محمد داود
تأتي الذكرى الخامسة على استشهاد الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" ولايزال الشعب الفلسطيني يحارب ويقاتل من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي وضعنا الشهيد عرفات على أبوابها، تأتي ولايزال يرتكب العدو الصهيوني جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، ومازال الحصار وسياسة التجويع تمارس وعلى أشدها.
بل إن المستقبل أصبح مجهولاً ولايبشر خيراً بعد أن أفشلت الجهود المصرية الرامية إلى توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لرأب الصدع الفلسطيني مما دفع إعلان الرئيس "محمود عباس" عن عدم ترشحه لولاية ثانية، وهذه في حد ذاتها كارثها قد تضع النظام السياسي الفلسطيني برمته في مستقبل مجهول يسوده مزيداً من الانقسام والتوتر خاصة بعد رفض حركة حماس لإجراء هذه الانتخابات المقررة في موعدها 24/1/2010.
إن سياسة التخوين التي تمارس بحق الرئيس عباس لم تكن جديدة، فقد مورست من قبل بحق الرئيس الشهيد عرفات، لدرجة أن البعض بالغ في درجة الكذب وقال بأن عرفات تنازل عن الثوابت الوطنية وأنه باع فلسطين بل هو يهودياً وينحدر إلى عائلة تقطن في أفريقيا، هذه الشائعات والفتنة بحق القيادات الفلسطينية المناضلة أصبحت سمة الإعلام الفلسطيني الذي سمح لهذه المصطلاحات بأن تذاع وتخرج على الملأ بكل بجاحة دون مراعاة للأخلاق ولآداب وشرف المهنة ولمعاني الدين الإسلامي الحنيف ولمفهوم الوطنية والنضال الفلسطيني المقدس.
ولكن الحقيقة كانت أن أستشهد ياسر عرفات وهو يقول يريدونني قتيلاً أو أسيراً أو طريداً ولكن أبو عمار أجابهم شهيداً شهيداً شهيداً، رغم بنادق وقذائف الموت التي تحيط به من كل جانب في مقره في رام الله، رغم ذلك فإنه رفض أن يتنازل قيد أنملة عن الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني وبقي يقاتل بيده ولسانه حتى الرمق الأخير من حياته.
كان الشهيد عرفات وفي عدة مرات دعا حركة حماس إلى الاندماج إلى المنظمة ومشاركته في بناء النظام السياسي الفلسطيني والانخراط في بناء مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية "والدولة الفلسطينية" التي هي حلم كل فلسطين حر، حتى أن أبو عمار سجل له العدد من المواقف الحسنة وقد كشفت الصور مدى تواضع أبو عمار وهو يطعم الشهيد أحمد ياسين ويسقيه الماء، وهذه صفة من صفات عرفات منذ القدم وأثناء حصار بيروت عام 1982.
اليوم الرئيس عباس يثبت من جديد أنه يسير على خط ونهج الرئيس الشهيد عرفات ونهج حركة فتح حامية المشروع الوطني، ويؤكد عليها من خلال "م.ت.ف" باعتبارها رائدة النظام السياسي الفلسطيني، وكما قالها أبو عمار "على القدس رايحين شهداء بالملايين" والعهد هو العهد والقسم هو القسم".
فرغم الألم أخذ يدافع في مقرات وهيئات الأمم المتحدة عن تقرير غولدستيون ليدين إسرائيل وحدها التي ارتكبت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بذلك يدحض إدعاءات المتربصين، رغم استجداء الرئيس ودعواته للفصائل في غزة التي استقراء مسبقاً أن حرباً شرسة قادمة بحق شعبنا الفلسطيني في القطاع الحبيب، ولكن دون جدوى. يذكرنا الحدث عندما ناشد الشهيد عرفات إبان حرب المدافع قبل الغزو الإسرائيلي إلى لبنان، عندما ناشد الفصائل الفلسطينية التي تتلقى الدعم من سوريا وليبيا بأن هناك ضربة ستوجه للقضاء على "م.ت.ف" إذا استمرت الفصائل في إعطاء المبررات للعدو، وبالفعل وقعت الكارثة.
معاني الوعي السياسي "الزعامة المخضرمة" والصدق والأمانة التي تتسم بها القيادة الفلسطينية أمام شعبنا الفلسطيني تزيد من رصيدها الوطني المحلي والإقليمي والدولي، فكم من مرة أجرت حماس تحالفات مع الفصائل الفلسطينية وسرعان ما انقلبت عليها، وأذكر أن الأخوان المسلمين أجروا تحالفاً تكتيكياً مع حركة فتح مطلع الثمانينات، ومع بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى كحركة الجهاد الإسلامي التي تتعرض لنزاع من أجل السيطرة على المساجد التي تديرها، بل إن التناقض بات جلياً عندما هاجمت أجهزة أمن الحكومة المقالة التي ترأسها حماس مسجد بن تيمية الذي تحصن عدداً كبيراً من عناصر جند الله عقب إعلان زعيم التنظيم أنه ينوي إقامة إمارة إسلامية، وهو هدف تتفق معه حماس في ميثاقها، وهكذا مع فصائل أخرى منها جيش الإسلام.
فمعنى الشراكة سواء في الدين أو السياسة "الحكم" لم تتعاطى معه حركة حماس بجدية، وعليه سيبقى النظام السياسي الفلسطيني يعيش أزمة وجود وثقة، ونحذر من خطورة عدم التوقيع على الورقة المصرية.
كاتب وباحث
تأتي الذكرى الخامسة على استشهاد الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" ولايزال الشعب الفلسطيني يحارب ويقاتل من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي وضعنا الشهيد عرفات على أبوابها، تأتي ولايزال يرتكب العدو الصهيوني جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، ومازال الحصار وسياسة التجويع تمارس وعلى أشدها.
بل إن المستقبل أصبح مجهولاً ولايبشر خيراً بعد أن أفشلت الجهود المصرية الرامية إلى توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لرأب الصدع الفلسطيني مما دفع إعلان الرئيس "محمود عباس" عن عدم ترشحه لولاية ثانية، وهذه في حد ذاتها كارثها قد تضع النظام السياسي الفلسطيني برمته في مستقبل مجهول يسوده مزيداً من الانقسام والتوتر خاصة بعد رفض حركة حماس لإجراء هذه الانتخابات المقررة في موعدها 24/1/2010.
إن سياسة التخوين التي تمارس بحق الرئيس عباس لم تكن جديدة، فقد مورست من قبل بحق الرئيس الشهيد عرفات، لدرجة أن البعض بالغ في درجة الكذب وقال بأن عرفات تنازل عن الثوابت الوطنية وأنه باع فلسطين بل هو يهودياً وينحدر إلى عائلة تقطن في أفريقيا، هذه الشائعات والفتنة بحق القيادات الفلسطينية المناضلة أصبحت سمة الإعلام الفلسطيني الذي سمح لهذه المصطلاحات بأن تذاع وتخرج على الملأ بكل بجاحة دون مراعاة للأخلاق ولآداب وشرف المهنة ولمعاني الدين الإسلامي الحنيف ولمفهوم الوطنية والنضال الفلسطيني المقدس.
ولكن الحقيقة كانت أن أستشهد ياسر عرفات وهو يقول يريدونني قتيلاً أو أسيراً أو طريداً ولكن أبو عمار أجابهم شهيداً شهيداً شهيداً، رغم بنادق وقذائف الموت التي تحيط به من كل جانب في مقره في رام الله، رغم ذلك فإنه رفض أن يتنازل قيد أنملة عن الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني وبقي يقاتل بيده ولسانه حتى الرمق الأخير من حياته.
كان الشهيد عرفات وفي عدة مرات دعا حركة حماس إلى الاندماج إلى المنظمة ومشاركته في بناء النظام السياسي الفلسطيني والانخراط في بناء مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية "والدولة الفلسطينية" التي هي حلم كل فلسطين حر، حتى أن أبو عمار سجل له العدد من المواقف الحسنة وقد كشفت الصور مدى تواضع أبو عمار وهو يطعم الشهيد أحمد ياسين ويسقيه الماء، وهذه صفة من صفات عرفات منذ القدم وأثناء حصار بيروت عام 1982.
اليوم الرئيس عباس يثبت من جديد أنه يسير على خط ونهج الرئيس الشهيد عرفات ونهج حركة فتح حامية المشروع الوطني، ويؤكد عليها من خلال "م.ت.ف" باعتبارها رائدة النظام السياسي الفلسطيني، وكما قالها أبو عمار "على القدس رايحين شهداء بالملايين" والعهد هو العهد والقسم هو القسم".
فرغم الألم أخذ يدافع في مقرات وهيئات الأمم المتحدة عن تقرير غولدستيون ليدين إسرائيل وحدها التي ارتكبت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بذلك يدحض إدعاءات المتربصين، رغم استجداء الرئيس ودعواته للفصائل في غزة التي استقراء مسبقاً أن حرباً شرسة قادمة بحق شعبنا الفلسطيني في القطاع الحبيب، ولكن دون جدوى. يذكرنا الحدث عندما ناشد الشهيد عرفات إبان حرب المدافع قبل الغزو الإسرائيلي إلى لبنان، عندما ناشد الفصائل الفلسطينية التي تتلقى الدعم من سوريا وليبيا بأن هناك ضربة ستوجه للقضاء على "م.ت.ف" إذا استمرت الفصائل في إعطاء المبررات للعدو، وبالفعل وقعت الكارثة.
معاني الوعي السياسي "الزعامة المخضرمة" والصدق والأمانة التي تتسم بها القيادة الفلسطينية أمام شعبنا الفلسطيني تزيد من رصيدها الوطني المحلي والإقليمي والدولي، فكم من مرة أجرت حماس تحالفات مع الفصائل الفلسطينية وسرعان ما انقلبت عليها، وأذكر أن الأخوان المسلمين أجروا تحالفاً تكتيكياً مع حركة فتح مطلع الثمانينات، ومع بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى كحركة الجهاد الإسلامي التي تتعرض لنزاع من أجل السيطرة على المساجد التي تديرها، بل إن التناقض بات جلياً عندما هاجمت أجهزة أمن الحكومة المقالة التي ترأسها حماس مسجد بن تيمية الذي تحصن عدداً كبيراً من عناصر جند الله عقب إعلان زعيم التنظيم أنه ينوي إقامة إمارة إسلامية، وهو هدف تتفق معه حماس في ميثاقها، وهكذا مع فصائل أخرى منها جيش الإسلام.
فمعنى الشراكة سواء في الدين أو السياسة "الحكم" لم تتعاطى معه حركة حماس بجدية، وعليه سيبقى النظام السياسي الفلسطيني يعيش أزمة وجود وثقة، ونحذر من خطورة عدم التوقيع على الورقة المصرية.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق