حسام الدجني
رسالتي موجهه إلى أجهزة الاستخبارات في دول العالم، والى صانعي القرار، والى مجلس الأمن الدولي، وكل من يهمه الأمر.
إلى كل من يتهم المقاومة بالإرهاب على الرغم من أن القانون الدولي أجاز مقاومة المحتل. ووفق القانون الدولي من حق البلدان التي تعرض للعدوان أو التهديد أن تقوم بتوفير جميع مستلزمات مقاومة العدوان وصده بمختلف الأشكال وبكل ما هو متاح ومتوفر لأبناء الوطن، ولكن ماذا نعمل مع عالم ظالم...
من أين يأتي (الإرهاب)؟
سؤال تبحث عن إجاباته منظومة دولية استخباراتية عظمى، تحاول تفكيك الشفرات، ولكنها تفشل، عقدت مئات ورش العمل، واستضافت الخبراء من كل الدول، وأنفقت المليارات ولكن (الإرهاب) والعنف مازال مستمراً، بل يزداد قوة وشراسة، لماذا؟
تشكل السياسات الدولية في الشرق الأوسط أحد أهم الأسباب وراء ازدياد وتنامي قوة (الجماعات الإرهابية) ومن ذلك:
1- ازدواجية المعايير التي يتعامل معها الغرب في إدارة الملفات في الشرق الأوسط هي من أهم منابع (الإرهاب والعنف) كما يحلو للغرب تسميته، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
* تعامل الغرب مع الديمقراطية، حيث يرى الغرب أن الديمقراطية يجب أن تكون على حسب المزاج العام الدولي وإلا... فالغرب قاطع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفرض عليها حصاراً سياسياً واقتصادياً لم يشهد له التاريخ المعاصر من قبل، إثر فوزها بالانتخابات التشريعية عام (2006)، بينما اعترف بحكومة يمينية صهيونية عنصرية لا تعترف بالاتفاقيات ولا بعملية السلام.
* الانحياز الكامل لإسرائيل، والتعامل بمكيالين مع قرارات الشرعية الدولية، فما يتعلق بإسرائيل هي غير ملزمة به، أما ما يتعلق بأي قطر عربي أو إسلامي، فحتمية التدخل العسكري للحلفاء أمر حتمي.
* التعامل مع الملف النووي الإيراني، وتجاهل الملف النووي الإسرائيلي.
2- شمولية النظام الإقليمي العربي، وغياب الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
3- تفشي الفقر والبطالة وتقسيم المجتمعات إلى طبقة ارستقراطية وطبقة مهمشة بل معدمة.
4- غياب التوزيع العادل للثروات في الشرق الأوسط.
5- الأطماع الاستعمارية للغرب في المنطقة، وسيطرتها على مقدرات الأمة.
6- التدخل الغربي السافر في الملفات والقضايا الداخلية للدول العربية والإسلامية.
7- إعطاء صبغة أيدلوجية على العلاقة بين الغرب والمسلمين، مثال على ذلك تصريح الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما أطلق تسمية الحروب الصليبية في حربه على الإسلام والمسلمين.
8- دكتاتورية الحريات الدينية في الغرب، حيث ينتهك شخص رسولنا الكريم محمد، وتمنع المآذن، ويعتقل العلماء، وتغلق المؤسسات بتهمة تمويل (الإرهاب)، بينما اللوبي الصهيوني يدعم إسرائيل التي تقتل وتفتك صباح مساء بالفلسطينيين وباللبنانيين.
9- تعزيز الدولة القطرية الضعيفة في العالم العربي والإسلامي، ومحاربة أي بذور وحدة بين الأقطار العربية والإسلامية، فهم اليوم يبتدعون الجدار الفولاذي بين مصر وغزة، وإذا نجح في خنق غزة، سيطبقونه في أفغانستان وإيران والسودان وكل الدول العربية.
10- تعزيز سياسة المحاور في الشرق الأوسط، والعمل على نقل الصراع السياسي بين المحورين إلى صراع عسكري، المستفيد الوحيد منه إسرائيل وحلفائها.
11- انتهاك كرامة المواطن العربي والإسلامي، من خلال انعدام السيادة الوطنية في البلدان العربية والإسلامية، فمعظم الدول يوجد بها قواعد وثكنات عسكرية للغرب.
12- عمليات التجسس العلني على الدول العربية والإسلامية بذريعة الإرهاب، وما القمر الاصطناعي الجديد التي أطلقته فرنسا (هيليوس-2ب) لمراقبة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خير دليل على ذلك.
13- انتهاك أعراض المسلمين في العراق على يد الشركات الأمنية الأمريكية بلاك ووتر وغيرها، فالمرأة العراقية ينتهك شرفها وتستغيث وتقول يا زعماء العرب، ولا أحد يستجيب.
ما سبق ليست هي إلا بعض من الأسباب التي تدفع من أبناء الأمة العربية والإسلامية من اللجوء إلى الاستشهاد في سبيل الله من أجل الدفاع عن كرامة الأمة وشرفها.
إستراتيجية مقترحة لمحاربة الإرهاب الدولي:
1- الانسحاب من أفغانستان والعراق وباكستان، وترك شعوب المنطقة لاختيار ممثليهم عبر انتخابات نزيهة.
2- حل الصراع العربي الصهيوني وفق قرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من كل المناطق المحتلة.
3- تفكيك الملف النووي في كل دول العالم وعلى رأس ذلك إسرائيل.
4- العمل على ترسيخ مبادئ الديمقراطية في الأقطار العربية والإسلامية.
5- التوزيع العادل لثروات المنطقة.
6- إعادة النظر في السياسة الخارجية الأمريكية والتي تعتمد على منطق العصا والجزرة، والتدخل في الشئون الداخلية (الفوضى الخلاقة).
7- إغلاق معتقل غوانتانمو، والعفو عن المعتقلين الإسلاميين، والسماح بالحريات الدينية في الغرب.
8- بناء علاقات بين الدول على أساس الاحترام والمصالح دون الإساءة والتدخل في شئون الآخر.
9- تفكيك القواعد العسكرية الأمريكية من الشرق الأوسط، والعمل على تأمين مصالح الدول الغربية من خلال الدول العربية والإسلامية.
في حال قامت الولايات المتحدة والمجتمع الغربي بالعمل على إنهاء الملفات الساخنة من خلال ما سبق، لن تجد أي مواطن من الممكن أن يلجأ إلى التطرف، بل سيعمل الجميع من أجل الاهتمام في تطوير قدرات بلدانهم، ولكن هذا بعيد كل البعد عن السياسة وقد يقول البعض أن هذه أحلام يقظة، وأنا أقول إن الواقع الصحي هو ذلك وأن البديل عن ذلك هو مزيد من التطرف ومزيد من العنف ومزيد من المقاومة.
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق