هيثم البوسعيدي
ليس معنى وجود شخص ينتقد هنا ويتهجم هناك أننا أمام معارض صادق، وليس كل ما يبثه المنتقد من إنتقادات غاضبة وشحنات عاطفية لأصحاب السلطة السياسية هو ناتج بدافع الذود عن هموم المواطن وقضايا الوطن.
كلام كهذا قد يوجه إلى أصناف كثيرة من أبناء الوطن الذين يعتقدون بصورة مباشرة أن كل من يتهكم عبر شاشات القنوات التلفزونية على نظام بلده وكل من يفرغ أفكاره الناقدة عبر المدونات والمنتديات والمواقع الالكترونية هو ينطلق من مبدأ وطني بحت.
يؤسفي أن أخالفكم هذا الرأي، في ظل ما نراه اليوم من وجود جملة ممن ينتقدون ما يحدث في عمان وهم في ذات الوقت يبتعدون أو يقتربون من دائرة الاحداث ، لنذكر أن مآرب جزء ممن يدعي المعارضة والانتقاد والمظلومية هي بالاساس غير منظوية تحت لواء المعارضة الصادقة والمصلحة الوطنية المخلصة ومنهجية الانتقاد البناء.
هذا يرجعنا مع اختلاف الفارق إلى طرح الأمثلة ومنا الدوافع التي وجهت مجموعة من الشخصيات والجهات المنتمية عبر التاريخ الحديث لجهة الإنتقاد والمعارضة العربية التي كانت أبرزها فيما مضى المعارضة العراقية وما مارسه جزء من المنتمون لهذه المعارضة من ازدواجية عفنة على كافة المستويات تمثلت في مصادقة الاحتلال والمتاجرة بدماء الأبرياء والتغذي على قوت وأموال الشعب، هذه المعارضة هي من احتلت الصدارة بمختلف شخوصها شاشات القنوات الفضائية لسنوات طويلة وطالبت بتحرير الوطن واقرار حقوق الإنسان وتنظيف البلاد من المرتشين والمفسدين، حتى انقلبت الموازين بعد فترة وأختفت في لعبة المصالح الشحصية والحزبية كل القيم والمبادئ والحقوق المتعلقة بالوطن والمواطن حتى لم يعرف أين موضع الحق وأين موقع الباطل .
وحال جزء ممن يدعون أفكار الانتقاد والمعارضة والرغبة في التغيير لا يختلف عمن سبقوهم في هذا المجال، حيث لا يخلو هذا الفريق ممن يتسلق قاصدا مطامع ذاتية وينطلق من مطلقات شخصية لا علاقة لها بحب الوطن وعشق ثراه ومحاورة نظامه، لان شريحة من هؤلاء هم أداوات في أيادي قوى الاستكبار وأوراق ضغط يستخدمونهم حيثما أبتعدت أو أقتربت مصالحهم، وهم في المقابل على استعداد لتقديم هذه الخدمات مادامت المكينة الأجنبية قادرة على توفير الدعم المادي والمعنوي لهم.
أخيرا يدفعنا هذا نحو القول أن قليل من يدعى المعارضة في أيامنا يعمل باخلاص للصالح العام والعمل الوطني الشمولي، ولو أن رشة خاطفة طالت أعلى رأسه لاسفل قدميه لتناثرت كل مبادئه وباع القضية بلمحة بصر، فهل يدرك من له عقل أن ليس كل من نعق بالتغيير والاصلاح هو مخلص وها هو التاريخ يطفح بكثير من الشواهد والامثلة لأن شريحة مما يسمى بجهة الانتقاد والمعارضة أنما يدورن أينما دار كأس السلطة ويلهثون وراء المال أينما خبأت صناديقه، لذا ليست كل المعارضات مستعدة لتقديم خدمات مجانية لأجل الوطن ومن أجل المواطن وليس كل المنتقدون أشراف وأطهار ووطنيون.
الثلاثاء، ديسمبر 15، 2009
هــل هـنـاك مـعـارضـة مـجـانـيـة؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق