الجمعة، سبتمبر 28، 2007

كلام على الماشي للزعامة الفلسطينية

محمد داود
لا يزال الحال الفلسطيني المنحدر باقي على أسفل حاله وجاثم على صدر القضية والشعب الفلسطيني الذي ينظر إلى زعامته في شطري الوطن الممزق على أمل في هذا الشهر الكريم أن يتقارب ويلم شمله، وبعين ثانية ينظر إلى العدو الذي يرتكب المجازر تلو المجازر في ظل هذا التخاذل والصمت المقيت الذي أصاب عالمنا العربي والإسلامي لتستمر الانتفاضة الفلسطينية وتدخل عامها السابع بعد سقوط أكثر من 4900شهيدا و70 ألف جريح، وأكثر من 11 ألف أسير، بالإضافة إلى الخسائر التي ألحقت في جميع القطاعات، فيما الواقع ينزلق نحو مزيد من التجزئة والخلافات الداخلية.
كما أن الحال العربي والإسلامي ليس بوضع يشكر عليه بعد أن كانت الأمة جسداً واحداً لا حدود ولا احتلال ولا هيمنة على ثرواتها، فهي خير الأمم لأنها كانت أمة متآخية ومتعاونة على البر والتقوى متحدة في أهدافها وغاياتها ومعتصمة بحبل الله وقلوبها متآلفة وصدروها متصافية، لكن الموازين انقلبت فأصبحت تحيى ظروفاً في غاية الانهزامية لا حول لها ولا قوة، بعد أن أرهقتها حروبها الداخلية ونزاعاتها القبلية العصبية والحزبية وأخرها ما حدث في فلسطين من انقلاب على الشرعية، ليعيش بعد ذلك الشعب الفلسطيني في ظلام دامس وتيهه وغموض منذ أن أثخن بالجراح والتناحر والاقتتال والغلظة على بعضه، بعد أن نخرت عظامه الفتن والتحاسد وسياسة التكفير والتخوين للأخر، ضمن إطار المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، والتي نهى عنها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وكأنه حاضر فينا ويتابع من وراء ستار، ليطلع على حالنا المسيء في قوله "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم وتجتلدوا بأسيافكم ويرث دينكم شركم".
إن الوحدة مطلوبة للغاية، لأن عملية قضم اليهود للجسم العربي والإسلامي مستمرة وعلى قدم وثاق، بعد أن سعت جاهدة لتزوير التاريخ وطمس المعالم الحضارية والتراث الإسلامي وتدمير الهوية الفلسطينية وما تبقى لها من كينونة، وإنشاء عوضاً عنها ما يسمى بالتاريخ اليهودي، وتثقيف وتربية أبنائهم ومستوطنيهم ،على أن هذه الأرض مناطق محررة من أرض إسرائيل الكبرى وهذا ما أعلن عنه قادة إسرائيل على مر ألأزمنة بأن أطماع الإسرائيليين لا حدود لها، معمقين مواقفهم بالرؤية التوراتية الخبيثة، ولعلها تكون عامل إسعاف وتنبيه لشعوبنا العربية والإسلامية وحتى الفلسطينية المنشغلة في هذه الأثناء في أتون الحرب الأهلية والمجاريات الحزبية وراء السلطة الواهية، وذلك من أجل مواجهة هذا الخطر المحدق بنا جميعاً، بعد أن نفذت قرارات ألأمم المتحدة ومجلسه الأمني وقرارات حقوق الإنسان شرعيتها والتي تهيمن عليهم أمريكا واللوبي الصهيوني بالدرجة ألأولى.
وأختتم حديثي بالوقوف عند خطاب مؤسس دولة الكيان الصهيوني "ديفيد بن غوريون" والذي قال " لا تجهدوا أنفسكم في البحث عن حل ، ليس هناك حل، فالأرض واحدة، وطالب الأرض اثنان ولا بد أن تكون لواحد منهما فقط، لابد أن يكون الشعب الإسرائيلي هو ذلك الواحد الذي يحصل على ألأرض ويملكها والحل الوحيد بالنسبة لنا أن نسعى بكل الوسائل بما فيها القوة السياسية والخديعة لكي نجعل الطرف الأخر يرضى بالتنازل عنها " ، فهذه الرؤية دفعتهم للهجرة رغم اختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم إلى أرضنا فلسطين الإسلامية، وإدعائهم المستمر في إقامة هيكلهم المزعوم وتثبيت مواقفهم ورؤيتهم من إنشاء إسرائيل الكبرى.
فمتى نفوق ونكف عن المناكفات الحزبية والشخصية الضيقة بعد أن أخذ القتل والجرم مناحي ؟
إن الجميع مدعو للارتقاء إلى تحمل المسئولية بضبط حركة المجتمع وإفشاء روح القانون والالتزام لنخرج من فوضى فرضت علينا حيناً وفرضناها نحن أحياناً .
كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات: