لاحظ س. حداد
1- الحزن والتقاليد اللبنانية،
في الوقت الذي يعمُّ الحزن لبنان بأسره للخسارة الكبرى التي مُنيَ بها الوطن باستشهاد النائب والمناضل اللبناني الشريف، أنطوان غانم، على أيدي الغدر والخيانة المتمثلة بمحور الشر السوري الايراني ورضى حلفائهم المحليين، نجد البعض ينساق إلى الاستمرار في نهج ضرب الدولة والحجر على قدراتها من أجل تحقيق انتخاب رأس الهرم الأهم في النظام اللبناني.
مما يؤسف له حقاً ، أن يفقد الجنرال ويكاد أن يُفقد معاونيه معاني التراث اللبناني بأكمله.. قديماً كان اللبناني، ومهما بلغت العداوة بينه وبين أحد أبناء عشيرةٍ أخرى، يسارعُ، في حال وقوعِ مكروه عندها من غريب، يسارع إلى مواساتها ومشاركتها أتراحها.. لكن يبدو أن عداوة الجنرال للآخرين هي من نوعٍ آخر! فهو إمّا أن يطلق تصاريح التعزية وإمّا يبعثَ بعض أزلامه للتعزية أو يتحجج بعدم وجود رغبة لاستقباله معزيّاً.. وهكذا أسسَّ ويؤسس جنرالنا أنواعاً من زغل في العلاقات بينه وبين مَن يُفترض بهم أن يوافقوا على تبنيه رئيساً للبلاد والعباد..
من راقب بحزنٍ وألم جنازة الشهيد أنطوان غانم ومرافقيه، وشاهد الجموع الغفيرة التي احتشدت لوداعه، أسره، وحـزَّ في نفسه ألاّ يرى نواباً زملاء للمغفور له، خاصةً المسيحيين منهم، في الندوة النيابية يشاركون فعلياً في حفلة الوداع الدينية والشعبية أسوةً بزملائهم، من جميع الطوائف والمذاهب اللبنانية.. فكيف بالله عليكم يمكن استدرار موقفٍ تصالحيٍّ من الجنرال الكبير؟ هل باعتذارٍ يوجهه القتيل للقاتل؟ أم أن القتيل من عشيرة بني مرّة كان؟ ويتساءلون من المستفيد من القتل!
أمّا دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، فنرى إليه بعينٍ مجردة فنرى إلى نعْيِه الشهيد وكأنه من باب رفع العتب ونأسف للدرك الذي وصلت إليه الأصول والتقاليد اللبنانية.. ليس قصيّاً في الزمن حين كنّا نرى كبيراً ينطلق في وفدٍ من قومه إلى حيث مكان الوداع فيُستقْبَلُ لجليل قدرِه ورفيع مقامه و يشارك في العزاء.. لكن المؤسف أيضاً أن نرى إلى هذا الكبير يحتجب معتكفاً في حصنِه ومتخلياً عن واجبه؛ وما كانت الخشية على حيالته أشدّ منها على حياة أولئك المعرّضين فعلياً للإستشهاد.. ألا سقياً لأيامٍ خلت كان للبنانَ تقاليدٌ تُحتَرم ورحمَ الله جدودَنا وما أورثوه لنا!
أما نواب حزب الله، ولا نلوم زعيمهم المتواري عن الأنظار، فلسنا ندري ما إذا كان علينا أن نضمهم إلى لائحة الزمالة أم ندعهم يحوّلون ذواتهم إلى أنصاف آلهة فيتحوَّل الشهيد قرباناً يُقدَّمُ ترضيةً لمشيئتهم واقتطاع رمزٍ آخر من رموز يعارض قيام دولتهم التي لا تقوم إلاّ على الأجداث.. ألا تعساً لهكذا وطن افتقدَ بعضُ أهلُهُ تقاليدَه وباتوا دون مشاعر الأخوة والمحبة.. ويطالبون بالمشاركة!
لنا هنا تصورٌ عجائبي: ماذا لو أن كلَّ من ذكرنا حضر وشارك في وداع الشهداء.. أما كان تحقق النصف الأول من حل الأزمة السياسية التي تراوح مكانها زمناً.. أما كانت مبادرة هؤلاء جميعاً ترفع البرقع عن أعين الجميع فيعوا عظم المصاب وكبير الألم الذي قد يطال مَن لهم، لا سمحَ الله، فيرتدوا إلى الوطن ويعيدوا إليه رونق تقاليده وإرث أجدادهم. أما كانت الشهادة تحوَّلت إلى عجيبة فريدة تنقذ الوطن من براثن الأعداء الذين يحاربون كلَّ تألفٍ بينهم.. أما كان المستفيد الأول والأخير من هذه الشهادة المرّة هو لبنان!
2- الرئاسة، الرئاسة،
على الرغم من كافة النداءات التي يوجهها مجلس المطارنة الموارنة، المعني الأول باستمرارية وجود الوطن وغيره من فعاليات الوطن الدينية والإجتماعية، لا زال بعض أصحاب المواقف يرفضون التنازل عن قليلٍ من التحجّر والتعنِّث لا بل، والشهداء لم تبرد حرارةُ أجسادهم بعد، نراهم من على شاشات التلفزة يتعاطون مع الوضع المحرج الذي وصلت إليه البلاد وكأنّ شيئاً لم يكن.. بئس الرئاسة هذه والمسعى المحموم إليها التي تُفقد الإنسان إنسانيته!
ليلة الاستعداد لتشييع الشهداء، تستحضر شاشات النلفزة بعض أعضاء تكتل الجنرال.. فيتتحوّل اللقاءات إلى ممحكات جنرالية سياسية عن الاستفادة من نتائج الشهادة الجديدة والمستفيد منها.. وكإنما الشهيد أدى واجبه للعلى فأمسى التناظر حوله حدثاً ارتحل مع صاحبه حاملاً كلمة تعزية رقيقة من إناسٍ تعرّفوا إليه صدفة! .. وكإنما لا شيء يشغل العالم، ينصبُّ اهتمام القوم على المقبل من الأحداث التي ليس لها في نظر الجنرال وموفديه إلى التلفزة سوى عنوان واحد.. رئاسة الجمهورية ومتفرعاتها.. وينساق مقدمو البرامج معهم صحافياً! وتنوسي اشهداء.. وننساق معهم قصراً آسفين: لعلّ وعسى نسمع جديداً!
النائب سليم عون ورفيقه السيد ألان عون وكذلك بروفسور في العلوم السياسية، لا زالوا يستعملون ذات الطروحات التي مجَّ الناس سماعها ويتهربون من أسئلة محددة تُوَّجه إليهما عن نوايا تكتلهم من موضوع حضور جلسة انتخاب رئيس للبلاد.. لم نلحظ أيّة ليونة في المواقف لا بل استنتجنا الكثير من السلبية التي، في النتيجة، لن تؤدي إلاّ إلى مزيد من التشنّج في مواقف الآخرين.. هنا يجوز التساؤل عما إذا لم يعد إنهيار النظام والدولة برمتها يعني هؤلاء، إن لم نقل أنهم، يفضلوا الوصول إليه طالما لم يتمكّن زعيم تكتلهم من الوصول إلى سدة الرئاسة.
إحدى الأسئلة اللافتة التي طرحت على الثلاثة: هل إذا حصل توافق على شخصيةٍ ما غير الجنرال.. أتوافقون على حضور جلسة الانتخاب؟ الجواب الثلاثي الأضلاع كان: تهرُّباً من الإجابة وأخذُ السامع والمشاهد إلى متاهات تأليف الحكومة وأخطائها والتحالفات السابقة واللاحقة ويعيدون على الأسماع ترانيم العداء للجنرال.. إلى ما هناك من مواضيع طالما صمَّ أذان المستمع تردادها.
في الواقع يحار المرؤ في مواقف الجنرال التي لا يجد ممثليه جواباً لأكثرها.. فهو يكيل تهم خيانته من قبل قادة ثورة الأرز ويصفهم بشتى الأوصاف التي لا تليق بسياسي أو دبلوماسي استعمالها وفي آن يطالبهم القبول به رئيساً لهم!
يطالب الجميع بعدم استغلال دماء الشهداء وهو وحده المستفيد من سفك هذه الدماء..
الجنرال، يطالب الجميع بقبول برنامجه السياسي وهو لا يقبل بأي برنامج من برامج المرشيحين الآخرين المشابهة والمماثلة لبرنامجه؛ لاسيما، وكما قال تلميذه ألان عون في مقابلة صوتية في برنامج بصراحة، على شاشة تلفزيون المستقبل مع الوزير فرعون: إن بعض هذه البرامج يسبق برنامجنا بأشواط.. هكذا نجد ان غسل الدماع على الطريقة السورية التي يتبعها الجنرال قد أخذت في طريقها بروفسور في العلوم السياسية أيضاً، حتى لم نعد ندري ما قيمة العلوم التي توظّف لمصلحة أشخاص.. ونأسف كون ما كنّا نتوقعه من مثل هؤلاء، منذ أن أتيحَ لهم كرسي صغير في مجلس الولاية، لم يأتِ في مصلحة الوطن.
كنا نتوقّع من هؤلاء أن يستعملوا علمهم في إرشاد الجنرال إلى جادة الدبلوماسية والتخلي عن التفرّد بالفهم الخيالي الموسوعي بخلفية عسكرية والانصراف إلى المنطق والواقع السياسي الديمقراطي المعيوش؛ على العكس من ذلك نراه أنتج نهجاً فريداً في الابتذال اللغوي ما يُفقدُ صاحبه كافة المؤهلات الوطنية لتبوء الموقع الذي يسعى إليه ويحجِّمُه.
من المُغرق في الأسى أن لا ينثني المرؤ عن إعوجاج يدركُ عواقبه.. ومن المخزي حقاً ألاّ يشعر القوم ولو بقليل من حياء،
فيرفضوا الانخراط في متاهات مُبتَذَلة سئِمَ الناس سبلها.. ومن المعيب تماماً أن يقودنا أمثال هؤلاء إلى الكفر بالوطن وسياسييّه، وإلى اليأس من عودتهم عن غيّهم المُستَنصر المتحجّر والقاتل والمضيِّع للوطن.. وإننا لنتساءل: هل إذا ضاع الوطن نبقى له رئاسة! لهؤلاء نقول: إحفظوا لبنان يحفظكم وإلاّ فإن الشعب، كما تنبذوه سينبذكم.. ولات ساعة مندمِ!
صانك الله .. لبنان
التيار السيادي / نيوزيلندا
1- الحزن والتقاليد اللبنانية،
في الوقت الذي يعمُّ الحزن لبنان بأسره للخسارة الكبرى التي مُنيَ بها الوطن باستشهاد النائب والمناضل اللبناني الشريف، أنطوان غانم، على أيدي الغدر والخيانة المتمثلة بمحور الشر السوري الايراني ورضى حلفائهم المحليين، نجد البعض ينساق إلى الاستمرار في نهج ضرب الدولة والحجر على قدراتها من أجل تحقيق انتخاب رأس الهرم الأهم في النظام اللبناني.
مما يؤسف له حقاً ، أن يفقد الجنرال ويكاد أن يُفقد معاونيه معاني التراث اللبناني بأكمله.. قديماً كان اللبناني، ومهما بلغت العداوة بينه وبين أحد أبناء عشيرةٍ أخرى، يسارعُ، في حال وقوعِ مكروه عندها من غريب، يسارع إلى مواساتها ومشاركتها أتراحها.. لكن يبدو أن عداوة الجنرال للآخرين هي من نوعٍ آخر! فهو إمّا أن يطلق تصاريح التعزية وإمّا يبعثَ بعض أزلامه للتعزية أو يتحجج بعدم وجود رغبة لاستقباله معزيّاً.. وهكذا أسسَّ ويؤسس جنرالنا أنواعاً من زغل في العلاقات بينه وبين مَن يُفترض بهم أن يوافقوا على تبنيه رئيساً للبلاد والعباد..
من راقب بحزنٍ وألم جنازة الشهيد أنطوان غانم ومرافقيه، وشاهد الجموع الغفيرة التي احتشدت لوداعه، أسره، وحـزَّ في نفسه ألاّ يرى نواباً زملاء للمغفور له، خاصةً المسيحيين منهم، في الندوة النيابية يشاركون فعلياً في حفلة الوداع الدينية والشعبية أسوةً بزملائهم، من جميع الطوائف والمذاهب اللبنانية.. فكيف بالله عليكم يمكن استدرار موقفٍ تصالحيٍّ من الجنرال الكبير؟ هل باعتذارٍ يوجهه القتيل للقاتل؟ أم أن القتيل من عشيرة بني مرّة كان؟ ويتساءلون من المستفيد من القتل!
أمّا دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، فنرى إليه بعينٍ مجردة فنرى إلى نعْيِه الشهيد وكأنه من باب رفع العتب ونأسف للدرك الذي وصلت إليه الأصول والتقاليد اللبنانية.. ليس قصيّاً في الزمن حين كنّا نرى كبيراً ينطلق في وفدٍ من قومه إلى حيث مكان الوداع فيُستقْبَلُ لجليل قدرِه ورفيع مقامه و يشارك في العزاء.. لكن المؤسف أيضاً أن نرى إلى هذا الكبير يحتجب معتكفاً في حصنِه ومتخلياً عن واجبه؛ وما كانت الخشية على حيالته أشدّ منها على حياة أولئك المعرّضين فعلياً للإستشهاد.. ألا سقياً لأيامٍ خلت كان للبنانَ تقاليدٌ تُحتَرم ورحمَ الله جدودَنا وما أورثوه لنا!
أما نواب حزب الله، ولا نلوم زعيمهم المتواري عن الأنظار، فلسنا ندري ما إذا كان علينا أن نضمهم إلى لائحة الزمالة أم ندعهم يحوّلون ذواتهم إلى أنصاف آلهة فيتحوَّل الشهيد قرباناً يُقدَّمُ ترضيةً لمشيئتهم واقتطاع رمزٍ آخر من رموز يعارض قيام دولتهم التي لا تقوم إلاّ على الأجداث.. ألا تعساً لهكذا وطن افتقدَ بعضُ أهلُهُ تقاليدَه وباتوا دون مشاعر الأخوة والمحبة.. ويطالبون بالمشاركة!
لنا هنا تصورٌ عجائبي: ماذا لو أن كلَّ من ذكرنا حضر وشارك في وداع الشهداء.. أما كان تحقق النصف الأول من حل الأزمة السياسية التي تراوح مكانها زمناً.. أما كانت مبادرة هؤلاء جميعاً ترفع البرقع عن أعين الجميع فيعوا عظم المصاب وكبير الألم الذي قد يطال مَن لهم، لا سمحَ الله، فيرتدوا إلى الوطن ويعيدوا إليه رونق تقاليده وإرث أجدادهم. أما كانت الشهادة تحوَّلت إلى عجيبة فريدة تنقذ الوطن من براثن الأعداء الذين يحاربون كلَّ تألفٍ بينهم.. أما كان المستفيد الأول والأخير من هذه الشهادة المرّة هو لبنان!
2- الرئاسة، الرئاسة،
على الرغم من كافة النداءات التي يوجهها مجلس المطارنة الموارنة، المعني الأول باستمرارية وجود الوطن وغيره من فعاليات الوطن الدينية والإجتماعية، لا زال بعض أصحاب المواقف يرفضون التنازل عن قليلٍ من التحجّر والتعنِّث لا بل، والشهداء لم تبرد حرارةُ أجسادهم بعد، نراهم من على شاشات التلفزة يتعاطون مع الوضع المحرج الذي وصلت إليه البلاد وكأنّ شيئاً لم يكن.. بئس الرئاسة هذه والمسعى المحموم إليها التي تُفقد الإنسان إنسانيته!
ليلة الاستعداد لتشييع الشهداء، تستحضر شاشات النلفزة بعض أعضاء تكتل الجنرال.. فيتتحوّل اللقاءات إلى ممحكات جنرالية سياسية عن الاستفادة من نتائج الشهادة الجديدة والمستفيد منها.. وكإنما الشهيد أدى واجبه للعلى فأمسى التناظر حوله حدثاً ارتحل مع صاحبه حاملاً كلمة تعزية رقيقة من إناسٍ تعرّفوا إليه صدفة! .. وكإنما لا شيء يشغل العالم، ينصبُّ اهتمام القوم على المقبل من الأحداث التي ليس لها في نظر الجنرال وموفديه إلى التلفزة سوى عنوان واحد.. رئاسة الجمهورية ومتفرعاتها.. وينساق مقدمو البرامج معهم صحافياً! وتنوسي اشهداء.. وننساق معهم قصراً آسفين: لعلّ وعسى نسمع جديداً!
النائب سليم عون ورفيقه السيد ألان عون وكذلك بروفسور في العلوم السياسية، لا زالوا يستعملون ذات الطروحات التي مجَّ الناس سماعها ويتهربون من أسئلة محددة تُوَّجه إليهما عن نوايا تكتلهم من موضوع حضور جلسة انتخاب رئيس للبلاد.. لم نلحظ أيّة ليونة في المواقف لا بل استنتجنا الكثير من السلبية التي، في النتيجة، لن تؤدي إلاّ إلى مزيد من التشنّج في مواقف الآخرين.. هنا يجوز التساؤل عما إذا لم يعد إنهيار النظام والدولة برمتها يعني هؤلاء، إن لم نقل أنهم، يفضلوا الوصول إليه طالما لم يتمكّن زعيم تكتلهم من الوصول إلى سدة الرئاسة.
إحدى الأسئلة اللافتة التي طرحت على الثلاثة: هل إذا حصل توافق على شخصيةٍ ما غير الجنرال.. أتوافقون على حضور جلسة الانتخاب؟ الجواب الثلاثي الأضلاع كان: تهرُّباً من الإجابة وأخذُ السامع والمشاهد إلى متاهات تأليف الحكومة وأخطائها والتحالفات السابقة واللاحقة ويعيدون على الأسماع ترانيم العداء للجنرال.. إلى ما هناك من مواضيع طالما صمَّ أذان المستمع تردادها.
في الواقع يحار المرؤ في مواقف الجنرال التي لا يجد ممثليه جواباً لأكثرها.. فهو يكيل تهم خيانته من قبل قادة ثورة الأرز ويصفهم بشتى الأوصاف التي لا تليق بسياسي أو دبلوماسي استعمالها وفي آن يطالبهم القبول به رئيساً لهم!
يطالب الجميع بعدم استغلال دماء الشهداء وهو وحده المستفيد من سفك هذه الدماء..
الجنرال، يطالب الجميع بقبول برنامجه السياسي وهو لا يقبل بأي برنامج من برامج المرشيحين الآخرين المشابهة والمماثلة لبرنامجه؛ لاسيما، وكما قال تلميذه ألان عون في مقابلة صوتية في برنامج بصراحة، على شاشة تلفزيون المستقبل مع الوزير فرعون: إن بعض هذه البرامج يسبق برنامجنا بأشواط.. هكذا نجد ان غسل الدماع على الطريقة السورية التي يتبعها الجنرال قد أخذت في طريقها بروفسور في العلوم السياسية أيضاً، حتى لم نعد ندري ما قيمة العلوم التي توظّف لمصلحة أشخاص.. ونأسف كون ما كنّا نتوقعه من مثل هؤلاء، منذ أن أتيحَ لهم كرسي صغير في مجلس الولاية، لم يأتِ في مصلحة الوطن.
كنا نتوقّع من هؤلاء أن يستعملوا علمهم في إرشاد الجنرال إلى جادة الدبلوماسية والتخلي عن التفرّد بالفهم الخيالي الموسوعي بخلفية عسكرية والانصراف إلى المنطق والواقع السياسي الديمقراطي المعيوش؛ على العكس من ذلك نراه أنتج نهجاً فريداً في الابتذال اللغوي ما يُفقدُ صاحبه كافة المؤهلات الوطنية لتبوء الموقع الذي يسعى إليه ويحجِّمُه.
من المُغرق في الأسى أن لا ينثني المرؤ عن إعوجاج يدركُ عواقبه.. ومن المخزي حقاً ألاّ يشعر القوم ولو بقليل من حياء،
فيرفضوا الانخراط في متاهات مُبتَذَلة سئِمَ الناس سبلها.. ومن المعيب تماماً أن يقودنا أمثال هؤلاء إلى الكفر بالوطن وسياسييّه، وإلى اليأس من عودتهم عن غيّهم المُستَنصر المتحجّر والقاتل والمضيِّع للوطن.. وإننا لنتساءل: هل إذا ضاع الوطن نبقى له رئاسة! لهؤلاء نقول: إحفظوا لبنان يحفظكم وإلاّ فإن الشعب، كما تنبذوه سينبذكم.. ولات ساعة مندمِ!
صانك الله .. لبنان
التيار السيادي / نيوزيلندا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق