د. فايز أبو شمالة
انتبه الجميع إلى تلويح السيد جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، بتقليص ضمانات القروض التي تمنحها أمريكا لإسرائيل، إذا لم تقم بتحريك محادثات السلام مع الفلسطينيين للتوصل إلى حل قائم على أساس دولتين، ولم يتنبه أحدٌ إلى ما هو أخطر من ذلك في كلام السيد ميتشل للإذاعة العامة الأمريكية، حين قال الأمور الخطيرة التالية:
أولاً: أن أمريكا هي التي تقف وراء تأجل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، إلى حين تحقيق المصالحة الفلسطينية، فقد قال السيد ميتشل: إن صفقة تبادل الأسرى لن تعزز ثقة السلطة الفلسطينية بالحكومة الإسرائيلية، لأنها ستعتبر بمثابة منح الشرعية لسياسة حركة حماس، وتعنى أن طريق حماس، طريق المقاومة تحقق المكاسب.
ثانياً: إن أمريكا هي التي تقف وراء تأجيل المصالحة الفلسطينية إلى ما بعد استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وهذا ما يمكن استنتاجه أيضاً من كلام السيد ميتشل حين تبنى الموقف الإسرائيلي قائلاً: "أنه لا يؤيد المفاوضات السياسية مع حركة حماس، كيف يمكن أن تجلس مع شخص يريد تدميرك". وفي هذا الحديث الأمريكي تأكيد لما تردده حماس: أن السلطة في رام الله غير قادرة على تحدي الإدارة الأمريكية، وتحقيق المصالحة.
ثالثاً: إن الذي يهم أمريكيا هو استئناف المفاوضات، والانشغال بالتوصل إلى اتفاق، كما يقول ميتشل: "يمكن التوصل إلى أتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين خلال سنتين بالحد الأقصى، إلا أن تطبيقه قد يستغرق سنوات" وفي ذلك تأكيد على أن ما تسعى إليه أمريكيا ليس إلا اتفاق إطار يجري الاحتفال بالتوصل إليه، ولا داعي لتنفيذه حتى بعد عدد من السنين.
رابعاً: يقر السيد ميتشل بالإدعاءات الأمنية الإسرائيلية، ويقول: إن إسرائيل تعتبر إزالة الحواجز، وتخفيف الإجراءات الأمنية أمراً كبيراً. فإذا صح ذلك، فماذا يمكن تسمية وقف الاستيطان الإسرائيلي كما تطالب السلطة الفلسطينية؟ أليس هذا من سابع المستحيلات ما دام إزالة الحواجز، وتخفيف الإجراءات الأمنية أمراً كبيراً كما يعتقد الإسرائيليون!.
خامساً: يرى السيد ميتشل أن للفلسطينيين حقوق لا ترتقي إلى المستوى السياسي، ولكنها تتجاوز حقوق الحياة اليومية، ليضيف قائلاً : ولكن بالنسبة للفلسطينيين فإن إزالة الحواجز، والتخفيف عن حياة الناس غير كافٍ. لذا يجب مكافأة الفلسطينيين على تأييدهم للمفاوضات!. وهذا هو بيت القصيد، مكافأة الفلسطينيين كي يستأنفوا المفاوضات، وليس حقوق، لذا لا داعي للتفكير بما هو أبعد من استئناف المفاوضات، والمكافأة!
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق