د. فايز أبو شمالة
يدق قلب المرأة، وتسرع إلى المرآة؛ تحدّق فيها لو قيل لها: ما أجمل هذا القرط في أذنيك! فهي تدرك بأنوثتها أن الرجل لا يبدي الإعجاب بالقرط، وإنما بصاحبة القرط التي تلألأ سحرها في قلبه. ولكن بعض النسوة لا تدرك أفضال القرط؛ يتجملن فيه فقط، دون أن يعرفن ما له من تأثير سحري على قلب الرجل، فهل يعرف كل الرجال لماذا تضع النسوة القرط في آذانهن؟ وهل يعرف الرجل أن القرط يكشف عن نفسية المرأة ومزاجها؟
أزعم: أن بين القرط وقلب المرأة علاقة عاطفية، فالقرط هو دلال امرأة يناغي الرجل، وهو رغبة بتجدد الحياة بطريقة تختلف من امرأة إلى أخرى؛ فالمرأة التي وضعت قرطاً كبير الحجم تريد أن تسمع غزلاً مهدئاً للأعصاب، وصوتاً جريئاً في الحب، قوياً لا لبس فيه، بينما المرأة التي وضعت قرطاً صغير الحجم، تريد أن تسمع كلاماً مهموساً، وأن تعيش حباً ناعماً. ويمكنني الافتراض أن المرأة التي تضع القرط الملتصق بالأذن، هي امرأة مستقرة عاطفياً، وقد عثرت على قرين القلب، وباتت ملتصقة فيه، ولا تريده أن يبتعد عنها، بينما المرأة التي تضع القرط الذي يتأرجح في أذنها هي امرأة قلقة تنتظر، وما زالت تفتش عن الحب، وتتأرجح بين التمني والصبر!.
الأهم من كل ما سبق هو: هل يفهم الرجل حركات القرط، ودلالة الألوان؟ بمعنى آخر: هل يدرك الرجال مغزى وضع المرأة للقرط في عصرنا هذا الذي ابتعد عن تشخيص مقولة: "طويلة مرمى القرط"، وما فيها من كناية عن طول عنق المرأة؟
أزعم للمرة الثانية: أن القرط حنين امرأة وأحلام، ونسيج روح يقول للرجل: أن الطريق إلى القلب تمر من الأذن، وعليك أيها الحبيب أن تحلق في سمائي، وتهمس في شراييني قبل أن تنسق حدائق قلبي، انثر عطر وجدانك على مسامعي، كي يتنفس زهري، وينعقد رحيقي، انطقْ، اصرخْ بحنانْ. إن لأمواج البحر لساناً يتناغم مع أذن الشطآنْ.
فهل تنبه الرجل لذلك؟ وهل عرف تأثير الكلمة على وجدان المرأة؟
أنا لا أزعم المعرفة، وما لجأت للقرط كي أكتب عن المرأة، وإنما لأكتب عن أهمية القرط للقيادة السياسية الفلسطينية، التي يجب أن تعلق في أذنها عدة أقراط، لتشجع الأقلام الفلسطينية على النقد، والاعتراض، والطعن بجرأة وقوة في كل موقف سياسي لا يخدم القضية الفلسطينية، فالنقد تقويم لاعوجاج، ودليل التنفس في أجواء صحية، ومقياس احترام القيادة للرأي العام، وكل قيادة سياسية لا تعلق في أذنها قرط، هي قيادةٌ عانسٌ لا روح فيها، وهي تسمع صوت الحاشية والبطانة الجوفاء، ولا يصدر عنها إلا القرارات الخرقاء.
أتجرأ على القول: أن خلع المرأة للقرط لدى بعض القبائل يعني الرغبة بالتكاثر.
وأتجرأ على القول: أن النقد كلام نافع جميل، بينما المجاملة السياسة كلام يتجمل.
.fshamala@yahoo.com
يدق قلب المرأة، وتسرع إلى المرآة؛ تحدّق فيها لو قيل لها: ما أجمل هذا القرط في أذنيك! فهي تدرك بأنوثتها أن الرجل لا يبدي الإعجاب بالقرط، وإنما بصاحبة القرط التي تلألأ سحرها في قلبه. ولكن بعض النسوة لا تدرك أفضال القرط؛ يتجملن فيه فقط، دون أن يعرفن ما له من تأثير سحري على قلب الرجل، فهل يعرف كل الرجال لماذا تضع النسوة القرط في آذانهن؟ وهل يعرف الرجل أن القرط يكشف عن نفسية المرأة ومزاجها؟
أزعم: أن بين القرط وقلب المرأة علاقة عاطفية، فالقرط هو دلال امرأة يناغي الرجل، وهو رغبة بتجدد الحياة بطريقة تختلف من امرأة إلى أخرى؛ فالمرأة التي وضعت قرطاً كبير الحجم تريد أن تسمع غزلاً مهدئاً للأعصاب، وصوتاً جريئاً في الحب، قوياً لا لبس فيه، بينما المرأة التي وضعت قرطاً صغير الحجم، تريد أن تسمع كلاماً مهموساً، وأن تعيش حباً ناعماً. ويمكنني الافتراض أن المرأة التي تضع القرط الملتصق بالأذن، هي امرأة مستقرة عاطفياً، وقد عثرت على قرين القلب، وباتت ملتصقة فيه، ولا تريده أن يبتعد عنها، بينما المرأة التي تضع القرط الذي يتأرجح في أذنها هي امرأة قلقة تنتظر، وما زالت تفتش عن الحب، وتتأرجح بين التمني والصبر!.
الأهم من كل ما سبق هو: هل يفهم الرجل حركات القرط، ودلالة الألوان؟ بمعنى آخر: هل يدرك الرجال مغزى وضع المرأة للقرط في عصرنا هذا الذي ابتعد عن تشخيص مقولة: "طويلة مرمى القرط"، وما فيها من كناية عن طول عنق المرأة؟
أزعم للمرة الثانية: أن القرط حنين امرأة وأحلام، ونسيج روح يقول للرجل: أن الطريق إلى القلب تمر من الأذن، وعليك أيها الحبيب أن تحلق في سمائي، وتهمس في شراييني قبل أن تنسق حدائق قلبي، انثر عطر وجدانك على مسامعي، كي يتنفس زهري، وينعقد رحيقي، انطقْ، اصرخْ بحنانْ. إن لأمواج البحر لساناً يتناغم مع أذن الشطآنْ.
فهل تنبه الرجل لذلك؟ وهل عرف تأثير الكلمة على وجدان المرأة؟
أنا لا أزعم المعرفة، وما لجأت للقرط كي أكتب عن المرأة، وإنما لأكتب عن أهمية القرط للقيادة السياسية الفلسطينية، التي يجب أن تعلق في أذنها عدة أقراط، لتشجع الأقلام الفلسطينية على النقد، والاعتراض، والطعن بجرأة وقوة في كل موقف سياسي لا يخدم القضية الفلسطينية، فالنقد تقويم لاعوجاج، ودليل التنفس في أجواء صحية، ومقياس احترام القيادة للرأي العام، وكل قيادة سياسية لا تعلق في أذنها قرط، هي قيادةٌ عانسٌ لا روح فيها، وهي تسمع صوت الحاشية والبطانة الجوفاء، ولا يصدر عنها إلا القرارات الخرقاء.
أتجرأ على القول: أن خلع المرأة للقرط لدى بعض القبائل يعني الرغبة بالتكاثر.
وأتجرأ على القول: أن النقد كلام نافع جميل، بينما المجاملة السياسة كلام يتجمل.
.fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق