الكولونيل شربل بركات
كثر الحديث مؤخرا عن موضوع الطيران الإسرائيلي وقضية خرقه الأجواء السورية وكان بدأ ذلك بإشارة من دمشق نقلتها وكالات الأنباء عن أن طائرات إسرائيلية قامت بخرق هذه الأجواء ليلا، ثم تطور الخبر إلى اعتراض الأسلحة السورية المضادة للطائرات لهذه الخرق. ولكن تسريب بعض المعلومات من قبل الصحافة الإسرائيلية وبعض مواقع الشبكة المعلوماتية اضطر السوريين إلى التوضيح بأن خزانات وقود فارغة وبعض الذخائر كانت قد ألقيت خلال هذا الخرق في مكان ما بسورية من دون وقوع أضرار بشرية. ثم ما لبث الأمر أن توسع ليشمل الكلام عن قصف مواقع ربما تكون قواعد صواريخ أرضية أو مخازن أسلحة أو شاحنات تنقل أسلحة أو منشآت لصناعات كيماوية أو حتى نووية، كل هذا من دون أن يصدر أي إعلان عن هذه من قبل النظام الذي لا يبدو مهتما بما يجري على الأراضي السورية بسبب انشغاله ربما بالانتخابات الرئاسية اللبنانية والخطط التي يعدها في هذا الاتجاه لقلب الأوضاع في البلد الجار.
بعد مرور حوالي الشهر تقريبا على هذا الحدث لم يصدر بعد ما يوضح بشكل حاسم حقيقة ما جرى، ما ترك المجال مفتوحا للتكهنات. وأشارت بعض المصادر الصحافية في سيناريو يشبه الأفلام السينمائية، بأن الإسرائيليين لم يستعملوا فقط الطائرات، ولا هي مرت عرضيا فوق الأراضي السورية وتخلصت من بعض صهاريج الوقود أو الحمولة الزائدة بسبب تعرضها لنيران الأسلحة المضادة، كما ورد على لسان السفير السوري لدى الأمم المتحدة السيد بشار جعفر، إنما كان هناك أيضا وحدات من الكوموندوس الإسرائيلي على الأراضي السورية لمساندة الطائرات في دقة التصويب، فيما راح البعض الآخر إلى أبعد من ذلك ليوضح بأن هذه الوحدات قامت بتفكيك أجزاء مهمة حملتها معها قبل أن تقوم الطائرات بعملية التدمير، وذلك لكي تثبت للأمريكيين بعض الحقائق التي كانت تقارير إستخبراتية إسرائيلية تكلمت عنها من دون وجود إثباتات. وتكلمت تقارير أخرى عن عدد من القتلى بلغ أربعة عشر سوريا سقطوا خلال هذه الغارة من دون أن يصدر عن السوريين بالطبع أية تعليقات، فماذا يخبئ السوريون؟ وماذا يريد الإسرائيليون من التمويه وعدم إعلان تفاصيل العملية المذكورة؟
ليس جديدا على السوريين أن يخفوا فشلهم، خاصة عندما يتعلق ذلك بإسرائيل، فهم عودونا على حروب الكلام والتصاريح والخطابات الرنانة، وعلى القتال بالواسطة؛ مرة بأجساد الفلسطينيين ومرة باللبنانيين ومرة ببعض العرب المتحمسين ومرة بالإسلاميين من كافة الأقطار. وعندما تحصل المواجهة يهربون منها تحت شعار عدم إعطاء العدو فرصة لكي يحدد هو مكان وزمان المعركة وأن الرد المناسب سوف يكون، دون شك، بالمكان والزمان المناسبان، لكننا لم نرَ مرة ذلك الرد ولا سمعنا عن البطولات السورية. وبعودة موجزة إلى تاريخ الحروب بين سوريا وإسرائيل نرى أن جيشا الدولتين تواجها في مرات ثلاث فقط؛ ففي سنة سبعة وستين سقط الجولان بدون معركة، وبات معروفا بأن ضباط اللواء السوري المرابط هناك انسحبوا قبل بدء الهجوم وتفرق الجنود بعد ثلاثة أيام ليجمعهم الجيش اللبناني في جنوب لبنان ويرسلهم إلى سوريا. ويوم قامت سوريا بالهجوم المفاجئ المهم بالتنسيق مع المصريين في حرب الغفران سنة 1973 واجتازت دباباتها مدينة القنيطرة، ما لبثت قواتها أن تراجعت لعدم التصديق، ربما، بأنها قادرة على الصمود. ويوم نصب السوريون صواريخهم المضادة للطائرات في لبنان سنة 1982 وقامت إسرائيل بما أسمته "عملية سلامة الجليل"، حاولوا التصدي معتقدين بأن الإسرائيليين لن يصطدموا معهم فإذا بصواريخهم ترتد عليهم وطائراتهم تتساقط بدون قتال ويفقدون في خلال انسحابهم من المعركة، كما ورد على لسان حليفهم الرئيس بري لاحقا، أحد عشر ألف قتيل، ولم يصدر أي شيء عن حجم الخسائر من قبل القيادة السورية يومها، ولا عرف السوريون كيف قتل أبناؤهم، وهم تسلموا جثثهم الواحد بعد الآخر بدون ضجة وعلى فترات طويلة لكي لا يشعر المواطنون بالهزيمة فيهتز النظام.
السوريون اليوم وبعد انسحابهم من لبنان يحاولون دون شك العودة إلى الواجهة باستعمال التطرف لكي يصار إلى معاودة الحديث معهم بعد أن كان وزير الخارجية الأميركي باول أفهمهم خلال زيارته لدمشق بعد حرب العراق بأن لا أدوار إقليمية لهم بعد الآن، وهم كانوا أضاعوا الفرصة تلو الأخرى حيث أطلقت أيديهم تعبث بأمن شعوب المنطقة وتقطف الثمار دون أن يدركوا بأن لذلك كله نهاية وأن لعب الدور الإقليمي يترتب عليه تبعات أقلها معرفة الحدود ولياقة التصرف وإلا فالأمور تنقلب والنتائج تكون أعظم.
الكلام الذي سرّب عن وجود العنصر النووي وربطه بشحنة المعدات الكورية الشمالية، مضافا إلى الكلام السابق عن أسلحة الدمار الشامل والمصانع الكيماوية في شمال سوريا، وما قيل عن محاولة استخراج الأورانيوم من الفوسفات (؟) التي يقوم بها السوريون، والتحالف الوقح مع الإيرانيين الذين يصرون على تصنيع الصواريخ الطويلة المدى، والدخول إلى الحلبة النووية، وتهديد بعض العواصم الأوروبية، بالرغم من تحذيرات العالم لهم، ومجاهرتهم بحماية الإرهابيين ومدهم بالمال والعتاد والتدريب، ومحاولة فرض إيران كلاعب أساسي بين الدول الكبرى التي تعنى بموضوع أمن الخليج والشرق الأوسط برمته، كل ذلك يضع نقاط استفهام حول مستقبل النظام السوري الذي كان تمتع مدة طويلة بالفيتو الإسرائيلي لعدم إسقاطه بالكامل، والاكتفاء بدغدغته من حين لآخر، وربما ضربه على أصابعه فقط لكي يحسن التصرف. فهل تكون عملية اليوم إشارة جديدة كالعادة لكي يحسّن هذا النظام سلوكه ويرتدع عن إقحام نفسه في شؤون أكبر منه؟ أم هل أن العالم يئس من تفهمه لقدراته وقرر الاستغناء نهائيا عن خدماته، خاصة وهو يبدو مصرا على الغرور والاستمرار في مسلسل قتل الرموز اللبنانية مخالفا لكل الأعراف والأصول المتبعة ومتحديا بشكل وقح الإرادة الدولية؟
النظام السوري يبدو سائرا لا محال هذه المرة نحو حتفه، وتصرفه الانتحاري في التعاطي مع الأزمات من حوله يدل على أن من في القمة لم يعد يعرف كيف يدير دفة الأمور، وقد فقد حس المناورة والقدرة عليها، وبدل أن يقبل بالواقع ويسلم القتلة ويسعى إلى إعادة الثقة بقدرته على فرض النظام والالتزام بالقواعد، ها هو يندفع نحو المجابهة معتقدا بأن أفضل سلاح للدفاع هو الهجوم، ولكن هجومه، وقد سدت في وجهه الآفاق، ليس أكثر من عملية انتحار، قد تكون حتمية التاريخ وجزاء المتغطرس، الذي دفع الكثيرين إلى مثل هذا الانتحار أفرادا وجماعات تحت شعارات واهية، وقد جاء دوره الآن، وهو أصبح أسيرا دون أن يدري لطروحاته ونظرياته، فهل إن عصره شارف على الانتهاء؟
للبنانيين الذين لا يزالون يتهيبون من ما قد يقدم عليه هذا النظام المتهاوي نقول؛ بأن الرسائل التي تنطلق من هنا وهناك لا بد لنا من قراءتها والتصرف على أساس أن لا تلزيم لسوريا أي شأن في المنطقة بعد اليوم مهما جرى، وعليه فلا تخافوا من الإصرار على حقكم بالحياة والحرية والسيادة والاستقلال، فهذه تستحقونها بسبب نضالكم وشهدائكم وصمودكم الطويل، ولن يطالكم سوء مهما تبجّح القتلة وأعوانهم، ولا بد من محاكمتهم كلهم وسوقهم إلى العدالة، ولن يستمر الغي والتغطرس. وعلى اللبنانيين من كل الفئات الذين يعرفون كيف يبنون لبنان المستقبل الخالي من وسائل الإرهاب وزبانيته، ومن مشاريع الهيمنة والتهميش، أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض، ويتخلوا عن الإرهابيين المأجورين للخارج، وينطلقوا بورشة عمل واحدة تبدأ بانتخاب رئيس يعلنها صراحة بأن القانون والقرارات الدولية، وعلى رأسها 1559، سوف تكون قاعدة الوطنية، ولن نهاب أسلحة وأقوال وتصرفات عملاء لدول وأنظمة سوف تنهار بدون حتى الحاجة للحروب، وأن شعب لبنان قادر على أن يحكم نفسه بدون أن يكون تابعا لدولة أو مأجورا لنظام، وإن غدا لناظره قريب.
كثر الحديث مؤخرا عن موضوع الطيران الإسرائيلي وقضية خرقه الأجواء السورية وكان بدأ ذلك بإشارة من دمشق نقلتها وكالات الأنباء عن أن طائرات إسرائيلية قامت بخرق هذه الأجواء ليلا، ثم تطور الخبر إلى اعتراض الأسلحة السورية المضادة للطائرات لهذه الخرق. ولكن تسريب بعض المعلومات من قبل الصحافة الإسرائيلية وبعض مواقع الشبكة المعلوماتية اضطر السوريين إلى التوضيح بأن خزانات وقود فارغة وبعض الذخائر كانت قد ألقيت خلال هذا الخرق في مكان ما بسورية من دون وقوع أضرار بشرية. ثم ما لبث الأمر أن توسع ليشمل الكلام عن قصف مواقع ربما تكون قواعد صواريخ أرضية أو مخازن أسلحة أو شاحنات تنقل أسلحة أو منشآت لصناعات كيماوية أو حتى نووية، كل هذا من دون أن يصدر أي إعلان عن هذه من قبل النظام الذي لا يبدو مهتما بما يجري على الأراضي السورية بسبب انشغاله ربما بالانتخابات الرئاسية اللبنانية والخطط التي يعدها في هذا الاتجاه لقلب الأوضاع في البلد الجار.
بعد مرور حوالي الشهر تقريبا على هذا الحدث لم يصدر بعد ما يوضح بشكل حاسم حقيقة ما جرى، ما ترك المجال مفتوحا للتكهنات. وأشارت بعض المصادر الصحافية في سيناريو يشبه الأفلام السينمائية، بأن الإسرائيليين لم يستعملوا فقط الطائرات، ولا هي مرت عرضيا فوق الأراضي السورية وتخلصت من بعض صهاريج الوقود أو الحمولة الزائدة بسبب تعرضها لنيران الأسلحة المضادة، كما ورد على لسان السفير السوري لدى الأمم المتحدة السيد بشار جعفر، إنما كان هناك أيضا وحدات من الكوموندوس الإسرائيلي على الأراضي السورية لمساندة الطائرات في دقة التصويب، فيما راح البعض الآخر إلى أبعد من ذلك ليوضح بأن هذه الوحدات قامت بتفكيك أجزاء مهمة حملتها معها قبل أن تقوم الطائرات بعملية التدمير، وذلك لكي تثبت للأمريكيين بعض الحقائق التي كانت تقارير إستخبراتية إسرائيلية تكلمت عنها من دون وجود إثباتات. وتكلمت تقارير أخرى عن عدد من القتلى بلغ أربعة عشر سوريا سقطوا خلال هذه الغارة من دون أن يصدر عن السوريين بالطبع أية تعليقات، فماذا يخبئ السوريون؟ وماذا يريد الإسرائيليون من التمويه وعدم إعلان تفاصيل العملية المذكورة؟
ليس جديدا على السوريين أن يخفوا فشلهم، خاصة عندما يتعلق ذلك بإسرائيل، فهم عودونا على حروب الكلام والتصاريح والخطابات الرنانة، وعلى القتال بالواسطة؛ مرة بأجساد الفلسطينيين ومرة باللبنانيين ومرة ببعض العرب المتحمسين ومرة بالإسلاميين من كافة الأقطار. وعندما تحصل المواجهة يهربون منها تحت شعار عدم إعطاء العدو فرصة لكي يحدد هو مكان وزمان المعركة وأن الرد المناسب سوف يكون، دون شك، بالمكان والزمان المناسبان، لكننا لم نرَ مرة ذلك الرد ولا سمعنا عن البطولات السورية. وبعودة موجزة إلى تاريخ الحروب بين سوريا وإسرائيل نرى أن جيشا الدولتين تواجها في مرات ثلاث فقط؛ ففي سنة سبعة وستين سقط الجولان بدون معركة، وبات معروفا بأن ضباط اللواء السوري المرابط هناك انسحبوا قبل بدء الهجوم وتفرق الجنود بعد ثلاثة أيام ليجمعهم الجيش اللبناني في جنوب لبنان ويرسلهم إلى سوريا. ويوم قامت سوريا بالهجوم المفاجئ المهم بالتنسيق مع المصريين في حرب الغفران سنة 1973 واجتازت دباباتها مدينة القنيطرة، ما لبثت قواتها أن تراجعت لعدم التصديق، ربما، بأنها قادرة على الصمود. ويوم نصب السوريون صواريخهم المضادة للطائرات في لبنان سنة 1982 وقامت إسرائيل بما أسمته "عملية سلامة الجليل"، حاولوا التصدي معتقدين بأن الإسرائيليين لن يصطدموا معهم فإذا بصواريخهم ترتد عليهم وطائراتهم تتساقط بدون قتال ويفقدون في خلال انسحابهم من المعركة، كما ورد على لسان حليفهم الرئيس بري لاحقا، أحد عشر ألف قتيل، ولم يصدر أي شيء عن حجم الخسائر من قبل القيادة السورية يومها، ولا عرف السوريون كيف قتل أبناؤهم، وهم تسلموا جثثهم الواحد بعد الآخر بدون ضجة وعلى فترات طويلة لكي لا يشعر المواطنون بالهزيمة فيهتز النظام.
السوريون اليوم وبعد انسحابهم من لبنان يحاولون دون شك العودة إلى الواجهة باستعمال التطرف لكي يصار إلى معاودة الحديث معهم بعد أن كان وزير الخارجية الأميركي باول أفهمهم خلال زيارته لدمشق بعد حرب العراق بأن لا أدوار إقليمية لهم بعد الآن، وهم كانوا أضاعوا الفرصة تلو الأخرى حيث أطلقت أيديهم تعبث بأمن شعوب المنطقة وتقطف الثمار دون أن يدركوا بأن لذلك كله نهاية وأن لعب الدور الإقليمي يترتب عليه تبعات أقلها معرفة الحدود ولياقة التصرف وإلا فالأمور تنقلب والنتائج تكون أعظم.
الكلام الذي سرّب عن وجود العنصر النووي وربطه بشحنة المعدات الكورية الشمالية، مضافا إلى الكلام السابق عن أسلحة الدمار الشامل والمصانع الكيماوية في شمال سوريا، وما قيل عن محاولة استخراج الأورانيوم من الفوسفات (؟) التي يقوم بها السوريون، والتحالف الوقح مع الإيرانيين الذين يصرون على تصنيع الصواريخ الطويلة المدى، والدخول إلى الحلبة النووية، وتهديد بعض العواصم الأوروبية، بالرغم من تحذيرات العالم لهم، ومجاهرتهم بحماية الإرهابيين ومدهم بالمال والعتاد والتدريب، ومحاولة فرض إيران كلاعب أساسي بين الدول الكبرى التي تعنى بموضوع أمن الخليج والشرق الأوسط برمته، كل ذلك يضع نقاط استفهام حول مستقبل النظام السوري الذي كان تمتع مدة طويلة بالفيتو الإسرائيلي لعدم إسقاطه بالكامل، والاكتفاء بدغدغته من حين لآخر، وربما ضربه على أصابعه فقط لكي يحسن التصرف. فهل تكون عملية اليوم إشارة جديدة كالعادة لكي يحسّن هذا النظام سلوكه ويرتدع عن إقحام نفسه في شؤون أكبر منه؟ أم هل أن العالم يئس من تفهمه لقدراته وقرر الاستغناء نهائيا عن خدماته، خاصة وهو يبدو مصرا على الغرور والاستمرار في مسلسل قتل الرموز اللبنانية مخالفا لكل الأعراف والأصول المتبعة ومتحديا بشكل وقح الإرادة الدولية؟
النظام السوري يبدو سائرا لا محال هذه المرة نحو حتفه، وتصرفه الانتحاري في التعاطي مع الأزمات من حوله يدل على أن من في القمة لم يعد يعرف كيف يدير دفة الأمور، وقد فقد حس المناورة والقدرة عليها، وبدل أن يقبل بالواقع ويسلم القتلة ويسعى إلى إعادة الثقة بقدرته على فرض النظام والالتزام بالقواعد، ها هو يندفع نحو المجابهة معتقدا بأن أفضل سلاح للدفاع هو الهجوم، ولكن هجومه، وقد سدت في وجهه الآفاق، ليس أكثر من عملية انتحار، قد تكون حتمية التاريخ وجزاء المتغطرس، الذي دفع الكثيرين إلى مثل هذا الانتحار أفرادا وجماعات تحت شعارات واهية، وقد جاء دوره الآن، وهو أصبح أسيرا دون أن يدري لطروحاته ونظرياته، فهل إن عصره شارف على الانتهاء؟
للبنانيين الذين لا يزالون يتهيبون من ما قد يقدم عليه هذا النظام المتهاوي نقول؛ بأن الرسائل التي تنطلق من هنا وهناك لا بد لنا من قراءتها والتصرف على أساس أن لا تلزيم لسوريا أي شأن في المنطقة بعد اليوم مهما جرى، وعليه فلا تخافوا من الإصرار على حقكم بالحياة والحرية والسيادة والاستقلال، فهذه تستحقونها بسبب نضالكم وشهدائكم وصمودكم الطويل، ولن يطالكم سوء مهما تبجّح القتلة وأعوانهم، ولا بد من محاكمتهم كلهم وسوقهم إلى العدالة، ولن يستمر الغي والتغطرس. وعلى اللبنانيين من كل الفئات الذين يعرفون كيف يبنون لبنان المستقبل الخالي من وسائل الإرهاب وزبانيته، ومن مشاريع الهيمنة والتهميش، أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض، ويتخلوا عن الإرهابيين المأجورين للخارج، وينطلقوا بورشة عمل واحدة تبدأ بانتخاب رئيس يعلنها صراحة بأن القانون والقرارات الدولية، وعلى رأسها 1559، سوف تكون قاعدة الوطنية، ولن نهاب أسلحة وأقوال وتصرفات عملاء لدول وأنظمة سوف تنهار بدون حتى الحاجة للحروب، وأن شعب لبنان قادر على أن يحكم نفسه بدون أن يكون تابعا لدولة أو مأجورا لنظام، وإن غدا لناظره قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق