حسن عصفور
قبل فترة خرجت معلومات من مكتب بيبي نتنياهو حول إجراء اتصال بين أحد العاملين فيه ود. عزيز دويك ، وقامت قيامة حماس نافية متهمة نشر الخبر بـ' مؤامرة' على حد وصف 'بحر ' ، ولكنهم بعد ساعات محدودة صمتوا، خاصة بعد كشف اتصالات أخرى وبمستوى مختلف مع أحد نواب حماس من شمال الضفة مع ' عناصر اسرائيلية ذات صفات محددة ' عندما استقبلهم في منزله وحضر اللقاء 'نشطاء قساميين كبار ' ..
واليوم تنشر صحيفة ' جيروزليم بوست' الاسرائيلية أقوال للدكتور عزيز دويك ذكرها خلال لقاء له مع 'ثري بريطاني' التقاه في منزل القيادي البارز في حركة حماس في مدينة الخليل ، ومن بين ما تم تسريبه ثلاث عناصر تحتاج الى مقارنة ومقاربة مع سلوك حماس منذ فترة زمنية ، وتحديدا بعد تصريحات رئيس حماس خالد مشعل في لقائه الشهير مع جريدة ' نيويورك تايمز ' الأمريكية في شهر مايو – ايار الماضي ، عندما رسم ملامح خط حماس السياسي التفاوضي ..
د. دويك قال أن حماس اعترفت بحق اسرائيل في الوجود ، قول سيكون ترجمة تطويرية لموقف حماس حول ' الهدنة الطويلة الأجل' ، بمعنى قبول اسرائيل ضمن صفقة سياسية معها ضمن ' حل الدولتين' وفي سياق هدنة طويلة جدا كفيلة بتغيير ثقافة أجيال كل تجاه الآخر ، وهي تأتي صياغة ' مناسبة' لمحاولة حماس التوجه ' غربا' نحو واشنطن واوروبا ..
في ذات السياق ، واستمرارا مع ما سبق أن تحدث عنه مشعل ، بقوله في ذات ايام شهر مايو- أيار أن ميثاق حماس قديم وبعض مواده لا يتم العمل بها ، وفي حينه وصفنا تلك المقاربة بمحاولة ' تشابه مشعلية' مع قول الزعيم الخالد ياسر عرفات أن ميثاق منظمة التحرير بات ' كادوكا' اي تقادم .. وها هو د. دويك يعيد الحديث ثانية عن ' ميثاق حماس' القديم منذ عشرين عاما ، قول يحمل رسالة واضحة جدا للمستمع أن لا مشكلة ستكون مع ' نصوص متهالكة جدا ' ، إن واصلت اوروبا وواشنطن انفتاحها على حماس ، وطالبه صراحة بضرورة فعل ذلك ..
كلام دويك وبعض قادة حماس الى الأجنبي ، اي أجنبي سياسي أم صحفي ، هو دوما مختلف عن الكلام العربي والاسلامي ، لغة تصالحية مع العجم ( دون الفرس والاتراك) ولغة ' تهديدية مع العرب والعجم المسلمين .. تفاوض وتساوم وبحث عن حوار هناك .. و' مقاومة وممانعة وتصادم ' هنا .. إزدواجية سياسية غير مسبوقة والغريب أنها لم تعد سرية ، فحماس تتحدث وكأن ما تقوله سيبقى سرا ، وإن تم كشفه سيقوم أحدهم بنفيه أو تكذيبه لتتولى المحطة ' الصفراء – محطة الفتنة اياها ' عملية غسيل كلامية ، مترافقة مع تصريح من شيخ هنا وآخر من هناك ، ومتبوعة بشن هجوم على الشرعية الفلسطينية ومصر ، والاختباء خلف مأساة قطاع غزة ، رغم أنهم شركاء في سببها ..
ولعل ' النفي' أو 'التوضيح' لن يزيل الرسائل التي ترسلها حماس لجهاتها الأعجمية ، بل تقوم بعملية تضليلية للانسان الفلسطيني والعربي وبعض الاسلامي ، وربما لم يعد بالامكان الاستمرار في هذه اللعبة ، بعد تواصلها منذ لقاءات وفد حماس مع وفد أمريكي ومناقشه المستقبل بعد اضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ( ضرورة قراءة محاضر اللقاء مجددا في هذه الفترة ) ..
المثير جدا في أقوال د. دويك ، توقيتها أكثر من مضمونها حيث جاءت عشية وصول المبعوث الأمريكي ميتشيل حاملا ملفا يقوم على قاعدة ' الضغط' على الرئيس عباس للعودة الى المفاوضات ضمن مفهوم لا زال الرئيس عباس لا يراه كافيا .. دويك نيابة عن حركة حماس أرسل الرسالة : هنا حماس' تذكروا ولا تنسوا وهي جاهزة تماما للسير فيما لا يسير الآخر به ، وهو قول يتوازى مع جهد 'حماس' الخارق في قطاع غزة لضبط الأمن استجابة للضغط والتهديد الاسرائيلي ..
أقوال دويك ونشاط ' أمن حماس' في قطاع غزة رسالة تشكل أداة ضغط فوق ضغط أمريكي على الرئيس عباس .. هكذا هي ' الممانعة المشعلية الجديدة ' .. بالمناسبة ننتظر تكذيبا قطعيا وواضحا من د. دويك اليوم لما جاء منسوبا اليه وليته يتكرم وينشر ما قاله للثري جدا البريطاني ..
ملاحظة: شخصيا لم اعرف عن د. غازي حمد ' الكذب' فهو انسان مختلف بسلوكه عن ' الانقلابيين ' ولكن ربما يحتاج هو لتوضيح أقوال ايمن طه عن ما تم في اتصال غازي نفسه وما قاله هو ووصفه للوضع هناك حول دخول محمد دحلان .. ساعفي نفسي الرد لكن ' مصداقية ' حمد في الميزان ..
تنويه خاص : تصريحات هنية يوم أمس حول قتل الجندي المصري اعتراف حمساوي صريح بأنهم القتلة .. تحت عنوان الغضب .. الاعتراف يجب أن يقود لمحاكمة القاتل حبا واحتراما لشعب مصر أولا .. يا ابوالعبد مش هيك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق