د. فايز أبو شمالة
نقل إليَّ بريدي الإلكتروني عدة رسائل غاضبة، وأخرى عاتبة، وثالثة لائمة، وذلك رداً على مقال كتبته قبل أيام تحت عنوان "لماذا مصر؟" والذي أوحى بما لا أضمر، وكان جل مقصدي هو إثارة الانتباه إلى ضرورة التركيز على العدو الإسرائيلي، وتحميله مسئولية الأوضاع المأساوية في غزة، ولا يعني ذلك تبرئة مصر العربية من واجبها الديني والعربي والوطني. لقد جاءتني رسالة من الكاتبة المصرية نجوى فكري، تقول فيها:
"وددت أن أصحح لسيادتكم معلومة حول النشيطين الأجانب، ولاسيما أنني متابعة لقضيتهم من قبل وصولهم إلى القاهرة، فهؤلاء النشيطون يتبعون أكثر من منظمة مدنية، قرروا إحياء ذكرى مذبحة غزة، وتقديم العون المعنوي قبل المادي للصامدين في غزة، وقد رفضت المجموعة التي جاءت إلى مصر الدخول من المعابر الإسرائيلية كتعبير عن رفضهم للتعامل مع الكيان الصهيوني، وهم أنفسهم من قاموا أثناء العدوان على غزة بالتظاهر في بلدانهم ضد العدوان الصهيوني، وهؤلاء النشيطون بدءوا الإعداد للحضور إلى القاهرة من شهر مايو 2009، وتقدموا بطلبات للسفارات المصرية في بلدانهم، ولم يخفوا سبب حضورهم إلى القاهرة كما ادعى الناطق باسم الخارجية المصرية، وقد تقدموا بخطاب مفتوح للرئيس مبارك وشرحوا الغرض من مجيئهم، وهو التجمع في القاهرة للذهاب إلى غزة في الموعد المحدد، ورغم وجود أغلبهم في القاهرة من منتصف شهر ديسمبر، لم يقوموا بأي عمل احتجاجي، إنما أعلنوا مرارا قبل التظاهر: أنهم جاءوا ليقدموا الدعم الإنساني لأهل غزة، ولكن تصرفات النظام في مصر أوصلتهم لما حدث، ولاسيما بعد أن منعوا الشركات من تأجير حافلات لهم، ولما استأجرت سفارة فرنسا لمواطنيها حافلات ليذهبوا إلى قطاع غزة، أنزلوهم بعد ركوبهم، وقد انتظروا يومين أمام سفارتهم مطالبين بالسماح لهم بالسفر الذي أعدوا له منذ شهور، وضحوا بإجازاتهم وراحتهم لهذا الهدف الإنساني النبيل، فكان إصرار الخارجية المصرية والأمن المصري على منعهم السبب في غضبهم الذي حول المسألة إلى سياسة.
لقد أضاءت رسالة السيدة نجوى فكري ما كان معتماً، وأعطت صورة دقيقة عن وجدان أولئك المتضامين الأجانب مع أطفال غزة، والمعادين للعدوان الإسرائيلي، والرافضين للحصار المجرم، لأضيف جملة واحدة بصيغة الاستفهام: لماذا يا مصر؟ لماذا لا تنفتح معابر السفر، والمعبر التجاري الواصل بين غزة ومصر بشكل دائم؟ وهل ضاقت شرايين الشعب المصري المعطاء الصبور عن جريان قطرات دم المتضامين الأجانب لتتدفق في عروق غزة؟
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق