محمد داود
وعد بلفور يوم أن سلبت فلسطين ..! :
في إطار البحث عن وطن قومي يلملم شتات اليهود من أنحاء المعمورة، فقد تمكن اليهودي هرتزل من رسم الخطوط العريضة لإقامة وطن قومي لليهود، فكانت أعين المجتمعين في المؤتمر الصهيوني الأول ببازل في سويسرا عام 1897م ترنوا أعينهم نحو فلسطين، حيث تمكن اليهودي وايزمان الذي تسلم الزعامة بعد هرتزل من استدراج عطف الزعماء البريطانيين والغرب، لجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود، سيما وأن وايزمان اكتشف مادة الأسيتون الصناعي التي استعانت بها بريطانيا أثناء الحرب الدائرة رحاها آنذاك وهي الحرب العالمية الأولى بين دول الوفاق التي كانت تضم فرنسا وروسيا بالإضافة لبريطانيا وبين معسكر الحلف الثلاثي الذي يضم ألمانيا والنمسا وايطاليا والتي أدت في نهاية المطاف إلى هزيمة الحلف الأخير وفرض عليه أملاءات وشروط مذلة صاغتها الدول الكبرى في مؤتمر فرساي وهو الأمر ذاته الذي دفع إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية في مرحلة لا حقة.
فعندما سأل لويد جورج وايزمان ، بماذا استطيع أن أكافئك ، فأجاب وايزمان "أصنع لشعبي شيئاً"، وأمام جملة من المصالح الاقتصادية والهيمنة على المشرق العربي من قبل الغرب، وهو ما خشيت منه بريطانيا بأن تلعب ألمانيا دوراً في السيطرة على الحركة الصهيونية لا سيما وأن هناك علاقات حسنة تربط ألمانيا بتركيا أو الدولة العثمانية" التي قد تسمح بالهجرة والاستيطان في فلسطين ذات الموقع الجغرافي والإستراتيجي باعتبارها نافذة مطلة على العالمين العربي والإسلامي، والعكس تماماً بأنها تطل على العالم الغربي، حيث كانت محطة انطلاق للمسلمون إلى وسط أوربا، بالتالي تكون الحاجة أكبر بأن يتم زرع هذا الكيان السرطاني لتفتيت أي وحدة تقوم بها الدول المحيطة وتبقى الهيمنة والسيطرة و النفوذ جاثمة على صدور الشعوب العربية والإسلامية وعلى ثرواتها وحضارتها العريقة وإبقائها مرهقة وفي حالة انشغال دائم.
وأمام تلك المصالح البريطانية والغربية المجحفة بحق فلسطين أصدر لويد جورج في الثاني من نوفمبر 2/11/1917م وعداً لأفراد الحركة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين فأرسل مبعوثه سايكس الذي أجتمع بالزعماء الصهاينة "صموئيل ووايزمان وروتشيلد" الذين التقوا مع الورد آرثر بلفور وتمكنوا من إقناعه، فأصدر خطابه الشهير إلى روتشيلد.
ورغم عدم شرعية هذا التصريح المشئوم الذي لا يخرج عن نطاق رسالة، عابرة غير ملزم لا دولياً ولا رسميا،ً سيما وأن بريطانيا قدمت هذه الهدية وهي لا تملك أي حق على أرض فلسطين ونستطيع القول أنه " أعطي من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق"، بالتالي تسقط شرعية الوعد الذي يتسم بالصبغة الصهيونية والغموض مدام أنه لم يؤخذ رأي من يعنيهم الأمر وهم السكان الفلسطينيون .. أصحاب الأرض والشأن، الذين يشكلون الأغلبية السكانية المضاعفة مع تجاهل حقهم السياسي في تقرير مصيرهم أسوة بالدول التي استقلت بعد من هيمنة الدول المستعمرة.
وبهذا اليوم يكون قد أستل الستار على العام التسعون ولا زالت المعاناة الفلسطينية تحاكي نفسها ولا يزال الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذه الغلطة التاريخية، التي ارتكبت بحقه ، ... مقدماً مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى، كما أنه على استعداد بأن يقدم المزيد والمزيد، فيما تبقى اللعبة السياسية والمصالح الإستراتيجية الغربية وقرارات الشرعية الدولية تصب في خدمة الكيان الصهيونية على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وقيام دولته على أرضه التاريخية.
كاتب وباحث
وعد بلفور يوم أن سلبت فلسطين ..! :
في إطار البحث عن وطن قومي يلملم شتات اليهود من أنحاء المعمورة، فقد تمكن اليهودي هرتزل من رسم الخطوط العريضة لإقامة وطن قومي لليهود، فكانت أعين المجتمعين في المؤتمر الصهيوني الأول ببازل في سويسرا عام 1897م ترنوا أعينهم نحو فلسطين، حيث تمكن اليهودي وايزمان الذي تسلم الزعامة بعد هرتزل من استدراج عطف الزعماء البريطانيين والغرب، لجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود، سيما وأن وايزمان اكتشف مادة الأسيتون الصناعي التي استعانت بها بريطانيا أثناء الحرب الدائرة رحاها آنذاك وهي الحرب العالمية الأولى بين دول الوفاق التي كانت تضم فرنسا وروسيا بالإضافة لبريطانيا وبين معسكر الحلف الثلاثي الذي يضم ألمانيا والنمسا وايطاليا والتي أدت في نهاية المطاف إلى هزيمة الحلف الأخير وفرض عليه أملاءات وشروط مذلة صاغتها الدول الكبرى في مؤتمر فرساي وهو الأمر ذاته الذي دفع إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية في مرحلة لا حقة.
فعندما سأل لويد جورج وايزمان ، بماذا استطيع أن أكافئك ، فأجاب وايزمان "أصنع لشعبي شيئاً"، وأمام جملة من المصالح الاقتصادية والهيمنة على المشرق العربي من قبل الغرب، وهو ما خشيت منه بريطانيا بأن تلعب ألمانيا دوراً في السيطرة على الحركة الصهيونية لا سيما وأن هناك علاقات حسنة تربط ألمانيا بتركيا أو الدولة العثمانية" التي قد تسمح بالهجرة والاستيطان في فلسطين ذات الموقع الجغرافي والإستراتيجي باعتبارها نافذة مطلة على العالمين العربي والإسلامي، والعكس تماماً بأنها تطل على العالم الغربي، حيث كانت محطة انطلاق للمسلمون إلى وسط أوربا، بالتالي تكون الحاجة أكبر بأن يتم زرع هذا الكيان السرطاني لتفتيت أي وحدة تقوم بها الدول المحيطة وتبقى الهيمنة والسيطرة و النفوذ جاثمة على صدور الشعوب العربية والإسلامية وعلى ثرواتها وحضارتها العريقة وإبقائها مرهقة وفي حالة انشغال دائم.
وأمام تلك المصالح البريطانية والغربية المجحفة بحق فلسطين أصدر لويد جورج في الثاني من نوفمبر 2/11/1917م وعداً لأفراد الحركة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين فأرسل مبعوثه سايكس الذي أجتمع بالزعماء الصهاينة "صموئيل ووايزمان وروتشيلد" الذين التقوا مع الورد آرثر بلفور وتمكنوا من إقناعه، فأصدر خطابه الشهير إلى روتشيلد.
ورغم عدم شرعية هذا التصريح المشئوم الذي لا يخرج عن نطاق رسالة، عابرة غير ملزم لا دولياً ولا رسميا،ً سيما وأن بريطانيا قدمت هذه الهدية وهي لا تملك أي حق على أرض فلسطين ونستطيع القول أنه " أعطي من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق"، بالتالي تسقط شرعية الوعد الذي يتسم بالصبغة الصهيونية والغموض مدام أنه لم يؤخذ رأي من يعنيهم الأمر وهم السكان الفلسطينيون .. أصحاب الأرض والشأن، الذين يشكلون الأغلبية السكانية المضاعفة مع تجاهل حقهم السياسي في تقرير مصيرهم أسوة بالدول التي استقلت بعد من هيمنة الدول المستعمرة.
وبهذا اليوم يكون قد أستل الستار على العام التسعون ولا زالت المعاناة الفلسطينية تحاكي نفسها ولا يزال الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذه الغلطة التاريخية، التي ارتكبت بحقه ، ... مقدماً مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى، كما أنه على استعداد بأن يقدم المزيد والمزيد، فيما تبقى اللعبة السياسية والمصالح الإستراتيجية الغربية وقرارات الشرعية الدولية تصب في خدمة الكيان الصهيونية على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وقيام دولته على أرضه التاريخية.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق