حسام الدجني
المصالحة الفلسطينية خيار استراتيجي لا بديل عنه، إجماع وطني فلسطيني وعربي وإسلامي. لا أحد يختلف على ذلك، ولكن لماذا لم تنجز المصالحة الوطنية حتى هذه اللحظة طالما هي خيار استراتيجي.
ربما يقول البعض على حماس التوقيع على الورقة المصرية، وربما آخر يقول على مصر الأخذ بملاحظات حماس، وثالث يقول أين دور رئيس السلطة الفلسطينية وحركة فتح لانجاز المصالحة والعودة خطوة إلى الخلف.
أعتقد أن خيار أن تقوم مصر بإعادة فتح الورقة المصرية هو أمر يحتاج إلى جهد فلسطيني وعربي يساعد القاهرة على اتخاذ هكذا قرار، فالدبلوماسية المصرية ترغب في تحقيق ثلاث أهداف وينبغي علينا كفلسطينيين وعرب العمل على تحقيقها وعدم ترك الأمور تتدحرج إلى ما لا يحمد عقباه، فالقضية الفلسطينية في خطر، أما الأهداف المصرية هي:
1- المحافظة على نجاح الجهد المصري في ملف المصالحة الفلسطينية.
2- تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
3- المحافظة على كبرياء مصر كدولة محورية وكبيرة في المنطقة.
وأعتقد أن تحقيق هذه الأهداف ليس بالأمر الصعب إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية، ويتم ذلك من خلال:
1- عقد لقاءات بين قيادات فتح وحماس وباقي القوى والنخب السياسية ودراسة ملاحظات حماس والتوافق على قواسم مشتركة ومن ثم الذهاب موحدين إلى القاهرة حينها لن يكون هناك مبرراً لمصر أو غيرها، لان هدف مصر هو إعادة الوحدة الوطنية، والهدف بذلك يتحقق.
2- إذا تعذر ذلك قد يكون دور فعال للعاهل السعودي أو الجامعة العربية لجمع الطرفين السيد خالد مشعل والسيد محمود عباس في أي عاصمة عربية سراً أو جهراً للتوافق على نقاط الاختلاف بينهما.
أعتقد انه بالإمكان الوصول إلى قواسم مشتركة بين حماس وفتح، ويتطلب ذلك من كلا الطرفين العودة إلى الوراء ولو خطوة واحدة من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية والتي قدم من أجلها آلاف الشهداء، فالوحدة هي صمام الأمان، وينبغي على المثقفين دعم الوحدة بالكلمة وبالسلوك، وعلى الإعلام تعزيز الوحدة عبر الابتعاد عن كل ما يعزز الانقسام، وعلى المجتمع الدولي والإقليمي أن يدرك أن السفينة الفلسطينية لن تقلع بجناح واحد، وأن حماس وفتح هم جناحي السفينة، يجب أن نغلق بوابة التدخلات الإقليمية والدولية وأن نعزز ثقافة أن العدو الوحيد هو إسرائيل ولا أحد غير اسرائيل.
Hossam555@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق