نيللي المصري
استهداف وقتل الطفولة الفلسطينية باتت لعبة يتقنها الإحتلال الإسرائيلي ويعزف على أوتارها موظفاَ كل طاقاته وامكانياته لكسب المعركة الوهمية التي يوهم بها نفسه بأنه نجح فيها...الاطفال الفلسطينيون أصبحو أمام اعدام حقيقي كل يوم على مرآى ومسمع العالم أجمع...طفولة برئية تقتل وتدمر وهم غارقون في شقاوتهم البرئية يمرحون مطلقون العنان لعبثهم الطفولي أن يكتشف العالم دون ان يعلموا انهم بتلك البسمة البرئية كانوا قد ازعجو هؤلاء المحتلين...فلم يكونوا على موعد مع الجحيم ولم يخطر ببالهم قط ان تقطع اجسامهم وتتناثر أشلاءا في الطرقات هنا وهناك ومن بقى منهم على قيد الحياة يعيش أبد الدهر بعاهات مستديمة دون اي ذنب يقترفه...
الطفلة "ماريا" تواجه حكما بالاعدم
"ماريا أمن" ابنة الأعوام الستة تواجه أبشع جريمة ترتكب بحق الإنسانية والطفولة،،فهي مصابة بشلل كامل في جسمها بعد تعرضها هي وعائلتها لقصف اسرائيلي في شهر أيار (مايو) 2006 استهدف تصفية أحد رجالات المقاومة الفلسطينية محمد دحدوح» فأصاب صاروخ أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي السيارة التي تقلهم ، مما أدى إلى مقتل أمها، وأخيها، وجدتها وخالها، أما ماريا، فقد أصيبت بشظايا الانفجار مما حوّلها إلى طفلة مشلولة تماما عدا رأسها، ولا تزال غير قادرة على التنفس لوحدها، ومنذ ذلك الحين وماريا تقبع في كرسي متحرك في «مستشفى الين» في مدينة القدس المحتلة.
وكون الأراضي الفلسطينية تفتقر للإمكانات الطبية لعلاج الأطفال المصابين بعاهات مستديمة، ولأن كلفة هذا النوع من العلاج باهظة وتصل إلى 20 ألف دولار شهرياً، نقلت الطفلة للعلاج على حساب السلطة الفلسطينية في إسرائيل، ثم انتزع والد ماريا، حمدي، قراراً من المحكمة العليا الإسرائيلية بعد شهرين من الجريمة، يقضي بعلاج ماريا في مستشفى «الين».. على حساب إسرائيل ولم تكن حدود الجريمة البشعة تقف عند هذا الحد وانما يتواصل مسلسل الاجرام مجحفا بحقها ..فبعد سنة على تلقييها العلاج في مستشفى" الين" وتحديدا في تموز (يوليو) 2007 أصدرت وزارة "الحرب الاسرائيلية" قرارا بإبعادها إلى مؤسسة للعجزة المقعدين في رام الله، من دون توفير مكان لبقاء والدها بجانبها، مع أنّ المؤسسة غير مؤهلة للعناية بها وتفتقر إلى الأجهزة الضرورية لذلك، مما يجعل خطر وفاة الطفلة إلى مسألة وقت لا غير، طفلة برئية بعمر الزهور لازالت تحلم بأن تجاري فراشات الحديقة هائمة فرحة وان تركض هنا وهنا وتتسابق مع الزمن وتقطف الازهار وتشم عبيرها لكن الاحتلال حرمها من ابسط حقوقها كطفلة برئية حرمها من التنقل بحريتها وجعلها اسيرة العمر كله لهذا الكرسي اللعين...
الحقول الزراعية مقبرة للطفولة
ولم يتوقف مسلسل استهداف الاطفال عند "ماريا" فعائلة أبو غزالة التي تقطن شمال قطاع غزة فجعت هي أيضا بمقتل اطفالها يحيى (12 عاما) ومحمد (9 أعوام) وسارة (9 أعوام) حين مزقت قذيفة إسرائيلية أجسادهم إربا في 29 أغسطس/آب الماضي اثناء لهوهم ولعبهم في الارض الزراعية التي يملكها اباؤهم،، قذيفة دفنت أحلامهم البرئية وحولت طموحهم وحبهم للحياة الى ركام أحلام وطمست معالم البراءة،، وحيث أن المنطقة قريبة من الحدود مع الاراضي المحتلة أصبح الاطفال الهدف الأسهل للاحتلال، وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت في تقريرها الصادر الاسبوع الماضي عن أحد اباء الاطفال الثلاثة قوله:" حلق منطاد إسرائيلي مزود بالكاميرات فوق سماء بيت حانون شمال غزة، وسُمع أزيز طائرة إسرائيلية في الأجواء، ثم لاحت في الأفق فرقة مراقبة إسرائلية قرب الحدود مع غزة، فربما كان المنطاد أو الطائرة الذي حدد الأطفال هدفا"، مشددا على ان المنطقة بالتحديد منطقة زراعية وكالعادة يصطحب اطفاله معه الى ارضه.
تقارير واحصائيات بقتل الاطفال
وأشار تقرير لمراكز حقوق الانسان في فلسطين إلى أن 18 طفلا فلسطينيا في قطاع غزة تحت سن 19 عاما قتلوا بهذه الطريقة منذ الأول من يناير/كانون الثاني، وسبعة أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما، و11 طفلا ما بين 15 و18 عاما، عدا عن الطفل ابن العام الذي قضى بعد انتظار طويل على إحدى نقاط التفتيش.
في السياق ذاته قالت دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية :إن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قتلت خلال السنوات السبع الأخيرة نحو 900 طفل فلسطيني وجرحت 16 آلفا آخرين بينهم 750 معاقا. وأضافت الدائرة في بيان صحافي أصدرته أمس أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال الفترة المذكورة 6 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 13- 18 عاما ما زال 398 منهم في السجون، أصغرهم الطفل محمد نمر خواجا من قرية بعلين المحاذية لمدينة رام الله والذي يبلغ من العمر 13 عاما .
هذه هي السنياريوهات الأليمة التي وضعها الاحتلال لقتل الاطفال وتدمير احلامهم البرئية كونهم شباب المستقبل،، فمن يمسح دمعة هذا الطفل ومن يعوض الطفل الذي فقد اعضائه،، ومن يواسي ام او اب ذاك الطفل الشهيد....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق