غزة/ نيللي المصري
صورة يومية أليمة أصبحت كالظل تلازم الفلسطينات اللواتي أردن العبور من مدينتهن إلى مدينة أخرى حيث سياسة المذلة والإهانة وقمة الإنحطاط الأخلاقي من قبل الإحتلال الإسرائيلي ومجنداته اللواتي برعن في هذا التعنت والتدني في المستوى الأخلاقي و الأنساني...فأصبحت الحواجز الاسرائيلية قصة عذاب يومية تخوضها المرأة الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية بكل أسى ومرارة وما من خيار أمامها سوى أن تخضع لمنغصات الحياة التي تمارس بحقها وتقسم الحواجز العسكرية الإسرائيلية إلى قسمين الأولى حواجز عادية، والأخرى يطلق عليها المعابر والتي تربط القدس والأراضي الإسرائيلية بالمدن الفلسطينية، والتي تشبه الحدود الدولية بين الدول.
تعرية الفلسطينيات أبشع صور المهانة
ومن أصعب ما تواجه الفلسطينيات في الضفة الغربية هو إجبارهن على التعري على الحواجز العسكرية الإسرائيلية بحجة التفتيش، وهو ما يجعل هؤلاء النسوة الشعور بقمة الإهانة الإنسانية وإهدار لكرامتهن وهذا ما حدث يوينو الماضي حيث يتم إدخال الفلسطينيات اللواتي يحملن تصاريح مرور مسبقة، حصلن عليها لأسباب متعددة، وبعد جهد كبير، وصلاحياتها محددة بيوم أو يومين، إلى غرفة تفتيش خاصة ويطلب منهن التعري بشكل كامل بحجة التفتيش، وحسب رواية احدى النساء فقد اكدت أن المجندات الإسرائيليات اللواتي يتولين التفتيش، يتفحصن كل شيء حتى الأمكنة الحساسة في أجساد الفلسطينيات، ولم يقتصر هذا التفتيش المجحف بحق المراة الفلسطينية على إمراة معينة مهما كان عمرها وكان أكثر النساء ممن يعانون من هذه السياسة أمهات وزوجات وأخوات الأسرى في المعتقلات الاسرائيلية حيث تجبرهم المجندات على خلع ثيابهن تحت تهديد السلاح وكون ذوي الأسرى من النساء يخشون من إلغاء تصريح زيارة أبنائهم الأسرى فانهم على مضدد يضطرون للخضوع لهذا التفتيش المذل ناهيك عن طالبات جامعة القدس المفتوحة اللواتي يتعرضن باستمرار لهذه الصورة البشعة أثناء ذهابهم الى الجامعة في بلدة أبو ديس، شرق القدس، وعودتهم منها عن حاجز يعرف باسم حاجز (الكونتينر).
ولادات متكررة على حواجز الاحتلال
ولعلنا نذكر المواطنة "وديان ابو رومي" من ابو ديس بالقدس المحتلة التي شعرت بألام المخاض في السابع من الشهر الجاري وهي تهم بعبور الحاجز ومنعها جنود الاحتلال من العبور الى اقرب مستشفى الى ان وضعت مولودها على الحاجز بمساعدة مجندة اسرائيلية كانت تتلقى التعليمات من الطبيب على الهاتف.. وكانت مواطنات فلسطينيات اخريات قد مررن بهذه التجربة المريرة القاسية...فسمية من ابو ديس، ومرام من الجديدة، وجميلة من قرية سيريس، كلهن نسوة فلسطينيات تجرعن آلام المخاض على الحواجز العسكرية الفاصلة بين المدن والقرى الفلسطينية بالضفة الغربية، وبعد ساعات من الانتظار الطويل وتحمل آلام المخاض، سمحت لهن قوات الاحتلال بالعبور إلى المستشفى لوضع مواليدهن، وكتبت لهن النجاة بعد معاناة طويلة ...
وكان تقرير صادر عن الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن أن جنود الاحتلال الصهيوني أرغموا ثمانية وستين امرأة فلسطينية حاملاً على الولادة على الحواجز العسكرية، بعد أن عرقلوا وصولها إلى المستشفى.
وبحسب المعطيات فإنه منذ انطلاق انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) من سنة 2000 وحتى نهاية سنة 2006، هناك 68 امرأة حاملاً أرغمن على الولادة عند الحواجز العسكرية الصهيونية، وعلى مسمع من جنود الاحتلال الذين تجاهلوا صرخات الاستجداء للسماح لهن بالمرور لتلقي الخدمات الصحية اللازمة، مما أدى إلى إجهاض ووفاة 34 جنيناً و4 نساء إثر إصابتهن بمضاعفات ما بعد الولادة والافتقار للعناية اللازمة.
الكلاب البوليسية لارهاب النساء
وتعمدت قوات الاحتلال ان تزج مع جنودها كلابا بوليسية مدربة في هولندا وامريكا ودولا اخرى لكي تقمع النساء والمواطنين على الحواجز الاسرائيلية كسياسة استفزازية احتلالية تسعى لتدمير معنويات الفلسطيني لكنها فشلت وبدت تتخبط امام صمود الفلسطينيين وبدت الصور المرفقة للتقرير توضح هذه الهمجية الاحتلالية التي تساندها انياب الكلاب الضالة التي يحتمون بها هؤلاء الجبناء، لكنها بدت المرأة الفلسطينية اقوى مما يتخيل المحتل وصمدت وقدمت اروع صور التضحية والوفاء.
معبر رفح وبوابة الموت
انشراح طلال الصانع، زينب محمد السردي، تغريد محمد عابد، سناء أحمد شلحة، وخضرة محمد عريف أمهات فارقن الوطن في رحلة علاج قصيرة على أمل العودة بمزيد من الصحة والعافية، بعضهن رافقهن أبناؤهن، وبعضهن أزواجهن، وفريق الان انهن لم يعدن الى ذويهم الصحة فقد فارقن الحياة على معبر الموت، فعدن جثثًا هامدة محنطة بأدوية ومواد كيماوية تضمن حيويتهن إلى أن يوارين الثرى في تراب الوطن الغزاوي من جنوبه في رفح إلى شماله في جباليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق