السيد محمد علي الحسيني
المتابع لتطورات الاحداث والتصعيد في العديد من المسائل والقضايا المهمة والحساسة على صعيد المنطقة والعالم، يجد أنه من المصلحة الاستراتيجية جدا لشعوب ودول المنطقة تحديدا، العمل من أجل کل مامن شأنه لم الشمل الوطني ووحدة صف القوى السياسية والفکرية وان اي خروج او رفض لهذه الحقيقة لن تکون في نهاية المطاف إلا في خدمة الجبهات المعادية لمصالح وطموحات وأماني الامة العربية. ونظرة على المفترق الحساس الذي بلغه الصراع العربي الصهيوني من جهة، والذروة التي بلغها نظام ولاية الفقيه من خلال سياساته العدوانية تجاه دول المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، تبين لنا بوضوح من أنه من مصلحة کلا هذين المعسکرين وجود حالة من التفرقة والاختلاف والتطاحن بين أبناء الامة العربية لأي سبب او عامل کان، واننا لن نذيع سرا إذا ماقلنا بأن الاعداء والمتربصين شرا بأمتنا العربية يبذلون الغالي والنفيس من أجل ضمان إنشطار داخل البيت العربي لکي يتم ضمان تمرير أهدافهم واجندتهم الخاصة على حساب مصالحنا کعرب.
اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، أکدنا مرارا وتکرارا على أهمية وحدة الصف العربي بل وان فکرة تأسيس مجلسنا العربي الاسلامي قد جاء أساسا من أجل ضمان وحدة صف الشيعة العرب کواحدة من الاسس و الرکائز العديدة التي تحتاجها أمتنا العربية لتقوية صفوفها في عملية مواجهة أعدائها وفي صراعها المصيري مع الکيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية الفلسطينية واننا لانرى في أية مواجهة ولو طفيفة بين أبناء الامة العربية من مختلف الشرائح والطوائف والاقليات الدينية المتباينة عملية تخدم المصالح القومية العليا بل وانها تهدد الامن القومي العربي من خلال فتح ثغرات يحتمل أن ينفذ من خلالها الاعداء للوصول الى مآربهم وأهدافهم المشبوهة واننا ومن هذا المنطلق ووفق هذه الرؤيا الملتزمة بالعروبة کأساس ومنطلق، نرى في خطبة الشيخ محمد العريفي التي تعرض خلالها للطائفة الشيعية، بأنها لاتخدم أبدا وحدة الصف العربي وليست هي مفيدة أبدا للأمن الاجتماعي العربي ولاسيما وان امتنا محاصرة ومهددة بأعداء من شتى الصنوف والالوان وان فتح هکذا مواضيع مثيرة للقلاقل والفتن لن تصب أبدا في خدمة أحد من أبناء أمتنا الاسلامية بمختلف طوائفها رغم أننا نميل الى أن نبين وبشکل واضح أنه حتى عندما يطلق أحدا ما تهمة کالتي أطلقها الشيخ العريفي بحق الطائفة الشيعية فإنه حري به أن يستند على أسس ودلائل موضوعية مستندة الى مصادر معترف بها من جانب أهل العلم والمعرفة وان أکبر وأهم المصادر الاسلامية المعتبرة کمراجع لدى العلماء والمفکرين نجد فيها رأيا آخرا بشأن الاساس الذي تأسست عليه الطائفة الشيعية ومع أننا ل انود لفتح هکذا ملف والانشغال به(مع قدرتنا وإمکانياتنا الخاصة بهذا الخصوص)، فإننا في نفس الوقت نجد انه من الافضل بکثير لو أننا عملنا في عصرنا الراهن على إلتزام خط فکري وفقهي خاص يقود الى رأب الصدع ووجوه الاختلافات(غير السليمة) او التي يمکن أن تسبب يوما حالة من العداء بين أبناء الامة الاسلامية الواحدة من السنة والشيعة لأن الضرر الذي يلحق بالعربي الشيعي هو نفسه الذي سيلحق حتما بالعربي السني وان ماکنة العداء الخارجي في حالة هجومها على العرب، لايهمها طائفة العربي او موقفه من الطوائف الاخرى وانما تقوم بحصد الارواح العربية بغير حساب ومن هنا فإن إثارة هکذا مواضيع وفتح ملفات أکل عليها الدهر وشرب لن تفيد بحال من الاحوال وانما ستؤدي بنا الى التقوقع داخل مواضع ضيقة جدا ضد بعضنا والدخول في مواجهة خاسرة لن نحصد في نهايتها سوى الخيبة و المزيد من التراجع.
اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، في الوقت الذي نقدر فيه عاليا المواقف المسؤولة التي إنطلقت من داخل المملکة العربية السعودية ضد إتهامات الشيخ محمد العريفي ونرى فيها التزاما مبدئيا ثابتا بمبادئ وحدة الصف الاسلامي والاتفاق على عدم المساس به مهما کانت الظروف، فإننا نعلن أننا لانرى في هذه التصريحات غير المسؤولة مايساعد على الجهود المبذولة لتعزيز الانسجام القائم حاليا بين الاخوة السنة والشيعة والتي يدعمها العاهل السعودي جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز وان الشيعة العرب في نهاية الامر لم ينتموا ولاينتموا لإيران بقدر ماهم منتمين لطائفتم وفي نطاق اوطانهم وشعوبهم وامتهم العربية وان أي شئ يخالف ذلك فإنه مردود و مرفوض من جانبهم.
*المرجع السياسي للشيعة العرب.
الأربعاء، يناير 06، 2010
لنعمل من أجل وحدة الصفوف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق