عطا مناع
فاشيون لكنهم لا يكذبون، يتصالحون مع أنفسهم، يناطحون حركة التاريخ ويعومون ضد التيار،اقنعوا أنفسهم وبعضا منا أن بلدنا هي ارض ميعادهم، وأنها ارض بلا شعب وان من يسكنها "أغيار" وجدوا لخدمتهم، يمارسون عنصريتهم وعقدهم عليهم، يستحضروا مراحل بشعة من التاريخ الإنساني حيث القطعان والهمجية والوحشية والطقوس الشيطانية التي توغل في لحم الضعفاء والمضطهدين، لا بد من فهم الآخر حتى تتعامل معه، إن قراءة الأخر من أبجديات تكوين الوعي، ومعرفة الآخر لا تتمثل في لقاءات الضحك على الذقون ولا في ورشات العمل والمؤتمرات الباردة التي تفتقر للحياة، لا يمكن أن تعرف الأخر إلا من خلال تاريخه وممارساته وفكرة والغوص في اعماقة، بدون ذلك نكون نضحك على أنفسنا، وهذا ما يحدث معنا نحن الفلسطينيين، نكذب الكذبة ونصدقها وللأسف نعرف بعد حين ويكون الزمن قد سبقنا.
ما الفرق بيننا وبينهم، قلنا أن حق العودة حق مقدس.. قالوا لن نسمح لكم بالعودة إلى بيوتكم وأراضيكم، قلنا سنموت من اجل حقنا وبالفعل قدم فقرائنا حياتهم قربانا على مذبح الشعار المقدس، حصدوا منا مئات آلاف من الشهداء ونغصوا علينا حياتنا واستسهلوا قتلنا وحصارنا والسطو على هويتنا وتاريخنا فلم يسلم منهم حتى الثوب الفلسطيني والآكلات الشعبية الشاهد الأصيل على انغراسنا في أرضنا، خرج منا رجال قالوا...نموت واقفين ولن نركع، وهناك من قال فلسطين من النهر إلى البحر ونمت شهداء دون الوطن والحقوق والكرامة الوطنية، جيل حمل الحقيقة التي عجزت الأمة عن حملها، جيل اعتقد أنة سلم الراية لمن يحافظ عليها، ويحميها من السقوط والاندثار، لقد اخطئوا التقدير ونحن ندفع ثمن هذا الخطاء.
يقول المفاوض الفلسطيني أنة متمسك بالوصول إلى تسوية وحل مع دولة الاحتلال من منطلق إن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني تتطلب هذا التوجه، وذهب ساستنا إلى التبرع للإسرائيليين بتقديم تنازلات مجانية خرج إطار الحوار الرسمي في ظل فوضى التصريحات السياسية والمؤتمرات الصحفية النرجسية التي تضر ولا تنفع، وبالمقابل يتمسك المفاوض الفلسطيني بحق العودة والقدس والانسحاب من الضفة، هذا الانفصام السياسي يتم عبر وسائل الإعلام التي أصبحت هي الوسيلة التخديرية للشعب الذي يعرف مسبقا أن هناك كذب وتضليل وتزوير للحقائق التي تدور في الغرف المغلقة مع المفاوض الإسرائيلي الذي لم يتراجع قيد أنملة عن سياسته الاحتلالية المدعومة بممارسات إجرامية في الميدان، وابسط شاهد على تعنت وصلف الاحتلال الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية وعمليات الإعدام التي تتم بتغطية من الفضائيات العربية والقمع الغير مسبوق للأسرى الفلسطينيين في سجن النقب والسجون الأخرى التي يقبع فيها أكثر من احد عشر ألف أسي فلسطيني .
المفاوض الفلسطيني عاجز عن تحقيق ابسط القضايا وهذا ليس ذنبه ولكنة يتحمل المسؤولية عن استمرار هذه اللعبة المكشوفة التي ندفع تمنعا دما ولحما وفقرا وحصار،المفاوض الفلسطيني يتحمل المسؤولية في عدم وضع الشعب قي صورة ما يحدث، وبالتاي تصبح الرواية الإسرائيلية هي السائدة وخاصة أنهم يختلفون عنا بطرح الأمور بوضوح وبالاسم ، وبالتالي يكشفون عدم دقة الرواية الفلسطينية التي تتلاعب بالمواطن الفلسطيني، وفي هذا السياق يؤكد المفاوض الفلسطيني تمسكه بمؤتمر الخريف وبالثوابت الفلسطينية واستمرار المفاوضات مع دولة الاحتلال ليعبر عن حالة تناقضيه ليس لها مخرج.
الإسرائيليون يهللون ويكبرون ليل نهار أنهم لن يقدموا شيئا للمفاوض الفلسطيني الدائم التفاؤل ويتلخص الموقف الإسرائيلي في وثيقة نائب رئيس وزراء دولة الاحتلال ووزير" التهديدات الاسترتيجية" أفيغدور ليبرمان اليميني المتطرف وله تأثير في خارطة التحالفات الحزبية الإسرائيلية، يؤكد ليبرمان في وثيقته علة أن أي تسوية يجب أن تحافظ علة الطابع اليهودي لدولة الاحتلال، ويتحدث عن سيطرة إسرائيل على القدس المحتلة والأماكن المقدسة أو كما يسميها"الحوض المقدس"، ويقول أن إسرائيل لن تسمع بممر امن بين الضفة وغزة، وترفض الوثيقة عودة اللاجئين إلى أراضيهم حتى الحالات الإنسانية كما يؤكد، ويشير إلى إلغاء كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتبادل السكاني، ليبرمان ليس الرافض الوحيد في دولة الاحتلال فهناك الحاخامات الذين هددوا بإقامة "صلاة اللعنة" على اولمرت وبوش وهي صلاة أقيمت قبل اغتيال رئيس وزراء دولة الاحتلال الأسبق اسق رابين.
المزاج الداخلي الإسرائيلي في هذه المرحلة يتصف بالعدوانية وأجواء الحرب هي المسيطرة حيث التدريبات والإجراءات الداخلية التحضيرية للحرب والدعوات الموجهة للإسرائيليين باتخاذ احتياطات غذائية، بمعنى نحن الفلسطينيين لسنا في حساب الإسرائيليين والأمريكيين الذين هددوا على لسان رئيسهم ياشعال الحرب العالمية الثالثة، ومن الأجدى للفلسطينيين أن ينظروا إلى الخلف والتطلع إلى الوضع الداخلي الذي يعيش أسوء اوقاتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق