د. فايز أبو شمالة
إذا كانت مقاومة إسرائيل عبثية وفق توصيف السيد عباس، فما الذي يمنع حماس من الابتعاد عن العبث قليلاً، والعمل الجدي على طريقة السلطة في رام الله، ولاسيما أن جد حماس في هذا الشأن جدٌ محكوم بزمن معلوم، وعليه فلا داعي لأن تنجر المقاومة وراء جملة الأٌقلام، والآراء السياسية التي تسعى للمشابهة بين الصمت والموت، ولا هم لهؤلاء إلا رؤية غزة تحت القصف؛ كي يقولوا: لقد حذرناكم، وقلنا لكم أن المقاومة عبثية!.
أنصح حماس أن لا تستجيب لتشنجات، وخبث الداعين إلى زج غزة في الحرب قبل الإعداد لها، فغزة تعرف، ورام الله تعرف، وتل أبيب تعرف أيضاً أن حماس شهر نوفمبر هذا العام هي أقوى عسكريا من حماس شهر أكتوبر الماضي، وأن حماس شهر يناير ستكون أقوى من حماس شهر ديسمبر، وأن هنالك فرقاً بين من أخفى البندقية وبين من كسرها، وبين من يعد للمواجهة وبين من يرفض فكرة المواجهة، ولعل تصريح السيد عباس بمنع إلقاء حجر انتفاضة على المستوطنين خير دليل على أن الضفة الغربية تحت حكم السيد عباس، قد تخلت إلى الأبد عن المقاومة، وجلست على صخر الضفة الغربية في العراء تحت رحمة المجتمع الدولي، والوفود الأمريكية التي ستراقب تجميد البناء في المستوطنات، التي تمول مالياً من أمريكا، أو جاء مستوطنوها من أمريكا، أو تربطهم علاقات حميمة مع أمريكا.
أقول لحركة حماس: لكم في تجربة حزب الله موعظة حسنة، فقد صمت حزب الله عن حرب إسرائيل من سنة 2000 تاريخ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وحتى سنة 2006، ليفاجئ الدولة العبرية بقوته، وبحربه الضروس التي لم تنته بعد. لذا فإنني أحرض حماس بكل قوة بأن لا تتأثر بمن يردد: أن حماس تمنع المقاومة، وأنها صارت مثل السلطة في رام لله، وتسير على طريقها للاعتراف بإسرائيل، والتفاوض معها، وأن المقاومة من غزة وتحت ظلال حماس قد صارت في علب العرائس، وأن حماس تقوم بحراسة الحدود الإسرائيلية.
إن كل أولئك الذين يكتبون عن تخلي حماس عن المقاومة هم من خندق الخنوع، ومن دعائم الاستسلام، وعبروا عن ذلك من خلال كتاباتهم، وتفكيرهم، وسلوكهم، وعلاقتهم بالصديق الإسرائيلي، أو بالطرف الآخر كما يسمونه. وهدفهم تبرير خطهم السياسي بالقول: جميعاً في خندق التسليم للقوة الإسرائيلية، وجميعنا على الطريق التفاوض ذاتها.
ولكن الواقع عنيد، ويعطي حقائق عكس ذلك كلياً.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق