الثلاثاء، ديسمبر 08، 2009

دولة تحت الإحتلال تحل إسرائيل من كل التزاماتها وخطتي للمقاومة

د. أفنان القاسم

نحو مؤتمر بال فلسطيني (20)

عباس وفياض يلعبان لعبة خطرة كما هو عهدهما في خدمة الاحتلال وباتفاق معه، أولا تمثيلية التنحي، وثانيا مهزلة الإعلان عن الدولة وبناء المؤسسات، فالتنحي سيضفي على العميل المعروف صفة النزيه والديمقراطي، والدولة ومؤسساتها ستظهر الثنائي البائع بمظهر الوطني، وكل هذا يجري تحت الاحتلال، كالانتخابات والحفلات والسينمات والمؤتمرات، كل شيء طبيعي تحت بسطار الجيش الإسرائيلي، أما حقوق الفلسطينيين والقدس وحدود دولتهم وأنظمتها الشرعية والدولية، فهي مؤجلة إلى يوم القيامة، ولا أحد في الدنيا سيكون بمستطاعه إرغام الإسرائيليين على البت فيها. لهذا تطرح خطتي للسلام نفسها بأكثر ما يكون من قوة على عكس ما يرى بعض المثقفين العرب والفلسطينيين الذين طرق اليأس من كل حل سلمي بابهم، ووصلوا إلى قناعة أن إسرائيل لا تريد السلام، واكتفت بالخليج ومصر والأردن والعراق والأسواق التجارية لكل الدول العربية، فخطتي هنا لأن كل الطرق أقفلت في وجه حل سلمي، وهي ليست كاجتراح لحل معجز وإنما لأنها الوحيدة التي تصل إلى حل كل شيء يخصنا ويخص العرب والإسرائيليين على أساس التشارك والتكافل والتساوي، وفي ظرفنا الميئوس منه تصبح خطتي أداة قتال وكفاح من أجل تحقيق كل ما عجزنا إلى اليوم عن تحقيقه، إنها خطة للمقاومة ولاسترداد الهوية وإقامة الدولة، وهي خطة لإفهام إسرائيل أن العيش على الحيلة وبقلب اصطناعي إلى الأبد غير ممكن، الحيلة كما يشجبها المنطق، والقلب الاصطناعي كما يزرعه وجودها في مصر ووجودها في قطر ووجودها في العراق وغير العراق، لأن كل هذه الوجودات ما هي سوى قلوب اصطناعية لن تلبث أن تتعطل، أما الشراكة الحقة على شاكلة دول الاتحاد الأوروبي والتعاضد ما بينها والتبادل، فهذه هي القلوب الطبيعية لكل دول المنطقة.

إسرائيل لا تريد سلاما هو في عرفها سلام يهدد وجودها لهذا تلجأ إلى كل ما هو كريه وفظيع وشنيع، وعلينا بخطة مثل خطتي، خطة المقاومة والكفاح في وجه كل ما تفعل، إرغامها على ليس قبول السلام كما نراه نحن فقط ولكن أيضا على تغيير عقلية المعتدي الدائم والانتقال بها من عصر الغاب إلى عصر الإنسان وحضارة الإنسان وزمن الإنسان الذي يوجب اليوم الانفتاح على الغير وفتح كل الحدود بينه وبين أخيه الإنسان في الشرق والغرب على حد سواء.

الغرب لم يجرب العولمة الديمقراطية لأنه يخشاها، والأنظمة العربية تخشى الديمقراطية في الحكم لأنها لم تجربها ولم تعتد عليها بينما فيها وبها تزول كل الصعوبات التي تجتاحها على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية وخاصة في الأردن البلد الذي يعيش على التشريع المؤقت لتسيير أزماته والسعودية على تعميم المحرم حتى في قرار صغير لصد الحوثيين، الاتحاد المشرقي كما ترتأيه خطتي هو البديل لخوف الحكام العرب من السقوط والحكام الإسرائيليين من الزوال والحكام الفلسطينيين من أن يكونوا حكاما، وعندما يزول الخوف نقبل فكرة التغيير والتعاقب والعيش كمتحضرين، العيش كشعوب لها كافة الحقوق لا كأنظمة تتحكم فيها، ولكن على خطة السلم المقاوم التي لي أن تفرض نفسها على الجميع.

www.parisjerusalem.net


ليست هناك تعليقات: