خضر خلف
بلا أدنى شك إننا بالوطن العربي أصبحنا نستبدل العدالة اللاهية بتفسيرات وتطبيقات ندعي بأنها فريدة من نوعها ، و خاصة عندما تصبح مفاهيمنا المفاهيم السائدة والمنجرفة نحو الديمقراطية المزيفة الزائفة التي يصدرها لنا ويفرضها علينا الغرب وبكافة نماذجها التي تختلف كليا وجذريا عن عاداتنا وتقاليدنا وعقيدتنا وتتعارض مع شرع الله ، وبحد ذاتها لا تنطبق عليها ولا نجد فيها مفاهيم وأصول للديمقراطية إلا اسمها .
فديمقراطية الأمة العربية والإسلامية على امتداد الوطن العربي عظيمة وذات تاريخ غير مسبوقة.، ربما يسأل البعض كيف هذا ؟ جميعنا نعرف وندرك بان الإسلام ساهم في تعزيز الديمقراطية سواء في عملية التقرير أو التشريع أو التطبيق وساعد بوضع الأسس الإسلامية التي تنطلق منها الديمقراطية .
نعم إن الأسس الإسلامية التي تنطلق منها الديمقراطية الإيمان المطلق بكرامة الإنسان بغض النظر عن جنسه أو دينه ، وكذلك تجسيد المساواة بين الناس ، لكن الديمقراطية الغربية لا تعتمد المساواة بينما الديمقراطية التي أعتقد أنها تنسجم مع ديننا تعتمد المساواة وهذا شرطاً ، أما الغربية لا تخدم إلا مصالح أصحاب النفوذ والحكم والحكام فحسب ، الذين ينشغلون لخدمة مصالحهم والحفاظ على عروشهم وليس بخدمة الوطن و الشعب . أننا أصبحنا نتوهم بوجود ديمقراطية غربية ونركض خلفها من اجل تحقيقها ، فتكون نتيجتها ما يسود الأوطان في العراق وباكستان وفلسطين وأفغانستان انعدام التعددية الحزبية الحقيقية، وانعدام لكرامة الإنسان وانعدام للمساواة ، فقط أصبحنا نتشدق بأننا نريد إحلال الديمقراطية ، وإحلالها ينقلنا إلى واقع بان ننفذ أوامر الولايات المتحدة الأميركية وإنكلترا وفرنسا وأوروبا بان نقمع شعوبنا باسم إحلال الديمقراطية ، وهي بحد ذاتها تمرير لمشاريع استعمارية
إن البيت الأبيض حين يطالبنا بالديمقراطية وحقوق الإنسان يطلب ذلك وهو قاصدا الوصول لهدف آخر ، ويترتب عليه ضغط سياسي لمصلحة وأهداف الكيان الصهيوني وحماية لإسرائيل ، وهنا نقع في خضم الأمر الواقع أنه يجب تطبيق هذه الديمقراطية في بلادنا ، وللأسف يركض ويهرول لها قادتنا وحكامنا وبضغط وقمعن للشعوب وهنا يسقط الحكام العرب في خانة الانبطاح والاستسلام من اجل ديمقراطية البيت الأبيض
نعم... جاءوا لنا بديمقراطية من اجل العراق والله لا يوجد لها مثيل أو تعريف أو وصف أو ذكر في أي مكان كان على هذا الكوكب ، ديمقراطية سحرت قادة أنظمتنا استقبلوها بالتهليل والترحيب والتصفيق والطبل والزمر الإعلامي ، فتأمروا باسمها على العراق وفلسطين ،
فأصبح العراق يصرخ ويستغيث أين هي الديمقراطية المزعومة ، الكل يصرخ ولا قائد عربي يسمع ، ديمقراطية يلتزم بها الحكام المستسلمين المتخاذلين ، نعم يلتزموا بها متخلين عن عقيدتهم ودينهم فأصبحوا من عبد البيت الأبيض بدل عبد الله فهل هناك ما هو أعجب؟!
نعم... احضروا لنا ديمقراطية لتفرز لنا في العراق ثلاثة ملايين أرملة تتراوح أعمارهن بين 23 و80 عاما معظمهن ضحايا ما بعد الغزو عام 2003، وأوضح لنا التقرير "أن %66 من الأرامل لا تتجاوز أعمارهن 25 عاماً، ومنهن من ترملن وهن عرائس". وكذلك ومن جانب أخر أعلنت منظمة "البر" لرعاية الأيتام في مدينة الفلوجة، في تقرير صدر مؤخرا، أن عدد الأرامل ازداد بشكل مخيف في مدينة الفلوجة وضواحيها، خلال الأعوام القليلة الماضية، ليبلغ أكثر من 30 ألف أرملة، قضى أزواجهن في العمليات العسكرية والمعارك التي شهدتها الفلوجة جراء الغزو الأميركي للعراق ، فبالله عليكم إذا كان هذا عدد الأرامل فكم يكون عدد القتلى والشهداء من الأطفال الرضع والشباب الغير متزوجين والنساء والشيوخ ،
وديمقراطية البيت الأبيض ترى بان الحرب الإسرائيلية على غزة لم تفلح بتحقيق تشديد الحصار على غزة ، وان بناء الساتر الحديدي قد يثمر وتكون نتائجه أنجع حسب ما يرى البيت الأبيض . و الحزب الحاكم بمصر كان حريص على تطبيق هذه الديمقراطية فعمل على تشديد الخناق على الشعب الفلسطيني بالقطاع من فوق الأرض وتحت الأرض .
نعم هكذا هي الديمقراطية التي يسعى الغرب لتطبيقها على واقعنا السياسي ديمقراطية من اجل الإبادة والقتل والحرق لشعوب الأمة ونهب ثرواتها ... فلسطين والقدس ومسجد الأقصى مستباح وأي تحرك أو هبة للشعوب العربية والإسلامية للتحرك لنصرة القدس والمسجد الأقصى بمفهوم الديمقراطية فانه إرهاب ويمس بالأمن القومي نعم هذا هو موقف الحزب الحاكم بمصر وهكذا هو مفهوم القوتان الرئيسيتان في الأمة في رؤية معالي الوزير المصري أبو الغيط .
والله ديمقراطية غريبة عجيبة لا مثيل لها ، نعم أنها في الحقيقة هي ديمقراطية زائفة ومزيفة، ولكنها كشفت القناع وأظهرت زيف وجوه الأحزاب الحاكمة والأنظمة المتسلطة وبشاعتها ودرجة تأمرها على شعوبها ومخادعة للأمة العربية والإسلامية ، وأصبحت هي عدوة الأمن القومي للوطن العربي ...
الأربعاء، يناير 06، 2010
مفهوم ديمقراطية بعض أنظمتنا العربية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق