محمد داود
لقد جاءت تصريحات رئيس جهاز الموساد السابق افرايم هليفي ليكشف القناع عن الوجه الصهيوني الإجرامي والهدف الذي يخطط له المستوى السياسي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي باختصار الخلاص من الرئيس محمود عباس كما جرى مع الرئيس الشهيد "ياسر عرفات" إما بالطرد أو الأسر أو القتل. فاختار زعيمنا ورمز قضيتنا الشهادة.
ففي كل مكان وزمان وعبر محطاته العربية والدولية يعلن الرئيس عباس رفضه الجلوس أو التفاوض مع نتنياهو شريطة وقف الاستيطان بشكل تام وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من أراضي عام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وإطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال وعودة اللاجئين، وهي الثوابت الوطنية المدعومة بقرارات من الشرعية الدولية وبموقف عربي موحد وتأييد أوروبي.
إسرائيل من جهتها عبرت عن خشيتها من تصرفات السلطة الفلسطينية ومن الخطوات السياسية والإعلامية والميدانية التي يؤديها الرئيس عباس ورئيس وزراءه الدكتور سلام فياض، فذهبت واشتكت الولايات المتحدة ودولاً أوروبية واعتبرت ذلك تحريضاً سياسياً ضدها ويتناقض مع الاتفاقيات الموقعة، وحذرت عبر رسائل تلقتها القيادة الفلسطينية، مفادها بأن حياة الرئيس أصبحت في خطر وتوعدت بتنفيذ إجراءات ضد وجود السلطة ويبدو أن الخطة هي احتلال الضفة وتصفية الرئيس والقيادة السياسية في حال إعلان الدولة من جانب واحد، أو تصاعد العمليات الفدائية الفلسطينية التي تنفذها كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية.
فمع نجاح السلطة الوطنية الفلسطينية في فرض الاستقرار وترسيخ الأمن الوطني والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني والتطلع نحو الاستقلالية وهي معركة تخوضها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على كافة الصعد، فمنذ أسبوعين كانت عمليات كتائب شهداء الأقصى التي تعرف بالقنص والكمائن، لاسيما تلك التي تستهدف قطعان المستوطنين، فقررت أجهزة الأمن الإسرائيلية تصفية أبرز قيادات الجناح العسكري لحركة فتح .
إن المستوى السياسي والأمني في دولة الاحتلال ينظر بخطورة للإجراءات السياسية الأمنية التي تقودها السلطة في الضفة الغربية من عدة نواحي، أهمها :
- رفض الرئيس عباس مقابلة نتنياهو إلا بالموافقة على شروطه.
- رفض الرئيس عباس مبدأ وقف الاستيطان المؤقت.
- إرساء الأمن وتعزيزه لاسيما محاربة الجريمة والفساد.
- النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والصحي و... في الضفة الغربية.
- محاربة مظاهر الاحتلال لا سيما البضائع عبر رموز سياسية.
- التوافق السياسي الفصائلي.
- التأييد الدولي للرئيس عباس وللحكومة والداعي إلى زوال الاحتلال.
- مؤشرات سياسية واجتماعية وعسكرية ومعنوية تؤكد دعم السلطة للمقاومة الفلسطينية.
إن حملة التشهير والتحريض بحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس جاءت متزامنة بكل أسف مع فتوى أصدرها الشيخ يوسف القرضاوي الذي جاء باتهامات باطلة تتساوق مع الاتهامات الظالمة والجائرة والحملة المسعورة على شخص الرئيس الذي يمِّثل الشعب الفلسطيني بالتالي الهدف واحد هو المساس برمز الشعب الفلسطيني لإسقاط الشرعية الفلسطينية، وتكريس الانقسام الداخلي، وإدخال الساحة الفلسطينية في الفراغ الدستوري لتدمير م.ت.ف لحساب قوى إقليمية ودولية، بدلاً من الذهاب إلى المصالحة.
وعجباً لهذا الزمان وشيوخه، فدور العلماء هو إطفاء نار الفتنة وليس العمل على تأجيجها خدمة لمأرب مادية أو حزبية أو إقليمية.
كاتب وباحث
الأربعاء، يناير 13، 2010
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق