راسم عبيدات
1 – عن خصخصة رمضان والأعياد
يبدو أن سياسة الفوضى الخلاقة التي تسعى أمريكيا إلى نشرها وتعميمها في العالمين العربي والإسلامي، لا تضمن فقط إدخال الشعوب العربية والإسلامية في أتون حروب داخلية وأهلية بمظاهر مذهبية وعرقية وطائفية وقبلية وجهوية، وكذلك تفتيت وتذرير جغرافيتها وإعادة صياغتها ورسمها، وبما يتفق مع سياساتها وأهدافها في المنطقة، بل المسألة وصلت حد تخصيص الأديان والمناسبات الدينية وحتى الإجتماعية، والعرب والمسلمين، لم يعد يوحدهم قول "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "، بل تم إقحام وإدخال السياسة في الدين، وها نحن نرى دول تصوم الأربعاء وأخرى الخميس وغيرها الجمعة، وربما نجد من يبدأ صومه إبتداءً من السب ، وفقاً لإعادة صياغة المناهج التي فرضتها أمريكيا على الكثير من الدول العربية، ومن ضمنها إعادة صياغة القرآن الكريم بكتاب جديد اسمه الفرقان، تحت حجج وذرائع أن القرآن الكريم يحض على العنف وعدم احترام أتباع الديانات الأخرى، وسابقاً وعندما لم تكن هناك لا تلسكوبات ولا أقمار صناعية، وكانت دولة واحدة وبقيادة واحدة، ورؤية الهلال كانت تعتمد على العين المجردة ، لم يختلف لا العرب ولا المسلمين حول رؤية الهلال، ولكن بعد أن دخلت الأمة في إطار القطرية والتجزئة والتذرير، وجدنا هذا الإختلاف ، ولك أن تتصور أن يختلف قطران متلاصقان ، مثل الأردن وفلسطين أو سوريا والعراق على بداية الصوم ،بل والاسوء من ذلك أن يصوم جزء من قطر ولا يصوم جزء آخر، كما حدث في العراق العام الفائت .
إذاً نحن أمام مرحلة جداً خطيرة، حيث ستجد هناك من يتجند من المفتيين ودار الإفتاء، وإستناداً لأهواء الحكام والسلاطين، لإصدار فتاوي تكفر وتخون هذا أو ذاك ، وتبيح وتجيز أو تحرم أو تلغي هذا البند أو ذلك، ولعل الجميع يذكر الفتوى الأخيرة للسيد جمال البنا شقيق المرحوم حسن البنا زعيم حركة الأخوان المسلمين، بجواز التدخين في رمضان، فالمرحلة القادمة قد تشهد أن يكون هناك شعائر وطقوس ورمضان وأعياد خاصة بالسنة وأخرى بالشيعة، كما هو الحال حالياً مساجد للشيعة وأخرى للسنة، وعندما يصل الأمر حد أن نناكف بعضنا البعض لغايات وأهداف سياسية في القضايا الدينية كالصلاة والصوم ، فمن غير المستعبد وعلى سبيل المثال لا الحصر، أن يصوم القطاع في يوم والضفة في يوم آخر، وأن يفتي أحدهم بعدم جواز الصلاة خلف الشيخ الفلاني لأنه من حماس أو فتح وهكذا، وخصوصاً أن مؤسسات الإفتاء أضحت جزءً من بنية الأنظمة الحاكمة، تفتي بما يخدم أهدافها ومصالحها وتوجهاتها، والقادم جداً خطير، وسيحمل الكثير من المشرعيين والمفتيين ، فتاوي قد تطال أركان العقيدة والقضية الوطنية.
2 - عن اللجنة التنفيذية والجبهة الشعبية وقوى اليسار الأخرى !!!
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قلنا فيها أكثر ما قال جرير والفرزدق في الهجاء، من انها إحدى مؤسسات منظمة التحرير الفاقدة لشرعيتها القانونية والدستورية، والتي لا يحق لأي طرف فلسطيني الإستقواء بها لرسم أو تشريع سياسات أو قرارات من شأنها، أن تدخل الوضع الفلسطيني المعقد والمأزوم مزيداً من التعقيد والتأزيم، ولكن يبدو أن هناك في الساحة الفلسطينية من يصر على التعاطي مع الأمور، على قاعدة " عنزة ولو طارت " ، أي شرعية ودستورية وإللي عاجبه عاجبه وإللي مش عاجبه على رأي الشهيد أبو عمار " يشرب من بحر غزة" ، والشيء الغريب هنا يا أخوان ، أن إحدى عضوات المكتب السياسي للجبهة الشعبية، خرجت علينا لتقول أن البيانات الختامية للجنة التنفيذية، يجري إعدادها سلفاً ، وبمعنى آخر أن الذين يذهبون لهذه الاجتماعات، فقط يذهبون من أجل " التبصيم " والمصادقة على هذه القرارات، وهم ليسوا أكثر من ديكور ومشرع لهذه القرارات، فهل هذا يا قيادة الجبهة الشعبية إن كان صحيحاً يليق بالجبهة وتاريخها وحضورها ودورها؟، أن تتحول إلى " كومبارس " للمصادقة على قرارات يجري إعدادها سلفاً، وتوظيف مؤسسات فاقدة لشرعيتها لخدمة هذا الطرف أو ذاك بحضور ومصادقة الجبهة الشعبية، والجميع يعرف أن اللجنة التنفيذية أضحت بلا لون ولا طعم ولا رائحة،، وهذا يذكرني بالعقيد القذافي، والذي في لحظات إتزانه ، كان يقول الصدق والحقيقة، بأن البيان الختامي للقمم العربية تضعه أمريكيا، وإذا كان هذا حال اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لماذا الجبهة الشعبية وباقي قوى اليسار الأخرى تشارك في هذه الإجتماعات وتصادق على القرارات التي تصدر عنها؟ ألم يحن الوقت لكي تراجع هذه القوى والأحزاب سياساتها ومواقفها، وتستعد لشق طريقها ورؤيتها في الساحة بعيداً عن المناهج القائمة ، والتي ثبت أنها تقتتل في سبيل مصالحها وأهدافها وإمتيازاتها، أم تستمر في التبعية لهذا الطرف أو ذاك، وبما يجعلها تستنزف وتخسر الكثير من عناصرها وكادراتها والتعاطف الشعبي والجماهيري معها ، فالجبهة الشعبية وباقي قوى اليسار الأخرى، تعرف أكثر من غيرها، أن حماس ممسكة بالسلطة وهي في سبيلها مستعدة للدوس على كل شيء ولديها منهجها التكفيري والإقصائي، والطرف الآخر لا يقل خطورة عن حماس في هذا الجانب، وهو يريد أن يجند كل فئات الشعب الفلسطيني وقواه وأحزابه لصالح رؤيته وتصوراته، ومن يخالفه الرأي يتعرض للتحريض والتشهبر، ولعلنا نذكر جيداً عندما رفضت الجبهة الشعبية المشاركة فيما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية، والتي جاءت نتيجة لاتفاق محاصصة مكة، كيف أن البعض في حماس، شن هجوماً على مواقف الجبهة الشعبية وقال أنها تأتي في إطار الضغط على حماس، للتنازل عن ما يسمى بالوزارات السيادية، وفي إطار سعي الجبهة للحصول على وزارات أكثر، بل وأكثر من ذلك خرج علينا عضو تشريعي من كتلة الإصلاح والتغير، ليقول لنا بأن هذه المواقف تتساوق مع الموقف الأمريكي ، والبعض عندما قلنا أن حماس أوغلت في الدم الفلسطيني، وتتحفنا شعارات عن أن الدم الفلسطيني خط أحمر ، انبرى البعض للدفاع وليقول لنا في مقالة دفاعاً عن حماس وممارساتها ، إن الجبهة الشعبية مسئولة عن الدم الفلسطيني الذي سال في أحداث أيلول / 1970 في الأردن، والآن وهو يرى هروات التنفيذية تنهال على رؤوس أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وهروات القوى الأمنية تنهال على رؤوس طلاب جامعة الخليل، فليقل لي من هو الموغل في الدم الفلسطيني، وهذا يجب أن يكون درساً للجبهة الشعبية ولكل قوى اليسار الفلسطيني، بكل تاريخها وحضورها وتراثها، أن تنأى بنفسها أن " تكون كومبارساً " لأحد، وأن توحد تعبيراتها السياسية والتنظيمية، والفرصة ورغم كل أشكال وألوان الحصار والضغط السياسي والمالي مهيأة لها لإستعادة حضورها ودورها وتاريخها وجماهيريتها، بعيداً عن التذيل لهذا الطرف أو ذاك، فالجماهير باتت مقتنعة أن الصراع الذي يدار بإسمها زوراً، هو خدمة لأهداف وأجندات ليست فلسطينية .
القدس – فلسطين
1 – عن خصخصة رمضان والأعياد
يبدو أن سياسة الفوضى الخلاقة التي تسعى أمريكيا إلى نشرها وتعميمها في العالمين العربي والإسلامي، لا تضمن فقط إدخال الشعوب العربية والإسلامية في أتون حروب داخلية وأهلية بمظاهر مذهبية وعرقية وطائفية وقبلية وجهوية، وكذلك تفتيت وتذرير جغرافيتها وإعادة صياغتها ورسمها، وبما يتفق مع سياساتها وأهدافها في المنطقة، بل المسألة وصلت حد تخصيص الأديان والمناسبات الدينية وحتى الإجتماعية، والعرب والمسلمين، لم يعد يوحدهم قول "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "، بل تم إقحام وإدخال السياسة في الدين، وها نحن نرى دول تصوم الأربعاء وأخرى الخميس وغيرها الجمعة، وربما نجد من يبدأ صومه إبتداءً من السب ، وفقاً لإعادة صياغة المناهج التي فرضتها أمريكيا على الكثير من الدول العربية، ومن ضمنها إعادة صياغة القرآن الكريم بكتاب جديد اسمه الفرقان، تحت حجج وذرائع أن القرآن الكريم يحض على العنف وعدم احترام أتباع الديانات الأخرى، وسابقاً وعندما لم تكن هناك لا تلسكوبات ولا أقمار صناعية، وكانت دولة واحدة وبقيادة واحدة، ورؤية الهلال كانت تعتمد على العين المجردة ، لم يختلف لا العرب ولا المسلمين حول رؤية الهلال، ولكن بعد أن دخلت الأمة في إطار القطرية والتجزئة والتذرير، وجدنا هذا الإختلاف ، ولك أن تتصور أن يختلف قطران متلاصقان ، مثل الأردن وفلسطين أو سوريا والعراق على بداية الصوم ،بل والاسوء من ذلك أن يصوم جزء من قطر ولا يصوم جزء آخر، كما حدث في العراق العام الفائت .
إذاً نحن أمام مرحلة جداً خطيرة، حيث ستجد هناك من يتجند من المفتيين ودار الإفتاء، وإستناداً لأهواء الحكام والسلاطين، لإصدار فتاوي تكفر وتخون هذا أو ذاك ، وتبيح وتجيز أو تحرم أو تلغي هذا البند أو ذلك، ولعل الجميع يذكر الفتوى الأخيرة للسيد جمال البنا شقيق المرحوم حسن البنا زعيم حركة الأخوان المسلمين، بجواز التدخين في رمضان، فالمرحلة القادمة قد تشهد أن يكون هناك شعائر وطقوس ورمضان وأعياد خاصة بالسنة وأخرى بالشيعة، كما هو الحال حالياً مساجد للشيعة وأخرى للسنة، وعندما يصل الأمر حد أن نناكف بعضنا البعض لغايات وأهداف سياسية في القضايا الدينية كالصلاة والصوم ، فمن غير المستعبد وعلى سبيل المثال لا الحصر، أن يصوم القطاع في يوم والضفة في يوم آخر، وأن يفتي أحدهم بعدم جواز الصلاة خلف الشيخ الفلاني لأنه من حماس أو فتح وهكذا، وخصوصاً أن مؤسسات الإفتاء أضحت جزءً من بنية الأنظمة الحاكمة، تفتي بما يخدم أهدافها ومصالحها وتوجهاتها، والقادم جداً خطير، وسيحمل الكثير من المشرعيين والمفتيين ، فتاوي قد تطال أركان العقيدة والقضية الوطنية.
2 - عن اللجنة التنفيذية والجبهة الشعبية وقوى اليسار الأخرى !!!
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قلنا فيها أكثر ما قال جرير والفرزدق في الهجاء، من انها إحدى مؤسسات منظمة التحرير الفاقدة لشرعيتها القانونية والدستورية، والتي لا يحق لأي طرف فلسطيني الإستقواء بها لرسم أو تشريع سياسات أو قرارات من شأنها، أن تدخل الوضع الفلسطيني المعقد والمأزوم مزيداً من التعقيد والتأزيم، ولكن يبدو أن هناك في الساحة الفلسطينية من يصر على التعاطي مع الأمور، على قاعدة " عنزة ولو طارت " ، أي شرعية ودستورية وإللي عاجبه عاجبه وإللي مش عاجبه على رأي الشهيد أبو عمار " يشرب من بحر غزة" ، والشيء الغريب هنا يا أخوان ، أن إحدى عضوات المكتب السياسي للجبهة الشعبية، خرجت علينا لتقول أن البيانات الختامية للجنة التنفيذية، يجري إعدادها سلفاً ، وبمعنى آخر أن الذين يذهبون لهذه الاجتماعات، فقط يذهبون من أجل " التبصيم " والمصادقة على هذه القرارات، وهم ليسوا أكثر من ديكور ومشرع لهذه القرارات، فهل هذا يا قيادة الجبهة الشعبية إن كان صحيحاً يليق بالجبهة وتاريخها وحضورها ودورها؟، أن تتحول إلى " كومبارس " للمصادقة على قرارات يجري إعدادها سلفاً، وتوظيف مؤسسات فاقدة لشرعيتها لخدمة هذا الطرف أو ذاك بحضور ومصادقة الجبهة الشعبية، والجميع يعرف أن اللجنة التنفيذية أضحت بلا لون ولا طعم ولا رائحة،، وهذا يذكرني بالعقيد القذافي، والذي في لحظات إتزانه ، كان يقول الصدق والحقيقة، بأن البيان الختامي للقمم العربية تضعه أمريكيا، وإذا كان هذا حال اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لماذا الجبهة الشعبية وباقي قوى اليسار الأخرى تشارك في هذه الإجتماعات وتصادق على القرارات التي تصدر عنها؟ ألم يحن الوقت لكي تراجع هذه القوى والأحزاب سياساتها ومواقفها، وتستعد لشق طريقها ورؤيتها في الساحة بعيداً عن المناهج القائمة ، والتي ثبت أنها تقتتل في سبيل مصالحها وأهدافها وإمتيازاتها، أم تستمر في التبعية لهذا الطرف أو ذاك، وبما يجعلها تستنزف وتخسر الكثير من عناصرها وكادراتها والتعاطف الشعبي والجماهيري معها ، فالجبهة الشعبية وباقي قوى اليسار الأخرى، تعرف أكثر من غيرها، أن حماس ممسكة بالسلطة وهي في سبيلها مستعدة للدوس على كل شيء ولديها منهجها التكفيري والإقصائي، والطرف الآخر لا يقل خطورة عن حماس في هذا الجانب، وهو يريد أن يجند كل فئات الشعب الفلسطيني وقواه وأحزابه لصالح رؤيته وتصوراته، ومن يخالفه الرأي يتعرض للتحريض والتشهبر، ولعلنا نذكر جيداً عندما رفضت الجبهة الشعبية المشاركة فيما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية، والتي جاءت نتيجة لاتفاق محاصصة مكة، كيف أن البعض في حماس، شن هجوماً على مواقف الجبهة الشعبية وقال أنها تأتي في إطار الضغط على حماس، للتنازل عن ما يسمى بالوزارات السيادية، وفي إطار سعي الجبهة للحصول على وزارات أكثر، بل وأكثر من ذلك خرج علينا عضو تشريعي من كتلة الإصلاح والتغير، ليقول لنا بأن هذه المواقف تتساوق مع الموقف الأمريكي ، والبعض عندما قلنا أن حماس أوغلت في الدم الفلسطيني، وتتحفنا شعارات عن أن الدم الفلسطيني خط أحمر ، انبرى البعض للدفاع وليقول لنا في مقالة دفاعاً عن حماس وممارساتها ، إن الجبهة الشعبية مسئولة عن الدم الفلسطيني الذي سال في أحداث أيلول / 1970 في الأردن، والآن وهو يرى هروات التنفيذية تنهال على رؤوس أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وهروات القوى الأمنية تنهال على رؤوس طلاب جامعة الخليل، فليقل لي من هو الموغل في الدم الفلسطيني، وهذا يجب أن يكون درساً للجبهة الشعبية ولكل قوى اليسار الفلسطيني، بكل تاريخها وحضورها وتراثها، أن تنأى بنفسها أن " تكون كومبارساً " لأحد، وأن توحد تعبيراتها السياسية والتنظيمية، والفرصة ورغم كل أشكال وألوان الحصار والضغط السياسي والمالي مهيأة لها لإستعادة حضورها ودورها وتاريخها وجماهيريتها، بعيداً عن التذيل لهذا الطرف أو ذاك، فالجماهير باتت مقتنعة أن الصراع الذي يدار بإسمها زوراً، هو خدمة لأهداف وأجندات ليست فلسطينية .
القدس – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق