راسم عبيدات
من ذاكرة الأسر
أكاليل عز وغار
... ..... عند الحديث عن القائدين المناضلين محمد زياده أبو منصور والملقب "بالمنص"، ومخلص برغال من مدينة اللد المحتلة عام 1948، فإنه لا يسعك إلا أن تقف أمامهما، وقفة عز وإفتخار وإحترام وتقدير، فهما يختزنان من المعنويات والطاقات والشحنات الثورية والقناعات النضالية وصدقية الإنتماء، ما يوزع على كل الأسرى المناضلين، وخصوصاً أن هذان الأسيران القائدان، من مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 ، فهما يحملان وهم وأسرى شعبنا 1948، هموم وأعباء إضافية ، حيث الإحتلال يستثنيهم من أية صفقات إفراج، والسلطة تنازلت طوعاً عن حقها بالتكلم باسمهم، وفي الفترة التي أعتقلا فيها قبل أكثر من عشرين عام ، كان المنتمين لفصائل العمل الوطني الفلسطيني لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وهم بحق قادة ورواد للعمل الوطني والقومي في مدينة اللد، وخاضوا معارك عز وفخار متعددة الأشكال ضد تهويد المدينة وأسرلة سكانها، كما كانا دعاة ومحرضين لنشر الوعي الوطني والقومي والفكر التقدمي بين أبناء مدينة اللد، وفي المدن والبلدات العربية المجاورة، وكانوا من المبادرين لتأسيس اللجان الطلابية والإطار النسوي التقدمي في مدينة اللد، كما انهم شنوا حملة شعواء على الذين يحاولون إسقاط مدينة اللد في براثين وقبضة تجار المخدرات وناشري الفسق والرذيلة، وبمعنى آخر تجهيل السكان العرب، وإغراقهم في دوامة الصراعات العشائرية والقبلية والجهوية، وتدمير وهتك النسيج المجتمعي، وإفراغ السكان العرب من أي محتوى وطني وقومين، وبشر من هذا الطراز ومن هذه النوعية، يدرك الإحتلال انهم يشكلون مخاطر جدية على أهدافه ومراميه ومقاصده، بالإضافة إلى ما أخذنا بعين الإعتبار النظرة الإسرائيلية إلى أبناء شعبنا في الثمانية وأربعين، أنهم سرطان يجب إجتثاثه وإقتلاعه، وأنهم قنبلة ديمغرافية يجب التخلص منها بالطرق المشروعة وغير المشروعة، حيث نلحظ في هذه المرحلة والتي يتزايد ويتنامى فيها الحس والوعي القومي والوطني عند أهلنا في 1948 ، وتتصاعد الهجمة الإسرائيلية بشكل غير مسبوق عليهم، وما جرى مع النائب عزمي بشارة، وما يجري بحق قادة الحركة الوطنية والإسلامية وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح، يندرج في هذا الإطار والسياق، وأبو منصور ومخلص برغال، بالحتم نظراً لمواقفهما ورؤيتهما سيكونان ضمن الإستهداف لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي، وبالمناسبة فإنه باعتقالهما وحكمهما الرادع والقاسي جداً، حيث حكما بالسجن المؤبد، لمجرد إلقائهما قنبلة يدوية على باص للجيش لم تنفجر، فالإحتلال أراد من خلال هذا الحكم القاسي ، أن يوجه رسالة إلى كل أبناء شعبنا في 1948 ،أن من يلتحق منهم بفصائل العمل الوطني الفلسطيني ، فإن ما ينتظره ليس الحكم القاسي ، بل أنه سيتعرض لسلسلة من الإجراءات العقابية على المستوي الشخصي والأسري، تطال سحب ما يسمى بالجنسية، وهدم البيت وملاحقة الأسرة والعائلة والتضيق عليهم في في القضايا المعيشية والخدماتية وحرية السفر والتنقل وغيرها .
وللحقيقة يا أخوان لا أظن أي من قادة وكادرات الحركة الأسيرة وإدارات السجون لا يعرفون أبو منصور ومخلص برغال، وأبو منصور الذي تجاوز عقد الخمسينات، والذي تعرفت علية في سجن شطة في عام 2001 ، وأعدت الألتقاء به مرحلاً في سجن عسقلان عام 2006، فعدا عن صلابته البنيوية، فهو صلب المواقف والمبادىء، رغم أن رطوبة السجن والأمراض قد فتكت بجسمه، حيث يعاني من السكري، والشيء الذي يعرف عن أبو منصور، انه دائم الطبخ تحت شعار السكري، فهو يقول يا إخوان أنا أطبخ الشوربات، وفي الشوربات يجيز لنفسه كل شيْ، وبعد ذلك تراه يشرب الكولا "الدايت" ، وأبو منصور لايغادر جدران الغرفة أو يبرحها إلا للضرورة القصوى، أو لشق عصا ترحاله لسجن آخر، وأبو منصور كأن بينه وبين الترحال "وبوسطة" السجن عشق أبدي ،فرغم أن المعتقلين أكثر ما يكرهون هو السيارة الزنزانة "البوسطة"، عدا عن أن كل العنصرية والفاشية تتجمع في طاقمها، ويكبل المعتقلين فيها بأيدهم وأرجلهم، بالإضافة لإفتقارها لأدنى شروط نقل البشر، حيث تبدو كالقبر، وهي مخصصة لتكمل دورة التعذيب، وأبومنصور هذا صاحبنا مستشار قضائي وقانوني لكل أبناء الحركة الأسيرة،وكذلك لحقوق الأسرى،فكل من يريد من الأسرى أن يرفع شكوى على إدارة السجن مثل إدخال وإخراج أشياء قانونية للأسرى ترفضها إدارة السجن أو تماطل بها ،يتوجه "للمنص" والذي يصيغ له دعوى يعجز عن صياغتها أي محامي مختص ،"فالمنص" أصبح خبيراً في قوانين السجون، ومن يريد ان يرفع شكوى على إدارة السجن للإنتقال من سجن لآخر "فالمنص" جاهز، "والمنص" عندما يجد من لا يرفع شكوى من المعتقلين ،يبدا برفع شكاوي في القضايا العامة ،مثل النقص في كمية الأكل ونوعيته ،أو النقص في مواد التنظيف وغيرها، وهكذا ترى "المنص" مساءاً في سجن وصباح في سجن آخر،حتى ان أسرته أصبحت لا تتمكن من زيارته أكثر من مرة في الستة شهور،فأبو منصور إما مرحلاً من معتقل لآخر أو معزولاً، وأبو منصور هذا يحتفظ بروح شباب دائمة، فرغم كل الذي حصل وما جلبه أوسلو من دمار على الحركة الأسيرة، وما قامت به إدارات السجون من قمع وعزل لمعتقلي 1948 ،ووضعهم في أقسام وسجون خاصة إلا أنه بقي متجذراً في إنتماءه ومبادئه وقناعاته، أكثر من أي شبل ، وأسرة "المنص" أسرة عريقة في النضال، حيث أنها بإعتقال "المنص" لأكثر من عام لم تجد بيتاً تأوي إليه .
أما رفيق دربه مخلص برغال ، فقد رافقته من "معبار" سجن الرملة ، حيث كنت مرحلاً من سجن نفحة الصحراوي عام 2002 إلى سجن شطة في شمال فلسطين ، وكان هو عائد لسجن شطة من رحلة علاج في مستشفى سجن الرملة، ومخلص هذا يبدو أنه إسم على مسمى، فهو مخلص لشعبه ولحركته الأسيرة ، وهو أبرز عناوينها النضالية، والحركة الأسيرة جيداً، وهو الذي كان يتعرض لعقوبات إدارات السجون وقمعها من حرمان للدراسة في الجامعة إلى العزل والنقل القسري، ولعل كل أبناء الحركة الأسيرة في كل المعتقلات، يتذكرون الموقف المشرف للأسير القائد مخلص برغال، عندما هاجمتهم القوات الخاصة في غرفة 13 في سجن عسقلان في عام 2000 ، في ذروة هجومها على الحركة الأسيرة لكسر شوكتها وإذلالها وسحب كل المنجزات والمكتسبات لها، حيث أن القوة المهاجمة المدججة بالهروات والدروع ومدافع الغاز والرصاص المطاطي، عبثاً كانت تحول إقتحام الغرفة، حيث أن مخلص وكوكبة من الأسرى المناضلين ، تصدت لهم بكل ما وقع تحت أيديها من معلبات وأدوات تنظيف، ويومها أصيب المناضل مخلص بكسر في فكه والمناضل عماد عصفور المريض بالقلب بحالة إختناق شديد كادت تودي بحياته، وهذه شهادة للتاريخ لهذا المناضل الذي لم يخذل أبناء حركته الأسيرة أبداً، والذي لم يدفع الثمن على الصعيد الشخصي، بل والأسري والعائلي كذلك، والتي كانت تلحق به من سجن لآخر من أقصى شمال فلسطين إلى أقصى جنوبها للزيارة، ومخلص هذا المناضل حاد المزاج ويقلبها ثورة لأتفه الأسباب، ومخلص من المناضلين الأقحاح الذين يتصدوا للإدارات السجون والتي حاولت شق وحدة الصف الوطني والإسلامي الإعتقالية، ليس فقط عندما عزلت أسرى 48 في أقسام وسجون خاصة، بل عندما حاولت من خلال بعض مرضى النفوس، أن توصلهم رسالة ،بأنه إذا ما تخوا عن تنظيماتهم، فإنها ستمنحهم تسهيلات وإمتيازات، ومخلص والأغلبية الساحقة من الأسرى قالوا لا قاطعة لمثل هذه الألاعيب والتخرصات.
ويبقى أبو منصور والبرغال رموزاً وقادة للحركة الأسيرة، وهم واثقون أنه رغم كل السنوات العجاف التي مرت بها الحركة الأسيرة ،فإن الشرفاء والمخلصون من أبناء شعبنا الفلسطيني والأمة العربية أمثال الشيخ حسن نصر الله، لن يخذلوا هؤلاء المناضلين الذين قدموا واجبهم ودورهم الوطني، ليس دفاعاً عن فلسطين فقط، بل دفاعااً عن شرف الأمة جمعاء، فهل من مجيب ؟ .
القدس- فلسطين
أكاليل عز وغار
... ..... عند الحديث عن القائدين المناضلين محمد زياده أبو منصور والملقب "بالمنص"، ومخلص برغال من مدينة اللد المحتلة عام 1948، فإنه لا يسعك إلا أن تقف أمامهما، وقفة عز وإفتخار وإحترام وتقدير، فهما يختزنان من المعنويات والطاقات والشحنات الثورية والقناعات النضالية وصدقية الإنتماء، ما يوزع على كل الأسرى المناضلين، وخصوصاً أن هذان الأسيران القائدان، من مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 ، فهما يحملان وهم وأسرى شعبنا 1948، هموم وأعباء إضافية ، حيث الإحتلال يستثنيهم من أية صفقات إفراج، والسلطة تنازلت طوعاً عن حقها بالتكلم باسمهم، وفي الفترة التي أعتقلا فيها قبل أكثر من عشرين عام ، كان المنتمين لفصائل العمل الوطني الفلسطيني لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وهم بحق قادة ورواد للعمل الوطني والقومي في مدينة اللد، وخاضوا معارك عز وفخار متعددة الأشكال ضد تهويد المدينة وأسرلة سكانها، كما كانا دعاة ومحرضين لنشر الوعي الوطني والقومي والفكر التقدمي بين أبناء مدينة اللد، وفي المدن والبلدات العربية المجاورة، وكانوا من المبادرين لتأسيس اللجان الطلابية والإطار النسوي التقدمي في مدينة اللد، كما انهم شنوا حملة شعواء على الذين يحاولون إسقاط مدينة اللد في براثين وقبضة تجار المخدرات وناشري الفسق والرذيلة، وبمعنى آخر تجهيل السكان العرب، وإغراقهم في دوامة الصراعات العشائرية والقبلية والجهوية، وتدمير وهتك النسيج المجتمعي، وإفراغ السكان العرب من أي محتوى وطني وقومين، وبشر من هذا الطراز ومن هذه النوعية، يدرك الإحتلال انهم يشكلون مخاطر جدية على أهدافه ومراميه ومقاصده، بالإضافة إلى ما أخذنا بعين الإعتبار النظرة الإسرائيلية إلى أبناء شعبنا في الثمانية وأربعين، أنهم سرطان يجب إجتثاثه وإقتلاعه، وأنهم قنبلة ديمغرافية يجب التخلص منها بالطرق المشروعة وغير المشروعة، حيث نلحظ في هذه المرحلة والتي يتزايد ويتنامى فيها الحس والوعي القومي والوطني عند أهلنا في 1948 ، وتتصاعد الهجمة الإسرائيلية بشكل غير مسبوق عليهم، وما جرى مع النائب عزمي بشارة، وما يجري بحق قادة الحركة الوطنية والإسلامية وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح، يندرج في هذا الإطار والسياق، وأبو منصور ومخلص برغال، بالحتم نظراً لمواقفهما ورؤيتهما سيكونان ضمن الإستهداف لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي، وبالمناسبة فإنه باعتقالهما وحكمهما الرادع والقاسي جداً، حيث حكما بالسجن المؤبد، لمجرد إلقائهما قنبلة يدوية على باص للجيش لم تنفجر، فالإحتلال أراد من خلال هذا الحكم القاسي ، أن يوجه رسالة إلى كل أبناء شعبنا في 1948 ،أن من يلتحق منهم بفصائل العمل الوطني الفلسطيني ، فإن ما ينتظره ليس الحكم القاسي ، بل أنه سيتعرض لسلسلة من الإجراءات العقابية على المستوي الشخصي والأسري، تطال سحب ما يسمى بالجنسية، وهدم البيت وملاحقة الأسرة والعائلة والتضيق عليهم في في القضايا المعيشية والخدماتية وحرية السفر والتنقل وغيرها .
وللحقيقة يا أخوان لا أظن أي من قادة وكادرات الحركة الأسيرة وإدارات السجون لا يعرفون أبو منصور ومخلص برغال، وأبو منصور الذي تجاوز عقد الخمسينات، والذي تعرفت علية في سجن شطة في عام 2001 ، وأعدت الألتقاء به مرحلاً في سجن عسقلان عام 2006، فعدا عن صلابته البنيوية، فهو صلب المواقف والمبادىء، رغم أن رطوبة السجن والأمراض قد فتكت بجسمه، حيث يعاني من السكري، والشيء الذي يعرف عن أبو منصور، انه دائم الطبخ تحت شعار السكري، فهو يقول يا إخوان أنا أطبخ الشوربات، وفي الشوربات يجيز لنفسه كل شيْ، وبعد ذلك تراه يشرب الكولا "الدايت" ، وأبو منصور لايغادر جدران الغرفة أو يبرحها إلا للضرورة القصوى، أو لشق عصا ترحاله لسجن آخر، وأبو منصور كأن بينه وبين الترحال "وبوسطة" السجن عشق أبدي ،فرغم أن المعتقلين أكثر ما يكرهون هو السيارة الزنزانة "البوسطة"، عدا عن أن كل العنصرية والفاشية تتجمع في طاقمها، ويكبل المعتقلين فيها بأيدهم وأرجلهم، بالإضافة لإفتقارها لأدنى شروط نقل البشر، حيث تبدو كالقبر، وهي مخصصة لتكمل دورة التعذيب، وأبومنصور هذا صاحبنا مستشار قضائي وقانوني لكل أبناء الحركة الأسيرة،وكذلك لحقوق الأسرى،فكل من يريد من الأسرى أن يرفع شكوى على إدارة السجن مثل إدخال وإخراج أشياء قانونية للأسرى ترفضها إدارة السجن أو تماطل بها ،يتوجه "للمنص" والذي يصيغ له دعوى يعجز عن صياغتها أي محامي مختص ،"فالمنص" أصبح خبيراً في قوانين السجون، ومن يريد ان يرفع شكوى على إدارة السجن للإنتقال من سجن لآخر "فالمنص" جاهز، "والمنص" عندما يجد من لا يرفع شكوى من المعتقلين ،يبدا برفع شكاوي في القضايا العامة ،مثل النقص في كمية الأكل ونوعيته ،أو النقص في مواد التنظيف وغيرها، وهكذا ترى "المنص" مساءاً في سجن وصباح في سجن آخر،حتى ان أسرته أصبحت لا تتمكن من زيارته أكثر من مرة في الستة شهور،فأبو منصور إما مرحلاً من معتقل لآخر أو معزولاً، وأبو منصور هذا يحتفظ بروح شباب دائمة، فرغم كل الذي حصل وما جلبه أوسلو من دمار على الحركة الأسيرة، وما قامت به إدارات السجون من قمع وعزل لمعتقلي 1948 ،ووضعهم في أقسام وسجون خاصة إلا أنه بقي متجذراً في إنتماءه ومبادئه وقناعاته، أكثر من أي شبل ، وأسرة "المنص" أسرة عريقة في النضال، حيث أنها بإعتقال "المنص" لأكثر من عام لم تجد بيتاً تأوي إليه .
أما رفيق دربه مخلص برغال ، فقد رافقته من "معبار" سجن الرملة ، حيث كنت مرحلاً من سجن نفحة الصحراوي عام 2002 إلى سجن شطة في شمال فلسطين ، وكان هو عائد لسجن شطة من رحلة علاج في مستشفى سجن الرملة، ومخلص هذا يبدو أنه إسم على مسمى، فهو مخلص لشعبه ولحركته الأسيرة ، وهو أبرز عناوينها النضالية، والحركة الأسيرة جيداً، وهو الذي كان يتعرض لعقوبات إدارات السجون وقمعها من حرمان للدراسة في الجامعة إلى العزل والنقل القسري، ولعل كل أبناء الحركة الأسيرة في كل المعتقلات، يتذكرون الموقف المشرف للأسير القائد مخلص برغال، عندما هاجمتهم القوات الخاصة في غرفة 13 في سجن عسقلان في عام 2000 ، في ذروة هجومها على الحركة الأسيرة لكسر شوكتها وإذلالها وسحب كل المنجزات والمكتسبات لها، حيث أن القوة المهاجمة المدججة بالهروات والدروع ومدافع الغاز والرصاص المطاطي، عبثاً كانت تحول إقتحام الغرفة، حيث أن مخلص وكوكبة من الأسرى المناضلين ، تصدت لهم بكل ما وقع تحت أيديها من معلبات وأدوات تنظيف، ويومها أصيب المناضل مخلص بكسر في فكه والمناضل عماد عصفور المريض بالقلب بحالة إختناق شديد كادت تودي بحياته، وهذه شهادة للتاريخ لهذا المناضل الذي لم يخذل أبناء حركته الأسيرة أبداً، والذي لم يدفع الثمن على الصعيد الشخصي، بل والأسري والعائلي كذلك، والتي كانت تلحق به من سجن لآخر من أقصى شمال فلسطين إلى أقصى جنوبها للزيارة، ومخلص هذا المناضل حاد المزاج ويقلبها ثورة لأتفه الأسباب، ومخلص من المناضلين الأقحاح الذين يتصدوا للإدارات السجون والتي حاولت شق وحدة الصف الوطني والإسلامي الإعتقالية، ليس فقط عندما عزلت أسرى 48 في أقسام وسجون خاصة، بل عندما حاولت من خلال بعض مرضى النفوس، أن توصلهم رسالة ،بأنه إذا ما تخوا عن تنظيماتهم، فإنها ستمنحهم تسهيلات وإمتيازات، ومخلص والأغلبية الساحقة من الأسرى قالوا لا قاطعة لمثل هذه الألاعيب والتخرصات.
ويبقى أبو منصور والبرغال رموزاً وقادة للحركة الأسيرة، وهم واثقون أنه رغم كل السنوات العجاف التي مرت بها الحركة الأسيرة ،فإن الشرفاء والمخلصون من أبناء شعبنا الفلسطيني والأمة العربية أمثال الشيخ حسن نصر الله، لن يخذلوا هؤلاء المناضلين الذين قدموا واجبهم ودورهم الوطني، ليس دفاعاً عن فلسطين فقط، بل دفاعااً عن شرف الأمة جمعاء، فهل من مجيب ؟ .
القدس- فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق