راسم عبيدات
.......الكثير من الأسر والعائلات الفلسطينية،توقعت أن يكون هذا العيد مختلفا عن الأعياد السابقة،وأن تكون فرحتها غير مسبوقة في هذا العيد،بتحرر أبنائها من الأسر،على ضوء المعلومات والتوقعات التي كانت تشير الى أن صفقة التبادل ستنفذ وتنجز مع حلول عيد الأضحى المبارك،ولكن الاحتلال والذي يصر دائماً على حرمان شعبنا الفلسطيني من أي لحظة فرح،بل ويعشق التلذذ بالآلام الآخرين والرقص على جراحهم،رفض الاستجابة لمطالب الفصائل الأسرة لجنديها المأسور "شاليط"،وفي ذلك رسالة موجهة لنا كفلسطينيين أولاً وكعرب ثانياً ،علينا أن نستوعبها جيداً،بأن هذا الملف هو ليس له علاقة لا ببوادر حسن النية أو خطوات بناء الثقة،أو بالتنازلات المؤلمة من أجل السلام،بل هو جزء من عملية إبتزاز سياسي،وكسر وتحطيم لمعنويات شعبنا الفلسطيني،والمواقف والتصرفات الإسرائيلية في هذه القضية بالذات،تجعلنا متيقنين أن هذه الحكومة اليمينية ما تريده ليس سلاماً يقوم على تلبية ولو الحدود الدنيا من حقوق الشعب الفلسطيني،بل ما تريده هو شرعنة وتأبيد الاحتلال أو على الأبعد،"كانتونات" فلسطينية متناثرة ومبعثرة،فمن الأسماء الذين ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم في الصفقة اثنان من قادة شعبنا هم أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح،وكلاهما نائبان منتخبان للمجلس التشريعي الفلسطيني،وتبرر إسرائيل رفض إطلاق سراحهما بأن الأول مسؤول عن رفع مستوى الحرب بينها وبين الشعب الفلسطيني،وأيضاً مسؤول عن قتل الوزير المتطرف"زئيفي" والثاني هو قائد ومهندس انتفاضة الأقصى والمسؤول عن الكثير من العمليات العسكرية.
والسؤال المهم هنا إذا كان الرفض يطال هؤلاء القادة الفلسطينيين،ومن خلال عملية تبادل،فهل هناك عاقل يدرك أن إسرائيل ستحرر سعدات أو البرغوثي أو غيرهم من الأسرى ممن هم خارج تصنيفاتها وتقسيماتها وإشتراطاتها بالمفاوضات وحسن النوايا وصفقات إفراج آحادية الجانب؟.
والجواب طبعاً لا قاطعة وكبيرة،فهذا إحتلال يقوم على الغطرسة والعنجهية،ومشبعاً بالعنصرية والكره والحقد على الآخر،وهو لا يرى فيه أن له الحق في الوجود والحياة،وليس أدل من ذلك ما قامت به عصابات وغلاة المستوطنين من اقتحام لبيت المواطنة أم رفقة الكرد في منطقة الشيخ جراح يوم العيد للاستيلاء عليه،وما رافق ذلك من توجيه إخطارات وأوامر هدم الى الكثير من العائلات المقدسية في يوم العيد بالذات.
هذه الغطرسة والممارسات الإحتلالية،كنا نأمل أن تكون حافزاً لقوانا وأحزابنا الفلسطينية الوطنية والإسلامية منها،وفي المقدمة منها (فتح وحماس)،من أجل إنهاء حالة الإنقسام الفلسطينية،والعمل على رسم إستراتيجية فلسطينية موحدة،تمكن من تقوية وتصليب الوضع الداخلي الفلسطيني،ولكن لم يحمل العيد أيضاً أي جديد على هذا الصعيد،فالإنقسام ما زال على حاله،والحصار على شعبنا أيضاً على حاله،والعدوان يتواصل عليه والشهداء يسقطون في يوم العيد بلا صخب أو ضجيج.
أما إذا إستدرت نحو الجانب الاجتماعي،فأنت ترى أن هناك حالة غير مسبوقة ليس قي التعاضد والتكافل الاجتماعي،بل هناك حالة غير مسبوقة من التفكك والتحلل والإرتداد نحو القبلية والعشائرية والجهوية،والمشاكل والآفات الاجتماعية تأخذ أشكالاً على درجة عالية من الخطورة،فالخلافات البسيطة ولأتفه الأسباب،مثل الخلاف على موقف سيارة أو إعطاء حق الأولوية،أو نصف متر من الأرض أو سلوك إجتماعي غير مقبول ومهما كان تافه أو بسيط،قد تتطور وتتحول الأمور الى حرب داحس والغبراء ويسقط فيها قتلى وجرحى،ويشترك فيها العقلاء قبل الجهلاء،وكأن المجتمع بكل مركباته الاجتماعية قد فقد البوصلة،وكل ذلك في ظل حالة من الغياب للقانون والمحاسبة والمسائلة،أو اللجوء للقضاء. واعتماد الحلول العشائرية ،والتي في أغلبها تعتبر أن فنجان القهوة أساس صالح لحل كل أشكال وأنواع المشاكل مهما كبرت أو صغرت،وبما يجعل هذا الحل يغري بمواصلة التمادي في الأخطاء وارتكاب المشاكل وافتعالها،ونحن هنا بحاجة الى ما هو أكبر من صحوة،فعندما لم تعد لحياة الإنسان قيمة ويقتل لأتفه الأسباب،أو يتم تجاوز كل الخطوط الحمراء وتنتهك المؤسسات التعليمية ودور العبادة والمشافي،وتمارس كل أشكال وأنواع الزعرنة والعربدة بحق العاملين فيها ،وكذلك عندما يفتي ويتحكم الرويبضة في أمور العامة،فهذا يعني أننا أمام حالة شمولية من الانهيار،وهي بحاجة إلى ليس لمجرد وعظ وإرشاد وخطب عصماء عن التسامح والتعاضد والتكافل،أو مواثيق شرف لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به،بل نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل وتربية وتثقيف،تربية وتثقيف وتوعية،ومحاسبة لمن يمس ويعرض وحدة المجتمع للتخريب والتدمير،بحيث يعتبر من يجاهر أو يدعو الى النزعات الإنغلاقية أو تكفير وتخوين الآخرين لمجرد الخلاف في الرأي أو وجهة النظر،أو يحرض على القبلية والجهوية والعشائرية أو الطائفية،مخالفة وحتى جريمة يعاقب عليها القانون،فما يجري فلسطينياً وعربياً على هذا الصعيد،وما حدث في مباراة مصر- الجزائر وما رافقها من تداعيات خطيرة جداً،يجب أن يكون ناقوس خطر لكل قادة ومفكري ومثقفي وكتاب وأدباء وعلماء ورجال سياسة ودين من هذه الأمة،بأننا أمام مخاطر مفصلية وخطيرة،تهدد الأمة بوجودها ووحدتها وقوميتها،فالمسألة ليست قصراً على النزعة الشعبوية،بل ما هو أبعد من ذلك،حيث التقسيم والتجزئة والتذرير يطال المقسم والمجزئ أصلاً في القطر الواحد.
في العيد القادم علينا،أن نغادر ما نحن عليه من نفاق ودجل إجتماعي،وأن نوائم ما بين أقوالنا وأفعالنا،فلا يجوز أن ننبذ العشائرية والطائفية أمام العدسات وفي المؤتمرات والإجتماعات،ومن ثم في المجالس العائلية والجلسات المغلقة نشيد ونعتز بها،ونعتبر أنها العنوان والمظلة التي تقوينا وتحمينا،وما ينطبق على العشائرية والطائفية،ينطبق على الحزبية وغيرها،فالجميع فلسطينياً يدعو لنبذ الخلافات والفرقة والإنقسام وعدم تجاوز الخطوط الحمراء،ولكن ما يمارس ويجري على أرض الواقع،يثبت أن الجميع مشترك وبدرجات متفاوتة في الكذب والخداع،وفي سبيل مصالحه الخاصة مستعد أن يهدم الهيكل والمعبد على رأس من فيه.
في العيد القادم نريد أن نتحرر من النمطية والرتابة والمظهرية والفشخرات الاجتماعية و"الهوبرات" الإعلامية والخطابات و"الجعجعات" وعبارات طحن الماء وتحرير الأندلس،نحو سلوك واعي يقدس العمل والفعل على الشعار والخطاب،نحو حرث جدي وحقيقي في الواقع الإجتماعي،من أجل إحداث تغير ونقلة نوعية في المفاهيم الإجتماعية البالية والمتخلفة،والتي ينطلق الكثير منها من مفاهيم الدروشة والإيمان بالأساطير والغيبيات والسحر والشعوذة والخزعبلات وإفتاءات المساطيل والمجذوبين.
.......الكثير من الأسر والعائلات الفلسطينية،توقعت أن يكون هذا العيد مختلفا عن الأعياد السابقة،وأن تكون فرحتها غير مسبوقة في هذا العيد،بتحرر أبنائها من الأسر،على ضوء المعلومات والتوقعات التي كانت تشير الى أن صفقة التبادل ستنفذ وتنجز مع حلول عيد الأضحى المبارك،ولكن الاحتلال والذي يصر دائماً على حرمان شعبنا الفلسطيني من أي لحظة فرح،بل ويعشق التلذذ بالآلام الآخرين والرقص على جراحهم،رفض الاستجابة لمطالب الفصائل الأسرة لجنديها المأسور "شاليط"،وفي ذلك رسالة موجهة لنا كفلسطينيين أولاً وكعرب ثانياً ،علينا أن نستوعبها جيداً،بأن هذا الملف هو ليس له علاقة لا ببوادر حسن النية أو خطوات بناء الثقة،أو بالتنازلات المؤلمة من أجل السلام،بل هو جزء من عملية إبتزاز سياسي،وكسر وتحطيم لمعنويات شعبنا الفلسطيني،والمواقف والتصرفات الإسرائيلية في هذه القضية بالذات،تجعلنا متيقنين أن هذه الحكومة اليمينية ما تريده ليس سلاماً يقوم على تلبية ولو الحدود الدنيا من حقوق الشعب الفلسطيني،بل ما تريده هو شرعنة وتأبيد الاحتلال أو على الأبعد،"كانتونات" فلسطينية متناثرة ومبعثرة،فمن الأسماء الذين ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم في الصفقة اثنان من قادة شعبنا هم أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح،وكلاهما نائبان منتخبان للمجلس التشريعي الفلسطيني،وتبرر إسرائيل رفض إطلاق سراحهما بأن الأول مسؤول عن رفع مستوى الحرب بينها وبين الشعب الفلسطيني،وأيضاً مسؤول عن قتل الوزير المتطرف"زئيفي" والثاني هو قائد ومهندس انتفاضة الأقصى والمسؤول عن الكثير من العمليات العسكرية.
والسؤال المهم هنا إذا كان الرفض يطال هؤلاء القادة الفلسطينيين،ومن خلال عملية تبادل،فهل هناك عاقل يدرك أن إسرائيل ستحرر سعدات أو البرغوثي أو غيرهم من الأسرى ممن هم خارج تصنيفاتها وتقسيماتها وإشتراطاتها بالمفاوضات وحسن النوايا وصفقات إفراج آحادية الجانب؟.
والجواب طبعاً لا قاطعة وكبيرة،فهذا إحتلال يقوم على الغطرسة والعنجهية،ومشبعاً بالعنصرية والكره والحقد على الآخر،وهو لا يرى فيه أن له الحق في الوجود والحياة،وليس أدل من ذلك ما قامت به عصابات وغلاة المستوطنين من اقتحام لبيت المواطنة أم رفقة الكرد في منطقة الشيخ جراح يوم العيد للاستيلاء عليه،وما رافق ذلك من توجيه إخطارات وأوامر هدم الى الكثير من العائلات المقدسية في يوم العيد بالذات.
هذه الغطرسة والممارسات الإحتلالية،كنا نأمل أن تكون حافزاً لقوانا وأحزابنا الفلسطينية الوطنية والإسلامية منها،وفي المقدمة منها (فتح وحماس)،من أجل إنهاء حالة الإنقسام الفلسطينية،والعمل على رسم إستراتيجية فلسطينية موحدة،تمكن من تقوية وتصليب الوضع الداخلي الفلسطيني،ولكن لم يحمل العيد أيضاً أي جديد على هذا الصعيد،فالإنقسام ما زال على حاله،والحصار على شعبنا أيضاً على حاله،والعدوان يتواصل عليه والشهداء يسقطون في يوم العيد بلا صخب أو ضجيج.
أما إذا إستدرت نحو الجانب الاجتماعي،فأنت ترى أن هناك حالة غير مسبوقة ليس قي التعاضد والتكافل الاجتماعي،بل هناك حالة غير مسبوقة من التفكك والتحلل والإرتداد نحو القبلية والعشائرية والجهوية،والمشاكل والآفات الاجتماعية تأخذ أشكالاً على درجة عالية من الخطورة،فالخلافات البسيطة ولأتفه الأسباب،مثل الخلاف على موقف سيارة أو إعطاء حق الأولوية،أو نصف متر من الأرض أو سلوك إجتماعي غير مقبول ومهما كان تافه أو بسيط،قد تتطور وتتحول الأمور الى حرب داحس والغبراء ويسقط فيها قتلى وجرحى،ويشترك فيها العقلاء قبل الجهلاء،وكأن المجتمع بكل مركباته الاجتماعية قد فقد البوصلة،وكل ذلك في ظل حالة من الغياب للقانون والمحاسبة والمسائلة،أو اللجوء للقضاء. واعتماد الحلول العشائرية ،والتي في أغلبها تعتبر أن فنجان القهوة أساس صالح لحل كل أشكال وأنواع المشاكل مهما كبرت أو صغرت،وبما يجعل هذا الحل يغري بمواصلة التمادي في الأخطاء وارتكاب المشاكل وافتعالها،ونحن هنا بحاجة الى ما هو أكبر من صحوة،فعندما لم تعد لحياة الإنسان قيمة ويقتل لأتفه الأسباب،أو يتم تجاوز كل الخطوط الحمراء وتنتهك المؤسسات التعليمية ودور العبادة والمشافي،وتمارس كل أشكال وأنواع الزعرنة والعربدة بحق العاملين فيها ،وكذلك عندما يفتي ويتحكم الرويبضة في أمور العامة،فهذا يعني أننا أمام حالة شمولية من الانهيار،وهي بحاجة إلى ليس لمجرد وعظ وإرشاد وخطب عصماء عن التسامح والتعاضد والتكافل،أو مواثيق شرف لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به،بل نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل وتربية وتثقيف،تربية وتثقيف وتوعية،ومحاسبة لمن يمس ويعرض وحدة المجتمع للتخريب والتدمير،بحيث يعتبر من يجاهر أو يدعو الى النزعات الإنغلاقية أو تكفير وتخوين الآخرين لمجرد الخلاف في الرأي أو وجهة النظر،أو يحرض على القبلية والجهوية والعشائرية أو الطائفية،مخالفة وحتى جريمة يعاقب عليها القانون،فما يجري فلسطينياً وعربياً على هذا الصعيد،وما حدث في مباراة مصر- الجزائر وما رافقها من تداعيات خطيرة جداً،يجب أن يكون ناقوس خطر لكل قادة ومفكري ومثقفي وكتاب وأدباء وعلماء ورجال سياسة ودين من هذه الأمة،بأننا أمام مخاطر مفصلية وخطيرة،تهدد الأمة بوجودها ووحدتها وقوميتها،فالمسألة ليست قصراً على النزعة الشعبوية،بل ما هو أبعد من ذلك،حيث التقسيم والتجزئة والتذرير يطال المقسم والمجزئ أصلاً في القطر الواحد.
في العيد القادم علينا،أن نغادر ما نحن عليه من نفاق ودجل إجتماعي،وأن نوائم ما بين أقوالنا وأفعالنا،فلا يجوز أن ننبذ العشائرية والطائفية أمام العدسات وفي المؤتمرات والإجتماعات،ومن ثم في المجالس العائلية والجلسات المغلقة نشيد ونعتز بها،ونعتبر أنها العنوان والمظلة التي تقوينا وتحمينا،وما ينطبق على العشائرية والطائفية،ينطبق على الحزبية وغيرها،فالجميع فلسطينياً يدعو لنبذ الخلافات والفرقة والإنقسام وعدم تجاوز الخطوط الحمراء،ولكن ما يمارس ويجري على أرض الواقع،يثبت أن الجميع مشترك وبدرجات متفاوتة في الكذب والخداع،وفي سبيل مصالحه الخاصة مستعد أن يهدم الهيكل والمعبد على رأس من فيه.
في العيد القادم نريد أن نتحرر من النمطية والرتابة والمظهرية والفشخرات الاجتماعية و"الهوبرات" الإعلامية والخطابات و"الجعجعات" وعبارات طحن الماء وتحرير الأندلس،نحو سلوك واعي يقدس العمل والفعل على الشعار والخطاب،نحو حرث جدي وحقيقي في الواقع الإجتماعي،من أجل إحداث تغير ونقلة نوعية في المفاهيم الإجتماعية البالية والمتخلفة،والتي ينطلق الكثير منها من مفاهيم الدروشة والإيمان بالأساطير والغيبيات والسحر والشعوذة والخزعبلات وإفتاءات المساطيل والمجذوبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق