سعيد علم الدين
متابعةً لما كنا قد بدأناه في الجزء الأول من هذا المقال يتأكد يوما بعد يوم وبوضوح تام بأن ما يحيكه الصهاينة الجدد من مؤامرات خبيثة باطنية يبطنونها تحت ما يسمونه مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة، يسببون من خلالها دون أدنى تأثير على الأمريكيين أعظم المآسي للعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين والأمة بأكملها.
حتى أن شاكر العبسي شرَّع احتلاله ومن ثم دماره لمخيم البارد ونكبة الشمال اللبناني بحجة محاربة المشروع الأمريكي. هذا يلتقي دون شك مع اتهامات حسن نصر الله الواهية لحكومة السنيورة الدستورية بأنها حكومة السفير الأمريكي. أي أن نصر الله وجماعة 8 آذار ومن ورائهم خامنئي وبشار باتهامهم للحكومة وقوى الأكثرية بأنهم أمريكان مهدوا الطريق سياسيا لمؤامرة دمار البارد وأعطوا شاكر العبسي الذخيرة الفكرية النشطة معبأة بالتهمة الكاذبة ليحرق بها لبنان.
الحقيقة قالها ممثل منظمة التحرير السيد عباس زكي وهي " الجريمة التي ارتكبوها تحت مؤامرة "فتح الاسلام" في نهر البارد كانت تهدف لحرق لبنان". الذين يقصدهم السيد زكي هم الصهاينة الجدد الذين يهددون الاستقرار في المنطقة العربية بأكملها ويعيدوننا دون جدوى الى المربع الأول في الصراع العربي الإسرائيلي الذي دفعنا ثمن الخروج منه مئات الآلاف من الشهداء والتضحيات الجسام والهزائم التاريخية النكراء. وبالأخص لبنان الصغير الذي ما زال منكوبا منذ عشرات السنين بسلسلة من الحروب بسبب تجار تحرير القدس وفلسطين على حسابه وحساب استقراره وقيام دولته السيدة المستقلة.
وإذا كان النظام السوري يردد على لسان رئيسه بأن السلام خيار سوريا الاستراتيجي، فلماذا نشر كل هذا الخراب في المنطقة؟ هل هو خوفا من المحكمة الدولية؟ ام هو خوفا من نجاح الديمقراطية؟
الصهاينة الجدد يعملون عن سابق تصور وتصميم أو بغباء منقطع النظير وقصر نظر ليس له في تاريخ البشرية مثيل على تحقيق طموحات الصهاينة العتق بدولة كبرى لإسرائيل تمتد من الفرات إلى النيل.
وما يجمع هنا بين الصهاينة العتق والجدد، أن العتق أحرقوا لبنان في حرب تموز وزرعوا جنوبه بملايين القنابل العنقودية المجرمة بعد الذريعة التي قدمها لهم حزب الله بعملية الخطف لجنودهم، أما الجدد فإنهم ومن دون ذريعة وبحقد ما بعده حقد تابعوا بخبث حرق لبنان وتفجير الأبرياء واغتيال النواب وإرسال المجرمين من سجونهم ليعيثوا في لبنان قتلا ودماراً.
مشكلة الصهاينة الجدد الكبرى اليوم هي ليست مع الصهاينة العتق، وانما مع لبنان الديمقراطي والعراق الديمقراطي وفلسطين الديمقراطية، وبالتالي مع المثقف العربي الديمقراطي السيد الحر الواعي المستنير، ومن هنا تأتي هذه الهجمة الإرهابية الشرسة عليه في سوريا سجنا واعتقالا وفي لبنان تفجيرا واغتيلا وفي العراق تفخيخا ودماراً وفي فلسطين انقساما ووبالاً.
لماذا؟ لأنه أقض مضاجعهم بكشف حقيقة أنظمتهم الاستبدادية الفئوية الفاشية المخابراتية الدموية، وأقلق راحتهم بفضح شعاراتهم المزيفة الكاذبة ومطالبته بحقوق الإنسان المبدئية.
للتذكير المثقف الأمريكي من خلال الصحافة أو الإعلام تركيزه الأساسي في انتقاده يصب على رأس الإدارة الأمريكية. وخفايا سجن أبو غريب كشفها الإعلام الأمريكي وليس العراقي.
ومن هنا نحن بحاجة ماسة لصحافة عربية حرة ومثقف جريء يدافع عن قناعاته ويطرح أفكاره دون خوف من سجن أو عقاب أو قتل شرير وإرهاب.
فالمثقف الحر يجب أن يعبر عن قناعاته وأفكارهم عكس الوزيرة السورية بثينة شعبان التي تحولت إلى اسطوانة مملة من كثرة التكرار فيما تكتب وتقول. الأفضل لها أن تسكت وتحترم العقول. وأكثر ما أضحكني عندما اعتبرت في ردها على السفير الأمريكي فيلتمان: أن النائب ميشال عون من أحرار العرب.
عجبا وهو يلهث على آخر نفس كالمعتوه وراء الكرسي وعلى حساب دماء الشهداء والضحايا الأبرياء والمبادئ وكرامة الوطن!
عجبا وهو يعطي يوميا من خلال تصاريحه التهديدية وتصرفاته العنترية وتدريبات عناصره المليشياوية أبشع صورة عن السياسي اللبناني ويريد أن يصبح بالبلطجية رئيس للجمهورية!
ولا عجب أن تعتبره الست شعبان من أحرار العرب فالطيور على أشكالها تقع من بشار الى نصر الله إلى فتحي يكن الى عون وارسلان ووئام وهاب.
ربما كان عون حرا عندما كان في المنفى الباريسي يطالب بحرية لبنان ويدافع عن السيادة والاستقلال، أما الآن بعد أن عاد فقد ظهر على حقيقته مكبلا بصفقة مادية غير شريفة ووعد برئاسة أفقده الصواب.
بالنسبة للصهاينة الجدد فإننا ككتبة ومفكرين عندما نفكر ونكتب، ونُعري ونفضح، ونحلل ونشرح، في نظرهم كمن يرتكب الجرائم، أما المجرم الحقيقي الذي استباح شقيقه الكويت اجتياحاً وقمع شعبه في العراق استبداداً، وأوصل سورية إلى العزلة استخفافا، وعاث بلبنان إجراما، ويتابع اغتياله البربري لكبار قادتها، فيجب أن نسكت على إجرامه بل ونهلل له ونطبل وندافع عنه لكي يتابع طغيانه في قتل روح الأمة العربية.
إن خطورة الصهاينة الجدد على الأمة العربية لا بد من فضحه مواجهته بالكلمة الحرة. نحن هنا لسنا هواة اتهامات ولا نرميها جزافا على الأشقاء، ولا نعبثُ بالكلمات، ولكن دماء شهداء الاغتيالات، البريئة السائلة بيد الخونة الجبناء، تفجيرا وتدميرا على الطرقات، تفرضُ علينا البحث والتحليل والتقصي وجمع الملاحظات، للتعبير بصدق عن ما لدينا من قناعات، وقول الحقيقة بجرأة ودون خوف، ووضع النقاط على الحروف، حتى ولو قادت إلى الشهادةِ والموت على يد متربصٍ مجرمٍ معروف؟
من الملفت للنظر أن شهداء لبنان الأحرار، شعلة الحرية في هذا الشرق المنكوب بالاستعباد، يستقبلون الموت بصدور عارية وأرواحٍ تواقة إلى العلى، يواجهون القدر بشجاعة الأبطال، يتَحَدُّون ومن دون خوف القتلة الأنذال، رغم أنهم مهددون ويعرفون أن العدو محترف غدار ومتربص بهم في أي لحظة ومعه أدواته وعيونه المبثوثة في كل مكان، وعدته الكاملة ومربعاته ومحمياته الخارجة عن سلطة الدولة.
نرى على الجانب الآخر كبار مجاهدي الأمة، أبطالها الصناديد، أصحاب الانتصارات الوهمية والحروب العبثية ورؤساء الزمن الحالي الصهاينة الجدد الأوغاد أبطال الظهور البالي على الشاشات وهم يختبئون في مغارة أو خيمة أو ثياب إمرأة أو في الأنفاق أذلاء تحت سابع أرض خوفا من الموت، وجوههم مناظر مخزية وهم يرتعبون أمام القدر، ويفرون من وجه العدالة كشاكر العبسي جبنا أشبه بالأرانب عندما تشعر بالخطر. إنهم يرسلون المغرر بهم إلى الموت بالأحزمة الناسفة، ويتشبثون بماديات الحياة إلى حد أنها سيطرت على مشاعرهم فنسوا الآخرة وما ينتظرهم من حساب وتحولوا إلى تماسيح غليظة الجلود لا تشعر بما ترتكبه من قتلٍ وإرهاب.
حتى أن شاكر العبسي شرَّع احتلاله ومن ثم دماره لمخيم البارد ونكبة الشمال اللبناني بحجة محاربة المشروع الأمريكي. هذا يلتقي دون شك مع اتهامات حسن نصر الله الواهية لحكومة السنيورة الدستورية بأنها حكومة السفير الأمريكي. أي أن نصر الله وجماعة 8 آذار ومن ورائهم خامنئي وبشار باتهامهم للحكومة وقوى الأكثرية بأنهم أمريكان مهدوا الطريق سياسيا لمؤامرة دمار البارد وأعطوا شاكر العبسي الذخيرة الفكرية النشطة معبأة بالتهمة الكاذبة ليحرق بها لبنان.
الحقيقة قالها ممثل منظمة التحرير السيد عباس زكي وهي " الجريمة التي ارتكبوها تحت مؤامرة "فتح الاسلام" في نهر البارد كانت تهدف لحرق لبنان". الذين يقصدهم السيد زكي هم الصهاينة الجدد الذين يهددون الاستقرار في المنطقة العربية بأكملها ويعيدوننا دون جدوى الى المربع الأول في الصراع العربي الإسرائيلي الذي دفعنا ثمن الخروج منه مئات الآلاف من الشهداء والتضحيات الجسام والهزائم التاريخية النكراء. وبالأخص لبنان الصغير الذي ما زال منكوبا منذ عشرات السنين بسلسلة من الحروب بسبب تجار تحرير القدس وفلسطين على حسابه وحساب استقراره وقيام دولته السيدة المستقلة.
وإذا كان النظام السوري يردد على لسان رئيسه بأن السلام خيار سوريا الاستراتيجي، فلماذا نشر كل هذا الخراب في المنطقة؟ هل هو خوفا من المحكمة الدولية؟ ام هو خوفا من نجاح الديمقراطية؟
الصهاينة الجدد يعملون عن سابق تصور وتصميم أو بغباء منقطع النظير وقصر نظر ليس له في تاريخ البشرية مثيل على تحقيق طموحات الصهاينة العتق بدولة كبرى لإسرائيل تمتد من الفرات إلى النيل.
وما يجمع هنا بين الصهاينة العتق والجدد، أن العتق أحرقوا لبنان في حرب تموز وزرعوا جنوبه بملايين القنابل العنقودية المجرمة بعد الذريعة التي قدمها لهم حزب الله بعملية الخطف لجنودهم، أما الجدد فإنهم ومن دون ذريعة وبحقد ما بعده حقد تابعوا بخبث حرق لبنان وتفجير الأبرياء واغتيال النواب وإرسال المجرمين من سجونهم ليعيثوا في لبنان قتلا ودماراً.
مشكلة الصهاينة الجدد الكبرى اليوم هي ليست مع الصهاينة العتق، وانما مع لبنان الديمقراطي والعراق الديمقراطي وفلسطين الديمقراطية، وبالتالي مع المثقف العربي الديمقراطي السيد الحر الواعي المستنير، ومن هنا تأتي هذه الهجمة الإرهابية الشرسة عليه في سوريا سجنا واعتقالا وفي لبنان تفجيرا واغتيلا وفي العراق تفخيخا ودماراً وفي فلسطين انقساما ووبالاً.
لماذا؟ لأنه أقض مضاجعهم بكشف حقيقة أنظمتهم الاستبدادية الفئوية الفاشية المخابراتية الدموية، وأقلق راحتهم بفضح شعاراتهم المزيفة الكاذبة ومطالبته بحقوق الإنسان المبدئية.
للتذكير المثقف الأمريكي من خلال الصحافة أو الإعلام تركيزه الأساسي في انتقاده يصب على رأس الإدارة الأمريكية. وخفايا سجن أبو غريب كشفها الإعلام الأمريكي وليس العراقي.
ومن هنا نحن بحاجة ماسة لصحافة عربية حرة ومثقف جريء يدافع عن قناعاته ويطرح أفكاره دون خوف من سجن أو عقاب أو قتل شرير وإرهاب.
فالمثقف الحر يجب أن يعبر عن قناعاته وأفكارهم عكس الوزيرة السورية بثينة شعبان التي تحولت إلى اسطوانة مملة من كثرة التكرار فيما تكتب وتقول. الأفضل لها أن تسكت وتحترم العقول. وأكثر ما أضحكني عندما اعتبرت في ردها على السفير الأمريكي فيلتمان: أن النائب ميشال عون من أحرار العرب.
عجبا وهو يلهث على آخر نفس كالمعتوه وراء الكرسي وعلى حساب دماء الشهداء والضحايا الأبرياء والمبادئ وكرامة الوطن!
عجبا وهو يعطي يوميا من خلال تصاريحه التهديدية وتصرفاته العنترية وتدريبات عناصره المليشياوية أبشع صورة عن السياسي اللبناني ويريد أن يصبح بالبلطجية رئيس للجمهورية!
ولا عجب أن تعتبره الست شعبان من أحرار العرب فالطيور على أشكالها تقع من بشار الى نصر الله إلى فتحي يكن الى عون وارسلان ووئام وهاب.
ربما كان عون حرا عندما كان في المنفى الباريسي يطالب بحرية لبنان ويدافع عن السيادة والاستقلال، أما الآن بعد أن عاد فقد ظهر على حقيقته مكبلا بصفقة مادية غير شريفة ووعد برئاسة أفقده الصواب.
بالنسبة للصهاينة الجدد فإننا ككتبة ومفكرين عندما نفكر ونكتب، ونُعري ونفضح، ونحلل ونشرح، في نظرهم كمن يرتكب الجرائم، أما المجرم الحقيقي الذي استباح شقيقه الكويت اجتياحاً وقمع شعبه في العراق استبداداً، وأوصل سورية إلى العزلة استخفافا، وعاث بلبنان إجراما، ويتابع اغتياله البربري لكبار قادتها، فيجب أن نسكت على إجرامه بل ونهلل له ونطبل وندافع عنه لكي يتابع طغيانه في قتل روح الأمة العربية.
إن خطورة الصهاينة الجدد على الأمة العربية لا بد من فضحه مواجهته بالكلمة الحرة. نحن هنا لسنا هواة اتهامات ولا نرميها جزافا على الأشقاء، ولا نعبثُ بالكلمات، ولكن دماء شهداء الاغتيالات، البريئة السائلة بيد الخونة الجبناء، تفجيرا وتدميرا على الطرقات، تفرضُ علينا البحث والتحليل والتقصي وجمع الملاحظات، للتعبير بصدق عن ما لدينا من قناعات، وقول الحقيقة بجرأة ودون خوف، ووضع النقاط على الحروف، حتى ولو قادت إلى الشهادةِ والموت على يد متربصٍ مجرمٍ معروف؟
من الملفت للنظر أن شهداء لبنان الأحرار، شعلة الحرية في هذا الشرق المنكوب بالاستعباد، يستقبلون الموت بصدور عارية وأرواحٍ تواقة إلى العلى، يواجهون القدر بشجاعة الأبطال، يتَحَدُّون ومن دون خوف القتلة الأنذال، رغم أنهم مهددون ويعرفون أن العدو محترف غدار ومتربص بهم في أي لحظة ومعه أدواته وعيونه المبثوثة في كل مكان، وعدته الكاملة ومربعاته ومحمياته الخارجة عن سلطة الدولة.
نرى على الجانب الآخر كبار مجاهدي الأمة، أبطالها الصناديد، أصحاب الانتصارات الوهمية والحروب العبثية ورؤساء الزمن الحالي الصهاينة الجدد الأوغاد أبطال الظهور البالي على الشاشات وهم يختبئون في مغارة أو خيمة أو ثياب إمرأة أو في الأنفاق أذلاء تحت سابع أرض خوفا من الموت، وجوههم مناظر مخزية وهم يرتعبون أمام القدر، ويفرون من وجه العدالة كشاكر العبسي جبنا أشبه بالأرانب عندما تشعر بالخطر. إنهم يرسلون المغرر بهم إلى الموت بالأحزمة الناسفة، ويتشبثون بماديات الحياة إلى حد أنها سيطرت على مشاعرهم فنسوا الآخرة وما ينتظرهم من حساب وتحولوا إلى تماسيح غليظة الجلود لا تشعر بما ترتكبه من قتلٍ وإرهاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق