د. فايز أبو شمالة
رأيان في مستجدات الساحة السياسية الفلسطينية، الرأي الأول يقول: أن ما تقوم فيه السلطة الفلسطينية ليس إلا مناورات سياسية، وتحايل للخروج من انسداد الأفق، وانعدام الخيارات، ويعتمد أصحاب هذا الرأي على ارتباط السلطة بحبل سري مع الدول المانحة، ومواصلة إشراف الجنرال "كيث دايتون" على الوضع الأمني في الضفة الغربية حتى يومنا هذا، وأن عرض الملف الفلسطيني على الأمم المتحدة فكرة وردت على لسان "خافير سولانا" ممثل الاتحاد الأوروبي، وجاءت للتغطية على ثمانية عشر عاماً من فشل المفاوضات.
أما الرأي الثاني فيقول: بعد أن اصطدم المفاوض الفلسطيني بالتطرف الإسرائيلي، وصل إلى النتيجة التي كان يجب أن يصل إليها من البداية؛ وهي أن الإسرائيليين طامعون بكل فلسطين، ولن يعطوا السلطة أكثر من حكم ذاتي منقوص السيادة، حتى ولو استمرت المفاوضات عشرات السنين، بالتالي فإن قيادة السلطة وجدت نفسها أمام الخيار الصعب، إما التخلي عن خيار المفاوضات العبثية، والبحث عن بدائل، أو أن تتعرض لمزيد من التآكل.
يبدو أن المسافة بين الرأيين بعيدة، فالأول يقوم على التشكك المطلق، وعدم الثقة بالسلطة الفلسطينية نهائياً، ولا يرى فيها إلا فاقدة الصلاحية، ويجب التفتيش عن بدائل تقود العمل السياسي الفلسطيني في المرحلة القادمة، والثاني يقوم على إمكانية تغيير المواقف حسب ما يمليه الواقع، وبالتالي يجب تشجيع السلطة على الابتعاد عن التفاوض العبثي، وشد أزرها لاتخاذ خطوات بديلة تعزز من مكانتها داخل المجتمع الفلسطيني.
لقطع الشك باليقين، وللوصول إلى منتصف الطريق بين الرأيين، أزعم أن كاشف نوايا السلطة هو صياغة برنامج سياسي مشترك يلم شمل كل القوى السياسية الفلسطينية، برنامج سياسي لا يعتمد على شروط الرباعية، ولاسيما بعد انكشاف الموقف الأمريكي والأوربي الرافض لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على الأراضي احتلتها إسرائيل سنة 1967، هذا الرفض الذي يملي على قيادة السلطة الفلسطينية أن تسحب اعترافها بإسرائيل كخطوة أولى، وبهذا تسقط أول شرط من شروط الرباعية، أما الشرط الثاني لشروط الرباعية فقد أعلنت إسرائيل أنها ستلغي كل المعاهدات الموقعة مع السلطة الفلسطينية، وهذا يصب في صالح المصالحة الفلسطينية بالتحرر من هذا الالتزام الحزين، أما الشرط الثالث من شروط الرباعية فهو نبذ (العنف) المقاومة، وهنا تقف السلطة الفلسطينية أمام المحك العملي، والمساعي الجدية للتوافق داخل الساحة الفلسطينية على أشكال المقاومة المناسبة.
أثق أن انتفاء شروط الرباعية بداية المصالحة الفلسطينية.
fshamala@yahoo.com
رأيان في مستجدات الساحة السياسية الفلسطينية، الرأي الأول يقول: أن ما تقوم فيه السلطة الفلسطينية ليس إلا مناورات سياسية، وتحايل للخروج من انسداد الأفق، وانعدام الخيارات، ويعتمد أصحاب هذا الرأي على ارتباط السلطة بحبل سري مع الدول المانحة، ومواصلة إشراف الجنرال "كيث دايتون" على الوضع الأمني في الضفة الغربية حتى يومنا هذا، وأن عرض الملف الفلسطيني على الأمم المتحدة فكرة وردت على لسان "خافير سولانا" ممثل الاتحاد الأوروبي، وجاءت للتغطية على ثمانية عشر عاماً من فشل المفاوضات.
أما الرأي الثاني فيقول: بعد أن اصطدم المفاوض الفلسطيني بالتطرف الإسرائيلي، وصل إلى النتيجة التي كان يجب أن يصل إليها من البداية؛ وهي أن الإسرائيليين طامعون بكل فلسطين، ولن يعطوا السلطة أكثر من حكم ذاتي منقوص السيادة، حتى ولو استمرت المفاوضات عشرات السنين، بالتالي فإن قيادة السلطة وجدت نفسها أمام الخيار الصعب، إما التخلي عن خيار المفاوضات العبثية، والبحث عن بدائل، أو أن تتعرض لمزيد من التآكل.
يبدو أن المسافة بين الرأيين بعيدة، فالأول يقوم على التشكك المطلق، وعدم الثقة بالسلطة الفلسطينية نهائياً، ولا يرى فيها إلا فاقدة الصلاحية، ويجب التفتيش عن بدائل تقود العمل السياسي الفلسطيني في المرحلة القادمة، والثاني يقوم على إمكانية تغيير المواقف حسب ما يمليه الواقع، وبالتالي يجب تشجيع السلطة على الابتعاد عن التفاوض العبثي، وشد أزرها لاتخاذ خطوات بديلة تعزز من مكانتها داخل المجتمع الفلسطيني.
لقطع الشك باليقين، وللوصول إلى منتصف الطريق بين الرأيين، أزعم أن كاشف نوايا السلطة هو صياغة برنامج سياسي مشترك يلم شمل كل القوى السياسية الفلسطينية، برنامج سياسي لا يعتمد على شروط الرباعية، ولاسيما بعد انكشاف الموقف الأمريكي والأوربي الرافض لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على الأراضي احتلتها إسرائيل سنة 1967، هذا الرفض الذي يملي على قيادة السلطة الفلسطينية أن تسحب اعترافها بإسرائيل كخطوة أولى، وبهذا تسقط أول شرط من شروط الرباعية، أما الشرط الثاني لشروط الرباعية فقد أعلنت إسرائيل أنها ستلغي كل المعاهدات الموقعة مع السلطة الفلسطينية، وهذا يصب في صالح المصالحة الفلسطينية بالتحرر من هذا الالتزام الحزين، أما الشرط الثالث من شروط الرباعية فهو نبذ (العنف) المقاومة، وهنا تقف السلطة الفلسطينية أمام المحك العملي، والمساعي الجدية للتوافق داخل الساحة الفلسطينية على أشكال المقاومة المناسبة.
أثق أن انتفاء شروط الرباعية بداية المصالحة الفلسطينية.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق