د. فايز أبو شمالة
هل طمعت اللجنة المشتركة لاتحاد العاملين في وكالة الغوث الدولية بأكثر من تحقيق تطلعات الموظفين بحياة مهنية كريمة، حين التقت مع المفوض العام لوكالة الغوث الدولية "كارن أبو زايد"؟ وهل الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا سبباً مقنعاً لفشل اللقاء الذي سيجر سلسة إضرابات عن العمل لن يكون إضراب يوم الثلاثاء نهايتها؟ ما سبق يتوقف على ما يلي: هل موظفو الوكالة على حق في إضرابهم، أم هم أباطرةٌ مترفون؟
ما أطمع موظفي الأونروا!، هذا ما فهمته من كلام السيد جون جنج، وهو يتخذ من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية نموذجاً يحاكيه، وهو يعرف أكثر من غيره أن رواتب موظفي السلطة لا تفي بمتطلبات حياتهم، وهو يعرف أن حالة الانقسام الفلسطينية هي التي تحول دون اتخاذ موظفي السلطة خطوات احتجاجية. وهو يعرف أن العاملين في وكالة الغوث الدولية لم يتسلموا أي زيادة على أجورهم منذ أربع سنوات، زادت فيها لأسعار، وارتفعت قيمة الحاجبات أضعاف، وصار من المسلمات أن المرتبات لا تفي بالضروريات. لذا يجيء الإضراب عن العمل بمثابة صرخة توجعٍ، وانتفاضة مستخدمين على مستخدمهم الذي أغمض عينه عن تقدير صعوبة حياتهم، أو تصرف بالقرار الوظيفي منفرداً بعيداً عن مصالحهم.
مثال على ذلك: لقد اندهش المعلمون في وكالة الغوث عندما صار راتب مدير المدرسة أعلى من راتب مفتش التعليم! وصار السؤال: هل تمت ترقية مئات مدراء المدارس من الدرجة العاشرة إلى الدرجة الخامسة عشرة كي يتباهى فيهم السيد جون جنج؛ وهو يقول: أن رواتب مدراء المدارس في الأونروا تزيد عن نظرائهم في السلطة الفلسطينية 100%؟ ولماذا لم يقل: أن رواتب عشرات آلاف المعلمين ظلت دون أي ترقية، وبراتب شهري أدنى من مستوى المعيشة؟ فهل كانت ترقية مئات المدراء رشوة وظيفية لإسكات عشرات ألوف المعلمين؟. هذه التساؤلات لا تعني أن المعلمين في الوكالة يكرهون لإخوانهم مدراء المدارس الزيادة في الراتب، ولكنهم يطالبون بمساواتهم، ولاسيما أنهم يؤدون عملاً لا يقل كفاءة عن عمل مدراء المدارس. وشخصياً؛ لا أبالغ لو قلت أن المعلمين هم الأصل في العمل، وكان الأجدر أن ترتفع مرتباتهم بالقدر ذاته الذي ارتفع فيه راتب مدراء المدارس.
لكن السيد جون جنج يصرّ على معاندة واقع فلسطين، ولاسيما حين يتطرق إلى نهاية الخدمة، متجاهلاً أن موظف السلطة الفلسطينية يضمن له صندوق التأمين والمعاشات راتبه ما دام على قيد الحياة، بل ويضمن الراتب لأصغر أطفاله حتى يتم تعليمه، ويضمن الراتب لآخر زوجاته حتى نهاية العمر، وهذا ما يحرم منه موظف الوكالة الذي يتسلم في نهاية الخدمة أمواله التي ادخرها من راتبه على مر السنين، زد على ذلك؛ أن موظفي السلطة يتمتعون بالتأمين الصحي الذي حرم منه نظراؤهم موظفو الأونروا.
معلومة للسيد جون جنج؛ موظفو الأونروا لا يتمتعون برواتبهم لوحدهم، وإنما لهم شركاء في الراتب من مطلع الشهر حتى صرف آخر دولار على الوالدين والأولاد والأخوات والأخوة العاطلين عن العمل، وعلى الجار والصديق، وعلى عابر الطريق.
fshamala@yahoo.com
هل طمعت اللجنة المشتركة لاتحاد العاملين في وكالة الغوث الدولية بأكثر من تحقيق تطلعات الموظفين بحياة مهنية كريمة، حين التقت مع المفوض العام لوكالة الغوث الدولية "كارن أبو زايد"؟ وهل الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا سبباً مقنعاً لفشل اللقاء الذي سيجر سلسة إضرابات عن العمل لن يكون إضراب يوم الثلاثاء نهايتها؟ ما سبق يتوقف على ما يلي: هل موظفو الوكالة على حق في إضرابهم، أم هم أباطرةٌ مترفون؟
ما أطمع موظفي الأونروا!، هذا ما فهمته من كلام السيد جون جنج، وهو يتخذ من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية نموذجاً يحاكيه، وهو يعرف أكثر من غيره أن رواتب موظفي السلطة لا تفي بمتطلبات حياتهم، وهو يعرف أن حالة الانقسام الفلسطينية هي التي تحول دون اتخاذ موظفي السلطة خطوات احتجاجية. وهو يعرف أن العاملين في وكالة الغوث الدولية لم يتسلموا أي زيادة على أجورهم منذ أربع سنوات، زادت فيها لأسعار، وارتفعت قيمة الحاجبات أضعاف، وصار من المسلمات أن المرتبات لا تفي بالضروريات. لذا يجيء الإضراب عن العمل بمثابة صرخة توجعٍ، وانتفاضة مستخدمين على مستخدمهم الذي أغمض عينه عن تقدير صعوبة حياتهم، أو تصرف بالقرار الوظيفي منفرداً بعيداً عن مصالحهم.
مثال على ذلك: لقد اندهش المعلمون في وكالة الغوث عندما صار راتب مدير المدرسة أعلى من راتب مفتش التعليم! وصار السؤال: هل تمت ترقية مئات مدراء المدارس من الدرجة العاشرة إلى الدرجة الخامسة عشرة كي يتباهى فيهم السيد جون جنج؛ وهو يقول: أن رواتب مدراء المدارس في الأونروا تزيد عن نظرائهم في السلطة الفلسطينية 100%؟ ولماذا لم يقل: أن رواتب عشرات آلاف المعلمين ظلت دون أي ترقية، وبراتب شهري أدنى من مستوى المعيشة؟ فهل كانت ترقية مئات المدراء رشوة وظيفية لإسكات عشرات ألوف المعلمين؟. هذه التساؤلات لا تعني أن المعلمين في الوكالة يكرهون لإخوانهم مدراء المدارس الزيادة في الراتب، ولكنهم يطالبون بمساواتهم، ولاسيما أنهم يؤدون عملاً لا يقل كفاءة عن عمل مدراء المدارس. وشخصياً؛ لا أبالغ لو قلت أن المعلمين هم الأصل في العمل، وكان الأجدر أن ترتفع مرتباتهم بالقدر ذاته الذي ارتفع فيه راتب مدراء المدارس.
لكن السيد جون جنج يصرّ على معاندة واقع فلسطين، ولاسيما حين يتطرق إلى نهاية الخدمة، متجاهلاً أن موظف السلطة الفلسطينية يضمن له صندوق التأمين والمعاشات راتبه ما دام على قيد الحياة، بل ويضمن الراتب لأصغر أطفاله حتى يتم تعليمه، ويضمن الراتب لآخر زوجاته حتى نهاية العمر، وهذا ما يحرم منه موظف الوكالة الذي يتسلم في نهاية الخدمة أمواله التي ادخرها من راتبه على مر السنين، زد على ذلك؛ أن موظفي السلطة يتمتعون بالتأمين الصحي الذي حرم منه نظراؤهم موظفو الأونروا.
معلومة للسيد جون جنج؛ موظفو الأونروا لا يتمتعون برواتبهم لوحدهم، وإنما لهم شركاء في الراتب من مطلع الشهر حتى صرف آخر دولار على الوالدين والأولاد والأخوات والأخوة العاطلين عن العمل، وعلى الجار والصديق، وعلى عابر الطريق.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق