سعيد علم الدين
تصبح الكتابةُ والتعليق على نصر الجيش اللبناني المؤزر، والمنتزعُ انتزعا بقبضات جنوده من عصابة الغدر المصدَّر، نوعا من الصلاة بصمت على أرواح شهدائه التي ارتفعت إلى العلى بعد أن روت ترابه المقدس بالدم الطاهرِ المزكَّي برحيق زهر ربيع الأرض القادم.
كيف لا، ولبنانُ قامَ من تحت رماد هذه المعركة الضارية كطائر الفينيق، استفاق من نومه العميق يحلو له التحليق بتجلٍ وسرور فوق ثرى المجد إلى شمس الحرية بأجنحةٍ من عقيق صنعتها له سواعد العسكريين: الشرفاء بشرف القسم، الأمناء على الوطن، المضحين بغالي الدماء ليرفف العلم، الأوفياء الحقيقيين بصدق لمصلحة "لبنان أولا"، والمندفعين بشجاعة البواسل من دون تأففٍ وتمنين ليحيا لبنان حراً سيداً ديمقراطيا عربيا مستقلاً بأمان، بعد هذا الذل والهوان المستمر منذ أربع عقودٍ من الزمان.
سلسلة جبالِ لبنان الغربية مالت بقممها الشامخةِ مع أغصان أشجارِ أرزها الباسقةِ إلى سلسلته الشرقية محتضنةً سهلَ بقاعِ الخيرِ في الوسط بعطفِ الأب وحنان الأم، كما مال الشمال بدلال على صدر الجنوب، المحافظات السبع في عناق، والبحرُ المشتاق قَبَّلَ رأس بيروت في السراي الكبير. والكل في انحناءة تعظيمٍ وإكبار لشهداء الجيش الأبرار.
انحنى الجمع بصمت وإجلال لأمهات وآباء وزوجات ال 164 شهيدا الذين صنعوا هذا الانتصار الرائع بعد طول عناء، بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة وقلوبهم النقية البيضاء نقاء ثلج الأرز.
ولم ينس الجمع أن ينحنوا بإعجاب لمئات من الجرحى الجنود الشباب الذي ساهموا كل من موقعه بتكملة هذا الفوز.
ولهذ لا بد وأن نحتفل بحلاوة هذا النصر مع شعبنا الحي وجيشنا الأبي ونبتهج معه في انتصاراته. فهذا الشعب المناضل قلب المعادلات المفروضه على لبنان، لمصلحة "لبنان أولا" في 14 آذار ، وأبطال الجيش قلبوا المعادلات التي أراد البعض فرضها من خلال هذه العصابة على لبنان، لمصلحة "لبنان أولا"، وحققوا بجدارة هذا النصر في 2 أيلول!
يكفي الجنود فخرا واعتزازا أنهم حاربوا واستشهدوا تحت أوامر قادة لبنان، وليحيا لبنان، وليس تحت أوامر من وراء الحدود لتحقيق مشاريع آل أسد وبني ساسان على حساب الوطن المنكوب!
ويحلو النصر في البارد، ليس لأنه نصر عسكري على عصابة شرسة مصدَّرَةٍ بلحى القاعدة إلى البارد ومفبركَةٍ في أقبية خبراء المخابرات السورية في الزعزعةِ والتخريب، ومدعومَةٍ من شعوب الخطوط الحمر في التهديد والترهيب. لا ليس من أجل كل هذا يحلو هذا الانتصار، وإنما يحلو هذا الانتصار لأنه انتصار ٌ:
للقرار السياسي اللبناني الحر الذي اتخذته الحكومة في هذه المواجهة وأثبت صوابيته،
للإرادة الوطنية الجامعة والصلبة التي تصلبت أكثر في الحق ورفضت الخنوع للإرهاب،
لوحدة الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وقيامهم بالواجب الوطني دون تذمر،
لالتفاف الشعب بجميع فئاته وطوائفه مقيمين ومغتربين حول الحكومة والدولة، مما أثبت لبعض قصيري النظر والمعاقين عقليا من الداخل والخارج بأن الشعب اللبناني ليس قاصرا ولا يحتاج إلى وصي أو ولي أو مرشد أو فقيه أو وجيه أو باب عالي أو "واطي" ليأخذ بيده كالطفل الصغير.
ولأنه أيضا انتصار لقوى الاعتدال العربي على قوى تدمير الحلم العربي
ولكل الدول الشقيقة وعلى رأسها السعودية ومنها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس التي تضامنت مشكورة بل تحالفت مع الحكومة اللبنانية والجيش والدولة لمصلحة الشعبين الشقيقين.
علاوة على ذلك أنه نصر حقيقي وليس ادعاءً. فالنصر هنا واضح صريح ولا يحتاج إلى آلهة تدعمه من وراء الريح. يعرِّفُ عن نفسه ولا يحتاجُ إلى تعريف. إنه ببساطةٍ حدث على أرض الواقع والمنظور بالقضاء على العدو أو أسره وانتزاع الأرض التي كان يحتلها منه بالقوة العسكرية أي تحريرها من دنسه.
فالنصر هنا يعبر عن نفسه أفضل تعبير عندما يفرض المنتصر شروطه بالكامل على المهزوم ولا يتراجع عنها قيد أنملة.
والأحلى في حلاوة هذا النصر أنه جاء صادقا بعد طول مشقة وتعبٍ وجهاد ونَفَسٍ طويلٍ ودون وعود كاذبةٍ ومبالغات، وبعناء من خلال معارك بطولية شرسة ومشاهد قتالية مريرة استمرت أكثر من ثلاث شهور خاضها الجيش اللبناني بجدارة برا وبحرا وجوا.
ولهذا لو ان الجيش قضى على هذه العصابة المقبورة خلال يومين مثلا لما كان للنصر هذه الحلاوة التي تحلى بها كل لبنان، والبهجة التي رأيناها مرسومة على وجوه الشابات والشبان، والأعلام التي رفرفت بسلام فوق الرؤوس والسطوح.
يجب أن لا ننسى أن الجيش اللبناني النظامي خاض حرب شوارع مريرة وأزقة وأنفاق وملاجئ ومع عدو محتال غدار متوحش مخادع انتحاري لا يقيم وزنا للحياة، ولا للقيم العسكرية والإنسانية والشرائع.
فألف مبروك بهذا النصر لدولة وحكومة وجيش لبنان. ولكل من وقف إلى جانبه في محنته من أشقاء وأصدقاء.
وعقبال العراق الحبيب أن تنهض دولته وتنتصر على الإرهاب ومن وراء الإرهاب.
وقد تخلدت هذه المعركة في الضمير الشعبي اللبناني ب 164 شهيدا.اقتراحي على الدولة والجيش والتيارات والأحزاب وأهل الجوار من لبنانيين وفلسطينيين أن يزرعوا في احتفال شعبي تخليدا لذكراهم 164 أرزة على ضفاف نهر البارد. وأن يكون لكل شهيد أرزة تحمل اسمه ليكون ذلك عبرة ومفخرة وعنوان للأخوة والوحدة اللبنانية الفلسطينية. وربما سنطلق عندها على نهر البارد أسما أجملا ومعبرا، هو: نهر الشهداء، أو نهر الأرز، أو نهر الشرف، أو نهر التضحية، أو نهر الوفاء! .
كيف لا، ولبنانُ قامَ من تحت رماد هذه المعركة الضارية كطائر الفينيق، استفاق من نومه العميق يحلو له التحليق بتجلٍ وسرور فوق ثرى المجد إلى شمس الحرية بأجنحةٍ من عقيق صنعتها له سواعد العسكريين: الشرفاء بشرف القسم، الأمناء على الوطن، المضحين بغالي الدماء ليرفف العلم، الأوفياء الحقيقيين بصدق لمصلحة "لبنان أولا"، والمندفعين بشجاعة البواسل من دون تأففٍ وتمنين ليحيا لبنان حراً سيداً ديمقراطيا عربيا مستقلاً بأمان، بعد هذا الذل والهوان المستمر منذ أربع عقودٍ من الزمان.
سلسلة جبالِ لبنان الغربية مالت بقممها الشامخةِ مع أغصان أشجارِ أرزها الباسقةِ إلى سلسلته الشرقية محتضنةً سهلَ بقاعِ الخيرِ في الوسط بعطفِ الأب وحنان الأم، كما مال الشمال بدلال على صدر الجنوب، المحافظات السبع في عناق، والبحرُ المشتاق قَبَّلَ رأس بيروت في السراي الكبير. والكل في انحناءة تعظيمٍ وإكبار لشهداء الجيش الأبرار.
انحنى الجمع بصمت وإجلال لأمهات وآباء وزوجات ال 164 شهيدا الذين صنعوا هذا الانتصار الرائع بعد طول عناء، بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة وقلوبهم النقية البيضاء نقاء ثلج الأرز.
ولم ينس الجمع أن ينحنوا بإعجاب لمئات من الجرحى الجنود الشباب الذي ساهموا كل من موقعه بتكملة هذا الفوز.
ولهذ لا بد وأن نحتفل بحلاوة هذا النصر مع شعبنا الحي وجيشنا الأبي ونبتهج معه في انتصاراته. فهذا الشعب المناضل قلب المعادلات المفروضه على لبنان، لمصلحة "لبنان أولا" في 14 آذار ، وأبطال الجيش قلبوا المعادلات التي أراد البعض فرضها من خلال هذه العصابة على لبنان، لمصلحة "لبنان أولا"، وحققوا بجدارة هذا النصر في 2 أيلول!
يكفي الجنود فخرا واعتزازا أنهم حاربوا واستشهدوا تحت أوامر قادة لبنان، وليحيا لبنان، وليس تحت أوامر من وراء الحدود لتحقيق مشاريع آل أسد وبني ساسان على حساب الوطن المنكوب!
ويحلو النصر في البارد، ليس لأنه نصر عسكري على عصابة شرسة مصدَّرَةٍ بلحى القاعدة إلى البارد ومفبركَةٍ في أقبية خبراء المخابرات السورية في الزعزعةِ والتخريب، ومدعومَةٍ من شعوب الخطوط الحمر في التهديد والترهيب. لا ليس من أجل كل هذا يحلو هذا الانتصار، وإنما يحلو هذا الانتصار لأنه انتصار ٌ:
للقرار السياسي اللبناني الحر الذي اتخذته الحكومة في هذه المواجهة وأثبت صوابيته،
للإرادة الوطنية الجامعة والصلبة التي تصلبت أكثر في الحق ورفضت الخنوع للإرهاب،
لوحدة الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وقيامهم بالواجب الوطني دون تذمر،
لالتفاف الشعب بجميع فئاته وطوائفه مقيمين ومغتربين حول الحكومة والدولة، مما أثبت لبعض قصيري النظر والمعاقين عقليا من الداخل والخارج بأن الشعب اللبناني ليس قاصرا ولا يحتاج إلى وصي أو ولي أو مرشد أو فقيه أو وجيه أو باب عالي أو "واطي" ليأخذ بيده كالطفل الصغير.
ولأنه أيضا انتصار لقوى الاعتدال العربي على قوى تدمير الحلم العربي
ولكل الدول الشقيقة وعلى رأسها السعودية ومنها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس التي تضامنت مشكورة بل تحالفت مع الحكومة اللبنانية والجيش والدولة لمصلحة الشعبين الشقيقين.
علاوة على ذلك أنه نصر حقيقي وليس ادعاءً. فالنصر هنا واضح صريح ولا يحتاج إلى آلهة تدعمه من وراء الريح. يعرِّفُ عن نفسه ولا يحتاجُ إلى تعريف. إنه ببساطةٍ حدث على أرض الواقع والمنظور بالقضاء على العدو أو أسره وانتزاع الأرض التي كان يحتلها منه بالقوة العسكرية أي تحريرها من دنسه.
فالنصر هنا يعبر عن نفسه أفضل تعبير عندما يفرض المنتصر شروطه بالكامل على المهزوم ولا يتراجع عنها قيد أنملة.
والأحلى في حلاوة هذا النصر أنه جاء صادقا بعد طول مشقة وتعبٍ وجهاد ونَفَسٍ طويلٍ ودون وعود كاذبةٍ ومبالغات، وبعناء من خلال معارك بطولية شرسة ومشاهد قتالية مريرة استمرت أكثر من ثلاث شهور خاضها الجيش اللبناني بجدارة برا وبحرا وجوا.
ولهذا لو ان الجيش قضى على هذه العصابة المقبورة خلال يومين مثلا لما كان للنصر هذه الحلاوة التي تحلى بها كل لبنان، والبهجة التي رأيناها مرسومة على وجوه الشابات والشبان، والأعلام التي رفرفت بسلام فوق الرؤوس والسطوح.
يجب أن لا ننسى أن الجيش اللبناني النظامي خاض حرب شوارع مريرة وأزقة وأنفاق وملاجئ ومع عدو محتال غدار متوحش مخادع انتحاري لا يقيم وزنا للحياة، ولا للقيم العسكرية والإنسانية والشرائع.
فألف مبروك بهذا النصر لدولة وحكومة وجيش لبنان. ولكل من وقف إلى جانبه في محنته من أشقاء وأصدقاء.
وعقبال العراق الحبيب أن تنهض دولته وتنتصر على الإرهاب ومن وراء الإرهاب.
وقد تخلدت هذه المعركة في الضمير الشعبي اللبناني ب 164 شهيدا.اقتراحي على الدولة والجيش والتيارات والأحزاب وأهل الجوار من لبنانيين وفلسطينيين أن يزرعوا في احتفال شعبي تخليدا لذكراهم 164 أرزة على ضفاف نهر البارد. وأن يكون لكل شهيد أرزة تحمل اسمه ليكون ذلك عبرة ومفخرة وعنوان للأخوة والوحدة اللبنانية الفلسطينية. وربما سنطلق عندها على نهر البارد أسما أجملا ومعبرا، هو: نهر الشهداء، أو نهر الأرز، أو نهر الشرف، أو نهر التضحية، أو نهر الوفاء! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق