د. فايز أبو شمالة
أحبكم، يا حركة فتح، وتمنيت على عقلائكم التنبه للنقد الهادف إلى تقويم الاعوجاج، وبالتالي مراجعة موقع الكوفية برس، ومحاسبة المسئول عن نشر مقال اليهودي المتطرف "داني أيالون" على صفحات الموقع، وتوقعت أن يشطب المقال فوراً كأبسط إجراء يدلل على احترام العقول، والثوابت الوطنية، واحترام الكوفية التي ارتقى بها أبو عمار شهيداً، ولكن للأسف؛ فقد ظلت الرذيلة السياسية منكوشة الشعر، وتمشي في وضح النهار، مع إصرار أصحاب الموقع على دفاعهم عن الخطأ بنشر مقال تحت عنوان "ما بين فايز، وفلسطين الآن، أين الحقيقة؟ شنوا هجوما عنيفاً على مواقع حماس، وموقع فلسطين الآن بالتحديد، وعلى شخصي ككاتب لمقال "مبروك عليك الكوفية يا داني أيالون" ظناً منهم أن الهجوم على الآخرين يبرئهم من جريمتهم، التي ما زالت تشهد عليهم حتى هذه اللحظة، للأسباب التالية:
أولاً: مقال اليهودي المتطرف "داني أيالون" لم ينشر تحت عنوان "مقالات إسرائيلية" كما يزعم موقع الكوفية برس في دفاعه عن الخطأ، إنما مقال اليهودي ما زال منشوراً في زاوية مقالات التي يكتب فيها رجال فتح مقالاتهم، ويأتي بعد مقال للكاتب صبري حماد، ويأتي بعده مقال للكاتب عطية أبو سعدة، ولتذكير القارئ العربي فإن مقال اليهودي المتطرف قد نشر في المواقع التالية فقط، وهي: صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن، ونقل عنها موقع الخليج في الإعلام، ونشر المقال في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي موقع فلسطيني واحد وحيد هو "الكوفية برس" وما عدا ذلك احترمت كل المواقع، والصحف والمجلات العربية والفلسطينية نفسها، ووطنها، وتاريخ شهدائها، ولم يقم أي موقع بنشر مقال الهالك القاتل اليهودي الصهيوني المتطرف "داني أيالون".
ثانياً: مقال اليهودي المتطرف لم ينشر في الصحف العبرية كرأي حر للمجتمع الإسرائيلي، وتم نقله بعد ترجمته إلى العربية كما يدعي أصحاب الكوفية، المقال نشره اليهودي المتطرف نائب وزير الخارجية باللغة العربية مباشرة، ويستهدف القارئ العربي.
ثالثاً: لقد سبق وأن نشرت منظمة التحرير الفلسطينية مقالات مدفوعة الأجر في الصحف العبرية، تدعو اليهود لانتخاب معسكر السلام بشكل غير مباشر من خلال نشر بنود مبادرة السلام العربية، وشرح أفضالها بلغة اليهود، ولكن لم تنشرها الصحف العبرية على أنها مقالات لكتاب، وإنما نشرتها على أنها إعلانات مدفوعة الأجر، والسؤال لأصحاب الكوفية: لماذا لم تنشروا مقال المتطرف اليهودي ضمن زاوية إعلانات إن كان مدفوع الأجر، وما عدا ذلك فمعناه؛ أنكم مقتنعون بما جاء في المقال من أفكار، وها أنتم تدافعون عنها؟
رابعاً: على الرغم من أنكم مؤسسة، ولها تمويلها، فلم ينشر ردكم على مقالي غير موقعكم فقط، بينما أنا الفرد قد نشر مقالي في عشرات الصحف والمواقع الإلكترونية، والسبب هو إدراك القارئ العربي للحقائق، وانكشاف الغمة عن أعين الناس.
خامساً: مقالاتي النقدية لحركة فتح تهدف إلى تسليط الضوء على الأخطاء السياسية التي أوردت شعبنا الردى، ولن أسقط في أتون التجريح، أو الاتهام الشخصي لأي مسئول، لذا أقول لمن ضلَّ الطريق: شنّعوا عليّ القولّ كما شئتم، فهذا لن يبرئكم من إثمكم، ولن يمنعني من حب كل حركات المقاومة، واحترام شهدائها وجرحاها وأسراها شئتم ذلك أم أبيتم.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق