حسام الدجني
لعل عملية اغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي على يد مقاومين من الجبهة الشعبية، أو عملية الوهم المتبدد والتي أسرت ثلاث فصائل وهي حماس وألوية الناصر وجيش الإسلام الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أو عملية وادي الحرامية أو غيرها من العمليات النوعية تشكل قفزة نوعية في تطور الكفاح المسلح وضرب الاحتلال الإسرائيلي في القلب.
ولكننا اليوم أمام عمل بطولي مقاوم من نوع خاص، وهو يشكل خطراً استراتيجياً على أمن دولة إسرائيل، ألا وهو افتتاح أكبر مشتل للنخيل على مستوى الشرق الأوسط، بدعم وتميل من جمعية الرحمة العالمية بدولة الكويت الشقيق، حيث أعلنت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة عن زراعة 50 ألف نخلة، ووضع خطة إستراتيجية لزراعة خمس ملايين شجرة مثمرة، وقبل ذلك تحدت غزة الحصار عبر زراعة الأسماك، بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً بحرياً يوازي الحصار البري والجوي ومنعت الصيادين من نزول البحر، حيث كانت إسرائيل ترفض هكذا مشاريع، لأن إسرائيل ترغب بأن تبقى غزة تابعة لها، حيث من خلال الاقتصاد تستطيع تطويعها في كل المجالات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.
يستطيع هذا المشروع أن ينتج بعد سنوات قليلة 15 ألف طن من التمور، وقد نشهد بعد أقل من ثلاث سنوات اكتفاءً ذاتياً من الفواكه حيث قامت وزارة الزراعة بزراعة آلاف الأشجار من الفواكه، والتي تتوقع الوزارة أن تحقق أكتفاءً جزئياً في العديد من أصناف الفواكه التي يستوردها القطاع من إسرائيل.
قطاع غزة المحاصر والذي تبلغ مساحته 360 كيلو متر مربع، وأكثر من مليون وثلاثمائة ألف نسمة، ويعيش معظم سكانه تحت خط الفقر، يستطيع اليوم من توفير آلاف فرص العمل، وكذلك تحقيق ناتج محلي يحررنا من التبعية الاقتصادية للغرب.
مزيداً من تحقيق التنمية المستدامة، ومزيداً من هكذا مشاريع، وعلى وسائل الإعلام تسليط الضوء على انجازات قطاع غزة، لنجعل من فلسطين واحة خضراء، وعلى المانحين دعم هكذا مشاريع ولنجعل فلسطين تعتمد على نفسها في توفير موازناتها، وأتمنى على كل مؤسسات المجتمع المدني والفصائل والمساجد أن يكفوا عن سياسة الكابونات، وان يضعوا أموالهم في مشاريع استثمارية، لأننا يجب أن نقاوم الحصار من خلال التنمية، وتعزيز صمود المواطن من خلال استغلال الكادر البشري الفلسطيني وتعزيز كرامته والاستفادة من خبراته التي بنت دول.
Hossam555@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق