د. فايز أبو شمالة
هل نصدق ما تناقلته وسائل الإعلام عن صحيفة "هآرتس" العبرية أن "تقارير وصلت إلى إسرائيل تؤكّد أن سلام فياض توصّل إلى تفاهم سريّ مع إدارة "أوباما"، يقضي باعتراف أميركي بدولة فلسطينية مستقلّة في حدود 1967، وأن هذا الأمر أوجد مخاوف لدى المسئولين الإسرائيليين بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية خلف الخط الأخضر بما في ذلك القدس، وأن هذا التفاهم يعطي للفلسطينيين حق الدفاع عن النفس.
لقد تناقلت الخبر بعض الأوساط الفلسطينية وكأنه إنجاز حققه السيد فياض، مع أن منطق الأشياء يقول: إذا كان الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967 يستوجب كل هذه السرية، فمن المؤكد أن لا مسئول أمريكي سيتجرأ ويتبنى هذا الاتفاق علناً إن كشرت إسرائيل عن أنيابها، وإذا كان مجرد الاعتراف الأمريكي بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة يستوجب كل هذه السرية، فماذا ستفعل أمريكا لتجسيد الاتفاق على الأرض؟ وإذا كانت الحقائق القائمة على الأرض تقول: أن أمريكا قد فشلت في إلزام إسرائيل بوقف البناء في المستوطنات، فهل ستنجح في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة سنة 1967، وتعمل على إزالة المستوطنات التي يعيش فيها 300 ألف يهودي؟
قد يقال: أنه اتفاق سريٌ! فإن كان كذلك؛ فلماذا السرية في سلام منتظر؟ ولماذا فضح السر في هذه الفترة التي أعلن فيها السيد عباس عن عدم ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة؟ أم أن القصد من كشف السر هو إثارة الانتباه إلى قدرات السيد فياض في التوصل إلى حلم الدولة الفلسطينية رغم أنف إسرائيل؟ بالتالي يجب التكاثف خلف الرجل الذي نجح إلى حد تنسيق إعلان الدولة الفلسطينية مع أمريكا نفسها؟
أزعم أن هذا الخبر خبيثٌ، وخرج من زفير يهودي، وفيه تلميح إلى ضرورة التمسك الفلسطيني بالسيد عباس رئيساً للمرحلة القادمة، وعدم فقدانه، ولاسيما أن الرجل قد أشرف على قطف ثمر خطه التفاوضي، وأنه على وشك إنجاز الدولة الحلم التي تؤيدها أمريكا، وتتفق سراً مع فياض رئيس وزرائه على قيامها بعد سنتين.
ما يشجع على هذا الزعم هو تكملة الخبر الذي أوردته الصحيفة العبرية، وفيه تقول: "وبحسب الشق السريّ من المشروع، ستتوجّه السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الجامعة العربية، بعد انتهاء المدة الزمنية المخصصة لبناء المؤسسات، والمحددة بسنتين، إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، للمطالِبةً بالسيادة الفلسطينية على دولة بحدود سنة 1967".
ألا يغري ذلك بالوقوف خلف السيد عباس ورئيس وزاره سلام فياض، ودعمه مرشحاً وحيداً للرئاسة الفلسطينية؟ مع ضرورة التشبث بخطه التفاوضي الوحيد الذي اختاره لإقامة الدولة الفلسطينية، التي ستقام بعد سنتين، بعد سنتين فقط!!.
fshamala@yahoo.com
هل نصدق ما تناقلته وسائل الإعلام عن صحيفة "هآرتس" العبرية أن "تقارير وصلت إلى إسرائيل تؤكّد أن سلام فياض توصّل إلى تفاهم سريّ مع إدارة "أوباما"، يقضي باعتراف أميركي بدولة فلسطينية مستقلّة في حدود 1967، وأن هذا الأمر أوجد مخاوف لدى المسئولين الإسرائيليين بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية خلف الخط الأخضر بما في ذلك القدس، وأن هذا التفاهم يعطي للفلسطينيين حق الدفاع عن النفس.
لقد تناقلت الخبر بعض الأوساط الفلسطينية وكأنه إنجاز حققه السيد فياض، مع أن منطق الأشياء يقول: إذا كان الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967 يستوجب كل هذه السرية، فمن المؤكد أن لا مسئول أمريكي سيتجرأ ويتبنى هذا الاتفاق علناً إن كشرت إسرائيل عن أنيابها، وإذا كان مجرد الاعتراف الأمريكي بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة يستوجب كل هذه السرية، فماذا ستفعل أمريكا لتجسيد الاتفاق على الأرض؟ وإذا كانت الحقائق القائمة على الأرض تقول: أن أمريكا قد فشلت في إلزام إسرائيل بوقف البناء في المستوطنات، فهل ستنجح في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة سنة 1967، وتعمل على إزالة المستوطنات التي يعيش فيها 300 ألف يهودي؟
قد يقال: أنه اتفاق سريٌ! فإن كان كذلك؛ فلماذا السرية في سلام منتظر؟ ولماذا فضح السر في هذه الفترة التي أعلن فيها السيد عباس عن عدم ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة؟ أم أن القصد من كشف السر هو إثارة الانتباه إلى قدرات السيد فياض في التوصل إلى حلم الدولة الفلسطينية رغم أنف إسرائيل؟ بالتالي يجب التكاثف خلف الرجل الذي نجح إلى حد تنسيق إعلان الدولة الفلسطينية مع أمريكا نفسها؟
أزعم أن هذا الخبر خبيثٌ، وخرج من زفير يهودي، وفيه تلميح إلى ضرورة التمسك الفلسطيني بالسيد عباس رئيساً للمرحلة القادمة، وعدم فقدانه، ولاسيما أن الرجل قد أشرف على قطف ثمر خطه التفاوضي، وأنه على وشك إنجاز الدولة الحلم التي تؤيدها أمريكا، وتتفق سراً مع فياض رئيس وزرائه على قيامها بعد سنتين.
ما يشجع على هذا الزعم هو تكملة الخبر الذي أوردته الصحيفة العبرية، وفيه تقول: "وبحسب الشق السريّ من المشروع، ستتوجّه السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الجامعة العربية، بعد انتهاء المدة الزمنية المخصصة لبناء المؤسسات، والمحددة بسنتين، إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، للمطالِبةً بالسيادة الفلسطينية على دولة بحدود سنة 1967".
ألا يغري ذلك بالوقوف خلف السيد عباس ورئيس وزاره سلام فياض، ودعمه مرشحاً وحيداً للرئاسة الفلسطينية؟ مع ضرورة التشبث بخطه التفاوضي الوحيد الذي اختاره لإقامة الدولة الفلسطينية، التي ستقام بعد سنتين، بعد سنتين فقط!!.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق