مجدى نجيب وهبة
بدأ العد التصاعدى فى نغمة قلب الموازين والحقائق بنشر المقالات واللقاءات على البرامج الفضائية لتضليل الرأى العام بهدف طمس معالم الجريمة مثل غيرها من الجرائم الطائفية بل وغلق الملف وعفا الله عما سلف والحى أبقى من الميت ، ونبدأ من جديد حدوتة الأرض المصرية والهجوم على البابا وكل مصرى تسول له نفسه سرد أحداث نجع حمادى أو أى أحداث طائفية أخرى
ففى جريدة روزاليوسف اليومية فى العدد الصادر فى 20 يناير 2010 مقالين أحدهما لـ د.محمود سليمان بعنوان " نجع حمادى وقاتلوا الفتنة ... الأنبا كيرلس ود. مفيد شهاب " ، والأخر للأستاذ جمال أسعد بعنوان " لماذا كل هذا الهجوم ضد المحافظ القبطى ؟ " ، ولأن المقالين أثاروا إستيا البعض لبعدهم عن الواقع لذا فلنا حق تصحيح ما تم نشره .
ففى مقال د. محمود سليمان قال : " كم كان عظيماً الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى عندما تحدث تليفونيا فى برنامج القاهرة اليوم فى حلقة السبت الماضى حيث فند مزاعم الأخ مايكل منير والأخ شريف دوس عن تراخى الأمن وعن مظاهر الإضطهاد التى يعانى منها الإخوة المسيحيين فى مصر عامة ، كما كذب الأنبا كيرلس الإدعاء بأن السيدة المتوفاة فى أحداث نجع حمادى لم تكن بسبب إشتعال النار فى منزلها بل نتيجة التدفئة التى كانت تستعملها فى بيتها ، كما هاجم د. مفيد شهاب كلا من مايكل منير وشريف دوس وإتهمهما بإشعال فتنة طائفية عندما شكك كل منهما فى نزاهة القضاء المصرى وكفاءة الأمن المصرى وقال شهاب أن المصريين جميعاً لا فرق بين مسلم ومسيحى ، يجب أن نكف عن إثارة نار الفتنة والوقيعة ، فالشعب المصرى شعب واحد .. بغض النظر عن الدين والعقيدة ..
ثم كتب جمال أسعد فى مقاله والذى بدأه بمهاجمة البابا وتساءل هل مجئ محافظ مسيحى ، يجعل الأقباط والأسقف يتصورون أن يعنى ذلك أنه لا بد أن يكون مسيحياً إنتماءً وموقعاً وأن يكون خاضعاً للكنيسة والأسقف ؟!! ، ثم إتهم قداسة البابا بأنه قام بالهجوم على المحافظ شخصياً حيث قال أنه لا يعرف المحافظ ولا يعرف شكله وأنه يحافظ على البعد عن البابا " وإعتبرها جمال أسعد حرباً نفسياً من البابا ضد المحافظ وتساءل بإستهزاء كيف تسمح الدولة لنفسها إستشارة البابا فى بعض ترشيحات الأقباط فى المواقع الحساسة ومجلس الشعب والشورى حتى أن البابا تخيل أنه كان يجب أن يخطروه بإسم المحافظ الجديد بل ويجب إستشارته بالموافقة عليه من عدمه وهو ما أدى إلى إشتعال الخلاف بينهم وإعتبره نوع من الإرهاب الدينى والكنسى ثم يقوم بعد ذلك بمهاجمة النائبة جورجيت قلينى ويصفها بأنها النائبة المعينة من قبل الكنيسة فى مجلس الشعب ، حيث إتهمها بالقيام بحملة غريبة وشاذة ضد المحافظ بإعتباره قبطياً للأسف الشديد ثم يواصل هجومه ويتساءل لماذا لم يحدث هذا مع كل المحافظين الذين حدثت بمحافظاتهم مثل هذه الحوادث وهل المطلوب من المحافظ القبطى أن يكون خاضعاً للأقباط والكنيسة أم مؤدياً دوره فى موقعه كمصرى بعيداً عن الهوية الدينية وما مسئولية المحافظ فى هذه الأحداث ، ثم يزعم جمال أسعد أن النائبة تريد أن ترسل رسالة طائفية للكنيسة حتى تكون راضية عنها ، ويمكن إعادة ترشيحها للدورة القادمة .
بداية لنا تعليق على مقال د. محمود سليمان بوصفه أن الأنبا كيرلس كان عظيماً عندما تحدث فى برنامج القاهرة اليوم فهذا لا نختلف عنه ، أما إعتراضنا على الأنبا كيرلس فهو هجومه على الأخرين فليس من صفات الأساقفة والمطارنة ولا أى شخص مسيحى سواء كان كهنوتيا أو علمانيا أن يخطئ فى الأخر ، وإليكم بعض التصريحات التى أدلى بها الأنبا كيرلس عقب الحادث :
أثير فى صحف عديدة الخلافات التى نشأت بين عبد الرحيم الغول عضو مجلس الشعب والأنبا كيرلس بل ونشر على لسانه فى بعض الصحف بأن الأول أعلن بأن ينتف دقن الأسقف شعرة شعرة ، ثم عاد وأنكر كل تصريحاته وبدأ يتبادل القبلات مع نائب مجلس الشعب عقب الأحداث الأخيرة ، وقد نشرت معظم الفضائيات تصريحات نيافة الأنبا قبل وبعد ....
أعلن الأنبا كيرلس أن شهداء نجع حمادى هى أعمارهم وكأن إنهاء حياتهم يتوقف على حوادث العنف الطائفى .. وهو ما إعتبره نيافته أنهم شهداء الكنيسة كذلك قال نيافته إنه عند قيامه بزيارة أسر الضحايا كانت تنطلق الزغاريد والطبل والزمر وتحولت الأحزان إلى أفراح ..
أبدى الأنبا كيرلس تعجبه من متابعة وزيارة النائب العام موقع الحدث وعلى حد قول نيافته أن المسألة بسيطة ولا تستدعى حضور سيادة النائب العام بنفسه وكان يكفى إرسال وكيل نيابة لمتابعة الحدث فهل إعتبر الأسقف أن سقوط 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا فى ليلة عيد الميلاد هى أحداث ضئيلة يتم بحثها عبر جلسات المصاطب لتنتهى بالمصالحة العرفية والعناق ثم يواصل الجميع أعمالهم وهو ما ادى إلى إصابة نيافة بالإندهاش والتعجب لحضور النائب العام بنفسه لإجراء التحقيقات ومتابعة ملابسة الأحداث وقد تناسى نيافته أن الحدث كان فاجعة أصابت وطننا وجميع دول العالم بالذهول من بشاعة الجريمة .
هاجم الأنبا كيرلس نائبة البرلمان جورجيت قلينى وقال " لقد أحسست بالتشاؤوم عند قدومها ووصفها بـ "وش خراب" وإذا كان الحال مع النائبة هكذا فما بال عامة الشعب هل يغلق الجميع أفواههم ويصمتون .
هاجم الأنبا كيرلس القمص صليب متى ساويرس حينما أبدى إستيائه من بعض حواراته على القنوات الفضائية وقال له " إنت عايش فى القاهرة ، ماذا تعرف عن نجع حمادى " .
قال الأنبا كيرلس أن الرصاص الذى أطلقه الجناة على الضحايا كان يستهدفه هو شخصياً وهو ما أحس به فإضطر إلى تغيير مسار سيارته حتى وصل إلى باب الكنيسة الخلفى ثم عاد وأنكر كل ذلك . ثم عاد وذكر البعض أن هناك ضغوطاً مورست ضد الأنبا كيرلس ...ولا تعليق لدينا .
فماذا بعد كل تلك التصريحات هل لا يعلمها د. محمود سليمان وهل لم يشاهد الأنبا كيرلس المنازل التى أحرقها الغوغاء والمتطرفين فى تلك الأحداث الطائفية والتى إستمرت من الساعة الثامنة والنصف يوم الجمعة حتى الساعة الثانية والنصف صباح السبت ، وبثت على جميع القنوات الفضائية كما ذكر فى جميع الصحف أن الأمن عجز عن السيطرة على هذه الأحداث !!! ... ألم يتابع د. محمود سليمان هذه الأحداث . ورغم كل ذلك إدعى البعض أن السيدة توفت بسبب إشعال نار التدفئة !!! .
أما عن تصريحات الدكتور مفيد شهاب عندما تصدى لإدعاءات الأخ مايكل والأخ شريف دوس عندما شكك كل منهما فى نزاهة القضاء المصرى وكفاءة الأمن المصرى ... فنحن نتوجه بالسؤال للدكتور مفيد شهاب ، هناك أحداث عديدة طالت المحروسة منذ أحداث الخانكة ثم الزاوية ثم الكشح 1 والكشح 2 والقوصية وبنى والمس والعياط ومحرم بك وبنى مزار وديروط والعديسات والعديد والعديد من هذه الأحداث الطائفية ودون التعرض للقضاء وأحكامه ليت أن يصرح د. مفيد شهاب ويصدر بيان بعدد المقبوض عليهم أو الذين تم الحكم عليهم ، منذ تلك الأحداث رغم حرق وسلب وقتل وترويع المواطنين وتكدير الأمن العام ، حتى يمكن تكذيب كل من يتطاول على المعالجات الأمنية للأحداث الطائفية فى مصر ... نعم هناك مشاكل قد تبدو عديدة بين مايكل منير وأخرين ولكن المصاب هو قد ألمنا جميعاً ، فلا فرق بين قبطى واخر بل وبين مسلم وأخر مسيحى .
أما ردنا على جمال أسعد المفكر القبطى الذى دأب على مهاجمة البابا والكنيسة ومحاولة قلب الأوضاع فى كل الأحداث الطائفية وتوجيه تهمة إثارة الفتنة الطائفية لكل أب كاهن فكر أو تجرأ بالرد على هذه التصريحات الطائفية التى تصدر من جهابذة الفتاوى فى مصر أمثال محمد عمارة وزغلول النجار وعمر عبد الكافى أو الشيخ القرضاوى أو الشيخ يوسف البدرى أو من أى شخص يسعى لمهاجمة الكنيسة والعقيدة المسيحية فسرعان ما يصدر جمال أسعد المقالات للتجريح فى من تسول له نفسه للرد على أى من هؤلاء ...
هل تجاهل الأستاذ جمال أسعد تصريحات السيد المحافظ التى قال أن الأقباط سبب إشتعال الفتنة من جراء إعتداء مواطن مسيحى على طفلة مسلمة فى أحداث فرشوط فى إصرار للدفاع عن المتهم وإعتبار أن القضية قضية فردية وليست فتنة طائفية علماً بأن الوقائع التى ظهرت فى الأحداث والتى وجهتها النيابة للمتهم أنها قتل مع سبق الإصرار والترصد ولم يكن قتل عشوائى فى أحد الأسواق أو الضواحى بالمدينة بل كان سبق الإصرار والترصد للأقباط وتجمعاتهم عند خروجهم من الكنيسة عقب الإحتفال بعيد الميلاد ، كما صرح المحافظ أن تداول صور الفتيات المسلمات على الموبايلات بين الشباب المسيحى هو من حفز الأخرين بالهجوم عليهم فأين هذه الصور التى أثارت البعض وهل تم التخلف من كل هذه الموبايلات دون دليل على صحة أقوال المحافظ حتى يتم الهجوم على الأقباط وحرق كنائسهم وقتل البعض وسرقة ونهب المحلات فى أكثر من قرية ومركز بالصعيد فهل كل هذه الأحداث وما قبلها وما بعدها وما هو قادم والتى تحرض ضد الأقباط يقال عنها أنها أحداث فردية .
... السيد النائب السابق بمجلس الشعب جمال أسعد لماذا لا تكف عن السخرية من الكنيسة والإستهزاء بالنائبة المعينة من قبل الكنيسة وتتناسى أنها قبل الكنيسة فهى معينة من قبل جميع أقباط مصر بالداخل والخارج كذلك مسلمين مصر فلا داعى لدق الأسافين بين أبناء الأمة والوقيعة بين الجميع وتحريض أبناء الوطن الواحد كلا ضد الأخر ، فالوطن ليس فى حاجة إلى مزيد من إشعال الفتن الطائفية ولا لهؤلاء الأبطال الزائفين والمضللين للحقائق .
فإن ما يمارسه جمال أسعد وأخرين هو إشعال مزيد من الفتنة الطائفية وإستقواء البعض ضد الأقباط ... فعلينا أن نتنبه لذلك ...
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق