سعيد علم الدين
ما هذا يا شيخ نعيم؟ شو هالحاله؟ طول بالك علينا شويه! خذنا في حلمك قليلاً! ولو يا شيخ الدنيا ما فيها شيء! وما حدا رح يأخذ معه منها غير زوادته. وأنت أعرف العارفين بما يجب أن تحويه الزووادةُ في محكمة رب العالمين: من بر وصلاح، وخيرٍ وإصلاح، وصدقٍ وعدلٍ ونزاهةٍ واستقامة وجهاد في سبيل الله وإعمار للأرض. وإلا " فأمهُ هاويةٌ" عندما تحوي زوادتُهُ: الشر والإرهاب، والتهديد بالخراب، وحبك المؤامرات وقطع الأرزاق في الوسط التجاري والأعناق في الاغتيالات ،والتباهي بالتحالف مع أنظمة الفساد والإفساد في الأرض، والجهاد بأشلاء أطفال اللبنانيين وتعريضهم للدمار كما حدث في حرب تموز الكارثية ولشتى أنواع الأخطار، والعبثِ بأمن الآمنين وضرب استقرارهم ومصير وطنهم في محاولة يائسة لوقف المحكمة الدولية، حماية للمتورطين باغتيال الأبرياء، وربما التورط معهم خنوعا لأوامر الولي الفقيه في الاستيلاء على بلاد الأرز.
الظاهر أن انتخابات رئاسة الجمهورية قد سيطرت على مشاعرك وحواسِّكَ وأنْسَتْكَ الزوادة بالكامل وصارت: مهجةَ القلبِ وشهوةَ الروحِ ومنتهى المنى وأغلى الأماني، وحتى أغلى بكثير من هذا الشعب المعتر اللبناني. فكل يوم خطاب أقوى من الثاني، وكل يوم وعيدٌ بأوضح المعاني يتبعه تهديدٌ للأكثرية النيابية بالانصياع لإرادة السوري والإيراني، وإلا! وما أدراك ما إلا! فحزب الله أقوى من الدنيا كِلاَّ. والله يساعد الشعب اللبناني الذي يتحسر على ماضِ دولته السيدة المحترمة المستقلة الديمقراطية المُهابةِ العزيزة الجانب التي ازدهرت في الخمسينيات والستينيات حيث كان الرئيسُ يُصْنَعُ فقط في لبنان وبإرادة نوابه بحرية ودون تدخلات بشارية وقحة. ويتألم اللبناني الآن لهذا الوضع المفتعل بسبب سياسة مشايخ حزب الله الاستكبارية العجيبة الغريبة المتشنجة ويعاني.
فحَضرتُكَ شيخٌ معمم. نَحتَرمُكَ وعلى عينا وراسنا! وحضرَتُكَ فقيه بأمور الدين تفهم. نقبلُها وعلى عينا وراسنا! وحضرتُكَ من وَهْمٍ إلى آخر تتنقل، أي من وَهْمِ أن الحكومة هي حكومة فيلتمان، إلى وهم أن القواعد العسكرية الأمريكية قد زرعتها الأكثرية تحت جنح الظلام في طول وعرض لبنان.فهذه مشكلتك وتوهم كما يحلو لك أن تتوهم!
أم أن تتغاوى يوميا على الناس بالأمور السياسة وتتبختر، قالباً الأسود أبيض والبني أصفر، مهددا بخيارِ الخراب وإراقة الدم الأحمر، مشوهاً الحقائق، ولأبسط قواعِدَ الصدقِ تتنكر، وفوق هذا وذاك تتفقهنُ علينا ببنود الدستور وتتغندر وكأنك الجهْبَذُ الدستوريُّ الأكبر، وتهدد بلا كلل وتتوعد وعلى زعماء الوطن الكبار تتكبر. فهذه اسمح لنا بها!
فيا شيخ نعيم! الشرعية في أي نظام ديمقراطي كالنظام اللبناني لها أب يرعاها ويسودُها ويروِّضُها لخدمةِ الشعبِ ويرضى عنها ويسددُ خطاها كي لا تحيد عن الصراط الدستوري الوطني المستقيم، وليس التشريعُ هنا والخوضُ في غماره لكل من هب ودب. لأنه إذا حادت يا شيخنا العليم عن الدرب ينفرط العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، ونصبحُ لقماً سائغة في أفواه الآخرين. وربما هذا هو هدف حزبكم اللاهي بمصير الوطن لتحقيق امبراطوريةً في آخر هذا الزمن لأحفادِ الفرس الصفويين.
الأب هو مجلس النواب، المعبرُ الشرعي عن إرادة الشعب. ولهذا فهو يلقب بالسلطة التشريعية لأنه الأبُ الوحيدُ المؤهل لتشريع القوانين وسنِّها وعلى الحكومة أي السلطة التنفيذية تنفيذها. ومن هنا وحده مجلس النواب، وبإرادته الحرة ودون تهديد من أحد وبعد نقاش مستفيض، يملك صلاحية التفسير أو التعديل أو الحذف أو الإضافة لبنود الدستور أو التعليق عليها. وليس كل عابر سبيل أو معمم أو ملتحٍ أو فقيه.
تعطي رأيك، أهلا وسهلا! وهذا من حقك في النظام الديمقراطي. تدلو بدلوك، على الرحب والسعة! فالديمقراطية صدرها واسع جداً ويتسع لكلِّ أنواع الدُلِيِّ.
أما أن تهددَ بزلزالك، وتتوعدَ برعدك، وتَتَمرجلَ بفجرك لفرض رأيك، فهذه كلها عنتريات صارت من وراء الشعب اللبناني، الذي شبع منها، وفذلكات لن ترهبه ولن تكسر إرادة أحراره، ولأنه أمرٌ مرفوضٌ الابتزاز السياسي بهذه الطريقة المافيوزية، والتي عواقبها سترتد على مفتعلها.
ففي حقل الدستور الحساس فقط نواب الشعب هم الأساس. وهم الأصل ولهم تعود الكلمة الفصل!
فأنتم يا شيخ نعيم من خلال مطالبتكم بالثلث المعطل في حكومة الرئيس السنيورة الشرعية الدستورية لم يكن هدفكم المعلن أبداً هذا الثلث الذي طلبتموه بعد أن طليتموه خداعا بشعاركم البراق حكومة وحد وطنية، وإنما هدفكم الأساسي المخفي والأدهى هو القضاء على النظام الديمقراطي البرلماني الحر من خلال الهيمنة الكاملة على الحكومة وعلى القرار اللبناني لمصلحة دويلة ولاية الفقيه ليصبح بالتالي لبنان ذنباً تابعاً للمحور الإيراني السوري الشمولي الذي أنتم جزءاً منه وتعترفون علنا بذلك وتفتخرون وأنت كنت يا شيخ نعيم قد قلت في إحدى خطبك "اننا نفتخر بكوننا حلفاء إيران الإسلام". فمبروك عليك هذا الحلف الذي تخلى عنك في حرب تموز ولم يشارك بطلقة واحدة على إسرائيل ولم تقم طائرة واحدة من آلاف طائراته الحربية بمواجهة طائرات العدو، بل قعد من البعيد يتفرج وطائراته غافية على المدرج ليعلن انتصاره الإلهي المبرمج.
عجباً يا شيخ وهل هناك إيران الإسلام وإيران المجوس؟
وأنتم يا شيخ نعيم من خلال مطالبتكم اليوم ومقارعتكم بنصاب الثلثين الوهمي في انتخاب رئيس للجمهورية، - هذا النصاب الذي لم يَسِنَّ به المشترع اللبناني نصاً في الدستور، وإنما هو بدعة كبدعة الثلث المعطل- تهدفون لتعطيل انتخاب رئيس لبناني حر وبحرية بل تريدون فرض رئيس ينقاد لمحوركم المذكور وإلا التهديد بالفراغ ليتسنى لكم تحقيق هدفكم المخفي والأدهى هو القضاء على النظام الديمقراطي بالهيمنة الكاملة على رئاسة الجمهورية وعلى القرار اللبناني الحر.
فرئيسكم الايراني محمود أحمدي نجاد عراكم من آخر وريقات التوت التي كنتم تتسترون بها، وفضح سياستكم الخفية، وكشف حقيقتكم عندما أعلن في جامعة طهران اخيرا "سقوط النظام الليبرالي في لبنان"
أقول لنجاد ومن والاه: من نصر الله إلى نعيم قاسم إلى محمد رعد إلى بشار بأن هذا النظام الديمقراطي اللبناني الحر الذي يتعرض ومنذ 40 سنة لأبشع أنواع المؤامرات، وأعقدها حبكاً، وأحطها قذارةً كمؤامرة "فتح الاسلام" المخابراتية السورية، ووصلت بهم البشاعة والخسة إلى اغتيال ممثليه الأحرار. هذا النظام استطاع الثبات رغم الزوابع العاتية والعواصف الهوجاء والزلازل المدمرة والأعاصير: بعناد شعبه الحي وحيويته وقدرته الجبارة على مواجهة الصعاب بالتأكيد بدعم الأشقاء المخلصين كالسعودية مثلا التي تتعرض اليوم لحملة مغرضة منحطة من قبل بعض الحمقاء المتضررين من انتصار النظام الديمقراطي الحر.
الظاهر أن انتخابات رئاسة الجمهورية قد سيطرت على مشاعرك وحواسِّكَ وأنْسَتْكَ الزوادة بالكامل وصارت: مهجةَ القلبِ وشهوةَ الروحِ ومنتهى المنى وأغلى الأماني، وحتى أغلى بكثير من هذا الشعب المعتر اللبناني. فكل يوم خطاب أقوى من الثاني، وكل يوم وعيدٌ بأوضح المعاني يتبعه تهديدٌ للأكثرية النيابية بالانصياع لإرادة السوري والإيراني، وإلا! وما أدراك ما إلا! فحزب الله أقوى من الدنيا كِلاَّ. والله يساعد الشعب اللبناني الذي يتحسر على ماضِ دولته السيدة المحترمة المستقلة الديمقراطية المُهابةِ العزيزة الجانب التي ازدهرت في الخمسينيات والستينيات حيث كان الرئيسُ يُصْنَعُ فقط في لبنان وبإرادة نوابه بحرية ودون تدخلات بشارية وقحة. ويتألم اللبناني الآن لهذا الوضع المفتعل بسبب سياسة مشايخ حزب الله الاستكبارية العجيبة الغريبة المتشنجة ويعاني.
فحَضرتُكَ شيخٌ معمم. نَحتَرمُكَ وعلى عينا وراسنا! وحضرَتُكَ فقيه بأمور الدين تفهم. نقبلُها وعلى عينا وراسنا! وحضرتُكَ من وَهْمٍ إلى آخر تتنقل، أي من وَهْمِ أن الحكومة هي حكومة فيلتمان، إلى وهم أن القواعد العسكرية الأمريكية قد زرعتها الأكثرية تحت جنح الظلام في طول وعرض لبنان.فهذه مشكلتك وتوهم كما يحلو لك أن تتوهم!
أم أن تتغاوى يوميا على الناس بالأمور السياسة وتتبختر، قالباً الأسود أبيض والبني أصفر، مهددا بخيارِ الخراب وإراقة الدم الأحمر، مشوهاً الحقائق، ولأبسط قواعِدَ الصدقِ تتنكر، وفوق هذا وذاك تتفقهنُ علينا ببنود الدستور وتتغندر وكأنك الجهْبَذُ الدستوريُّ الأكبر، وتهدد بلا كلل وتتوعد وعلى زعماء الوطن الكبار تتكبر. فهذه اسمح لنا بها!
فيا شيخ نعيم! الشرعية في أي نظام ديمقراطي كالنظام اللبناني لها أب يرعاها ويسودُها ويروِّضُها لخدمةِ الشعبِ ويرضى عنها ويسددُ خطاها كي لا تحيد عن الصراط الدستوري الوطني المستقيم، وليس التشريعُ هنا والخوضُ في غماره لكل من هب ودب. لأنه إذا حادت يا شيخنا العليم عن الدرب ينفرط العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، ونصبحُ لقماً سائغة في أفواه الآخرين. وربما هذا هو هدف حزبكم اللاهي بمصير الوطن لتحقيق امبراطوريةً في آخر هذا الزمن لأحفادِ الفرس الصفويين.
الأب هو مجلس النواب، المعبرُ الشرعي عن إرادة الشعب. ولهذا فهو يلقب بالسلطة التشريعية لأنه الأبُ الوحيدُ المؤهل لتشريع القوانين وسنِّها وعلى الحكومة أي السلطة التنفيذية تنفيذها. ومن هنا وحده مجلس النواب، وبإرادته الحرة ودون تهديد من أحد وبعد نقاش مستفيض، يملك صلاحية التفسير أو التعديل أو الحذف أو الإضافة لبنود الدستور أو التعليق عليها. وليس كل عابر سبيل أو معمم أو ملتحٍ أو فقيه.
تعطي رأيك، أهلا وسهلا! وهذا من حقك في النظام الديمقراطي. تدلو بدلوك، على الرحب والسعة! فالديمقراطية صدرها واسع جداً ويتسع لكلِّ أنواع الدُلِيِّ.
أما أن تهددَ بزلزالك، وتتوعدَ برعدك، وتَتَمرجلَ بفجرك لفرض رأيك، فهذه كلها عنتريات صارت من وراء الشعب اللبناني، الذي شبع منها، وفذلكات لن ترهبه ولن تكسر إرادة أحراره، ولأنه أمرٌ مرفوضٌ الابتزاز السياسي بهذه الطريقة المافيوزية، والتي عواقبها سترتد على مفتعلها.
ففي حقل الدستور الحساس فقط نواب الشعب هم الأساس. وهم الأصل ولهم تعود الكلمة الفصل!
فأنتم يا شيخ نعيم من خلال مطالبتكم بالثلث المعطل في حكومة الرئيس السنيورة الشرعية الدستورية لم يكن هدفكم المعلن أبداً هذا الثلث الذي طلبتموه بعد أن طليتموه خداعا بشعاركم البراق حكومة وحد وطنية، وإنما هدفكم الأساسي المخفي والأدهى هو القضاء على النظام الديمقراطي البرلماني الحر من خلال الهيمنة الكاملة على الحكومة وعلى القرار اللبناني لمصلحة دويلة ولاية الفقيه ليصبح بالتالي لبنان ذنباً تابعاً للمحور الإيراني السوري الشمولي الذي أنتم جزءاً منه وتعترفون علنا بذلك وتفتخرون وأنت كنت يا شيخ نعيم قد قلت في إحدى خطبك "اننا نفتخر بكوننا حلفاء إيران الإسلام". فمبروك عليك هذا الحلف الذي تخلى عنك في حرب تموز ولم يشارك بطلقة واحدة على إسرائيل ولم تقم طائرة واحدة من آلاف طائراته الحربية بمواجهة طائرات العدو، بل قعد من البعيد يتفرج وطائراته غافية على المدرج ليعلن انتصاره الإلهي المبرمج.
عجباً يا شيخ وهل هناك إيران الإسلام وإيران المجوس؟
وأنتم يا شيخ نعيم من خلال مطالبتكم اليوم ومقارعتكم بنصاب الثلثين الوهمي في انتخاب رئيس للجمهورية، - هذا النصاب الذي لم يَسِنَّ به المشترع اللبناني نصاً في الدستور، وإنما هو بدعة كبدعة الثلث المعطل- تهدفون لتعطيل انتخاب رئيس لبناني حر وبحرية بل تريدون فرض رئيس ينقاد لمحوركم المذكور وإلا التهديد بالفراغ ليتسنى لكم تحقيق هدفكم المخفي والأدهى هو القضاء على النظام الديمقراطي بالهيمنة الكاملة على رئاسة الجمهورية وعلى القرار اللبناني الحر.
فرئيسكم الايراني محمود أحمدي نجاد عراكم من آخر وريقات التوت التي كنتم تتسترون بها، وفضح سياستكم الخفية، وكشف حقيقتكم عندما أعلن في جامعة طهران اخيرا "سقوط النظام الليبرالي في لبنان"
أقول لنجاد ومن والاه: من نصر الله إلى نعيم قاسم إلى محمد رعد إلى بشار بأن هذا النظام الديمقراطي اللبناني الحر الذي يتعرض ومنذ 40 سنة لأبشع أنواع المؤامرات، وأعقدها حبكاً، وأحطها قذارةً كمؤامرة "فتح الاسلام" المخابراتية السورية، ووصلت بهم البشاعة والخسة إلى اغتيال ممثليه الأحرار. هذا النظام استطاع الثبات رغم الزوابع العاتية والعواصف الهوجاء والزلازل المدمرة والأعاصير: بعناد شعبه الحي وحيويته وقدرته الجبارة على مواجهة الصعاب بالتأكيد بدعم الأشقاء المخلصين كالسعودية مثلا التي تتعرض اليوم لحملة مغرضة منحطة من قبل بعض الحمقاء المتضررين من انتصار النظام الديمقراطي الحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق