أسامه طلفاح
خرج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من خلاله خطابه الذي ألقاه بمناسبة يوم القدس للتضامن مع الفلسطينيين بكلماتٍ تعهد من خلالها مواصلة المقاومة لتحرير كامل أرض فلسطين ، و هذه ليست المرة الأولى التي يخرج بها أحمدي نجاد بمثل هذه التصريحات غير المسؤولة ذات العنتريات و الشعارات التي لا تأتي دفاعاً عن قضايا هذه الأمة.
و إنما تأتي عواقبها و نتائجها السلبية على فلسطين و باقي الأمة العربية التي تتحمل عبء خطابات أحمدي نجاد و الكثير من المسؤولين الآخرين ، الذين يجيدون لعبة "شد الحبل" لأجل مصالحهم و لأجل سياستهم التي يحاولون التكتيم و التعتيم عليها ، و إلهاء الآخر عن الكثير من الأعمال التي يقومون بها .
فأصبحت فلسطين و لبنان وسوريا و باقي الأمة العربية ذريعة لخطابات أحمدي نجاد و غيره ، لتسليط الضوء بشكل أكبر على مثل هذه التصريحات المبطنّة التي تأتي في كلٍ مرة بزمنٍ محكم للغاية ، فالسياسة الإيرانية بلا شك سياسة دولة كبرى و عظمى ، مثلها مثل سياسات الدول الأوروبية و سياسات الدول الاستعمارية ، التي تظهر شيئاً و تخفي أشياءً أخرى بالمقابل ، و لا تعطي شيئاً بدون مقابل .
إذا أراد أحمدي نجاد فعلاً و إيران محاولة اكتساب عطف الجانب العربي لأجل برنامجها النووي ، و لأجل ما يدور في العالم بشأنها اليوم ، فليترك هو و حرسه الثوري و عملائه العراق ، وليعمل على ترطيب الجو الداخلي في العراق من خلال فضّ ما يسمى النزاع الطائفي الموجود الآن في العراق و الذي بلا شكّ أن إيران كما أمريكا لها الدور الأكبر في تأجيجه و إشعاله.
لماذا يدافع أحمدي نجاد اليوم عن فلسطين كأرض مغتصبة و محتلة من قبل إسرائيل و يتناسى طنب الصغرى و الكبرى و أبو موسى التي تحتلها إيران منذ زمنٍ بعيد؟ و لماذا لا تعيد إيران أرض الأحواز العربية التي تغتصبها منذ عقودٍ طالت.
لأن استعمارها لهذه الأراضي العربية هو استعمار بشع كله قتل و دمار و تنكيل و تعذيب .لسنا ضد إيران أو أحمدي نجاد ، أو ضد تطور و تقدم إيران من الجانب العسكري أو ضد برنامجها النووي ، و لكننا ضد التصريحات و الخطابات و الشعارات التي لا تسمن و لا تغني من جوع، التي لا تختلف بها إيران كدولة مستعمرة للكثير من الأراضي العربية عن أمريكا و احتلالها العسكري و السياسي و الفكري و الثقافي للكثير من الدول العربية و الإسلامية و لا تختلف البتة أيضاً عن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين العربية.
لا تختلف تصريحات نجاد في كلّ مرة عن تصريحات بوش حول تحرير العراق ، مما أعاد العراق آلاف السنين إلى الوراء ، فـ كفانا لعباً على وتر الفلسطينيين بالكلام المبطّن ، و الفعل هو دمارٌ لفلسطين ليس إلا.لن تحرر فلسطين بأي كلماتٍ غير مسؤولة من قبل أشخاصٍ مستعمرين أصلاً و لسنا بحاجة لمثل هذه الكلمات بتاتاً.
_______
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق