محمد داود
إن ظاهرة الفلتان ألأمني الواسعة التي اجتاحت ألأراضي الفلسطينية في ألآونة الأخيرة والتي لم يعتاد عليها شعبنا باعتبارها ظاهرة مستجدة واختبارً صعبً وبالغ الخطورة عصف بالهوية الفلسطينية بما تملك رغم أن الشعب الفلسطيني لم يعتاد على هذه المهاترات عبر تاريخه النضالي الطويل، فما يجري على الساحة الفلسطينية الغزية هو تحدي سافر لكل المواثيق الدولية التي ضمنت حرية لصحافة والكلمة وديمقراطية الرأي والأداء بدءً من الأطقم الصحفية وانتهاءً بحرمة المؤسسات الإعلامية، ..
وما كان اقتحام بعض العناصر المسلحة وهي تلبس الأقنعة لمؤسسات إن هي إلا بمثابة طعنة من الخلف لحرية الكلمة ويمثل تكريس لمسلسل القرصنة التي أتبعت في الآونة لأخيرة في أراضي السلطة الوطنية سيما في قطاع غزة التي تشهد انقلابات مختلفة، وهو يعتبر احتكارً لوسائل الإعلام دون منافس أو منازع .
والغريب في الأمر أن كلا الصحيفتين " صحيفة الاستقلال ودنيا الوطن التين تعرضتا لسطو مسلح أمس ألأول " يقطنان في أماكن حيوية و جغرافية إستراتيجية ومكشوفة على الملء وعليهما حراسات مشددة من قبل القوة التنفيذية، والسؤال!!!
لماذا هذا التوقيت؟ولماذا تلك الصحف على وجه التحديد؟وهل لها علاقة سياسية أم مجرد سطو عابر؟ كلمة رثاء لصحيفة الاستقلال ودنيا الوطنانطلاقاً من أهمية الوسيلة الإعلامية وما تلعبه من دور بالغ في تحديد سلوك المجتمعات، أردنا أن ندلوا بشهادة صدق لمنبر دنيا الوطن وكذلك لصحيفة الاستقلال كونهما صحفيتين تؤمنان بحرية الرأي والتعبير فجسدتا معالم الوحدة الوطنية، في نقلهما الصادق والواسع لمجريات الأحداث وما ترتكبه القوات الصهيونية من جرائم حرب وإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل دون تحزب أ و مسايسة لأهداف حزبية ضيقة.
إن تغطيتهما المميزة لتلك الأحداث الموثقة بالصور سواء على صعيدنا المحلي أو الإقليمي وحتى الدولي يضعنا أما رسالة شكر لهاتين الصحيفتين الموقرتين، ولأنهما تميزتا في نشرهما الصادق والمحايد والموضوعي بأمانة وفي نقلها لتلك المجريات استناداً بالتحري وراء واقعية الحدث وسرعة نقله بعد خضوعه لحارس البوابة لإحاطته من كل جوانبه وردوده المتوقعة، والتي أخذت طابع التجرد من أشكال الضيق والمصلحة الشخصية سعياً وراء الخدمة الحقيقية والصدق كهدف أسمى الأمر الذي زاد من شعبيتهما المحلية والعالمية.
فتمتعهما بالخصائص العامة بما فيهما الإعلامية جعلتهما واسعتين الأبعاد لا يمكن التفرد بهما عرضاً بل بدراسة عميقة وذلك لتفاعلهما بواقعية مع الأحداث والوقائع التي تدور على الساحتين الفلسطينية والدولية.وتميز صحيفتي دنيا الوطن الإلكترونية وصحيفة الاستقلال في مراحلهما الأولى انطلاقاً من تخصصاتهما وزواياهما المتعددة التي تلم بمتطلبات الإنسان في إشباع رغباته، بأنهما ذاتَ أساليب بديلة وصحيحة في طريقة أدائهما المطلق بميثاق شرف صحفي وأخلاقي وديني ووطني وحتى قومي .
لذلك كان اختيارهما وانتقائهما للمضامين وللمواد الإعلامية والإخبارية هو تأكيداً على هذا الصدق والنضال السياسي الإعلامي خدمة للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية.
وهذا الصرح الإعلامي المتميز أستهدف تحرير الإنسان وبناء شخصيته المتحررة والمتوازنة في اعتماده على نفسه وإتاحة الفرصة له لإبداء أفكاره وإبداعاته وفق مبادئ سامية أرتقت بها لنفسيهما والتي لا تخرج عن نطاق الأدب والأخلاق العامة لا سيما الإعلامية منها كقالب فني يتفق مع شروط العمل الصحفي من ذوق ولغة وأداة...الخ.لقد لعبت صحيفتي الاستقلال و دنيا الوطن دوراً بارز في تأصيل الأفكار في نفوس الكتاب وأوجدتا مفهوم الألفة والمودة والتعارف والانسجام بين "" سائر الكتاب ومشرفي الصحيفتين وحتى بين قرائهما"" وعلى كل المستويات، فأوجدتا رأي عام مؤثر، استناداً لأهمية المواد المختارة والتعليقات التي توجد نوع من التفاعل كرجع صدى لدى الكتاب، والتي تسمى " بفن النقد الذاتي" لأنها تخدم في إمكانية تعديل الرسالة وفق رد الجماهير الذي يتفق مع مضمون الرسالة من أجل مصداقية الحدث والتعبير والالتزام بالموعظة الحسنة.
إن صحيفتا الاستقلال و دنيا الوطن أرتقتا إلى مستوى الشمولية، لأنهما أتاحتا في زواياهما المختلفة "السياسة أو الأدبية أو الثقافية أو الاجتماعية ...الخ "، مجالاً واسعاً من أجل إنارة الرأي العام محلياً ودولياً بالطريقة التي يريدها من أجل إيصال الرسالة والهدف حتى يكون عيناً على الأحداث سيما الأحداث التي تدور على ساحتنا الفلسطينية وما يرتكبه الاحتلال من جرائم حرب وإبادة بحق شعبنا في فلسطين.ويكمن نجاح صحيفتي الاستقلال ودنيا الوطن وتوافقهما الأوسع انتشاراً أنهما جعلتا من نفسيهما غذاءً روحيً للمتلقي في نشرهما للأحداث والقضايا ذات الاهتمام ومحور جدل ونقاش، خدمة للظواهر السياسية والاجتماعية و.... الأمر الذي يجعلنا أن نتحدث عن أهميتهما كوسيلة ترغيبية بعيدة عن عناصر الرتابة والملل والجمود في محاكاتهما للرأي العام عبر زواياهما المتعددة متبعة الأسلوبين العلمي والتجريبي المهني لبث القيم ونقل الأحداث بكامل حذافيرها دون غموض ولبس في لغتهما أو الكيل لطرف على حساب الأخر مخاطبة العقول والأذهان، فهي ذهبت إلى أبعد من خدماتية ومجانية. وأختتم كلمتي ونيابة عن أخي الإعلامي الأستاذ سري القدوة رئيس تحرير صحيفة الصباح الفلسطينية، حيث ندين هذا العمل الإجرامي ...
ونتوجيه بالتحية إلى زملائنا في كلا الصحيفتين ونشد على أياديهم وأيادي كتابهما في محنتهم التي هي محنتنا ومحنة كل الشعب الفلسطيني، وإلى ألأمام نحو كشف الحقيقة التي هي أسمى أمانينا.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق