الأحد، ديسمبر 06، 2009

أوقفوا الضغوطات ضد أشرف

السيد محمد علي الحسيني

تتواتر التقارير و الانباء المختلفة بخصوص تصاعد الضغوطات من جانب الحکومة العراقية ضد مخيم أشرف مقر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، ويتبين من الخط و السياق العام لتلك التقارير و الانباء، ان الحکومة العراقية عاقدة العزم بصورة واضحة على المضي قدما في مواصلة الضغوطات المتباينة ضد هؤلاء اللاجئين الايرانيين الهاربين اساسا من نير و جور نظام مستبد دکتاتوري لايعترف بمبادئ و أسس حقوق الانسان و حرياته الاساسية، ويبدو ان الحکومة العراقية تعتزم في نهاية المطاف نقل مخيم أشرف إلى مکان آخر تمهيدا لمرحلة جديدة من التعامل السلبي مع هؤلاء اللاجئين والذي يتعارض وبشکل جلي مع مبادئ و اسس القانون الدولي و يعتب إنتهاکا صارخا لمقررات جنيف بهذا الخصوص.

ان جنوح الحکومة العراقية للمزيد من التصعيد و توتير الاجواء مع الاشرفيين، يدل فيما يدل على خضوع هذه الحکومة لرغبات و مطالب نظام ولاية الفقيه في طهران والذي لم يهدأ له بال منذ عام 2003، من أجل النيل من هؤلاء المعارضين و إنهاء دورهم، ولئن فشل النظام الايراني في المرحلة الاولى من تصعيد الاوضاع مع أشرف وإنتهت الاحداث بإذعان الحکومة العراقية للضغوطات الدولية و إعترافها بالقرار القضائي الخاص الصادر بالافراج عن 36 رهينة الذين کانوا محتجزين لد‌ى السلطات العراقية، لکن الاستقبال الدولي الحافل و الملفت للنظر لإنتصار أشرف في معرکتها السياسية ـ غير المباشرة ضد نظام ولاية الفقيه، أطار صواب الملالي و أقض مضجعهم ودعاهم للمزيد من القلق على مستقبل الاوضاع في إيران خصوصا وان دور منظمة مجاهدي خلق بات يتزايد بشکل إستثنائي و يوما بعد يوم يتزايد أنصارهم و مؤازريهم على مختلف الاصعدة ومن هنا، فإن هذا النظام لجأ الى لعبته الجديدة بنقل مخيم أشرف إلى مکان صحراوي قاحل و مقفر و بعيد عن الانظار تمهيدا للإجهاز على الاشرفيين برمتهم و يعتقد نظام الملالي بإنجاح خطته بمختلف السبل و الوسائل بل وحتى هو يستغل علنا و بشکل واضح نفوذه على الساحة السياسية العراقية لفرض إملاءاته المريبة و غير الإنسانية ضد مخيم أشرف ويبدو ان السلطات العراقية بدأت تذعن للمخطط الخبيث المبرمج في طهران من خلال تشديدها الحصار ضد هذا المخيم بحيث أنها منعت حتى الادوية و الاطباء من دخوله وان مسار الاحداث يدل بوضوح کامل على ان الامور کلها تجري وفق مشيئة و إرادة حکومة الملالي في طهران وان ذلك يتعارض و بشکل صريح و واضح مع مصالح و اماني و إرادة الشعب العراقي، ويجب على الحکومة العراقية ان تأخذ في حساباتها ان تنفيذها لهکذا مخطط مشبوه و مرفوض إنسانيا و قانونيا لن يمر مرور الکرام على المجتمعين الدولي و الاسلامي و وستصطدم بموقف صلب يخلق المزيد من المشاکل و العراقيل لها في وقت هي في غنى کامل عن أية مشاکل و ازمات جديدة و حري بالحکومة العراقية ان تفکر بالامر من منظار واقعي يخدم مصالح و إرادة الشعب العراقي واننا کمجلس اسلامي عربي نرفض و بشکل قاطع ممارسة أية ضغوط من هذا القبيل ضد معسکر أشرف و ندعو الحکومة العراقية للمزيد من التروي و المنطقية في تصديها للمشکلة و ان تسعى لکي تنأى مواقفها بعيدا عن النظام الايراني.

*الامين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان.

ليست هناك تعليقات: