محمد داود
إن في تاريخ الشعب الفلسطيني محطات سياسية وتاريخية محفورة في الذاكرة ومطبوعة في القلوب وهي مظفرة بدماء الشهداء، وفي واحدة منها كان إعلان "الاستقلال" الذي جسد أروع ملاحم الوطنية، فكان تتويجاً لنضال الشعب العربي الفلسطيني، الذي تحول من مجرد لاجئ مشرد يبحث عن هويته السياسية إلى شعب له حقوقه الوطنية على الخارطة السياسية؛ وحقه أن يقيم دولته المستقلة على ترابه الوطني له سيادته وعبر مؤسساته الوطنية وفق الأسس الديمقراطية وبمشاركة سياسية شعبية وفصائلية.
وبإعلان الاستقلال أستطاع رمز الثورة الشهيد الرئيس "ياسر عرفات" أن يوحد الموقف العربي والدولي ويسخره من أجل الإقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحمله وحمل الاحتلال الإسرائيلي أن يعترف بالحقوق الفلسطينية وفي إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما مثل إعلان الاستقلال تأكيداً على استقلالية القرار الفلسطيني وبدعم عربي وإسلامي ليؤازر الكفاح البطولي وتشد من عضده في لحظة كان العالم على وشك أن يستدير عن القضية الفلسطينية، فكانت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية "انتفاضة الحجارة" المسعف واكبها إعلان الاستقلال فأضافت القوة والصمود لثورة الشعب الفلسطيني.
وهكذا خرج العرس الوطني من رحم المعاناة والنضال التاريخي، فرسم بأحرف من دم وبنور الشهداء وتضحيات الجرحى وبطولات الأسرى؛ أن رسم فجر الحرية القادم لا محاله؛ فأصبح الاستقلال من براثن الاحتلال هو هدف استراتيجي يقع على كاهل القيادة الفلسطينية التاريخية. وكانت الوثيقة تجسد برنامج سياسي عملي ثوري ومتمرد على الواقع لفرض أجندة التحرير، فمثلت سمة بارزة من سمات الوحدة الفلسطينية التي رسخها الأب وصانع العهد الفلسطيني المجيد الشهيد الرئيس "ياسر عرفات" وهو يوم أن أعلن الشهيد "أبو عمار" في جلسات الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني من عام 1988م عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
بهذه الكلمات وضع حجر الأساس العملية لقيام الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها على الفور معظم دول العالم من شماله وحتى جنوبه وفتحت السفارات الفلسطينية التي فاقت عددها عن تلك التي اعترفت بالاحتلال، فسجلت بذلك نصراً سياسياً وفرضت الدولة الفلسطينية نفسها كأمر واقع وعليه أن يترجم الإعلان إلى واقع سياسي ملموس واستحقاق فكانت بداياته التوقيع على اتفاق أوسلو.
تجربة الثورة الفلسطينية خاضها بدون تشبيه هرتسل زعيم الحركة الصهيونية قبل خمسون عاماً وأعلن أمام المجتمعون الصهاينة عن نيته قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وبالفعل ترجمت هذه الوعود إلى واقع عام 1948م.
فلسطينياً أقسم الشهيد الرئيس "ياسر عرفات" على تحقيق الحلم الفلسطيني طال الزمان أم قصر، ومضى على ذات الدرب الرئيس محمود عباس، حتى أصبحت هذه المناسبة جزء من حياة الإنسان الفلسطيني ومكنون الثقافي التراثي المقدس من خلال نضاله الوطني والسياسي والكفاحي لما له من معاني ودلالات أبرزها أن هذا الاستقلال والتحرير يأتي تأكيداً على الهدف بعد نضال وكفاح ودماء زكية، ليصبح ثمرة لجهد كبير وتضحيات جسام وعطاء متواصل لإيماننا بعدالة قضيتنا ونصرنا المحتوم بانتزاع حقنا في الوجود على ترابنا وبناء دولتنا المستقلة.
والاستقلال هو تذكير للأجيال الناشئة بمدى معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتطلع إلى الحرية وغرس روح المواطنة وحب الوطن في قلوبهم. بالتالي من يسعى إلى طمس هذه الذاكرة التاريخية من الوجود الفلسطيني فإنه يسعى إلى شطب القضية الفلسطينية عن الخارطة السياسية وهي طعنة من الخلف لروح الشهيد "ياسر عرفات"؛ وخيانة عظمى لدماء الشهداء ولكفاح الشعب الفلسطيني وثورته عبر صيرورة تاريخية لنيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة.
كاتب وباحث
إن في تاريخ الشعب الفلسطيني محطات سياسية وتاريخية محفورة في الذاكرة ومطبوعة في القلوب وهي مظفرة بدماء الشهداء، وفي واحدة منها كان إعلان "الاستقلال" الذي جسد أروع ملاحم الوطنية، فكان تتويجاً لنضال الشعب العربي الفلسطيني، الذي تحول من مجرد لاجئ مشرد يبحث عن هويته السياسية إلى شعب له حقوقه الوطنية على الخارطة السياسية؛ وحقه أن يقيم دولته المستقلة على ترابه الوطني له سيادته وعبر مؤسساته الوطنية وفق الأسس الديمقراطية وبمشاركة سياسية شعبية وفصائلية.
وبإعلان الاستقلال أستطاع رمز الثورة الشهيد الرئيس "ياسر عرفات" أن يوحد الموقف العربي والدولي ويسخره من أجل الإقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحمله وحمل الاحتلال الإسرائيلي أن يعترف بالحقوق الفلسطينية وفي إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما مثل إعلان الاستقلال تأكيداً على استقلالية القرار الفلسطيني وبدعم عربي وإسلامي ليؤازر الكفاح البطولي وتشد من عضده في لحظة كان العالم على وشك أن يستدير عن القضية الفلسطينية، فكانت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية "انتفاضة الحجارة" المسعف واكبها إعلان الاستقلال فأضافت القوة والصمود لثورة الشعب الفلسطيني.
وهكذا خرج العرس الوطني من رحم المعاناة والنضال التاريخي، فرسم بأحرف من دم وبنور الشهداء وتضحيات الجرحى وبطولات الأسرى؛ أن رسم فجر الحرية القادم لا محاله؛ فأصبح الاستقلال من براثن الاحتلال هو هدف استراتيجي يقع على كاهل القيادة الفلسطينية التاريخية. وكانت الوثيقة تجسد برنامج سياسي عملي ثوري ومتمرد على الواقع لفرض أجندة التحرير، فمثلت سمة بارزة من سمات الوحدة الفلسطينية التي رسخها الأب وصانع العهد الفلسطيني المجيد الشهيد الرئيس "ياسر عرفات" وهو يوم أن أعلن الشهيد "أبو عمار" في جلسات الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني من عام 1988م عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
بهذه الكلمات وضع حجر الأساس العملية لقيام الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها على الفور معظم دول العالم من شماله وحتى جنوبه وفتحت السفارات الفلسطينية التي فاقت عددها عن تلك التي اعترفت بالاحتلال، فسجلت بذلك نصراً سياسياً وفرضت الدولة الفلسطينية نفسها كأمر واقع وعليه أن يترجم الإعلان إلى واقع سياسي ملموس واستحقاق فكانت بداياته التوقيع على اتفاق أوسلو.
تجربة الثورة الفلسطينية خاضها بدون تشبيه هرتسل زعيم الحركة الصهيونية قبل خمسون عاماً وأعلن أمام المجتمعون الصهاينة عن نيته قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وبالفعل ترجمت هذه الوعود إلى واقع عام 1948م.
فلسطينياً أقسم الشهيد الرئيس "ياسر عرفات" على تحقيق الحلم الفلسطيني طال الزمان أم قصر، ومضى على ذات الدرب الرئيس محمود عباس، حتى أصبحت هذه المناسبة جزء من حياة الإنسان الفلسطيني ومكنون الثقافي التراثي المقدس من خلال نضاله الوطني والسياسي والكفاحي لما له من معاني ودلالات أبرزها أن هذا الاستقلال والتحرير يأتي تأكيداً على الهدف بعد نضال وكفاح ودماء زكية، ليصبح ثمرة لجهد كبير وتضحيات جسام وعطاء متواصل لإيماننا بعدالة قضيتنا ونصرنا المحتوم بانتزاع حقنا في الوجود على ترابنا وبناء دولتنا المستقلة.
والاستقلال هو تذكير للأجيال الناشئة بمدى معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتطلع إلى الحرية وغرس روح المواطنة وحب الوطن في قلوبهم. بالتالي من يسعى إلى طمس هذه الذاكرة التاريخية من الوجود الفلسطيني فإنه يسعى إلى شطب القضية الفلسطينية عن الخارطة السياسية وهي طعنة من الخلف لروح الشهيد "ياسر عرفات"؛ وخيانة عظمى لدماء الشهداء ولكفاح الشعب الفلسطيني وثورته عبر صيرورة تاريخية لنيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق