سعيد علم الدين
يتحامل البعض بخبثٍ ويتهجم بوقاحةٍ، بل ويتآمر بحقدٍ على نخبةٍ واعدةٍ، وكوكبةٍ رائدةٍ، وشعلة متوقدة من مثقفي العرب ومفكريهم، إن كانوا كتابا أو صحفيين، زعماء أو سياسيين، باحثين أو مبدعين، موجها إليهم سلة اتهاماته الرخيصة المعروفة في العمالة والخيانة والأمركةِ إلى آخر المعزوفة. حتى أن قناة "الجزيرة" تردد يوميا تقريبا على منبرها المعتاد والمطل على شباك "أمجاد يا عرب أمجاد حتى ولو باعتكم إيران بالمزاد" وبالنبرة الحادة والصوت العالي شعارا صار يافطة جديدة للمحطة العتيدة حيث يصرخ أحدهم شاتماً: "هؤلاء صهاينة جدد!". ويزعقُ ثانٍ حانقاً: "هؤلاء ليسوا بعرب!". ويصيحُ ثالثٌ منفعلا : "هؤلاء يبشرون لثقافة الهزيمة". ويضيف رابعٌ من على منبره بلؤمٍ ظاهرٍ: "هؤلاء منتج إسرائيلي". ويردد وراءه تابعٌ ومعه جوقةٌ من العملاء والذيول والأتباع: "من يصف هؤلاء بجماعة الولايات المتحدة يكسبهم شرفا. لأنهم صهاينة بكل معنى الكلمة."
هذه عينة صغيرة من آلاف الشتائم والصيحات التي تنهال على رؤوس الأحرار والتي ما هي سوى اتهامات تخوينية لا أساس لها من الصحة مردها: الغرور والتعجرف والاستعلاء، الاستبداد بالرأي والبطش والاستغباء، العنف والتآمر وإراقة الدماء، طغيان الفكر الشمولي على أصحابها إلى حد الابتلاء بادعاء امتلاك الحقيقة الكاملة من الألف إلى الياء، فقدان ثقافة الوعي والانفتاح والحوار، عدم احترام قيم الديمقراطية في تقبل الرأي الآخر وتبادل الحجج والأفكار، بالإضافة إلى ضيق أفق مطلقيها في قوقعتهم وانعزالهم وقصر نظرهم فيما يرتكبونه من أقوال تتحول بسرعة إلى جرائم اغتيال تعبر عن الإفلاس السياسي والانحطاط العقائدي الذي يعيشه أصحابها، حيث لم يستفيدوا البتة من التجارب المريرة، وحيث لم يبق لهم في غبائهم إلا رمي التهمة الكاذبة على شرفاء الأمة وأحرارها.
وكأن المفكر العربي الهمام الذي يعبر عن رأيه بجرأة وينتقد بشجاعة ويكشف عن الأخطاء ويقول للنظام السوري وأتباعه "عسكر على مين؟" أي أنتم عسكر ومخابرات على العدو الإسرائيلي أم علينا؟ يكون قد تعدى على خطوطهم الحمراء وصار صهيونيا يجب اغتياله وهكذا تم اغتيال شهيد الصحافة وانتفاضة الاستقلال المفكر المثقف المعارض للنظام القمعي السوري سمير قصير في بيروته الصابرة 2 حزيران/يونيو 2005 بتفجير سيارته.
مسلسل الاغتيالات البشعة صار معروفا حصد العشرات من خيرة العقول اللبنانية في خسارة لا يمكن ان تقدر للعقل العربي، الذي يتم بهذه الطريقة المجرمة: اغتصابه واعتقاله، تهجيره مع أو دون عياله، أو تصفيته واغتياله.
وما يجمع هنا بين الصهاينة العتق والجدد، أن العتق كغولدا مائير وبغين وشامير اغتصبوا فلسطين، وشردو أهلها، وسببوا المآسي والويلات والحروب والنكبات للعرب !
أما الصهاينة الجدد فإنهم يغتصبون العقل العربي، يعتقلونه ويشردون أهله في بقاع الأرض، ويغتالون أحراره في لبنان أخرهم الشهيد النائب أنطوان غانم، هم يريدون كسر إرادة الشعب اللبناني بفرض رئيس عميل مطيع ثرثار توطين مفسد لعين بلا أخلاق ودين يحقق مشاريعهم الشيطانية في استباحة لبنان المسكين كأكبر خدمة مجانية تقدم للصهاينة العتق والجدد وكل الحاقدين.
وما يجمع أيضا بين الصهاينة العتق والجدد، أن العتق كشارون وأولمرت وباراك يعتقلون عشرات الآلاف من أحرار فلسطين المقاومين الرافضين للاحتلال البغيض والمطالبين بالحرية والاستقلال لوطنهم المغتصب!
أما الصهاينة الجدد فإنهم يسجنون أمة بأكملها ويعتقلون عشرات الآلاف من الأبرياء العرب في السجون السورية البعثية، دون توجيه اتهام إليهم، ومنهم اللبنانيون، الذين يعتصم ذووهم منذ أكثر من سنتين متضرعين إلى الله والأمم المتحدة أو أي قوة تساعدهم على كشف مصير أحبائهم. ومنهم الفلسطينيون العالقون بين سندان الصهاينة العتق ومطرقة الجدد.
أما ما يفرق هنا بين الصهاينة العتق والجدد: أن العتقَ يغتالون أحرار فلسطين علنا ويعلنون مسؤوليتهم عن ذلك، أما الجدد فإنهم يغتالون أحرار لبنان غدرا ويخفون مسؤوليتهم لأنهم أنذال ويهربون من المحكمة لأنهم جبناء.
ماهية القول أن أصحاب الاتهامات التخوينية التي اشرنا إليها من صهاينة جدد مشاركون بطريقة مباشرة ومتآمرون بطريقة ما على دعم عمليات الاغتيال السياسي وتشجيع القاتل الماكر على قتل المفكر والسياسي العربي اللامع.
وكأن المثقف العربي الواعي المتألم المبصر والكاشف العارف لأمور خافية على الجمهور عليه أن يرى الأغلاط الفادحة والأخطاء المدمرة ككارثة تموز ويغمض عينيه وكأنه لا يراها، أو يشيح بوجهه عنها وكأنها غير موجودة. لكي يتخبط الجمهور في حماقاتهم وغبائهم الذي أوصل الأمة العربية إلى مجموعة الهزائم المتتالية ومنذ عام 48.
المهم في نظرهم أن يسكت المثقف أو يكذب لكي يكون عربي جيد أو يثرثر بما يرغبون ليحصل منهم على شهادة في العروبة بدرجة ممتاز.
أما إذا فكَّر وطرحَ، وذكَّرَ ووضَّح، وحلَّل وشرَح، وعبر بحرية وانتقد بجرأة يصبح في نظرهم عميل وخائن ويرفعون صوره في دمشق على شكل حاخام إسرائيلي ليحللوا اغتياله على طريقتهم المفضوحة في ارتكاب الجرائم.
وهكذا تم في 12 ديتسمبر 2005 اسْتهْدافُ المفكر المناضل والصحفي الجريء، وبطل انتفاضة الاستقلال النائب الشهيد جبران تويني بتفجير سيارته بعد أيام من رفع صورته على شكل حاخام في مظاهرة بعثية في دمشق. هذا الاغتيال كان عقابا لجريدة النهار على دفاعها عن الحق، وحرية التعبير، واستقلاليتها في موقفها، وتحذيرا لكل صاحب قلم وطني حر شريف جريء لكي لا ينتقد نظامهم السقيم. يتبع!
يتحامل البعض بخبثٍ ويتهجم بوقاحةٍ، بل ويتآمر بحقدٍ على نخبةٍ واعدةٍ، وكوكبةٍ رائدةٍ، وشعلة متوقدة من مثقفي العرب ومفكريهم، إن كانوا كتابا أو صحفيين، زعماء أو سياسيين، باحثين أو مبدعين، موجها إليهم سلة اتهاماته الرخيصة المعروفة في العمالة والخيانة والأمركةِ إلى آخر المعزوفة. حتى أن قناة "الجزيرة" تردد يوميا تقريبا على منبرها المعتاد والمطل على شباك "أمجاد يا عرب أمجاد حتى ولو باعتكم إيران بالمزاد" وبالنبرة الحادة والصوت العالي شعارا صار يافطة جديدة للمحطة العتيدة حيث يصرخ أحدهم شاتماً: "هؤلاء صهاينة جدد!". ويزعقُ ثانٍ حانقاً: "هؤلاء ليسوا بعرب!". ويصيحُ ثالثٌ منفعلا : "هؤلاء يبشرون لثقافة الهزيمة". ويضيف رابعٌ من على منبره بلؤمٍ ظاهرٍ: "هؤلاء منتج إسرائيلي". ويردد وراءه تابعٌ ومعه جوقةٌ من العملاء والذيول والأتباع: "من يصف هؤلاء بجماعة الولايات المتحدة يكسبهم شرفا. لأنهم صهاينة بكل معنى الكلمة."
هذه عينة صغيرة من آلاف الشتائم والصيحات التي تنهال على رؤوس الأحرار والتي ما هي سوى اتهامات تخوينية لا أساس لها من الصحة مردها: الغرور والتعجرف والاستعلاء، الاستبداد بالرأي والبطش والاستغباء، العنف والتآمر وإراقة الدماء، طغيان الفكر الشمولي على أصحابها إلى حد الابتلاء بادعاء امتلاك الحقيقة الكاملة من الألف إلى الياء، فقدان ثقافة الوعي والانفتاح والحوار، عدم احترام قيم الديمقراطية في تقبل الرأي الآخر وتبادل الحجج والأفكار، بالإضافة إلى ضيق أفق مطلقيها في قوقعتهم وانعزالهم وقصر نظرهم فيما يرتكبونه من أقوال تتحول بسرعة إلى جرائم اغتيال تعبر عن الإفلاس السياسي والانحطاط العقائدي الذي يعيشه أصحابها، حيث لم يستفيدوا البتة من التجارب المريرة، وحيث لم يبق لهم في غبائهم إلا رمي التهمة الكاذبة على شرفاء الأمة وأحرارها.
وكأن المفكر العربي الهمام الذي يعبر عن رأيه بجرأة وينتقد بشجاعة ويكشف عن الأخطاء ويقول للنظام السوري وأتباعه "عسكر على مين؟" أي أنتم عسكر ومخابرات على العدو الإسرائيلي أم علينا؟ يكون قد تعدى على خطوطهم الحمراء وصار صهيونيا يجب اغتياله وهكذا تم اغتيال شهيد الصحافة وانتفاضة الاستقلال المفكر المثقف المعارض للنظام القمعي السوري سمير قصير في بيروته الصابرة 2 حزيران/يونيو 2005 بتفجير سيارته.
مسلسل الاغتيالات البشعة صار معروفا حصد العشرات من خيرة العقول اللبنانية في خسارة لا يمكن ان تقدر للعقل العربي، الذي يتم بهذه الطريقة المجرمة: اغتصابه واعتقاله، تهجيره مع أو دون عياله، أو تصفيته واغتياله.
وما يجمع هنا بين الصهاينة العتق والجدد، أن العتق كغولدا مائير وبغين وشامير اغتصبوا فلسطين، وشردو أهلها، وسببوا المآسي والويلات والحروب والنكبات للعرب !
أما الصهاينة الجدد فإنهم يغتصبون العقل العربي، يعتقلونه ويشردون أهله في بقاع الأرض، ويغتالون أحراره في لبنان أخرهم الشهيد النائب أنطوان غانم، هم يريدون كسر إرادة الشعب اللبناني بفرض رئيس عميل مطيع ثرثار توطين مفسد لعين بلا أخلاق ودين يحقق مشاريعهم الشيطانية في استباحة لبنان المسكين كأكبر خدمة مجانية تقدم للصهاينة العتق والجدد وكل الحاقدين.
وما يجمع أيضا بين الصهاينة العتق والجدد، أن العتق كشارون وأولمرت وباراك يعتقلون عشرات الآلاف من أحرار فلسطين المقاومين الرافضين للاحتلال البغيض والمطالبين بالحرية والاستقلال لوطنهم المغتصب!
أما الصهاينة الجدد فإنهم يسجنون أمة بأكملها ويعتقلون عشرات الآلاف من الأبرياء العرب في السجون السورية البعثية، دون توجيه اتهام إليهم، ومنهم اللبنانيون، الذين يعتصم ذووهم منذ أكثر من سنتين متضرعين إلى الله والأمم المتحدة أو أي قوة تساعدهم على كشف مصير أحبائهم. ومنهم الفلسطينيون العالقون بين سندان الصهاينة العتق ومطرقة الجدد.
أما ما يفرق هنا بين الصهاينة العتق والجدد: أن العتقَ يغتالون أحرار فلسطين علنا ويعلنون مسؤوليتهم عن ذلك، أما الجدد فإنهم يغتالون أحرار لبنان غدرا ويخفون مسؤوليتهم لأنهم أنذال ويهربون من المحكمة لأنهم جبناء.
ماهية القول أن أصحاب الاتهامات التخوينية التي اشرنا إليها من صهاينة جدد مشاركون بطريقة مباشرة ومتآمرون بطريقة ما على دعم عمليات الاغتيال السياسي وتشجيع القاتل الماكر على قتل المفكر والسياسي العربي اللامع.
وكأن المثقف العربي الواعي المتألم المبصر والكاشف العارف لأمور خافية على الجمهور عليه أن يرى الأغلاط الفادحة والأخطاء المدمرة ككارثة تموز ويغمض عينيه وكأنه لا يراها، أو يشيح بوجهه عنها وكأنها غير موجودة. لكي يتخبط الجمهور في حماقاتهم وغبائهم الذي أوصل الأمة العربية إلى مجموعة الهزائم المتتالية ومنذ عام 48.
المهم في نظرهم أن يسكت المثقف أو يكذب لكي يكون عربي جيد أو يثرثر بما يرغبون ليحصل منهم على شهادة في العروبة بدرجة ممتاز.
أما إذا فكَّر وطرحَ، وذكَّرَ ووضَّح، وحلَّل وشرَح، وعبر بحرية وانتقد بجرأة يصبح في نظرهم عميل وخائن ويرفعون صوره في دمشق على شكل حاخام إسرائيلي ليحللوا اغتياله على طريقتهم المفضوحة في ارتكاب الجرائم.
وهكذا تم في 12 ديتسمبر 2005 اسْتهْدافُ المفكر المناضل والصحفي الجريء، وبطل انتفاضة الاستقلال النائب الشهيد جبران تويني بتفجير سيارته بعد أيام من رفع صورته على شكل حاخام في مظاهرة بعثية في دمشق. هذا الاغتيال كان عقابا لجريدة النهار على دفاعها عن الحق، وحرية التعبير، واستقلاليتها في موقفها، وتحذيرا لكل صاحب قلم وطني حر شريف جريء لكي لا ينتقد نظامهم السقيم. يتبع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق