويصحو محشوراً إلى الحمام، إنه بشرٌ وليس ملائكياً ليقول فيه الكاتب: "أن المميزات المتوفرة عند شخص الرئيس عباس ليست موجودة عند أي شخص قيادي آخر، المقصود رئاسته لمنظمة التحرير وللسلطة الوطنية ورئاسته لحركة فتح وانتخابه من قبل الشعب وثقة الناس بشخصه ودعم القوى الإقليمية والدولية لشخصه، الأمر الذي يفرض على القاصي والداني من القيادات أن يكف عن اللغط والثرثرة غير المحسوبة".
أيعقل أن كل ما ذكر آنفاً هي مميزات موجودة بالسيد عباس؟ وإن كانت مميزات مهمة؛ فكيف لم ترتعب منها دولة إسرائيل، التي ما زالت تحتل القدس وتواصل الاستيطان في الضفة الغربية؟ أم أن هذا هو مديح الظل العالي الذي لم يبق غير السيد عباس في فلسطين منفرداً كالسيف المسلول، وسامقاً كنخيل دير البلح، وراسخاً على الثوابت كجبال نابلس، ويموج بالتحدي كبحر غزة!. فإذا كان هذا الكلام يكتب في السيد عباس، فماذا كان سيكتب السيد الغول لو كان قريباً من الشهيد ياسر عرفات!؟
تمنيت أن يسمح لي بالسفر إلى رام الله كي أصلي الجمعة خلف السيد عباس، لعل وعسى نستنشق رياح الجنة التي يبشرنا فيها الكاتب من تحت أقدام السيد عباس.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق