سعيد علم الدين
سنحاكي أجواء المصالحات اللبنانية الحالية مظللةً بعهد فخامة الرئيس الحكيم إلى أبعد الحدود، وزيادة عن اللزوم في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والوفاق الوطني ميشال سليمان، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ الصبور والحكيم الى ابعد الحدود درءاً للفتنة المطبوخة للبنانيين بأيدي الطباخين المكشوفين من جميع اللبنانيين سعد الحريري.
ولهذا فلن نشنج أصحاب التشنج الساكنين في الروابي والعلالي،
ولن نستفز مشايخ الصوت العالي الذين يشوشون على زيارة سليمان الى واشنطن لأنه لم يأخذ الضوء الأخضر منهم مع إرشادات المرشد ونصائح القائد الولي الوالي، وسنتفادى بالتالي ذكر اسماء زعماء اللاخجل التي تعج بضجيجهم الغوغائي أرض لبنان الغالي، المثكولةُ بهم أمام الرأي العام، تحت ضوء الشمس وفي ظلام الليالي، التواقة الى الراحة والهدوء والتقاط الأنفاس وخلع ثياب البؤس الرثة والشقاء، والحرمان المقيم بلا أمان، وتقنين أو قطع الكهرباء، والفقر المقدع والبرد القارس بلا مازوت في الشتاء، ولبس حلة الأمل والبسمة والرخاء، والازدهار والتطور والسلام بعد حوالي اربعين سنة عجافا من الحروب العبثية والدمار والفتن المتنقلة بالآلام، وفوضى السلاح والمربعات الخارجة عن القانون وميليشيات الإفك والإجرام، واحزاب انتصارات الاوهام، وجبهات تحرير فلسطين في المنام، وضياع السيادة والاستقلال والدستور والنظام، وفقدان هيبة الدولة بالمناكفات الخبيثة الشريرة والخصام، وفرض قوى الامر الواقع لمعادلات جديدة بمنطق السلاح المدان، والمبني في الحقيقة على أضغاث الاحلام.
ولو دامت ايها السيدات والسادة القوة والمنعة والسلاح والجبروت يوما لأحد لدامت لإمبراطورية كسرى انو شروان!
الا أننا سنردد فقط ما قالوه هم فخرا بخجلهم في الصحافة والفضائيات والاعلام.
ولكن هل ممكن أن يفتخر الإنسان بخجله؟
بالطبع لا! فهذا شيء معيب لصاحبه.
ولا نقصد هنا خجل البنات والشباب في مقتبل العمر:
الظريفُ بحركاتِهِ، العفيفُ بعفتهِ، اللطيف بوداعته، الخفيف بخفةِ ظلِّهِ، البريء بتلبكهِ او تردده، الورديُّ باحمرارِ خدوده وارتعاشِ أطرافِ جسده وتسارعِ خفقات قلبه، خاصة اذا كانت فراشاتُ الحب الربيعِيَّة المزركشة ترفرفُ بألوانها الزاهية فوق أزهاره.
هذا الخجل هو خجل إيجابي طبيعي، ومحبب ومقبول، ويعكس لصاحبته او لصاحبه مواصفات الأدب والتهذيب واللطافة، والتربية السليمة، والذوق الحسن، والتواضع الزائد، ورقة الشعور، والاحساس المرهف، والخلق الكريم.
بالتأكيد جميع هذه الأوصاف تعتبر إيجابية، إلا إذا زادت عن الحد متحولةً الى نوع من الانعزال والوحدانية والتردد والجبن وضعف الشخصية، والشعور بالنقص، والخوف الشديد، والهلع والتلعثم والتأتأةِ وغيرها من الأعراض المزعجة جدا لصاحبها قبل الآخرين. والتي تتحول مع مرور السنين الى امراض اجتماعية ونفسية وجسدية يجب معالجتها طبيا بصورة جدية للتخلص منها نهائيا وإزالة آثارها.
نحن نقصد هنا خجل الكبار وبالأخص الزعماء السياسيين او أشباههم الذين يطبقون المثل الشعبي اللبناني المرفوض من جانبنا جملة وتفصيلا والقائل:
"البلد يلي ما بتعرف حدا فيها شَمِّر واخراه فيها".
هذا المثل الشعبي الذي يردد في اكثر من بلد عربي ننتقده انتقادا حادا، لأن الإنسان يجب ان يكون سفيرا لبلاده في الغربة ليقدم صورة مشرقة عن وطنه وليس ما يردده هذا المثل المنحط اخلاقيا وانسانيا.
اما هؤلاء أي بعض سياسيو لبنان ويا لهول المصيبة!
ويا للوصمة التاريخية الكبرى على جبينهم او الأصح على أقفية هؤلاء النبلاء !
فانهم يشَمِّرون أي يخلعون ملابسهم بلا حياء، ولا يخجلون من الخراء، في العراء امام اهلهم وبنات وابناء شعبهم اللبناني العظيم كما يدعون بعد ان كسَّروا عظامه أكثر من مرة في حروب أهلية مريرة سوداء، وعبثية نكراء كحربي التحرير والإلغاء، وزجوه في مغامرات فاشلة شمطاء كمغامرة تموز البلهاء، ولم يريحوه من المعارك الدنكشوتية والخضات، وتركوه يغرق في المآسي المتكررة والانقسامات، عدا الاصطفافات المذهبية الحادة البغضاء متسببين له النكبات والاغتيالات وسفك الدماء والويلات والبلاء تلو البلاء.
والأنكى من كل ذلك يا لطيف الطف بنا من هؤلاء الحمقاء!
هو الزحف المقدس إلى عتبات الباب العالي وبقية الأبواب على الكروش والبطون والأشلاء تذللا واستجداءً للغرباء للتدخل في الشأن اللبناني وحل مشاكل الزعماء الحمقاء عفوا العظماء.
الذين لم يفهموا الدروس ولم يستوعبوا بعد هذا العناء ان امهم فقط هو شعبهم وأبوهم فقط هو لبنان وليست امهم سوريا وامريكا ولا ابوهم فرنسا وايران.
وان الملف اللبناني يجب ان يكون فقط بين ايديهم وليس بايدي الأشقاء والأولياء والأوصياء والأصدقاء والحلفاء والغرباء وباقي الغربان.
وأن حل القضية الفلسطينية وعودة الإخوة الفلسطينيين الى وطنهم فلسطين هي في الأساس ومنذ عام النكبة مهمة الدول العربية الكبرى كمصر وسوريا والسعودية، وليس بإبقاء لبنان المنكوب مصلوبا مع شعبه الى ما نهاية على خشبة الفوضى ونزيف الهجرة والمشاكل والخطوب والآلام العظيمة والمآسي ولوعات الحروب.
ولكن ما العمل مع هؤلاء اشباه الزعماء الحمقاء عفوا العظماء سوى " شد السيفون" عليهم كما يقول الاخوة المصريين.
فسلاحهم الغير شرعي ومها حاولوا الادعاء بشرعيته، والمكدس بآلاف الأطنان ليس قوة للبنان بقدر ما هو قوة لهم لفرض معادلات أسيادهم كأمر واقع على اللبنانيين. وهم لا ولن يفكروا بتحرير مزارع شبعا بعد أن شبعت من شعاراتهم، ولن يطلقوا طلقة واحدة على اسرائيل بعد حرب تموز، اسوة بحليفهم النظام السوري المستلقي على امجاد حرب تشرين، التي حررت الجولان من المستوطنين واستعادت القدس وفلسطين. يتبع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق