عطا مناع
إذا أردنا أن نخرج من دائرة النقاش البيزنطي الذي أصبح سمة ملازمة للواقع الفلسطيني، لا بد أن نتجاوز الطرح العاطفي لما له من أبعاد سلبية على مستقبل القضية الفلسطينية التي تواجه اخطر مراحلها، والمشكل أن التهديد الحقيقي لنا كفلسطينيين هذه المرة لم يأتينا من الخارج بل من الساحة الفلسطينية التي تزداد تشرذما يوما بعد يوم، وهذا يعود إلى التشنج الغير مبرر من قبل الإطراف المتصارعة التي تفتقر إلى فن إدارة الصراع الداخلي والخارجي على حد سواء، لذلك نرى أن العدمية وضيق الأفق وعدم قراءة السيناريوهات المطروحة سمة من سمات البناء السياسي الفلسطيني الذي انساق وراء أسلوب الردح السياسي والتشهير بالآخر عبر وسائل الإعلام المختلفة وبطريقة ببغاوية لن تقود إلا لمزيد من التوتر والانقسام وشخصنة الأزمة التي هي أصلا أزمة وطنية ألقت بظلالها على كل مواطن فلسطيني كان في فلسطين المحتلة أو الشتات.
وبعيدا عن التوصيف وسرد الوقائع التي عشناها كفلسطينيين بعد الانتخابات التشريعية الثانية التي أقلقنا العالم بها، وحاولنا إقناع أنفسنا قبل الآخرين بأننا ديمقراطيين والمصيبة أننا صدقنا الكذبة وانخرطنا في ممارسة عقدنا السياسية التي قادتنا من مصبية إلى كارثة، لنرى بأم أعيننا المجلس التشريعي يموت سريريا، ونتابع المناوشات في غزة التي تحولت لصراع مكشوف عبر عن نفسه بأكثر من مظهر، الاقتتال في شوارع غزة ثم انقلاب حماس على السلطة وعمليات التنكيل بكوادر فتح وضعتنا كشعب أمام مرحلة جديدة حافلة بتراكم السلبيات التي انتهت بارتكاب جرائم حقوقية مست بأمن الشعب الفلسطيني الحياتي والوطني، ليتراجع الاستراتيجي المتمثل بالكفاح الوطني من اجل تقرير المصير ويتقدم الثانوي الذي نشاهده كل يوم على شاشات التلفزة ليصبح الشغل الشاغل لغزة كيف ترد على مغالطات رام اللة والعكس صحيح.
انقلاب غزة كان بمثابة الفرصة للدولة العبرية التي أحكمت حصارها على الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمن الخلافات الداخلية غاليا، وقد كان أي الانقلاب بمثابة البوابة التي فتحت على مصراعيها لندخل كفلسطينيين مرحلة جديدة أدت إلى تصعيد إسرائيلي غير مسبوق بدأ بإغلاق المعابر وتصعيد الحصار الاقتصادي وتوج بقرار حكومة الاحتلال التي اعتبرت قطاع غزة كيان معادي ومن ثم فك الارتباط مع القطاع المحاصر، وهذا ادخل القطاع في حلقة جديدة من المعاناة التي وضعت الشعار الحمساوي في الزاوية.
الضفة الغربية ليست بحال أفضل من قطاع غزة، فقد احدث الانقلاب في غزة تفاعلات سياسية اتسمت بردات الفعل والاستسلام للإرادة الأمريكية والطرح الإسرائيلي الذي سيطر وبشكل كامل على الإرادة والقرار الفلسطيني ليصار إلى لقاءات مارثونية بين الرئيس عباس واو لمرت دون تحقيق نتائج تذكر حتى على الصعيد الحياتي لسكان الضفة المحاصرة بالحواجز وحملات المداهمة والاعتقالات والقتل بدم بارد دون أن تسفر عن أي نتائج من شانها زوال كابوس الاحتلال الرابض على صدور الفلسطينيين الذين يتابعون الصلف الإسرائيلي الذي تجاوز كل التوقعات، ورغم انكشاف دولة الاحتلال التي تنكرت علنا للحقوق الفلسطينية أو حتى مجرد إعلان مبادئ قبل الذهاب إلى مؤتمر الخريف الذي لن يحمل إلا المزيد من التقيد وتفاقم الأزمات للشعب الفلسطيني لان الإسرائيليون أكدوا في أكثر من مناسبة على عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتمسكهم بالقدس وعدم استعدادهم للاقتراب خطوة من الرئيس عباس الذين يعتبرونه ضعيفا ويمارسون علية ضغوطا هائلة مستغلين خالة الانقسام الفلسطيني.
المعادلة واضحة، ستفشل حركة حماس في إدارة قطاع غزة وقيادة الكفاح ضد الاحتلال، وأسباب فشل حماس كثيرة وعلى رأسها حالة الانقسام الداخلي والفصل ألقسري بين الضفة وغزة، أما رام اللة التي استهوتها بعض خيوط اللعبة مع حماس بتلقفها الأخطاء الحمساوية ومعالجتها بطريقة لا تخدم الأهداف الفلسطينية وخاصة عندما وضعت رام اللة الشروط التي تعبر عن (غاية في نفس يعقوب)، يعقوب الذي وقع في فخ مؤتمر الخريف الذي يبشر بشتاء سياسي قاسي على الفلسطينيين ، وخاصة عندما يكتشف المفاوض الفلسطيني انه حصد السراب من عاصمة العم سام، وأنة بهذا التكتيك عزز حالة الانقسام الداخلي وفتح المجال واسعا لزلم أمريكيا ليصولوا ويجولوا في البلد لنشهد انقلابا سياسيا لا بقل خطورة عن انقلاب غزة.
بعيدا عن العقائدية والتعصب والشعارات الاستهلاكية، حماس وفتح وجهان لعملة واحدة ، الارتجال سيد المواقف لدى الطرفين، وردات الفعل في غزة ورام اللة دفعت الشعب باتجاه الهاوية، وعدم قدرة أطراف الصراع السيطرة على أفعالهم ومواقفهم التي ستؤدي في حال استمرارها إلى تصفية القضية الفلسطينية، لان الحال في غزة والضفة واحد، البندقية في غزة محاصرة وإسرائيل تضع الخطط لتصفيتها والموقف السياسي في الضفة مصادر ولا آفاق واضحة لتسوية عادلة وبالتالي لا مفر من الحوار بين الأطراف الفلسطينية ، ولن يتأتى ذلك إلا باعتماد سياسة فلسطينية تضع المصالح الفلسطينية فقط نصب عينيها وبعيدا عن الأصوات الناطقة باسم القوى التي تستخدم القضية الفلسطينية لتمرير مصالحها.
إذا أردنا أن نخرج من دائرة النقاش البيزنطي الذي أصبح سمة ملازمة للواقع الفلسطيني، لا بد أن نتجاوز الطرح العاطفي لما له من أبعاد سلبية على مستقبل القضية الفلسطينية التي تواجه اخطر مراحلها، والمشكل أن التهديد الحقيقي لنا كفلسطينيين هذه المرة لم يأتينا من الخارج بل من الساحة الفلسطينية التي تزداد تشرذما يوما بعد يوم، وهذا يعود إلى التشنج الغير مبرر من قبل الإطراف المتصارعة التي تفتقر إلى فن إدارة الصراع الداخلي والخارجي على حد سواء، لذلك نرى أن العدمية وضيق الأفق وعدم قراءة السيناريوهات المطروحة سمة من سمات البناء السياسي الفلسطيني الذي انساق وراء أسلوب الردح السياسي والتشهير بالآخر عبر وسائل الإعلام المختلفة وبطريقة ببغاوية لن تقود إلا لمزيد من التوتر والانقسام وشخصنة الأزمة التي هي أصلا أزمة وطنية ألقت بظلالها على كل مواطن فلسطيني كان في فلسطين المحتلة أو الشتات.
وبعيدا عن التوصيف وسرد الوقائع التي عشناها كفلسطينيين بعد الانتخابات التشريعية الثانية التي أقلقنا العالم بها، وحاولنا إقناع أنفسنا قبل الآخرين بأننا ديمقراطيين والمصيبة أننا صدقنا الكذبة وانخرطنا في ممارسة عقدنا السياسية التي قادتنا من مصبية إلى كارثة، لنرى بأم أعيننا المجلس التشريعي يموت سريريا، ونتابع المناوشات في غزة التي تحولت لصراع مكشوف عبر عن نفسه بأكثر من مظهر، الاقتتال في شوارع غزة ثم انقلاب حماس على السلطة وعمليات التنكيل بكوادر فتح وضعتنا كشعب أمام مرحلة جديدة حافلة بتراكم السلبيات التي انتهت بارتكاب جرائم حقوقية مست بأمن الشعب الفلسطيني الحياتي والوطني، ليتراجع الاستراتيجي المتمثل بالكفاح الوطني من اجل تقرير المصير ويتقدم الثانوي الذي نشاهده كل يوم على شاشات التلفزة ليصبح الشغل الشاغل لغزة كيف ترد على مغالطات رام اللة والعكس صحيح.
انقلاب غزة كان بمثابة الفرصة للدولة العبرية التي أحكمت حصارها على الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمن الخلافات الداخلية غاليا، وقد كان أي الانقلاب بمثابة البوابة التي فتحت على مصراعيها لندخل كفلسطينيين مرحلة جديدة أدت إلى تصعيد إسرائيلي غير مسبوق بدأ بإغلاق المعابر وتصعيد الحصار الاقتصادي وتوج بقرار حكومة الاحتلال التي اعتبرت قطاع غزة كيان معادي ومن ثم فك الارتباط مع القطاع المحاصر، وهذا ادخل القطاع في حلقة جديدة من المعاناة التي وضعت الشعار الحمساوي في الزاوية.
الضفة الغربية ليست بحال أفضل من قطاع غزة، فقد احدث الانقلاب في غزة تفاعلات سياسية اتسمت بردات الفعل والاستسلام للإرادة الأمريكية والطرح الإسرائيلي الذي سيطر وبشكل كامل على الإرادة والقرار الفلسطيني ليصار إلى لقاءات مارثونية بين الرئيس عباس واو لمرت دون تحقيق نتائج تذكر حتى على الصعيد الحياتي لسكان الضفة المحاصرة بالحواجز وحملات المداهمة والاعتقالات والقتل بدم بارد دون أن تسفر عن أي نتائج من شانها زوال كابوس الاحتلال الرابض على صدور الفلسطينيين الذين يتابعون الصلف الإسرائيلي الذي تجاوز كل التوقعات، ورغم انكشاف دولة الاحتلال التي تنكرت علنا للحقوق الفلسطينية أو حتى مجرد إعلان مبادئ قبل الذهاب إلى مؤتمر الخريف الذي لن يحمل إلا المزيد من التقيد وتفاقم الأزمات للشعب الفلسطيني لان الإسرائيليون أكدوا في أكثر من مناسبة على عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتمسكهم بالقدس وعدم استعدادهم للاقتراب خطوة من الرئيس عباس الذين يعتبرونه ضعيفا ويمارسون علية ضغوطا هائلة مستغلين خالة الانقسام الفلسطيني.
المعادلة واضحة، ستفشل حركة حماس في إدارة قطاع غزة وقيادة الكفاح ضد الاحتلال، وأسباب فشل حماس كثيرة وعلى رأسها حالة الانقسام الداخلي والفصل ألقسري بين الضفة وغزة، أما رام اللة التي استهوتها بعض خيوط اللعبة مع حماس بتلقفها الأخطاء الحمساوية ومعالجتها بطريقة لا تخدم الأهداف الفلسطينية وخاصة عندما وضعت رام اللة الشروط التي تعبر عن (غاية في نفس يعقوب)، يعقوب الذي وقع في فخ مؤتمر الخريف الذي يبشر بشتاء سياسي قاسي على الفلسطينيين ، وخاصة عندما يكتشف المفاوض الفلسطيني انه حصد السراب من عاصمة العم سام، وأنة بهذا التكتيك عزز حالة الانقسام الداخلي وفتح المجال واسعا لزلم أمريكيا ليصولوا ويجولوا في البلد لنشهد انقلابا سياسيا لا بقل خطورة عن انقلاب غزة.
بعيدا عن العقائدية والتعصب والشعارات الاستهلاكية، حماس وفتح وجهان لعملة واحدة ، الارتجال سيد المواقف لدى الطرفين، وردات الفعل في غزة ورام اللة دفعت الشعب باتجاه الهاوية، وعدم قدرة أطراف الصراع السيطرة على أفعالهم ومواقفهم التي ستؤدي في حال استمرارها إلى تصفية القضية الفلسطينية، لان الحال في غزة والضفة واحد، البندقية في غزة محاصرة وإسرائيل تضع الخطط لتصفيتها والموقف السياسي في الضفة مصادر ولا آفاق واضحة لتسوية عادلة وبالتالي لا مفر من الحوار بين الأطراف الفلسطينية ، ولن يتأتى ذلك إلا باعتماد سياسة فلسطينية تضع المصالح الفلسطينية فقط نصب عينيها وبعيدا عن الأصوات الناطقة باسم القوى التي تستخدم القضية الفلسطينية لتمرير مصالحها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق