د. فايز أبو شمالة
يكاد يكون السيد عباس قد حدد الأسباب التي من أجلها يعتزم اعتزال العمل السياسي، ومنها؛ إحراج كل أولئك الذي اتكؤوا عليه في مواصلة تهدئة الساحة الفلسطينية، وإلهائها بمفاوضات عبثية، وراح يربط بين التهديد بعدم ترشيح نفسه لانتخابات رئاسية مؤجلة، وبين غضبه من التشدد الإسرائيلي، وعتبه على اللامبالاة الأمريكية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، ولاسيما أن أمريكا هي صاحبة قدرة الضغط على إسرائيل وفق رأي السيد عباس الذي ساق في حديثه لفضائية المصري دليلين صغيرين على التشدد الإسرائيلي؛ الأول: أن إسرائيل لم تفرج عن سجين فلسطيني واحد، والثاني: أنها لم ترفع حاجزاً عن طرق الضفة الغربية.
حتى هذه اللحظة لم يأت تهديد السيد عباس بأي نتيجة، رغم أن الإسرائيليين يجمعون على اختلاف أحزابهم على أمرين؛ الأول: عدم جواز وقف المفاوضات مع الفلسطينيين، والتحذير من خطر تجميدها، وقد جاء حديث "تسفي لفني" زعيمة حزب كاديما في هذا الشأن، وحضها السيد عباس على مواصلة المفاوضات منسجماً مع التوجه العام للسياسة الإسرائيلية، والثاني: عدم التفريط بالسيد عباس، واعتراف الجميع أن غياب الرجل خسارة كبيرة لإسرائيل، وغياب السلطة الفلسطينية أقرب إلى جريمة بحق الأمن الإسرائيلي، وخراب بيت للمشروع الصهيوني، وعليهم أن يحرصوا على السلطة الفلسطينية إلى الحد الذي ذهب فيه موقع "دبيكا" العبري إلى القول: أن هنالك ثماني كتائب فلسطينية في طريقها للتدريب على يد الجنرال الأمريكي "كيت دايتون" سيقر الكونجرس الأمريكي تكلفتها المالية بمقدار 131مليون دولار، وأن هذه الكتائب سينفرط عقدها إذا نفذ السيد عباس تهديده.
يبدو أن السيد عباس يدرك ذلك، ويدرك تأثيره وهو يهدد بالاعتزال، ولم يستبعد في كلمته لفضائية المصري فكرة تبادل الأراضي بالقيمة وبالمساحة ذاتها، وإن أبدى ضيقاً لعدم الاستجابة لأدني مطالبه المتمثلة بإطلاق سراح أسرى، ورفع حواجز، فهل معنى ذلك أن السيد عباس يبقى الأبواب مفتوحة لعودته عن قراره بوقف المفاوضات، إذا استجابت الحكومة الإسرائيلية إلى طلباته الحياتية فقط، وتم إطلاق سراح عدة ألاف من الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام القصيرة، وأقدمت إسرائيل على رفع عشرات الحواجز الثانوية، وأزالت بعض البيوت الاستيطانية المنعزلة، ولو بشكل إعلامي؟ وهل ستقوم الحكومة الإسرائيلية بمثل هذه الخطوات كي تنقذ المفاوضات، أم أن حسابات "نتانياهو" السياسية أبعد مدى من إجراء مفاوضات عبثية؟
هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.
fshamala@yahoo.com
يكاد يكون السيد عباس قد حدد الأسباب التي من أجلها يعتزم اعتزال العمل السياسي، ومنها؛ إحراج كل أولئك الذي اتكؤوا عليه في مواصلة تهدئة الساحة الفلسطينية، وإلهائها بمفاوضات عبثية، وراح يربط بين التهديد بعدم ترشيح نفسه لانتخابات رئاسية مؤجلة، وبين غضبه من التشدد الإسرائيلي، وعتبه على اللامبالاة الأمريكية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، ولاسيما أن أمريكا هي صاحبة قدرة الضغط على إسرائيل وفق رأي السيد عباس الذي ساق في حديثه لفضائية المصري دليلين صغيرين على التشدد الإسرائيلي؛ الأول: أن إسرائيل لم تفرج عن سجين فلسطيني واحد، والثاني: أنها لم ترفع حاجزاً عن طرق الضفة الغربية.
حتى هذه اللحظة لم يأت تهديد السيد عباس بأي نتيجة، رغم أن الإسرائيليين يجمعون على اختلاف أحزابهم على أمرين؛ الأول: عدم جواز وقف المفاوضات مع الفلسطينيين، والتحذير من خطر تجميدها، وقد جاء حديث "تسفي لفني" زعيمة حزب كاديما في هذا الشأن، وحضها السيد عباس على مواصلة المفاوضات منسجماً مع التوجه العام للسياسة الإسرائيلية، والثاني: عدم التفريط بالسيد عباس، واعتراف الجميع أن غياب الرجل خسارة كبيرة لإسرائيل، وغياب السلطة الفلسطينية أقرب إلى جريمة بحق الأمن الإسرائيلي، وخراب بيت للمشروع الصهيوني، وعليهم أن يحرصوا على السلطة الفلسطينية إلى الحد الذي ذهب فيه موقع "دبيكا" العبري إلى القول: أن هنالك ثماني كتائب فلسطينية في طريقها للتدريب على يد الجنرال الأمريكي "كيت دايتون" سيقر الكونجرس الأمريكي تكلفتها المالية بمقدار 131مليون دولار، وأن هذه الكتائب سينفرط عقدها إذا نفذ السيد عباس تهديده.
يبدو أن السيد عباس يدرك ذلك، ويدرك تأثيره وهو يهدد بالاعتزال، ولم يستبعد في كلمته لفضائية المصري فكرة تبادل الأراضي بالقيمة وبالمساحة ذاتها، وإن أبدى ضيقاً لعدم الاستجابة لأدني مطالبه المتمثلة بإطلاق سراح أسرى، ورفع حواجز، فهل معنى ذلك أن السيد عباس يبقى الأبواب مفتوحة لعودته عن قراره بوقف المفاوضات، إذا استجابت الحكومة الإسرائيلية إلى طلباته الحياتية فقط، وتم إطلاق سراح عدة ألاف من الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام القصيرة، وأقدمت إسرائيل على رفع عشرات الحواجز الثانوية، وأزالت بعض البيوت الاستيطانية المنعزلة، ولو بشكل إعلامي؟ وهل ستقوم الحكومة الإسرائيلية بمثل هذه الخطوات كي تنقذ المفاوضات، أم أن حسابات "نتانياهو" السياسية أبعد مدى من إجراء مفاوضات عبثية؟
هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق