الاثنين، نوفمبر 09، 2009

لــمــن يــكــون الــولاء ؟

أنــطــونــي ولســــن

أزاحت العولمة الحدود بين الدول ، ألغت الفوارق الدينية والجنسية ، لم تهتم بلون الأنسان قدر اهتمامها بأنسانية الأنسان ، الفقر والغنى لا مكان لهما في مفهوم العولمة . لأن الغني قد يصير فقيرا والعكس قد يحدث ، الفقير يصير غنيا اذا واتته الفرصة . يجب أن يعيش الناس في تناغم وتفاهم عن طريق معرفة كل منا للأخرطبقا لما وصل اليه انسان هذا الزمان من تكنولوجيا علمية قربت المسافات وغيرت الكثير مما كان يعيشه انسان الماضي الغير بعيد . تستطيع أن تتحدث الى أي انسان مهما بعدت المسافة بينكما ، يسمع صوتك وتسمع صوته ، بل تراه ويراك في نفس اللحظة . وفي نفس اللحظة أيضا يمكنكم تبادل الرسائل الألكترونية في ثوان معدودات . بأختصار صار العالم كما شبهوه قرية صغيرة . فهل استفاد الأنسان بالفعل من هذه العولمة ؟ . وهل هذه التكنولوجيا التي صاحبت العولمة غيرت من الأنسان وطباع الأنسان وأطماع الأنسان وشروره ؟ . أسئلة كثيرة الأجابة عنها تقول ... لا .. لا لم تغير لا العولمة ولا التكنولوجيا الحديثة والعجيبة شيئا في الأنسان غير أنها زادت من أطماعه وشروره بطرق مختلفة لم تكن متوفرة لغالبية الناس كما هو الحال الأن .

كانت تتميز بعض البلدان بالأستقراوالأمان ولو نسبيا في أراضيها . أصبحت الأن في حالة توتر وخوف وعدم استقرار توقعا لما قد يحدث دون سابق انذار أو تحذير ، أو حتى تخمين امكانية حدوثه . وما حدث في اكبر معسكرات الجيش الأميركى في تكساس لهو أكبر دليل على عدم وجود لا أمن ولا أمان . لأنه لا أحد كان يمكنه أن يخمن أو يتوقع أن طبيبا نفسيا برتبة ماجور في الجيش الأميركي لابد وأنه يتمتع بالجنسية الأمريكية ، والا ما وصل الى ما وصل اليه ، يخرج عن وعيه ويطلق النار على من هم المفروض فيهم أنهم زملاء سلاح ويقتل 13 عسكريا ويصيب 28 أخرين ، ولو لم تطلق عليه اناراحدى افراد المعسكر ، لزداد عدد القتلى والجرحى دون معرفة حقيقة الدافع أو الدوافع التي جعلته يرتكب مثل هذا الجرم العظيم . كل ما فهمناه أنه طلب منه الذهاب الى العراق لينضم الى القوات الأمريكية المتواجدة علي الأراضي العراقية . وأسأل .. أو أتساءل .. طبيب نفسي ، لا مهنته ولا مهمته لهما صلة بالحرب لا ضد العراقيين ولا ضد المعتدين . انه طبيب نفساني سيلحق بالوحدة الطبية التي مهمتها الأشراف الطبي البدني والنفسي على ضباط وجنود الجيش الأميركى في العراق . بمعنى أنه لن يوجه سلاحا ضد عراقي أو غير عراقي الا في حالة الدفاع عن النفس .. عن نفسه هو أو زملائه . فلماذا يقوم بهذا الفعل الغير لائق بطبيب عسكري برتبة ماجور ؟ . وحتى هذه اللحظة لا أحد يعرف . ولكن لماذا قبل أن يرتكب فعلته صرخ بصوت عال " الله أكبر .. ألله وأكبر .." . هل كان يعرف أنه يقوم بعمل فدائي ؟ وأسال أيضا عمل فدائي ضد من ؟ اليس الذين اعتدى عليهم وقتلهم زملاء سلاح و لاشك أنه لم يصل الى ما وصل اليه من رتبة عسكرية الا اذا كان بالفعل يستحق ذلك !!. لو أن أميركا أو الدول الغربية تتعامل مع غير الأمريكان الذين تجنسوا بجنسيات الدول التي يعيشون على أرضها بكامل حريتهم بنفس فكر الأخوان المسلمين أو المتشددين من المسلمين ، ما كان أي منهم تبوأ ما تبوأه كل مجتهد وناجح دون النظر الى خلفيته أو ديانته ، على عكس ما ينادي به كما أشرت الأخوان والمتشددين مع أبناء وطن واحد اختلفت ديانتهم فكفروهم وخونوهم ونسوا أن نصر أكتوبر 1973 كان بفضل الله وأخلاص ضابط مسيحي لوطنه مصر الذي استطاع أن يقضي علىاسطورة خط بارليف الأسطورة التي كانت تدرس في الأكاديميات العسكرية في العالم . وان كان الدافع تنفيذ أوامر وصلته من أي جهة اسلامية فدائية . فهذا لن يكون علامة مطمئنة لشعوب وحكومات الدول التي ظنت أن العولمة أو التعددية الحضارية أو الثقافية ستخلق مجتمعا متجانسا ، لأنهم سيكتشفون أنهم مشوا وراء سراب وحلم لا يمكن تحقيقه . ولا أعرف سببا وجيها يدفع برجل مثله أن يقوم بفعل ما قام به من قتل زملاء سلاح . ولن يعطي هذا الفعل الثقة في أي غريب عن الوطن . وما حادثة مقتل مروة الشربيني الا علامة واضحة للتوتر وعدم الأستقرار لشعوب الدول الغربية التي ظنت أنها تستطيع الغاء الحدود ، وتقارب الشعوب مهما اختلفت جنسياتهم او دياناتهم أو حتي لون بشرتهم . وهذا يأخذني الى عنوان المقال .. لمن يكون الولاء ؟!!.. وأترك لكم الأجابة علي هذا السؤال .. لان العالم الأن أصبح ما ينطبق عليه القول الشعبي المصري .. سمك لبن تمرهندي !!.

ليست هناك تعليقات: