السيد محمد علي الحسيني
غريب التصريح الذي أطلقه السيد منوشهر متکي وزير خارجية النظام الايراني عشية زيارته الحالية للبنان والذي قال فيه مامعناه أن بلاده تريد(نشر المحبة)في لبنان والدول العربية والعالم، وغرابة التصريح تکمن في اننا لم نجد او نتلمس لحد هذه اللحظة ومنذ مجئ نظام ولاية الفقيه الى السلطة في إيران شيئا او قبسا من هذه المحبة التي يزعمها السيد متکي بل وحتى أننا لو استخدمنا المجهر لکي نکتشف او نبصر ولو مايشبه فتاتا من المحبة لما أفلحنا في سعينا أبدا.
نشر المحبة المزعومة کما قالها متکي، وجدناها متجسدة في تلك السياسات المشبوهة للنظام الايراني حيال البلدان العربية بشکل خاص ونشر التفرقة و البغضاء وشق الصفوف بين أفراد الشعب الواحد.
نشر المحبة، وجدناها بأبهى صورها في الدعوات المشبوهة التي أطلقها مسؤولون في النظام بشأن عائدية مملکة البحرين لإيران وکذلك لمسناها في إصرار الملالي على ضم الجزر الاماراتية العربية الثلاث وأرض الاحواز العربية المحتلة الى إمبراطورية شرهم.
نشر المحبة، رأيناها بوضوح في التدخلات السافرة للملالي في الشؤون الداخلية للعراق ولبنان وفلسطين والكويت والدول الخليجية واليمن بشکل خاص، کما أبصرناها بجلاء في تسييس شعيرة الحج العبادية لأغراض دنيوية تافهة ورأيناها أيضا في التجاوز المکشوف على السيادة العراقية والدخول الى أراضيه عنوة واحتلالها.
نشر المحبة ماذا تعني؟ هل تعني إرسال فرق الموت الى مختلف الدول وزرع الخلايا النائمة هنا وهناك؟ أم انها تعني خلق حالة من الرعب وعدم الاستقرار من وراء اللهاث خلف بناء ترسانة عسکريتارية مدعومة ببرامج مشبوهة لاسلحة الدمار الشامل؟ ام انها تعني تصدير مفاهيم وافکار نظرية ولاية الفقيه الغريبة على ديننا وقيمنا ومبادئنا؟
ان نشر المحبة فيما لو اراد النظام الايراني ذلك فعلا، هو ان يبادر اول مايبادر الى کف شر تدخلاته وسياساته العدوانية الموجهة ضد البلدان العربية بشکل خاص. لينشروا المحبة بعدم دس أنفهم في أمور داخلية لاتعنيهم أبدا وإختلاق أزمات او السعي لإيصالها الى حالة من التعقيد والصعوبة في المعالجة. هل مايحدث في اليمن هو دليل على نشرکم للمحبة مثلا؟ أم هل أن الاشلاء المتطايرة في العراق من جراء إحتلالکم السياسي له هو شکلا من أشکال التعبير عن تلك المحبة؟
ان الاولى بالسيد منوشهر متکي، أن يحتفظ بما في جعبته وجعبة نظامه من محبة لکي ينشرونها لشعبهم المغلوب على أمره والذي طفح به الکيل من جراء السياسات الدموية والارهابية التي يتبعها نظام ولاية الفقيه في إبقاء حکمه الدکتاتوري الاستبدادي على رقاب الشعب الايراني.
أنشروا محبتکم المزعومة هذه في بلادکم التي تعاني الامرين من جراء سياساتکم الخارجية العدوانية الفاشلة والتي لم تجلب سوى الشر والبلاء والکوارث على الشعب الايراني المظلوم، وارجعوا امواله التي تبثرونها وتسرفونها هنا وهناك من أجل نشر نار التفرقة والحروب والشر والطائفية وساهموا ولو لمرة واحدة في تأريخکم الاسود بموقف انساني نبيل کي يشعر الشعب الايراني بشئ من المحبة التي قطعا ليس بإمکانکم أبدا أن تمنحونها له!
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق